الثلاثاء، 4 نوفمبر 2025

من كتاب "قريات.. المكان وآثار الإنسان"

وفي هذا الإطار اجتهدتُ في جمع وتوثيق أسماء الجبال والهضاب والتلال والمرتفعات الجبلية القديمة في نطاق ولاية قريات، كذاكرة ثقافية واجتماعية وجغرافية وهوية لسانية؛ بهدف التسويق الجغرافي لهذه الأمكنة، والتعريف بمعالمها الطبيعية والتاريخية والطبوغرافية، وحفظ ذاكرتها المكانية ومكانتها الحضارية، وإبراز دلالاتها التراثية والمعنوية، لتبقى محفورة في القلب والوجدان، للتواصل بفخر واعتزاز بماضينا العريق، وتتداولها الألسنة على مدى الأزمان، كموروث اجتماعي وإنساني، وتراث ثقافي وحضاري، على أمل أن تستفيد الأجيال المتعاقبة من مُعطياتها التاريخية والثقافية والاجتماعية وجمالياتها الصوتية، وممن له اهتمام بالتاريخ، وعلم اللغة الاجتماعي، والجغرافيا الطبيعية والبشرية، وكذلك ممن له شغف بالبحث الاستكشافي للمواقع الجغرافية، وقد رتَّبتُ أسماءَ الجبال والهضاب والتلال والمرتفعات الجبلية بطريقة سهلة ومُيسَّرة، ووصفتها بتركيز واختصار بقدر المستطاع، نبدأ أولًا بذكر جبل الأسود وجبل السعتري وجبل سلماة، لكونها الأشهر في الولاية، ثم نتبعها بذكر باقي الجبال والهضاب والمرتفعات والتلال الجبلية، وهي مُرتَّبة بالحروف الهجائية.
....................................................................................................
وللأودية‭ ‬في‭ ‬مسارها‭ ‬روافد‭ ‬عديدة‭ ‬تُسمَّى‭ ‬‮«‬شراج‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬شعابٌ‭ ‬مائية‭ ‬تنحدر‭ ‬من‭ ‬الجبال‭ ‬والهضاب‭ ‬الجبلية،‭ ‬ولهذه‭ ‬المعالم‭ ‬الجغرافية‭ ‬والطبيعية‭ ‬أسماء‭ ‬قديمة،‭ ‬لها‭ ‬معانٍ‭ ‬لغوية‭ ‬ودلالات‭ ‬مكانية‭ ‬ومكانة‭ ‬تاريخية‭ ‬وقيمة‭ ‬ثقافية‭. ‬ومن‭ ‬باب‭ ‬توثيق‭ ‬هذه‭ ‬الأسماء‭ ‬كإرث‭ ‬ثقافي‭ ‬وحضاري،‭ ‬فيما‭ ‬يأتي‭ ‬أسماء‭ ‬الأودية‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬قريَّات؛‭ ‬حيث‭ ‬نذكُر‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬خمسة‭ ‬أودية،‭ ‬بحُكم‭ ‬شُهرتها‭ ‬وشدة‭ ‬سيولها؛‭ ‬وهي‭: ‬وادي‭ ‬مجلاص،‭ ‬ووادي‭ ‬المسفاة،‭ ‬ووادي‭ ‬عباية،‭ ‬ووادي‭ ‬ضيقة،‭ ‬ووادي‭ ‬العربيين،‭ ‬تتبعها‭ ‬أسماء‭ ‬باقي‭ ‬الأودية،‭ ‬وقد‭ ‬رتَّبتُها‭ ‬هجائيًّا‭.‬
....................................................................................................
الشِّرَاج (جمعُ شرجة): وهي روافد الأودية، تندفع وتسيل من قمم وفوالق الجبال والهضاب والتلال الصخرية، وكذلك من السيوح المنبسطة، لها مسالك ومجارٍ كالشرايين في منحدرات الجبال، تنحتها المياه وعوامل التعرية في الصخر، وتتشكل في منحدرات الجبال كجذور الأشجار؛ فمع تساقط الأمطار بغزارة تسيل فيها مياه السيول، فتصب في مجاري الأودية، التي تمتد بين أخاديد الجبال والهضاب، إلى أن تصل سيولها إلى السهول الفيضية والبحر، والكثير من هذه الشِّرَاج أيضًا بمثابة ممرات مُهمَّة لصعود قمم الجبال، ويتخذها الصيادون كعلامات ثابتة لمراخي صيد الأسماك في البحر؛ فهي مُشَاهَدة بوضوح في عرض البحر ويسمونها «شخاخيط»، وبعض سكان الأودية والجبال «الشُّوّان» يطلقون اسم «وُدَيّ أو وداي» على الشرجة، ولعلهم يريدون بذلك تصغير «وادي».
وقد اعتاد سكان الولاية منذ القدم إطلاق أسماء جميلة على هذه الشراج المائية، لها دلالات عميقة، وتشكل جزءًا من تراثنا الطبيعي والتاريخي والجغرافي. وللأسماء الجغرافية علاقة مُهمَّة ببيئة المكان وذاكرة الإنسان، وفيما يَلِي أسماء بعض الشِّراج والشِّعاب المائية في مختلف الأمكنة بولاية قريَّات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.