الاثنين، 28 يناير 2013

حديث من القلب إلى القلب لقائد عظيم

الجولات السامية لجلالة السلطان المُعظم في الولايات سِمةٌ فريدة، ومنهجٌ مُتقدمٌّ وواقعيٌّ للحكم وإدارة المُجتمع للدولة العصرية؛ فمنذ انطلاقة النهضة المُباركة عام 1970م وتتواصل هذه الجولات السامية لجلالته في مُختلف ولايات السلطنة؛ بهدف تفقُّد ومُتابعة مشرُوعات التنمية وأداء مُؤسسات الدولة.
هذا النهج الحميد لإدارة الدولة، وحرص القيادة على تلمُّس احتياجات المُواطنين، والتعرف على مطالبهم ومشاكلهم، والتحدث إلى المُواطنين مُباشرة من خلال برلمان مفتوح، يعدُّ إسهاما فاعلا في ترسيخ مبدأ المُشاركة الوطنية، ويُؤكد على التلاحم الصادق بين القيادة والمُواطنين.
المُتمعِّن لحديث جلالة السلطان المُعظم، اليوم، إلى المُواطنين الذي اتَّسم بالصراحة والشفافية، يُؤكد الرؤية الإستراتيجية المتكاملة والواضحة، والرسالة السامية، والغايات والأهداف النبيلة للنهوض بالاقتصاد الوطني، الذي يُمثل عماد التنمية وتحقيق الازدهار في مُختلف المجالات.
اهتمامُ جلالة السلطان المُعظم، ومتابعته لما دار في ندوة تنمية المُؤسسات الصغيرة والمُتوسطة، وتوجيهه -حفظه اللهُ- بأن تكُون نتائج الندوة بمثابة قرارات واجبة النفاذ من قبل الجهات المعنية بالدولة، وموافقته على إنشاء صُندُوق لدعم مثل هذه المُؤسسات برأسمال قدره 70 مليون ريال عُماني، على أنْ يتم تعزيزه بمبلغ 7 ملايين ريال عُماني سنويًّا، وحثه لشباب الوطن على ضرُورة الاعتماد على الذات لإدارة مثل هذه المشاريع الحيوية والرافدة للاقتصاد الوطني، يُشكل رؤية إستراتيجية مهمة تجاه تدعيم قوة النشاط الاقتصادي بالدولة، وتثبيت الأساس الذي تقوم عليه الصناعات الكبيرة.
كما تُعد التوجيهات السامية لإنشاء كلية متخصصة في مجال الحرف التقليدية، تعمل وفق أطر علمية حديثة، أملاً جديدا في أن يكُون لها تأثير مباشر على الارتقاء بالكثير من المهن والحرف التقليدية، وتُسهم في خلق فُرص عمل جديدة للمُواطنين، إضافة إلى تمكين المُنتجات الحرفية العُمانية من المنافسة للمُنتجات الحرفية العالمية، وإكسابها السمات التطويرية بما يحافظ على مكانتها التاريخية.
وتوجيه جلالة السلطان المُعظم بتنظيم استقدام العمالة الوافدة، وفق نسب محددة، مقارنة بعدد السكان، وفي إطار الاحتياج الفعلي لمثل هذه العمالة، وضرُورة الاهتمام بتنويع مصادر الاقتصاد الوطني، والتركيز على دعم وتنشيط المُؤسسات الصغيرة والمُتوسطة، وتحفيز قطاع الشباب على العمل في مُختلف المهن والحرف والأعمال، وأهمية الاهتمام بالقطاع السمكي، سيكُون له تأثير إيجابي على مسيرة التنمية في البلاد وعلى تنشيط الاقتصاد الوطني.
الحديث الأبوي لجلالة السلطان المُعظم، النابع من القلب إلى القلب، يعد خُطة عمل منهجية، يجب أن تتضافُر الجُهُود على تنفيذها؛ لما لها من أهمية على الارتقاء بمُستوى الأداء والإنتاج، وتعزيز مسيرة النماء والازدهار.. حفظ الله جلالة السلطان، وأنعم عليه بالصحة والعافية والعمر المديد.    

الخميس، 17 يناير 2013

جولة جلالة السلطان المُعظم في الولايات

المَشَاهِد التي يبُثها تليفزيُون سلطنة عُمان عن مسيرة الولاء والعرفان لأبناء مُحافظة الداخلية؛ بمناسبة الجولة السامية لجلالة السلطان المُعظم في الولايات؛ لمتابعة وتفقد المشرُوعات التنموية، والاستماع لمطالب وشكاوى المُواطنين، والتعرف على اقتراحاتهم، وتلمُّس احتياجاتهم من الخدمات الحُكُومية تبعث على الفخر والاعتزاز.
هذه المسيرة -التي شارك فيها الرجال والنساء والأطفال، كل بطريقته وقدراته- جسَّدوا من خلالها بالتعبير العفوي حبهم لهذا القائد العظيم الذي أصبح مثالا للقيادة وإدارة الدولة العصرية. وعلى الرغم من ظرُوف الطقس، إلا أنَّ جميع فئات المُجتمع قد حرصوا على التعبير عن مشاعرهم الطيبة تجاه قيادتهم ووطنهم المعطاء.
ومُشاركة الوزراء بتواضع، واستقبالهم للمُواطنين، شكل هو الآخر مشهدا وطنيا، وسمة فريدة من سمات المشهد السياسي العُماني، فيما يتعلق بصيغة التفاعل الدائم والمتواصل بين القيادة والمُواطنين.
حفظ الله جلالة السلطان المُعظم، ومتعه بالصحة والعافية والعمر المديد.

فكرة اتحاد طلابي

تابعتُ، مُنذ فترة ليست ببعيدة، جُهُودَ بعض الطلاب العُمانيين الدارسين في المملكة المتحدة، وتشكيل أول اتحاد طلابي يجمعُهم من أجل تقديم صُورة حسنة عن إبداعات الطلاب العُمانيين وعن بلادهم سلطنة عُمان، وما تزخر به من مُقومات تاريخية وطبيعية وحضارة إنسانية مُنذ آلاف السنين.
هذه الفكرة كانتْ بمُبادرة من شباب الوطن في تلك الديار، وهي فكرة تستحق الإشادة والتقدير، والثناء والدعم والمساندة، وتعتبر بحق تجربة رائدة وإبداعية.
وتلك الأنشطة المتنوعة التي قام بها الطلاب، والتي تابعناها من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، تنمُّ عن جُهُود كبيرة قام بها الشباب، صاحبتها لحمة وطنية، وتعاوُن وتكاتف من أجل خدمة الوطن.
تعميم هذه الفكرة على مُستوى جامعات السلطنة الحُكُومية منها والخاصة، وكذلك على مدارس السلطنة على مُختلف مُستوياتها وتوجهاتها العلمية، أصبح مطلبًا مهمًّا من أجل تعزيز فكر القيادة والانتماء والإخلاص لدى الطلاب، وتشجيعهم على الإبداع والابتكار، وصقل مهاراتهم وقدراتهم لمزيد من الإنتاج الفكري والمادي.
فالشباب مرحلة عمرية تحتاج نظرة جديدة للتعامل معها، فهي مرحلة تتسم بالتجدد والحيوية والانفتاح على العالم، بسب وسائل الاتصال المُتعددة والعلاقات الإنسانية السهلة والميسرة.
وتوفير المناخ والأطر المناسبة لهكذا جُهُود، سوف يعود بالنفع على الشباب والمُجتمع بالفائدة الكبيرة، أضف إلى ذلك تقديم رؤية جديدة تجاه العمل الشبابي.
تحية تقدير وحب لجميع طلاب السلطنة، في مُختلف مواقع العلم والمعرفة، متمنيا للجميع التوفيق والسداد لخدمة وطنهم ومُجتمعهم.

الأربعاء، 9 يناير 2013

مشكلة الاستنزاف الجائر للمياه

تابعتُ، مُؤخرا، أحد البرامج الحُوارية في إحدى القنوات العربية، والذي استضاف نُخبة من كبار العُلماء والمتخصصين في المياه، وقد تناول الحُوار موضُوع المشكلة المتزايدة في ندرة المياه وشحها؛ نظرا للاستنزاف الجائر من المياه الجوفية، وقد تمَّ التركيز في ذلك على دُول الخليج العربي.
الكثير من العُلماء يُحذرِّون من تفاقم شح المياه وحدوث مجاعة في المُستقبل بعدد من دُول الخليج العربي، في ظل عدم وُجُود اهتمام من قبل المُجتمعات لمُعالجة هذه المشكلة، ووُجُود توقعات بنضوب النفط في كثير من دُول الخليج العربي، والذي يُعد المصدر الرئيس للدخل، ويُعتمد عليه في تشغيل محطات تحلية مياه البحر، التي أصبحتْ من المصادر المُهمة لتوفير المياه الصالحة للاستخدام الآدمي، وكذلك في المجال الصناعي.
كما تمَّ التطرُّق إلى موضُوع سدود التغذية الجوفية، والتي تعمل على حجز مياه الأمطار والأودية؛ بهدف تغذية المياه الجوفية. وقد اشار العُلماء إلى أنَّ الدراسات تُبين أنَّ المياه التي تحجزها هذه السدود على سطح الأرض نسبة كبيرة منها تتبخر في الجو، في ظل تغير المناخ وارتفاع درجة الحرارة في دُول الخليج العربي؛ حيث تصل نسبة التبخر إلى 85% من المياه المحجوزة، كما أنَّ الطمي والأتربة ومُكونات الطبقة السطحية للارض تمنع من تسرب الكثير من المياه إلى أعماق الأرض لتعويض ما يُستخرج منها، خاصة المياه التي تكوَّنت مُنذ ملايين السنين في أعماق كبيرة في الأرض. كما يُحذِّر العُلماء من حدوث عدم توازن بيئي في حالة حجز جميع مياه الأودية عن وُصُولها إلى البحر؛ وذلك لحاجة الكائنات البحُرية لمثل هذه المياه.
وأشاروا إلى أنَّ هُناك تقنيات يجب على دُول الخليج العربي الأخذ بها، والتي من بينها: إقامة سدود التغذية والتخزين تحت سطح الأرض؛ بهدف الحد من التبخُّر، وإمكانية تسرب المياه إلى أعماق سحيقة تحت باطن الأرض، وهذه التقنية مُجرَّبة في كثير من دُول العالم؛ ومن بينها: اليابان. كما من المُهم توعية المزارعين وأصحاب المصانع بالترشيد في استهلاك المياه، موضحين أن هُناك وسائل حديثة لتحقيق ذلك، مُبينين أن الكثير من المزروعات من خلال التقنيات الحديثة وجُهُود العُلماء أصبحت تُروَى بمياه البحر بما فيها القمح.
هذا التنبيه من قبل العُلماء يتطلَّب من المراكز العلمية والبحثية ضرُورة تكثيف جُهُودها؛ من أجل إيجاد الحلول والبدائل لمُعالجة هذه المشكلة، التي ستواجهها الأجيال القادمة، وعلى الجهات المُختصة وضع الإمكانات اللازمة من أجل تبصير الناس بضخامة المشكلة وتحدياتها، وعلى كافة قطاعات المُجتمع التعاوُن من أجل الحد من مشكلة الإهدار في المياه.. والله من وراء القصد.