الحَيَاة قَائِمة على التَّكامُل.. الصيَّاد ينزلُ البحرَ
بقاربِه، فيُصَارع البحرَ وأهوالَه، لكي يَنْعَم برزقِ البَحر وخَيْراته، فيَعُود
فرحًا مُبتسمًا، تَارِكًا التَّعَب والنَّصَب وَرَاء ظهرِه، فتستقبلُه النَّوَارس
مُظلِّلة مَسَاره إلى الميناء، فيُكرِمها بِمَا جَاد مِن «الجيم»، فتَعزِف له برَفرَفات
أجنحتِها وزَقزَقات حَنجَرتِها مُوسِيقى جَمِيلة، فيَعُود إليه النَّشَاط مِن جَدِيد..
هُنَاك في الميناء ينتَظِرونَه بلهفةٍ وشَوْق، فوصُولُه سَبَب الحَرَكة والتَّداول
في السُّوق.. المتسوِّقون، والقمَّاطون، وأصحابُ حَافِلات نقل الأسماك، والدَّلالون،
وشَرِكات تَسوِيق وتَصْنِيع الأَسْمَاك (المحليَّة، والعالميَّة)، جَمِيعُهم ينتَظِرُون
مَا أتَى بهِ الصَّياد من خَيْرات، لتَعمَّ الفَائِدة والأَرْزَاق الجميع.
هذه بعضُ الذكريات، والمشاهد، والانطباعات، والمشاعر الشخصية، التي واكب بعضُها منظرًا لصُورة التقطتها من البيئة والطبيعة العُمانية، أو ذكرى من التاريخ والتراث الثقافي انطبعت في الذاكرة والوجدان، أو تأثر وانطباع خاص تجاه موقف أو مشهد من الحياة، أو شذرات من رُؤى ونظرة مُتواضعة إلى المُستقبل، أو وجهة نظر ومُقترح في مجال الإدارة والتنمية الإنسانية.. هي اجتهادات مُتواضعة، من باب نقل المعرفة، وتبادل الأفكار والخبرات، وبهدف التعريف بتراثنا الثقافي (المعنوي، والمادي، والطبيعي)، ومنجزنا الحضاري.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.