الثلاثاء، 29 مايو 2018

فريق نادي قريات في السبعينيات

فريق كرة القدم بنادي قريات؛ بداية السبعينيات؛ من بينهم: ثاني الوهيبي، خليفة السناني، سالم العامري، أحمد المعشري، سعيد الغزالي، علي السناني، ناصر السناني، سعيد السناني، راشد الفوري، خلفان البلوشي وعبدالله الفارسي.. وغيرهم. المباراة كانت مع نادي السيب.

الأحد، 27 مايو 2018

شذرة في الإدارة

* الإدارة حالة فطرية لدى الإنسان، إلا أنَّ القيادة هي حالة مُرتبطة بمهارات فكرية وفنية وإنسانية وقدرات معرفية، يتم توظيفها للتأثير في الآخرين من أجل الوُصُول إلى تحقيق الأهداف والغايات.
* أمام الإدارة هدفان أساسيان حتى نصفها بالتميز والنجاح؛ هما: تحقيق الكفاءة والفعالية؛ فتحقيق الأول دُون الثاني يعني هُناك خللا في استثمار واستخدام الموارد.
فلا يكُون الأداء فعالا حتى يكُون كُفأ، ولكن يمكن أن يكُون الأداء كفأ وليس فعَّالا، وهذا هو الحاصل للأسف في كثير من المُؤسسات.
* كثيرًا ما ترتبطُ الفعالية بالقيادة؛ لأنها تتطلب رؤية واضحة وأهدافا وإستراتيجيات مُحدَّدة، ومبادئ وقيما مستنيرة ومُتجددة، وعادة لها علاقة مُباشرة بتحقيق الأهداف.
* مُرَاعاة ظرُوف الفرد العامل وقدراته واحتياجاته، والظرُوف المتغيرة التي تعتريه وفقا لاختلاف عمرِه أو جنسِه أو بيئته، هو بمثابة حافز مهم وإيجابي لإثارة دوافع الإنسان.

السبت، 26 مايو 2018

شذرة في الإدارة

* الإدارة الموقفية: هي من أنجح الأساليب الإدارية في إدارة الأزمات.

البدن

استمع إلى حِكاية البحر؛ يَسردُها صرير الخشب المعتق بالودك ورائحة الصل، وذكريات البحار، وهو يمخر "بالبدن" عباب البحار بشراعه ومجدافه وغادوفه.. وها هو اليوم يقفُ على قارعة الطريق، تلحفه الشمس بحرقتها، وعيونه مُتعلِّقة شوقا بزرقة البحر، التي لا تبعُد إلا بخطوات بسيطة، لكي تبلل ألواحه الهرمة، التي نسيها العابرون بسفنهم الحديثة، المطرزة بفحيح المكائن، ولياخ الهيال.

نحو المستقبل

شامخة دوما.. تحث الخطى نحو المستقبل بهمة الرجال..

الأربعاء، 23 مايو 2018

الإعصار المداري "مِكونو"

المتابِع للجُهُود المبذولة -على المستويَين: الرسمي والمُجتمعي- بسبب الحالة المناخية المتوقعة، يشعُر بالفخر والاعتزاز.. شُكرًا لكل المخلصين في عُمان.
"اللَّهُمَّ سُقْيَا رَحْمَةٍ، لَا سُقْيَا عَذَابٍ، وَلَا هَدْمٍ، وَلَا غَرَقٍ، اللهم اجعله صيّباً نافعاً"

مِكونو

ثابتة كثبات الجبال
لا يزعزعها الإعصار
تتلقاه بصدرها الأخضر
تحني عودها الغض نحو الريح
ليسكن غضب البحر على رملها الأبيض.

الاثنين، 21 مايو 2018

غليمبو

الغليمبو أو غنيمبا.. نبتة زاحفة، تُشبه الفرفرينة، هي من تراثنا الزراعي والثقافي، ذات أوراق صغيرة، وخضراء دوما، تنمو في الحقول الزراعية، وتحت الأشجار، لها قِيْمَة غذائية قديما؛ حيث كانت أوراقها تخلط مع سحناة القاشع (أسماك البرية الصغيرة) مع البصل والليمون، ويُحلَّى بها العيش (الأرز) المشخول، مع رشات من السمن البلدي، وتتناول عادة في وجبة الغداء.

الأحد، 20 مايو 2018

قرموص

قرموص.. ثمار الغاف، يأتي على شكل قرون، تتحول من اللون الأخضر إلى اللون البني الفاتح عند جفافها، تصطفُّ بداخلها بانتظام حبَّات دائرية كالخرز، تكُون صلبة بعد جفافها، تنثره الغافة على الأرض مع هبوب الرياح. كان للقرموص شأن في قديم الزمان؛ حيث كان يُهرس ويعجن ويخبز إذا ما عَدِم الدقيق "الطحين"، فله طعم سكري وغني بالألياف، وهو أيضًا طعام مُفيد للماشية؛ حيث يسمنها، ويزيد من إدرار حليبها.

الجمعة، 18 مايو 2018

بوسلا



غلاصم

زمان.. إذا ما أراد أحد الأشخاص أن يوبِّخ آخر بعنف، أو حدث تعارك بين الأطفال، قيل: "تراني بزردك من غلصومك"، والبعض ينطقها غُرصومك بإبدال اللام راء، أو يقول: "تراني أقبضك من غلصمتك"؛ إذا عدتها.. فما هي إذن الغلصمة؟ وما علاقة الكلمة بالأسماك الطرية والطازجة؟
الغلصمة في جسم الإنسان: موضع في حلقومه أو حلقه، ينظم عملية البلع، ولها أهمية في حياته.
وإِذا مَا تأملنا كبار السن عند دُخُولنا لسوق السمك؛ نجدهم يُعاينون السمكة قبل أن يشتروها؛ فمرة ينظُرون إلى رأسها وخيشومها وعيونها، ومرة ينغزوها بطرف أصبعهم.
تِلْك العملية ليستْ من فراغ؛ فهي نظرة لا تخلو من خبرة؛ لمعرفة درجة مدى صلاحية لحم السمكة من عدمه؛ فهُناك علامات تظهر على جسم السمكة إذا كانت طازجة أو طرية، أو هي فاسدة أيضًا.
مِن بَيْن تلك العلامات التي تظهر على جسم السمكة: درجة لون غلاصم السمكة، والغلاصم هي الخياشيم، أو كما في الدارجة: الغنوش أو النغنوغ؛ فإذا كان لونه يَمِيل إلى الاحمرار تكُون السمكة حينها طرية وطازجة، وإذا كَان باهتا يميل إلى اللون البني أو الرمادي الدَّاكن؛ فيعني: السمكة ليست بتلك الدرجة، وقد تكُون فاسدة.
كَمَا مِن خلال تلك الغلاصم يَعْرف الإنسان إذا كانت السمكة قد ماتت تحت الماء، وتسمَّى حينها السمكة بالغريقة، أي: ماتت مُختنقة تحت الماء، لتأخُّر الصياد عن إخراجها في الوقت المناسب، لأنها علقت في الشباك أو الصِّنارة لفترة طويلة من الزمن، فمَوْت السمكة بعد صيدها خارج الماء أفضل من حيث جودتها.
كَمَا أنَّ عملية الضغط على جسم السمكة بطرف الإصبع علامة أخرى على سلامة السمكة من عدمه؛ فإذا رجع جلد السمكة بعد الضغط دُون وُجُود أي أثر ظاهر تكُون السمكة طرية والعكس صحيح، كذا هي العيون إذا كانت لامعة وغير غائرة، وخروج رائحة من رأس السمكة تُشبه رائحة أعشاب البحر.. كلها علامات دالة على سلامتها.
المتفكِّر في تركيب ومُكونات غلاصم السمكة -أي خياشيمها- يجد عظمة ذلك المخلوق؛ فهي تضمُّ مجمُوعة كبيرة من الأوعية الدموية الدقيقة، ومن خلالها تتنفس السمكة الأكسجين، الذي تُنتجه طحالب وعوالق ونباتات البحر، والمذاب أو المنحل في الماء، وتخرج السمكة ثاني أكسيد الكربون من غلاصمها أيضا، ولتنظيم دُخُول الماء فيه يتولى صدغ أو شدغ السمكة هذه المُهمة: فتحًا، وغلقًا.
تلك الغلاصم وبقايا أجزاء جسم السمكة (الهسك)، تُشكل أيضًا أهمية في قديم الزمان؛ فكانت تُجمع وتُطبخ مع الفلح وجرو الموز، كوجبة دسمة تُسمَّى المغبرة؛ وتقدَّم إلى الأبقار في تجويف جذع نخلة يسمى المطعم، لتقويتِها وزيادة إدرار الحليب، وتُستخدم أيضًا لتسميد النباتات والنخيل والأشجار، ويستخدمها البدو بعد تمليحها وتجفيفها لتخثير حليب الماعز وصناعة الأجبان.
فلا تَنْسَوا أن تلقوا نظرة على غلاصم الصيدة؛ والتأمل في تركيبها وجمالها، كلما سنحت لكم الفُرصة لشراء سمكة طرية، هي في كل يوم تُشكل وجبة رئيسية في موائدنا الرمضانية.

شذرة في الإدارة

العلامة الشيخ عبدالله بن حميد السالمي أَوْرَد في كتابه الموسوعي "تحفة الأعيان بسيرة أهل عُمان" مجمُوعةً من العهود والرسائل لحكام عُمان، وُجِّهت لعمالهم في الولايات العُمانية.
المُتمعِّن في تلك العهود والمخاطبات -والتي تعود إلى قرون عديدة- يستنتج أن هُناك توجهات وأساليب مُتقدمة في مجال الإدارة طبقها العُمانيون في إدارة الدولة والمُجتمع، ترتكزُ جميعها على مبادئ وقيم نبيلة وجوانب إنسانية راقية، وتدعو جميعها أيضًا إلى التسامح والمساواة وإثبات العدل، والتعايش والتفاهم الاجتماعي بين أفراد المُجتمع.
واستخدمت أسلوب اللامركزية الإدارية في تقديم الخدمات، وعملت بمبدأ تفويض السُلطة وتحديد المسؤُولية وحتمية المساءلة.
تِلك التوجهات تعدُّ بمثابة تطور حضاري سبقتْ الكثير من المدارس الحديثة في مجال الإدارة العامة.

الأحد، 13 مايو 2018

تجليات المساء

هُنا؛ حيث تلتحفُ الكائنات بظلال المساء.

خيرات الصيف

الصيف مهما كانت قسوته؛ ففيه الخير الكثير

بشائر القيظ

خلال + صافور + بسر

الدرنة

اليوم، كُنت أستمع إلى منتدى الوصال الإذاعي، للإعلامي موسى الفرعي، وأثار ضمن مقدمته للبرنامج عادة قديمة في مُجتمعنا العُماني تُسمَّى قتل الحنش أو الدرنة؛ حسب اختلاف ألفاظ لهجتنا الثرية بين الولايات العُمانية، وكان تركيزُه في هذه المسألة على وجبة الطعام، والمبالغة في هذا الأمر، وهنا أحب أن أسلط الضوء على كلمة "الدرنة".
الكلمة مُرتبطة بمَثَل عُماني قديم، مُتَدَاول كثيرًا في الولايات العُمانية، التي تكثر فيها زراعة النخيل، والمثل يقول: "اليوم ضرب الدرنة وباكر كل واحد في قرنة".. فما هي الدرنة؟ وما معناها؟ وما هو توقيتها؟ ومتى يقال هذا المثل؟
هُناك عادة عُمانية قديمة لم تعُد موجودة الآن، تسمى: كناز التمر، وتقام عادة مع نهاية موسم القيظ؛ حيث توعى التمور بعد كنزها في أوعية خوصية، ثم تشك من الأعلى بحبال أو خيوط رفيعة تُسمى السرود، بواسطة إبرة تصنع من زور النخيل، تُسمى مسلة، وحتى لا يكُون هُناك مجال من وُجُود فراغ أو مكان في الجراب يدخل منه الهواء، فيفسد أو ينخر أو يفس التمر أو السح، تكُون هُناك فتحة صغيرة في جانب الجراب من الأعلى تُسمى "درانة"، يوعَّى من خلالها ما بقي من فراغ في الجراب بكتل صغيرة (كسرة) من السح المكنوز، وتُدك بواسطة خشبة تُسمى مكناز، ثُم تشك بالسرد، ثم تُدق بحصاة مثل السفن، لكي يتم التحكم في إغلاق الجراب أو ظرف التمر.. تلك العملية برُمَّتها تُسمى "درانة"؛ أي: ملء الجراب على آخره بالتمر أو السح المكنوز.
هذا المَثَل الذي ذَكَرْناه أعلاه بمثابة تشبيه لهذه العملية، وهو مَثَل يُقال للتسلية والمرح والفكاهة؛ فعادة في اليوم الأخير من شعبان تتجمع الأسرة أو الجيران على مائدة واحدة للغداء؛ ففي ذلك اليوم يتم تأخير وقت تقديم تلك الوجبة عن عادتها، وتكون بمثابة غداء وعشاء في ذات الوقت؛ كون وجبة السحور تعقبها في فترة ما قبل الفجر.
لم تكُن تلك الوجبة، التي تقدم في ذلك اليوم في مُكوناتها مثل ما يتصوره ويعيشه جيل اليوم؛ فهي وجبة مُتواضعة، عِبَارة عن أرز أو عيش أو خبز رخال، وبعض السمك أو مرقة لحم، أو مالح أو سحناة قاشع، أو خمباشة عوال مع بعض التمر والخُضراوات، لكن فيها سمات إنسانية تعزِّز العلاقات الأسرية والروابط الاجتماعية بين أهل المكان، وفي تجمعهم العائلي والإنساني في ذلك اليوم.
ومَعنى "باكر كل واحد في قرنة"؛ أي: جالس في زاوية؛ حيث لا طعام حتى وقت الفطور. أما قتل الحنش، فهو قصة أخرى، وهذه اللفظة أكثر انتشارًا لدى أهلنا الكرام في مُحافظة ظفار، ولكن في توقيتها ودلالاتها تحملُ نفس التوجُّه والمعنى، وإن اختلف معنى اللفظ.

الجمعة، 11 مايو 2018

جبل السعتري

أعطى المؤرخ ابن المجاور وصفًا جميلًا لجبل السعتري في قُريات، الذي يشتهرُ بأجود أنواع السعتر أو الصعتر (الزعتر) الجبلي في العالم، واستوقفَنِي حديثه عن وُجُود أنجر سفينة سيدنا نوح -عليه السلام- على ذروة من هذا الجبل، وقد أوردت ما قاله في كتاب "قُريات.. عراقة التاريخ وروعة الطبيعة" في طبعته الثالثة 2018م. وما زادني دهشة وحيرة أكثر: إشارة صاحب كتاب "الخليج بلدانه وقبائله" لهذه الحكاية أيضًا في كتابه؛ فالأمر بحاجة لبعض التأمُّل والمزيد من البحث، إضافة إلى ذلك من المُهم جدًّا استثمار مثل هذه المواقع الطبيعية والتاريخية سياحيًّا.

الخميس، 10 مايو 2018

حكمة

"الذكاء الاصطناعي لن يتطابق أبدا مع عيش التجربة. لا يوجد قوة خوارزمية ستساوي في يوم قلب الإنسان"

ذاكرة.. القيظ أيام زمان

الحمدُ لله، بدأتْ مُنذ أيام تباشير القيظ في بعض ولايات السلطنة، هُناك عادات عُمانية عديدة لاستقبال هذا الموسم، وجميعُها تتجسَّد فيها قيم التعاوُن والتكافل والتكامل بين أفراد المُجتمع.
ولثِمَار النخيل مراحل ومواسم تبدأ بمرحلة الطلع، ثم التنبيت، ثم التحدير، ثم الخرافة، وأخيرا الجداد، ومُسمَّيات نضوج ثمرة النخيل تبدأ بالطلع، ثم بلح أخضر مُعلَّق بالشماريخ يُطلق عليه العنجزيز، ثم الخلال، فالصافور، ثم يتحول إلى البسر، ولونه أصفر أو أحمر، ثمَّ باسومة، بعدها الباسوم والقيرين والرطب، وأخيرا السح أو التمر.
وقديمًا، اعتاد الكثير من الأهالي على قضاء أيام القيظ في الواحات الزراعية؛ حيث الماء والجو اللطيف، خاصة سُكان السواحل نظرًا لارتفاع الحرارة؛ فهو مَوْسم إجازة بالنسبة للبحارة لارتفاع الرطوبة وقلة الأسماك؛ وذلك لا يخلو من علم ومعرفة لإتاحة الفُرصة للأسماك والكائنات البحُرية لمزيد من التكاثر.
ويُطلق على الذين يفدون لموسم القيظ في الواحات الزراعية بالحضور، ولعل الكلمة مُشتقَّة من كلمة الحضارة أو التحضر، وكان قديمًا يسود المُجتمع التعاوُن، حيث يمكن الإقامة المؤقتة خلال فترة القيظ في أي مزرعة بعد استئذان صاحبها وبدون مُقابل.
ويُقيم الأهالي لهذا الموسم منازل لهم للتصييف تُبنى من سعف النخيل، ومن مُسمَّياتها: العريش، والخيمة، والكرجين، والسجم، إضافة للمسطاح لتجفيف التمور، التي يتمُّ جمعها من تحت النخيل أو عند موسم الجداد؛ فقد جرى العرف إمكانية جمع ما يتساقط من النخيل وأشجار الفاكهة الأخرى من قبل أي شخص دُون وُجُود أية موانع من قبل أصحابها، ويُسمَّى ذلك بالرقاط؛ فجميع المزارع أو المقاصير كانت مكشوفة أو مفتوحة على مصراعيها دُون وُجُود أي حواجز أو جدران.
ومِن عَادَات القيظ أيضًا: الطناء؛ وهي عملية مزايدة علنية لشراء ثمار النخيل، وتسمَّى هذه العادة بالطناء، ولها طقوس وعادات معروفة لدى الأهالي، ولها أبعادٌ اقتصادية واجتماعية، وهُناك أيضًا عادة الخرافة والنفاض والجداد والتبسيل، والكناز والتنضيد.
وكانَ قديمًا يَحْرِص الأهالي على إهداء أول حبات الرطب للأطفال والجيران، ويُسمَّى ذلك "الثواب"، وتهدى بعض عذوق النخيل أيضًا عند الجداد، ويسمى الجداد أيضًا بالتربع أي موسم قطع عذوق النخيل والاستعداد لنهاية الموسم، وعودة الحضور لمساكنهم الأصلية.
ويقوم بعملية الجداد البيداربمعاونة الجيران، ولهم في ذلك حصة من الثمار، والبيدار هو من يهتم بالمزرعة وتنبيت وتأبير وشراطة النخيل، وله مُقابل ذلك عسقة واحدة من ثمار كل نخلة، وعادة يكُون البيدار لديه مهارة طلوع النخيل حتى العوانة منها.
وللنساء أيضًا عادة في موسم القيظ حيث يقدمن عذوق ثمار النخيل كهدايا لمن لا يملك أشجار النخيل، وتسمى هذه العادة عند النساء بالسهومه، وفي المُقابل يقدم أهل الساحل بعض الأسماك المملحة أو المجففة لأصحاب الأموال والنخيل (الهنقري)، وبدورهم يقوم أصحاب المزارع والمقاصير بتقديم بعض الرطب والتمر أو عذوق النخيل عند موسم الجداد كرد للجميل.
وفي نهاية موسم القيظ، بما يُسمى يوم الجداد، يجتمع الجميع للمساعدة، فهُناك من يتناول عذوق النخلة من ميراد البيدار ومخلاته الخوصية، وهُناك من ينقل تلك العذوق المحملة بشماريخ البسر أو الرطب أو السح إلى المسطاح، والجميع ينشد: طاح ميراده الجداد، يشتغل على أولاده الجداد.
الأطفال والنساء أيضًا تجدهم يرقطون (يلتقطون) ما يتساقط تحت النخلة في أوعية تُسمى الزبيل والقفير والجبة، الأطفال الذكور يحملون القفير والزبيل، وللبنات لهن أوعية صغيرة مصنُوعة من الخوص أيضًا ومزركشة بألوان تُسمى الجبة، وهي أصغر حجما من الزبيل.
وكان الأطفال يحرصون على جمع ثمار النخلة المتساقطة حتى وأن كانت في غدر النخلة أو ما بين الخوص، حيث يتم استخراج تلك التمرة من بين الخوص بسلاة وتسمى تلك الطريقة بالتقعين.
وتستهوي الأطفال قلع نبات الفحل في بدايته ويسمونه الغيظ له طعم لذيذ ومُفيد، وكذلك خشي قمة النخلة عند سقوطها لاستخراج الحجب من قلبها وله أيضًا طعم سكري فريد.
موسم الكناز هو إحدى أوجه التعاوُن بين أفراد المُجتمع، فكل يوم تجد أهل القرية مع شخص من أجل كناز التمر، والكناز هو عملية جمع التمر وهرسه بالأرجل حتى يصبح ناعما أو عجينة، ومن ثم يوضع في أوعية خوصية تُسمى الجراب أو الخصف أو الظرف، وهي على شكل اسطواني، وتشك من الأعلى بأداة تُسمى المسلة وخيوط رفيعة تُسمى السرود.
وتتجسد عملية الكناز بأن يدعو صاحب التمر جيرانه وأهل محلته للكناز في يوم معين، وفي مساء اليوم السابق للكناز يجمع التمر في المسطاح على شكل هرم ويرش بالماء لتليينه، والمسطاح هو مكان مكشوف محاط بسور من الدعون، وقد يفرش أرضية المسطاح بالحجارة أو الدعون حسب طبيعة الأرض.
وفي الصباح الباكر تبدأ عملية الكناز وتسمى أيضًا الهمبارة، حيث تفرش السمة، وهي دائرية الشكل ومصنُوعة من سعف النخيل، ومن ثم يقف الرجال في وسطها، ويقوم عدد من الصبية بنقل التمر من المسطاح في أوعية خوصية تُسمى القفر ومفردها قفير وتسمى أيضًا مُبدع، ويتم نثر التمر في وسط السمة، ويقوم الرجال بدوس التمر أو المشي عليه بقوة حتى يتحول التمر إلى عجينة، ومن ثم يقسم في أوعية خوصية تُسمى الظرُوف أو الضمايد، وللهمبارة عادات واناشيد معروفة وجميلة.
هُناك أيضًا زفانة الدعون، وهي عملية فنية لا يتقنها إلا ممن لديه الخبرة في ذلك، والدعن هي عبارة عن رص لخوص النخيل أي أغصانها اليابسة بطريقة فنية، ويتم ربطها بحبال مصنُوعة من ليف النخيل أيضا، وللدعن مقاسات من حيث الطول والعرض حسب رغبة صاحبها.
وقديما أيضًا كانت هُناك في حيل الغاف مراجل كثيرة للتبسيل، فحيل الغاف كانت مشهورة بنخل المبسلي، وأصبح اليوم معدوما، وللتبسيل عادات جميلة، وله قيمة اجتماعية واقتصادية، وهُناك أيضًا مُعاصر مشهورة لقصب السكر، حيث تتجلى فيها أوجه التعاوُن بين أفراد المُجتمع.
أضف إلى ذلك فان موسم القيظ مشهور بتلك الرمسات الجميلة في المساء على السجم أو الدكانية أو على عروق الرمال الناعمة والباردة لتبادل الحكايات والقصص والأخبار على نسمات الكوس بعد يوم شاق من الحركة والعمل.
بالإضافة إلى الألعاب الجميلة المُرتبطة بالقيظ مثل: لعبة طلوع النخيل ولعبة دوامة الخلال.. وغيرها، وجميعها ألعاب لها ارتباط بالنخلة وبالحركة والنشاط وتحريك خيال الفكر والإبداع.
ومن أشهر النخيل في قُريات التي تبتدئ بالقيظ نخلة القدمي والنغال، وآخر النخل نضجا الخصاب، ويحرص الأهالي على أداء فرض زكاة التمور، وقديما كانت تسلم لوكيل الدائرة، وهو موظف في دائرة جمع زكاة الأموال ويسمى بالمزكي، والزكاة قديما تُشكل إحدى المصادر الرئيسية لدخل الدولة قبل اكتشاف النفط.
وجميع أجزاء النخلة ومخلفاتها لها استخدامات عديدة، فلا يوجد جزء من النخلة إلا وله استخدام، فهُناك الحجب والغيظ والعساوه والخوص والجذوع والحبال والليف والسلا... والكثير لا تعد ولا تحصى.
عادات موسم القيظ اليوم لا يعرفها الجيل الجديد لعدم معايشتهم لها، وللأسف قد اختفت الكثير منها لتوفر سبل الراحة وانشغال الناس، ومن المُهم توثيقها وتسجيلها وتدريسها ونشرها من خلال وسائل الإعلام المُختلفة، والتعريف بها من أجل أن يعرف هذا الجيل كيف كان هم من قبلهم يعيشون ويعملون من أجل رفعة شأنهم واعتمادهم على أنفسهم في توفير الحياة الكريمة والهانئة، وببساطة شديدة دُون أي تكلف، يسودها جو التعاوُن والمحبة بين كافة أفراد المُجتمع.
هذا من ذكريات أيام القيظ أيام زمان، هنيئا لكم أيها الأصدقاء الكرام بقدوم موسم القيظ والرطب اللذيذ ذو الطعم الفريد.

أرض الجمال

محافظة ظفار، مستقبل السياحة في عُمان.. قريبا ستستقبل موسما صيفيا منعشا، وستزدان جبالها الخضراء بحلة "الخريف"...

الأربعاء، 9 مايو 2018

الدافعية

"تعالوا إلى الحافة.
قد نسقط.
تعالوا إلى الحافة.
إنها عالية جداً.
تعالوا إلى الحافة.
وجاؤوا،
ودفعهم،
فحلقوا."

الأحد، 6 مايو 2018

تجليات مسائية

هُناك.. تتوارى وتذوب؛ حيث كائنات السَّعتري تبحث عن حاكة تؤويها من لهيب صيف قائظ، تُظللها غُصن سدرة، ويُعطِّرها نسيم مفرح الجبال برائحته الزكية.

السبت، 5 مايو 2018

أهمية العوالق والنباتات البحرية

النباتات، والطحالب، والعوالق، والهائمات البحُرية، التي نُشَاهدها على الصخور البحُرية وسطح البحر، وفي أعماق المحيطات، والتي لا يُعيرها البعض اهتمامَه، هي "رئة كوكب الأرض"، فبالإضافة إلى جمالها وتنوعها، وما تضفيه من توازن بيئي؛ فهي تُنتج نصف كمية الأكسجين الموجودة في الغلاف الجوي عن طريق عملية التمثيل الضوئي، وتمتصُّ المقدار نفسه من ثاني أكسيد الكربون الموجودة في الأرض والبحر، فضلًا عن دورها الأساسي كمصدر للغذاء، وتوفير الأكسجين المُذاب في الماء لكافة الكائنات البحُرية. هي شديدة الحساسية للتغيرات البيئية؛ لهذا من الواجب رعايتها والمُحافظة عليها، لا سيما عند مدِّ شباك الصيد الطويلة، أو العبث بها دُون أيِّ وعي؛ فهي تُشكل في أهميتها كالغابات الخضراء على اليابسة.

الخميس، 3 مايو 2018