السبت، 29 فبراير 2020

عَلَاقة الفنُون بالعمَل

ارْتَبَطتْ الكثيرُ مِن الفنونِ التقليديَّة فِي عُمان بقِيَم العَمَل؛ حَيْث تتجلَّى فِيهَا رُوح الفَرح والأَمَل، والصَّبْر عَلى مَشَاقِّ الحَيَاة وتحدِّياتها.

تجلِّيَات الغُروب

 

تأمُّلات

الصُّورَة أو الرَّسْمَة لَها بَوْح أَدبيٌّ ودَلالَات رَمزيَّة وجَمَاليَّة، تتلقَّفها الحَوَاس والمَشَاعر بصَمْت وسُكُون.

الجمعة، 28 فبراير 2020

قَرن كبشَة


القَرن بدَارِجتِنا القَدِيمة هُو الجَبَل المُرتفع عَن سَطح الأرض، الذي يَأخُذ شَكْل الهَرَم، وقَرن كبشة هَذا عِبَارة عَن نتُوء مِنَ الصُّخور الرمليَّة والجيريَّة، يَقَع عَلى مَشَارف قَرية عَفا القَدِيمة؛ المُمتدَّة بتارِيخِها العَرِيق.
شَكَّل هَذا الجَبَل يومًا عَلَامة لمُستوطَنة عُمرَانيَّة وبشريَّة قَدِيمة، يَصِل امتدادُها إلى مَشَارف الجنين، كانتْ البُيُوت فيها مُتجَاوِرة ومُتَلاصِقة، ويُقال: إنَّ كَبشًا كانَ يعيشُ في كُهُوف ذَلِك النتُوء الصَّخري، يَنطلقُ صَبَاحا عَبر سُطُوح تِلك البُيوت، ليَصِل إلى مَرعَاه في التِّلال المُحَاذِية لسيف البَحْر؛ لِهَذا سُمِّي ذَلك القَرن الجَبلي بقَرن كبشَة.
تَغيَّرت أحوالُ الدُّنيا وتبدلَّت، وانطَمَستْ الرُّسُوم والآثار لتِلكَ المُستوطَنة البشريَّة، تَحت تِلك الرِّمَال المُتحَرِكة، المُحِيطة بقَرن كبشة، وعَلى مُرُور الزَّمن أصبحَ قَرن كبشَة وحيدًا فِي تِلكَ البُقعة، المَليئَة بالحِكَايات، يَحكِي للعَابرينَ لطَرِيق العِيدَان عَن قَصَص تِلك الوُجُوه العَامِرة للمَكان مُنذ آلافِ السِّنين.
اليَوم.. هَا هِي عَجَلة الزَّمن تعُود إلى المَكان مِن جَدِيد، لتَمتَد يدُ العُمرَان مِسَاحة وَاسِعة فِي نَفْس المكَان، لتَصِل إلى مَشَارف السَّاحل والجنين، ليَكُون مَسكنًا جَديدًا لأجيالٍ جَدِيدة من كلِّ مَكان، وقَد أُطلقَ عَلَيه تَسمِية جَدِيدة؛ هي: مُخطَّط السَّاحل.

ذَاكِرة ثقافيَّة


فِي الخمسينيَّات والستينيَّات مِن القَرن المُنصَرم، ومَا إنْ تَلوُح بَشَائر خَيرَات فَصْل القَيظ، تَزدَهِر قرية حِيل الغَاف بالحَرَكة والنَّشَاط، كمَهرَجَان اجتماعيٍّ وثقافيٍّ وسياحيٍّ لا مَثِيل له، فكَان يقصُدها الكَثِير مِن النَّاس مِن كلِّ مَكَان في عُمان للإقامَةِ والاستِجْمَام، يأتُون مِنَ الشَّرقية والبَاطِنة ومَسْقط ومَطْرح، فيَعتَرِشُون ظلالَ أشجارِ المَانجُو طَوَال مَوْسم القَيظ، فيَبنِي البعضُ بيوتَ السَّعف المؤقَّتة تَحْت أغصانِ تِلكَ الأشجارِ الضَّخمَة، فِيمَا يُقيم البَعْض فِي ضِيَافة أموَالهم الخَضْراء.. كَانَت بَسَاتين حِيل الغَاف مَفتُوحة عَلى مِصرَاعَيها للقريبِ والبَعِيد، دُونَ جُدر أو أَسوَار، فيَهْرَع الجميعُ مَعَ بزوغِ الفجرِ لرقَاط أو التِقَاط مَا تَنثُره أشجارُ المَانجُو والنَّخِيل؛ حَيثُ جَرَى العُرف على مَجانيَّة جَمْع مَا تنثُره الأشجارُ في مَوسِم القَيظ، وفِي ذَلِك سِمَة رَاقِية للتَّعَاون بَين النَّاس في ذَلِك الزَّمَان.. فِي ذَلِك الزَّمن ظَهَر مَا يُعرَف بالبجَالي (الوَاحِدة بجلي)؛ وهِي مَصَابيح تعملُ بالبطارِيَّة الجَافَّة، فاستغلَّ البعضُ هَذِه المَصَابيح للرقَاط فِي هَجْعَة الليل وحَلكَة الظَّلام، فاشتكتْ بَعْض الأسرُ مِن هَذا الحَدَث، فنُودِي أو نُهِم في سُوق الحِيل بمَنْع الرقَاط إلا بَعْد انشقَاقِ الفَجْر، مُرَاعَاةً للخُصُوصيَّة وحتَّى يعمَّ الخَيْر الجَمِيع.. فِي فَتْرة المَسَاء تتجمعُ تِلك الحُشُود البشريَّة فِي مَهْرَجان فنيٍّ وثقافيٍّ، فتزمَّط الرَّزحَة والمَيْدَان والزفَّة والتنجيلية، ويتَبَارى كِبَار الشُّعراء مِن كلِّ مَكَان في عُمان بأَجْمَل القَصِيد، وتستمرُّ تِلك المُبَارَزة الأدبيَّة والإيقَاعَات الفنيَّة إلى سَاعَات مُتأخِّرة مِن المَسَاء فِي كلِّ يَوْم.. ومَا إنْ ينتَهِي مَوسِم القَيظ ويتمُّ تَبسِيل المبسَلِي وتُعصَر أعوادُ قَصَب السُّكر، تَعُود هَذِه الأُسَر بمَخزُون وَفِير مِن خَيرَات القَيْظ وجَرب التُّمُور، ليَكُون لَهُم مَخزُون غِذَاء إلى العَام التَّالِي.. تَفَاصِيل القَيْظ وعَادَاته وفنُونُه وحَكَاياتُه ومُصطلحَاتُه ومُفرَداتُه ومُعدِّاتُه القَدِيمة، وثَّقتُهَا وسطَّرتُهَا فِي الطَّبعةِ الثَّالثة مِن كِتَابي: "قُرَّيات.. مَاضٍ عَرِيق وحَاضِر مُشرِق"، و"قُريَّات.. عَرَاقة التَّارِيخ ورَوْعَة الطَّبيعَة"، وفِي الطَّبعة الثَّانية مِن كِتَاب: "قُريَّات.. مَلَامِح مِن التُّراثِ الزراعيِّ والبحريِّ".

الخميس، 27 فبراير 2020

نَظرَة


الأَخوَار البَحريَّة هِي الرِّئة التي تتنفسُ مِنَها البِحَار، وفِيهَا تعيشُ الكثيرُ من الطُّيور والكَائِنات البحريَّة، والأعشَاب والنَّبَاتات الطَبيعيَّة المُفِيدة للبِيئَة، وهِي أيضًا مصبٌّ للسيُول والأودِيَة في البَحر.
هُنَاك تغيُّرات بيئيَّة حَدَثتْ عَلى الخور المُطل عَلَى السَّاحل والجنين؛ بسَبَب تغيُّرَات وأَنوَاء مناخيَّة شَهِدتها المنطَقَة خِلَال الأشهر المَاضِية؛ الأمرُ الذي تسبَّبتْ فِيه الرِّمال فِي سدِّ مَجرَى مِيَاه الخُور أثنَاء جَرَيانِها، بحُكم عَوَامِل المدِّ والجزرِ للبَحْر، وتَراكُم الرِّمال فِي تزايدِ مُستمرٍّ بحُكم مُتَابعتِي للمَكَان.
هُنَاك جُهُود مَشكُورة لمُعَالجَة هَذا الأمر، ولَكِن تَأخِير إِعَادَة الوَضْع إلى ما كَان عَليْه فِي الطَّبيعَة لَيْس فِي صَالِح القُرَى المُطلَّة على هَذَا الخُور، خَاصَّة الجنين والمعلَاة وعَفا والعينِين؛ حَيثُ إذَا مَا سَالتْ الأوديَة ولَم تَجِد مَنفذَها الطَّبيعِي إلى البحر؛ فَمِن المُؤكَّد أنَّ تكُون تِلكَ القُرَى مجرَاها الاستِثنَائي، وهُو أمرٌ لا نتمنَّى أن يَحدُث؛ لأنَّ نتائجَه لا تسُر.
علمًا بأنَّ هَذا الخُور هُو المَصبُّ الأخِيْر لوَادِي المسفَاة، الذي يُعدُّ مِن الأوديَة العَظِيمَة فِي عُمان، وكَذَلك لفَرْع من وَادِي مجلَاص، ومَسَائل مائيَّة عَدِيدة، تصبُّ مِن الجِبَال المُطلَّة عَلى مَركَز المدينَة قُريَّات.
وَجَب التَّنوِيه عَن هَذَا الأمر لأهميَّتِه، مَع تقدِيرِي وشُكرِي للجُهُود التي تُبذَل فِي هَذا المَجَال.

الأحد، 23 فبراير 2020

شَرَاكة وطنيَّة لصنَاعَة المُستقبل

خِطَاب جَلَالة السُّلطان المُعظَّم -حَفِظه اللهُ ورَعَاه- بتجلِّيَاتِه الوَطنيَّة والوجدَانيَّة والإنسَانيَّة المُشرِقة، ودَعَوتِه الكَرِيمة لأبناءِ شَعبِه -كلٍّ فِي مَجَالِه- لتحمُّل المسؤوليَّة مَعَه لبنَاء الوطَن، بمَثَابة عَقدٍ اجتماعيٍّ مُتجدِّد، ورُؤية إستراتيجيَّة حَصِيفة؛ لمُوَاصَلة مَسِيرة التنميَة الإنسانيَّة، وصِنَاعة المُستقبل فِي عُمان.

عُمان في قَلب قَائِد حَكِيم

خِطَاب جَلَالة السُّلطان المُعظَّم -حَفِظه اللهُ ورَعَاه- حَمَل مَضَامِين عَدِيدة، ورُؤيَة حَكِيمَة، ورِسَالة سَامِية، وغَايَات طَمُوحة، وأَهدَاف سَدِيدة، نَستشِرفُ مِن خِلَالَها مَلَامِح المُستقبل، لمَسِيرَة التنميَة الإنسانيَّة فِي عُمان.. وفَّقهُ الله وسدَّد عَلى طَرِيق الخَيْر خُطَاه.