يَصُوم أوَّل يوم في رمضان.. كان النهار قائظا من
صيف شديد. لا مفر من لواهيبه إلا تحت ظل الشجر. يأتي المساء لينام على حافة الطوي
بوسط الحوش. تنزف الأم الماء البارد لتنضحه على الجسد المسجى. يؤذن المعلم ليفطر
الجميع على صوته. يشرب الطفل جرعة الماء الباردة من الجحلة ليدخل بعدها في عالم
آخر حتى بزوغ الفجر. يسمع صوت المسحِّر وطبله المجوف المصنُوع من جذع شريشة خضراء.
مُردِّدا: "سحور... سحور يا نائم"، فينهض الجميع لبداية صوم جديد.
هذه بعضُ الذكريات، والمشاهد، والانطباعات، والمشاعر الشخصية، التي واكب بعضُها منظرًا لصُورة التقطتها من البيئة والطبيعة العُمانية، أو ذكرى من التاريخ والتراث الثقافي انطبعت في الذاكرة والوجدان، أو تأثر وانطباع خاص تجاه موقف أو مشهد من الحياة، أو شذرات من رُؤى ونظرة مُتواضعة إلى المُستقبل، أو وجهة نظر ومُقترح في مجال الإدارة والتنمية الإنسانية.. هي اجتهادات مُتواضعة، من باب نقل المعرفة، وتبادل الأفكار والخبرات، وبهدف التعريف بتراثنا الثقافي (المعنوي، والمادي، والطبيعي)، ومنجزنا الحضاري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.