الأربعاء، 6 أغسطس 2025

ذكريات القيظ

أيام زمان، في موسم القيظ، ما أن تبدأ الغبشة، إلا تجد الأطفال ببجاليهم تحت النخيل، يرقطون كل ما يتساقط من النخيل (خلال أو خامول أو بسر أو رطب أو حشف)، حتى تلك الموجودة بين الخوص، كان يخرجونها بسلاة من النخيل، ويعرف ذلك بالتقعين، يستمرون في الرقاط، من مزرع إلى آخر، حتى شروق الشمس.
يجمعون ما يرقطونه في زبيل أو قفير، بينما البنات لهن الجبة المزركشة بأجمل الألوان، وفي نهاية الموسم يبيعون كل ما جمعوه كسح او نفيعة، وقيمته يدخرونه كمصروف لهم طوال العام.
هكذا كان العرف القديم، كان كل ما يتساقط من خيرات النخيل هو متاح للجميع، لم تكن واحات النخيل مسورة، فهي مفتوحة كقلب أصحابها الخيرين.
اليوم، عادة الرقاط، تكاد تكون معدومة لظروف هذا الزمان، إلا ما ندر، والكثير من النخيل العوانة أصبحت مهملة، بسبب عدم وجود من كان يرتقي غدرها، أمثال: خلفان الملقب " ولد صفصوف" فكان -رحمه الله- ينتقل من غدر نخلة إلى أخرى كالعصفور بلا كلل أو ملل، هكذا كان أيضا حامد -رحمه الله.
والذي يتنقل اليوم بين بساتين النخيل، التي يتوسط بعضها الطرق المرصوفة، يتأسف على تلك النعمة المنثورة من ثمار النخيل، التي تطأها الراجلة والسيارة بدون تقدير أو اهتمام، هذا أيضا ما يلاحظ على النخيل المغروسة على الشوارع والطرقات العامة كزينة وتجميل.
هنا، أقترح بأن تقوم البلدية الموقرة بتكليف عمالها، الذين ينتشرون منذ الصباح الباكر، لتنظيف الشوارع وجمع العلب والمخلفات -وهو جهد تشكر عليه البلدية- يكلفوا بجمع ما يتساقط من النخيل على الشوارع، ثم يطعم بها الحيوانات، التي تعيش في الأودية والسيوح، كالحمير والغزلان... وغيرها من الحياة الفطرية من الحيوانات.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
*كتبه/ صالح بن سليمان الفارسي*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.