الثلاثاء، 27 سبتمبر 2022

الإمارات عمقنا الاستراتيجي

في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، ومع حصولي على رخصة سياقة السيارة، كانت لي أول زيارة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبالتحديد إلى إمارة دبي.
كنت مرافقا للصديق والأخ راشد الفزاري، حيث كان يمتلك شاحنة نقل كبيرة، كان يعمل في استيراد الثلج والتمور، وكذلك في مجال استيراد الديزل وسياجات أو شبك المزارع والأثاث... وغيرها من الأدوات الكهربائية والإلكترونية.
كان حينها أيضًا سيدي الوالد لديه محلا تجاريا على الشارع العام، لممارسة بعض الأنشطة التجارية في مجال المواد الغذائية ومواد البناء والأثاث والأدوات الكهربائية والإلكترونية، فكنا نستورد بعضها من دبي عن طريق الأخ راشد الفزاري.
في ذلك الوقت كان الشارع المؤدي إلى دبي يتكون من حارتين ومظلم، فكلما تعب راشد الفزاري من السياقة، توليت عنه مهام السياقة، على الرغم من صعوبة ذلك، فكان بمثابة تعلم وتأمل لتلك الطرقات الطويلة.
كنا نقضي الليل ونبات في بيت والده في قرية مخيليف بولاية صحم، ثم نقصد ونشوم إلى دولة الإمارات مع بزوغ الفجر، فتمضي علينا عدة أيام هناك في دبي لإنهاء عمليات شراء البضاعة وتحميلها، وكان مكان إقامتنا في دبي بفندق عُمان.
وبعد ما فتح صديقنا راشد محله التجاري، توسعت تجارته، فكنت وأصدقاء عونا له في العمليات الحسابية وتسجيل مشتريات العملاء، من بينهم: سالم بن عبدالله السلماني وسالم بن زايد الوهيبي -رحمه الله- وغيرهم، لم نكن نتقاضى منه مقابل، وإنما ذلك بحكم الصداقة وصلة الرحم التي تربطنا مع والدته –رحمها الله.
مع زيارتي المتكررة للإمارات، هالني ذلك التطور الكبير والمتسارع الذي تشهده مدنها الجميلة، كانت حكمة وإرادة الشيخ زايد -رحمه الله- قد نقلت بالإمارات إلى مصاف الدول الراقية والمتقدمة في مجال الخدمات والبنية التحتية، كان قائدا استثنائيا في عالمنا العربي.
في العام 2011م، كنت في دورة تدريبة في المملكة المتحدة، ومع عطلة عيد الميلاد في شتاء قارس، تقرر عودتنا إلى السلطنة لقضاء تلك الإجازة في عُمان، على أن نعود بعد الإجازة لمواصلة مهامنا التدريبية، كان حجزنا على متن طيران الاتحاد، ومع نزولنا في مطار أبوظبي الدولي، ولا يخلو من ذكاء تسويقي، سمح لنا قضاء بعض الوقت في المطار لتغيير الطائرة، تمهيدا للسفر إلى مسقط، كان مطار أبوظبي بمثابة مدينة عالمية، والتجول في معالمه بمثابة سياحة بحد ذاتها، كانت كلمات الشيخ زايد –رحمه الله- المرسومة بعناية فائقة على جدران قاعات المطار، لها وقع إنساني ووطني على الإنسان، فهو المؤسس الحكيم للإمارات الحديثة.
معالم المطار، أخذت منا وقتا في التجوال والتأمل، ومع وصول وقت رحلة العودة إلى مسقط، توجهنا إلى البوابة المحددة لنا مسبقا في بطاقة ركوب الطائرة، فقيل لنا: قد تم تغيير مكان إقلاع الطائرة من المطار الجديد إلى المطار القديم، لكون الطائرة التي سوف تقلنا تكون أقل حجما، نظرا لقلة الركاب، وكان الوقت حينها بعد منتصف الليل، وكنا مرهقين ومتعبين من رحلتنا الطويلة من لندن إلى أبو ظبي، فهرعنا نجري لنلحق الطائرة في مربضها في المطار القديم.
ومع وصولنا إلى البوابة، وركوبنا للحافلة، التي سوف توصلنا إلى مدرج الطائرة، عبرنا عن استيائنا لما حدث من تضارب في تحديد مكان صعودنا للطائرة، أقلتنا الطائرة في أمن وراحة، ووصلنا بحمد الله إلى مطار مسقط بسلام مع بزوغ الفجر، فقضينا الإجازة في وطننا ومع أهلنا في بهجة وسرور.
بعد انتهاء مدة الإجازة المقررة، عدنا إلى لندن لنواصل المشوار، فكان سفرنا أيضًا على طيران الاتحاد، فنزلنا مدينة أبو ظبي الجميلة، وأثناء استراحتنا في قاعة المطار، في انتظار المناداة علينا لركوب الطائرة، قيل لنا أنا والصديق والأخ راشد الريامي: عليكما الانتظار قليلا حتى يصعد جميع الركاب إلى داخل الطائرة، عندما سمعت هذا الكلام، ساورني بعض الشكوك من هذا الأمر، فقلت في نفسي: لعلهم انزعجوا من عتاب المحب للمحب، وما هي إلا دقائق فإذا بطاقم الطائرة ينادينا بابتسامة وترحيب، للصعود إلى الطائرة، فقيل لنا حينها: لقد تم ترقية درجة سفركم من الدرجة السياحية إلى الدرجة الأولى في الطائرة، فشعرنا حينها بقيمة خدمة العملاء.
القارئ الحصيف للتاريخ الثقافي والاجتماعي والسياسي بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، والمتأمل بعمق في حجم التبادل التجاري بين عُمان والإمارات، يجد ملامح قوة ومتانة وأهمية العلاقة الأخوية والاقتصادية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
لقد أثلج صدري الاستقبال الاستثنائي المهيب لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق –حفظه الله ورعاه- لأخيه ضيف عُمان الكبير الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، فيحق بنا كمواطنين أن نفخر بما تحقق بين بلدينا، وأن نعمل في المستقبل على تطوير هذه العلاقة الخاصة والأخوية وتفعيلها، خاصة في المجال الثقافي والاستثمار الاقتصادي، وبما يحقق رؤية وتطلعات قيادتنا الحكيمة، وآمال المواطنين في كلا البلدين.
كتبه/ صالح بن سليمان الفارسي

فلج حيل الغاف

 

تخضع ساقية فلج حيل الغاف هذه الأيام إلى ترميم وصيانة، فتم تحويل مياه الفلج إلى الوادي، في منظر يأخذ الألباب، والمتتبع لمسار الفلج في اتجاه الخبيل، يجد عبقرية الإنسان القديم شاخصة في مجال هندسة بناء الأفلاج.
ومصادفة، كان لي لقاء مثري مع الصديق والأخ سالم المشرفي، فأهداني مشكورا من ثمار مزرعته الغناء، فكان بيننا حديث ذاكرة العمر.
سالم المشرفي من الشخصيات الوفية والمخلصة والشغوفة بممارسة الرياضة، كانت له بصمات رائعة في إدارة النادي في حقبة التسعينييات.

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2022

السُّونجِي.. ذَاكِرة كِفَاح وعَمَل


قَبْل وُصُول وَسَائِل النَّقل الحَدِيثَة، كَانَت الدَّوَاب هِي وَسَائل النَّقل المُتَاحَة فِي ذَلِك الوَقت، ويَأتِي عَلى رَأسِها الجِمَال والحَمِير.. كَانَت هُنَاك قَوَافِل وقِطَارَات مِن نَجَائِب الإِبِل والزَّوَامِل تَعبُر شَوَاهِق الجِبَال، وتَجُوب الصَّحَاري والفَيَافي والأَودِيَة والحيول، مُحمذَلة بالبُسُور والتُّمُور والأسمَاك المَشويَّة أو المُدخَّنة وجَوَاني النُّورة والمَلح... وغَيْرهَا مِن الرِّفاع.
كَانَت الحَمِير هِي أيضًا وَسِيلَة لنَقْل البَضَائِع عَلى المُستَوى الدَّاخِلي، خَاصَّة فِي نَقل الأسمَاك مِن سَاحِل البَحْر إلى سُوق الأسمَاك بسُوق قُريَّات القَدِيم.. اشتَهَر مَجمُوعَة مِن العتَّالين فِي هَذِه المِهنَة، وأخلَصُوا لَها بمَهَارة وتميُّز وبمُثَابَرة وصَبْر، عَلى الرَّغْم مِن مَشاقِّها وصُعُوبتِها.
وهُنَا نتذكَّر خميّس البُوصَافي المَعرُوف لقبًا بـ"السُّونجي"؛ فهُو مِن أَنشَط العتَّالِين حَرَكة فِي السُّوق، إضَافة إلى زُمَلاء مِهنَة مَعه.. كَان "السُّونجي" مُولَعًا بتَربِية الحَمِير، ويهتمُّ بِهَا كَثيرًا تَربيَة وتَغذِيَة وتَزيينًا، مَع ضِيَاء الفَجْر تَجِده عَلى سَاحِل البَحر مَع حِمَاره، يُنَاجِي ويُغنِّي للبَحر فِي انتِظَار قَوَارب الصَّيد، لا تُفَارقه الابتِسَامة ومَشَاعر القَنَاعة والرِّضَا، حَامدًا ربَّه دَومًا عَلى نِعمَة الصِّحَة والرِّزق الوَفِير.
كَان لَه طَرِيقة فِي نَقْل الأسمَاك؛ فَإذَا كَانَت صَغِيرَة وَضَعَها في ثَوجٍ خُوصيٍّ بتَرتِيب مُنظَّم، لَا يَخلُو مِن فَن وجَمَال، وإِذَا مَا كَانَت تِلكَ الأسمَاك كَبيرَة فِي الحَجم ثَبتَّها بَيْن جَنبي الحِمَار بمرَار مِن اللِّيف، مَع تَثبِيتِه فِي غرضَة الحِمَار، بطَرِيقَة التفِافَيَّة عَلى بَطْن الحِمَار، وتَضمَن عَدَم تَسَاقُط هَذِه الأسمَاك وَهِي مُتدلِّيَة نَحوَ الأَرْض، وكَأنَّها تُحدِّثه عَن مَسَارِها فِي المُحِيط وعَلاقتِها بالصَّيَاد.
يَتوسَّط السُّونجي هَذِه الحُمُولة، رَاكِبًا أو يَكُون مَاشِيًا بجَانِب الحِمَار فِي اتِّجَاه السُّوق، مُردِّدا كَلمَات مُبهِجَة ومُسلِّية لَه وللحِمَار، يُنزِل حُمُولتَه تِلك فِي سُوق الأسمَاك، ثُمَّ يَقفِل رَاجِعًا إلى سَاحِل البَحر ليُعَاود نَقل رِفَاع جَدِيدَة، وهَكذَا يَستمرُّ حتَّى حُلُول المَسَاء.
فِي المَسَاء يَكُون عَلى مَوعِد مَع الرَّزحَة والزفِّين، فأينَما سَمِع صَلِيج الطَّبل تَبعَه كهاوٍ وعَاشِق للفنون، فكَانَت الرَّزحَة فِي ذَلِك الزَّمن فِي تَواصُل مُستمر فِي أَماكِنهَا المَعهُودة، كالحِصْن وغَافة الخَرُوس وسِدرَة المَيدَان وسِدرَة الغزَال، يُزَافِن أقرَانه كشعبَان وسالم بن خميس ووَلد بردَان بالسُّيوف والتُّروس، لَه مِن الحَرَكَات وكأنَّه رِيَاضَي مُتمرِّس أو فَارِس مِغوَار فِي مَعرَكة أو فنَّان يَهوَى ويطرَب لنَغمَات طَبْل الكَاسِر والرَّحمَاني، يَقفزُ فِي الهَواء يهزُّ سيفَه وكأنَّه طَائِر يهوَى التَّحلِيق فِي الفَضَاء.
يَعُود السُّونجي إلى بيتِهِ في حَلكَة اللَّيل؛ فيَهرَع إلى حِمَاره ويَجُود عَليه الحلْس ويُزيِّن رَقبته بخطَام الجُوخ؛ لينطَلِق بِه إلى مَقطَع الطِّين في الرَّاحضِي أو الغَافِية، أو إلى مَحجَر جَبل السَّعتَري أو قشَاروَه، يَظلُّ السُّونجي يَنقِل الطِّين أو حَصَى البِنَاء طَوَال اللَّيل، مُسَامِرًا ضَوء القَمَر ولمَعَان النُّجوم، ومَا إنْ يشقَّ الفَجرُ نَورَه، تَجِد السُّونجي عَلى السَّاحِل فِي انتظار بَدَانة وهوَاري الصَّيْد مِن جَدِيد.
رحم الله خميّس البُوصَافي، كان بهجة الرزحة، وأيقونة السُّوق القديم.
كتبه/ صالح بن سليمان الفارسي
كلام الصور:
* السُّونجي يحمل سيفه وترسه استعدادا للزفين.
* السُّونجي يزافن سالم بن خميس الفورى في حلقة الرزحة أمام الحصن.

الأحد، 4 سبتمبر 2022

ذاكرة رياضية من قريَّات


إبان تواجد نخبة من شباب الوطن في دولة الكويت الشقيقة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، لطلب العلم والسعي في طلب الرزق، تم تأسيس وتشكيل أندية رياضية وإقامة فعاليات ثقافية واجتماعية لشباب السلطنة في الكويت، نقلوا من خلالها شباب عُمان تراثهم الثقافي، وعملوا على التعريف به في تلك الديار الكريمة، وفي الوقت ذاته تعرفوا على ثقافات أخرى من دول شقيقة.
كانت تلك الفترة أيضًا تشهد فعاليات رياضية، خاصة في مجال كرة القدم، فشكّل حينها نخبة من شباب ولاية قريَّات فرقا رياضية، حملت أسماء عديدة، انضوت جميعها إلى نادي قريات في فترة تأسيسه في العام 1972م، وكانت لتلك الفرق صولات وجولات في المسابقات الرياضية، التي كانت تقام على مستوى الفرق الرياضية، التي أسسها العُمانيون في الكويت، ومن مختلف الدول الخليجية والعربية الأخرى، خاصة من اليمن.
الصديق خميس بن سليم الغزالي، كان شابا يافعا في تلك الفترة، أحب كرة القدم وعشق ممارستها، فأنضم إلى فريق رياضي أسسه أبناء قريَّات في ديار الغربة في الكويت، تولى تدريب ذلك الفريق الإعلامي المعروف سالم بن سيف العادي، فتخرج على يديه مجموعة من الرياضيين المجيدين لكرة القدم، شاركوا في عدة منافسات رياضية هناك، وكانت لهم نتائج مشرفة ترفع الرأس.
مع عودته إلى السلطنة في بداية السبعينيات من القرن المنصرم، التحق خميس الغزالي في العام 1975م بدائرة شؤون الشباب، التي ألحقت بوزارة الشؤون الاجتماعية ورعاية الشباب، ثم وزارة الإعلام وشؤون الشباب، ثم وزارة التربية والتعليم وشؤون الشباب، ومن ثم الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية، والتي كان آخر عهده بها، قبل خروجه إلى التقاعد.
لخبرته الرياضية المتراكمة، عين خميس الغزالي في السبعينيات كمساعد مدرب لكرة القدم، وملاحظ ومشرف ملاعب، وحكما محليا لكرة القدم، طاف أنحاء عُمان للإشراف على الملاعب الرياضية، وأسهم مع رفاق له في تحكيم مباريات عديدة في الدوري المحلي لكرة القدم، في مختلف درجاتها الأولى والثانية والثالثة، كان على رأسهم الحكم العُماني الدولي المعروف حامد حمدان، وكذلك الحكم الدولي أبو وحيد، والحكم الدولي أحمد بن عبدالله الهوتي... وغيرهم.
كما درب عدة فرق رياضية، ورافق منتخبات وطنية في دورات كأس الخليج لدول الخليج العربي، وكان مديرا لفريق السلطنة لكرة الطائرة في أول مشاركة له في دورة رياضية بدولة الكويت.
خميس الغزالي أيضًا كانت له مساهمة فاعلة مع نادي قريَّات، فهو من أوائل من تولى مهام تدريب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي في السبعينيات، وتخرج على يديه مجموعة من الشباب، الذين أكملوا مسيرة التدريب في النادي، كما تولى مع زملاء له في إدارة وتحكيم العديد من المباريات على مستوى الفرق الرياضية التابعة للنادي.
إلى جانب عشقه للرياضة وكرة القدم، فخميس الغزالي أيضًا له حب للفنون والموسيقى، فهو أحد أعمدة فرقة الوسطى للرزحة، كما يستعين به بعض الملحنين العُمانيين في مجال الإيقاع الموسيقي، من بينهم: السيد خالد بن حمد البوسعيدي والشيخ عبدالله بن صخر العامري -رحمه الله- والمخرج المعروف إبراهيم قمبر... وغيرهم، سافر عدة مرات إلى مصر للتحضير والتسجيل الموسيقي للعديد من الأغاني الوطنية.
كانت له علاقة صداقة حميمة ووفية مع الصديق والأخ صالح بن خليفة الخصيبي -رحمه الله- وهو من الشخصيات المعروفة والبارزة، الذين خدموا قطاع الشباب والرياضة على مستوى السلطنة.
يقضي خميس الغزالي أوقاته هذه الأيام -بعد تقاعده من العمل- في محله التجاري في السوق القديم، ونشاطه التجاري أيضًا له علاقة بالرياضة، فتجد في دكانه مختلف الأدوات الرياضية، إضافة إلى لبسة كل المنتخبات الوطنية والعالمية، وكلما دخل عليه شاب لشراء مستلزمات رياضية، حاوره في الرياضة، وشجعه على الإخلاص لخدمة النادي، يقول: لقائي بالشباب هو بمثابة استعادة لأيام جميلة من عمري.
تحية محبة ووفاء لخميس الغزالي، الذي ضحّى بجل عمره في خدمة الشباب والرياضة، سائلا المولى عز وجل أن يديم عليه الصحة والعافية.
كتبه/ صالح بن سليمان الفارسي

السبت، 3 سبتمبر 2022

نماء زراعي واستثمار سياحي








حيل الغاف سلة غذاء مهمة في عمان.. هذا الثراء الزراعي، والمناظر المبهجة، بحاجة لرؤية جديدة في استثمارها زراعيا وسياحيا.
كما من المهم جدا التفكير في إحياء سوق الفواكه والخضار في الولاية.

شخصيات رياضية من قريات عالقة في الذاكرة


هذا المساء، جمعني لقاء عابر بالأخ والصديق خلفان بن محمد البلوشي، كان بيننا حديث الذكريات على رمال الجنين الناعمة، المنعشة بنسيمها العليل وكوسها السجسج الطيبة.
عرضت عليه صورة قديمة، كنت قد نشرتها منذ فترة على صفحتي المتواضعة هذه، بغية تذكيره بها ومعرفة اسماء من فيها، والصورة هي للفريق الأول لكرة القدم في مطلع السبعينيات من القرن المنصرم، ضمن مباراة للفريق في منافسات دوري كرة القدم على ملعب نادي السيب.
عندما رأى الصورة، تهلل وجهه بالفرح، أخذ ينظر إلى الصورة بتمعن وشوق، وأنا أنظر إلى عينيه، وجدت ملامح مشاعره تطوف به إلى تلك الأيام الجميلة من عمر شبابه.
ياه ياصالح؛ ذكرتني بأيام خالدة في ذاكرتي، ومرحلة مهمة من عمري، كنت حينها شعلة نشاط في مجال الرياضة والعمل الشبابي في الولاية، إضافة إلى عملي كمندوب للنادي في تلك الفترة.. هكذا قال؛ معبرا عن ذاكرة وفية للنادي.
أخذ يبحلق بتركيز على الصورة مرة أخرى، مرددا بعض اسماء من يتذكرهم، ساردا ذكرياته وأعماله المخلصة في خدمة الرياضة والشباب، في تلك الأيام المضيئة من عمره المنصرم.
خلفان البلوشي؛ شخصية متواضعة، عرف عنه السمت والهدوء والمعاملة الطيبة الحسنة، يلقاك بوجه بشوش مبتسم، يعامل الناس بصدق ووفاء.
هو من رواد كرة القدم في نادي قريات، منذ ما كانت ملامح تكوينه وتأسيسه في المهجر، في فترة ما قبل السبعينيات في دولة الكويت الشقيقة.
وفي مطلع السبعينيات، كان من بين أركان فريق كرة القدم، كان حارسا ماهرا لعرين الفريق الأول، كما كان من بين اوائل المدربين لحراس المرمى في النادي في عقد السبعينيات والثمانينيات، تخرج على يديه العديد من الحراس في النادي وفريق البحري العريق.
تحية للصديق العزيز خلفان بن محمد البلوشي، سائلا المولى عز وجل أن يبارك في عمره، ويمتعه بالصحة والعافية، فذكرياته في القلب والوجدان، لا تنسى أبدا، وستكون نبراسا للأجيال القادمة.
(يظهر خلفان البلوشي في الصورة المرفقة الثالث من اليمين جلوسا)
كتبه/ صالح بن سليمان الفارسي

الخميس، 1 سبتمبر 2022

شخصيات رياضية من قريات عالقة في الذاكرة

الصديق والأخ محمد بن سعيد الحبسي، شخصية مبتسمة ومتواضعة، يعامل الناس بمحبة وتقدير، خدم وطنه بتفان وإخلاص، وتلك هي صفات رفيعة ورثها من والده - رحمه الله.
عشق النادي منذ أمد طويل، فكان مخلصا وفيا للنادي، له بصماته الطيبة في مرحلة التكوين والتأسيس، سواء كان ذلك في فترة ما قبل السبعينيات أو ما بعدها.
قاد الفريق الأول لكرة القدم في فترة السبعينيات، وجهوده وإنجازاته مسطرة في روزنامة النادي الذهبية، لا يمكن أن تنسى.
كان أيضا إداريا ناجحا لعدة فترات إدارية، له رؤية حكيمة في مجال تفعيل النشاط الرياضي على مستوى الولاية.
كما يعد محمد الحبسي أحد أركان فريق المعالي المؤسس، وله مكانة سامقة في الفريق.
جمعنا لقاء سريع قبل أيام بالقرب من منشآت النادي الجديدة، فهالني حماسه ونشاطه ومتابعته المستمرة للرياضة.
تحية لهكذا شخصية، جعلت من الرياضة هواية محببة، ورسالة سامية.
(في الصورة: محمد الحبسي الثاني في الصف الأول من اليسار، ضمن فريق النادي في السبعينيات)
كتبه/ صالح بن سليمان الفارسي