السبت، 31 أغسطس 2013

بمُناسبة بداية العام الدراسي الجديد

غدًا سوف تفتح 1045 مدرسة أبوابها مُشرعة أمام أكثر من نصف مليُون طالب وطالبة في مُختلف مراحلهم الدراسية، لتُعلن بداية عام دراسي جديد لهذا العام.
العام الدراسي يحملُ في طياته ذكريات مُفعمة بالجمال والمحبة والصفاء والاجتهاد والمُثابرة، وفي نفس الوقت هُو أمل جديد من أجل مُستقبل مُشرق لجيل جديد يعُول عليه الكثير من الآمال في رُقي وبناء الأوطان.
إنه يوم ليس كباقي الأيام؛ ففيه يتجدد النشاط، وتُوقد الهمم، وتُرفع الهامات إلى نُور المجد؛ بفضل العلم واكتساب المعارف في شتى المجالات. هُناك جُهُودٌ كبيرةٌ قام بها أُخوة أعزاء للتحضير والتجهيز لهذا اليوم السعيد لجميع الأسر العُمانية.
فالتحضير للعام الدراسي ليس بالسهل اليسير كما يتوقعه البعض، وإنما هُو خطط وبرامج وأنشطة عمل على تنفيذها مُخلصُون طوال أشهر الصيف، لم يتذوقوا فيها طعم الراحة والإجازة، كما يتمتع بها الكثير من المُوظفين، فلهُم كل الشكر والتقدير والامتنان.
همسة لطيفة في أُذن صُناع المعرفة وقادة المُستقبل.. اليوم الأول يُشكل أهمية كبيرة في النهُوض بدافعية الفرد نحو محبة المدرسة ومُكوناتها وبيئتها وتوجهاتها السامية في نشر العلم والمعرفة، فاستغلوه في تحفيز النفوس والعُقُول وإيقاد شُعلة النشاط والتجديد في همة الشباب من أجل عام دراسي ناجح. اعملوا على غرس حُب العلم وقيم المُواطنة والإخلاص للوطن في نُفُوس طُلابكم، من أجل تحقيق هدف يرسمُونه لمُستقبل زاهر بإذن الله.
وهُناك همسة لطيفة أيضًا في أُذن الطلاب والطالبات. إن الذي تعيشُونه من أجواء مدرسية مُنظمة ومُرتبة فُرصة عظيمة، يحسدُنا أو يغبطُنا عليها الكثير، فهي محطة مُهمة من محطات الحياة الجميلة.
تذكروا أن هُناك الكثير من الجُهُود التي بُذلت من أجل راحتكُم وتوفير السبل لتنعموا بالعلم والتحصيل المعرفي، الدولة وفرت الكثير والكثير من أجل الرقي بكم كمُواطنين صالحين وفاعلين في خدمة وطنكم ومُجتمعكم.
ابذلُوا قصارى جهدكم في الاستفادة من كل دقيقة تقضُونها في رحاب مدارسكم من أجل تحقيق أهدافكم المُستقبلية. اجعلُوا المدارس شُعاعًا معرفيا مليئًا بالنشاط والحيوية. تذكروا أن الوطن ينتظرُ منكُم الكثير، فأنتُم المُستقبل المشرق لعُمان.
حفظكم اللهُ وسدد على طريق الخير خُطاكم. وكل الثناء والتقدير لجميع العاملين في وزارة التربية والتعليم الموقرة، الذين عملوا بجد ومُثابرة من أجل راحة أبناء الوطن.

الاهتمام بالتراث غير المادي

التراث الفكري في عُمان يحتاج إلى اهتمام أكثر، خاصة من قبل وسائل الإعلام المُختلفةز
فهُناك الكثيرُ من مكنُونات التراث غير المادي مُرتبطة بالإنسان؛ فهُو يُمثل مكتبة متنقلة، وفي الوقت ذاته تُشكل هذه المكتبة فترة زمنية قابلة للانتهاء ما لم يتم الانتباه إلى ذلك، والاهتمام بتوثيق مُحتوياتها.

الجمعة، 30 أغسطس 2013

توجهات حضارية

منذ قرون طويلة تميز العُمانيون برؤية إستراتيجية في إدارة شؤونهم باستقلالية تامة، وفق أسس وقواعد لبناء نظام فكري وإداري محكم، يتصف بالكفاءة والفاعلية والتميز والرقي الحضاري.
انظروا إلى تلك القلاع والحصون الشامخة، المثيرة في البناء والفخامة والتصميم الهندسي، والتي يعود تاريخ بعضها إلى ما قبل الميلاد.
تمعَّنوا جيدا في التخطيط العُمراني للقرى والأسواق والأحياء السكنية.
ركزوا جيدا في تقسيم الأراضي الزراعية، والواحات الخضراء، والحدائق المعلقة في مدرجات الجبال وقممها العالية.
تفكروا بعمق في نظام الأفلاج، وطريقة تأسيسها وتكوينها، وتوزيع مياهها بطريقة علمية، والتي وقف أمامها عُلماء العصر بانبهار.
تابعوا التاريخ والشواهد التاريخية: الفكرية منها والمادية للحضارة العُمانية، والتي يعود تاريخها إلى قرون عديدة.
ادرسوا النظم الإدارية والسياسة والاجتماعية للحضارة العُمانية عبر التاريخ، ونشاطاتها البحرية والتجارية مُنذ القدم، وتوجهاتها الإنسانية نحو نشر السلام العالمي.
ستجدون في ذلك كله أنَّ عُمان قد شكلت على مر العصور حضارة مجيدة، أسهمت بفاعلية في تطور الفكر الإنساني وتقدم علومه المُختلفة.
هذا الأمر يتطلب استغلاله إيجابيا في ترسيخ مفاهيم تربوية وتعليمية عصرية، تنطلق منها الأجيال الحالية والقادمة بقوة معرفية؛ من أجل بناء وطنهم، وخدمة مُجتمعهم بطريقة أكثر فاعلية.

وجُود مراكز للدرسات الإستراتيجية أصبح مطلبا مُهمًّا

مِن المُهم جدا وُجُود مراكز للدراسات الإستراتيجية متخصصة وعلى مُستويات عالية من الإدارة في السلطنة، خاصة في مجالات الاقتصاد والعلوم الاجتماعية... وغيرها من العلوم؛ فهي تعد وسيلة فاعلة لتقديم المشورة العلمية للجهات المُختصة في الدولة والقطاع الخاص.
ومسألة وُجُود مثل هذه المراكز العلمية هي مسؤُولية مشتركة، يجب على القطاع الخاص الاستثمار فيها.
فكثيرًا من دُول العالم اليوم تعتمدُ في قراراتها الإستراتيجية على نتائج بحوث ودراسات علمية رصينة، تُقدمها مراكز بحثية متخصصة، وبمُشاركة عُلماء ومفكرين وأصحاب خبرة في الحياة.

الزيادة المُستمر في عدد الوافدين في السلطنة

كُنت أتصفح الكتاب الإحصائي السنوي للعام 2012م، والصادر عن المركز الوطني للإحصاء والمعلُومات. ما شدَّ انتباهي الزيادة المُستمرة في جملة السكان من الوافدين في السلطنة.
في العام 2003م: بينت البيانات الفعلية للتعداد وُجُود 559 ألف وافد في عُمان، قفز هذا الرقم في العام 2011م إلى 1282000، وهو ما يعني أن عدد الوافدين يُشكلون أكثر من نصف السكان من العُمانيين، والذين يصل عددهم في العام 2011م إلى 2013000 نسمة.
هذا الأمر قد تنبه إليه قائد البلاد المفدى -أعزَّه الله- مُنذ فترة، وقد نبَّه لذلك، وقدم رؤية إستراتيجية لتفادي هذا الأمر؛ لما يُشكله من خطر على الاقتصاد الوطني.
لقد حان الوقت فعلا لمُراجعة هذه الأرقام، وهي تحتاج إلى وقفة جادة وتحليل علمي ومنطقي، إضافة إلى دراسات واقعية لواقع احتياجات الاقتصاد العُماني ونشاطه من وجود مثل هذا العدد الكبير من الوافدين، ومعرفة مدى تأثير وجودهم على الاقتصاد والمُجتمع، والتركيبة السكانية للسلطنة.

حديث قدسي عظيم

خطبة الجمعة بجامع السلطان قابُوس بقُريات تناولت، اليوم، موضُوعًا رائعا، وذكر خطيب الجمعة هذا الحديث العظيم: عن أبي ذر عن النبي - صلى اللهُ عليه وسلم- فيما رَوَى عن الله تبارك وتعالى، أنهُ قال: "يا عبادي، إني حرمتُ الظلم على نفسي وجعلتهُ بينكُم مُحرمًا فلا تظالمُوا. يا عبادي، كُلكُم ضال إلا من هديتُهُ فاستهدُوني أهدكُم. يا عبادي، كُلكُم جائعٌ إلا من أطعمتُهُ فاستطعمُوني أُطعمكُم. يا عبادي، كُلكُم عار إلا من كسوتُهُ فاستكسُوني أكسُكُم. يا عبادي، إنكُم تُخطئُون بالليل والنهار وأنا أغفرُ الذنُوب جميعًا فاستغفرُوني أغفر لكُم. يا عبادي، إنكُم لن تبلُغُوا ضري فتضُروني، ولن تبلُغُوا نفعي فتنفعُوني. يا عبادي، لو أن أوَّلكُم وآخركُم، وإنسكُم وجنكُم، كانُوا على أتقى قلب رجُل واحد منكُم، ما زاد ذلك في مُلكي شيئًا. يا عبادي، لو أن أوَّلكُم وآخركُم، وإنسكُم وجنكُم، كانُوا على أفجر قلب رجُل واحد، ما نقص ذلك من مُلكي شيئًا. يا عبادي، لو أن أوَّلكُم وآخركُم، وإنسكُم وجنكُم، قامُوا في صعيد واحد فسألُوني فأعطيتُ كُل إنسان مسألتهُ، ما نقص ذلك مما عندي، إلا كما ينقُصُ المخيطُ إذا أُدخل البحر. يا عبادي، إنَّما هي أعمالُكُم أُحصيها لكُم، ثُم أُوفيكُم إياها، فمن وَجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلُومن إلا نفسهُ".

الخميس، 29 أغسطس 2013

"أيام الحواضر والبوادي".. توجه حضاري للدعوة

هُناك الكثير من المفاهيم التسويقية التي يُؤكد عليها عُلماء الإدارة ومفكروها، وهي تخدم كثيرا عُلماء الأمة؛ لتوصيل المعلُومات الصحيحة، وبطريقة صحيحة، عن الإسلام وتوجهاته: الحضارية، والإنسانية.
التسويق اليوم لا يقتصرعلى الأعمال التجارية فحسب، وإنما هو عِلم وفن يخدم كافة المهن والأعمال والتوجهات الفكرية، وأصبح مطلبًا أساسيًّا في تسويق الخدمات العامة، وكذلك الأعمال الخيرية التي تقدمها مُنظمات المُجتمع المدني، وأيضا لتسويق الأفكار والقيم المُجتمعية.
مِن المُهم جدا تثقيف الدُّعاة بمفاهيم التسويق والإدارة المُعاصرة؛ فتلك المفاهيم تساعدهم على دراسة المُجتمع والظواهر الاجتماعية بطريقة علمية، وتُهيِّئ لهم طرائق عصرية لصياغة البرامج والأنشطة الدعوية التي تتناسب مع ظرُوف العصر ومُتطلبات المُجتمع؛ بحيث تقدم بطريقة جديدة يُقبِل عليها المُجتمع وتؤثر فيه.
وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وُفِّقت كثيرا في إقامة فعاليات "أيام الحواضر والبوادي"، والتي تصل مُحافظة ظفار في محطتها الثانية بعد انطلاقة محطتها الأولى في مُحافظة مسقط.
هذه الفعاليات تُعد وسيلة حضارية وعصرية وجذابة وفعالة، وتقدم بطريقة مُباشرة وبواقعية تامة، وفي أماكن عامة يرتادها جميع الناس بمُختلف أعمارهم؛ بهدف إبراز تاريخ وعادات وقيم عُمانية أصيلة، وفي الوقت ذاته هي دعوة للجيل الجديد للمُحافظة على هذه القيم الرفيعة، والتعاليم الدينية، والأخلاق الحميدة، والعادات المُجتمعية، في مُختلف مُحافظات وولايات السلطنة.
وجميع الفعاليات في هذه الأيام هي تجسيدٌ حي وواقعي لحياة الناس في الحواضر والبوادي في عُمان، والمُتمعِّن فيها والدارس لها بعُمق يجدها مُمارسة يومية لقيم إسلامية وإنسانية راقية، عمل على تأصيلها والمُحافظة عليها الآباء والأجداد، وقد حان لشباب اليوم التمسك بها وتوريثها لمن بعدهم.
كُل الشكر والتقدير لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية على هذه الجُهُود الطيبة، والمثمرة، والأفكار القيمة؛ لتقديم قيم الإسلام والمُجتمع بطريقة إبداعية.

الأربعاء، 28 أغسطس 2013

العمل البلدي

عرفت عُمان نظامَ العمل البلدي مُنذ قرون عديدة، وكان يؤدَّى من قبل نظام الولايات. وتُعتبر عُمان ثاني دولة خليجية تُنشئ بلدية عصرية في بداية عشرينيات القرن الماضي، في مدينتيْ: مسقط، ومطرح.
وسبقتها في ذلك البحرين بإنشاء بلدية المنامة في العام 1919م، وهي أيضًا رابع دولة عربية في هذا المجال، بعد تونس ومصر والبحرين.

دمشق.. يا عَيْن الشرق كله

دمشق.. يا أريج التاريخ، وفسطاط المسلمين، وحصن الشام، وعين الشرق كله.
دمشق.. يا أقدم المدن على وجه الأرض، وأقدم المدن المأهولة في العالم مُنذ عراقة التاريخ.
دمشق.. يا خَير منازل المسلمين -كما وصفها عليه الصلاة والسلام- وخير مدائن الشام.
دمشق.. يا عاصمة الخلافة الإسلامية، وحاضرة تاريخ العالم، ومصدر العلوم والأدب والثقافة.
دمشق.. البطولات والتضحيات من أجل حفظ كرامة العرب، وقيمة المكان وقداسته.
فمَهْمَا كانت مكائد أعداء الحق والسِّلم العالمي، ومهما كان العدوان بأشكاله وأنواعه على حضارة العرب والمسلمين، تأكَّدوا أن الله -عز وجل- قد تكفل بالشام وأهلها، بعد أن خذلها العرب وأهل الإسلام كما يدَّعون.
والطريقة التي يفكر بها العالم، ويُخطط لها، من أجل إنهاء ومُعالجة الأزمة السورية قد تؤدي إلى كارثة عالمية وإنسانية مؤكدة؛ فالحروب هي دمار العالم ومُقدراته في هذا العصر.
اللَّهم احفظ أهلنا في سوريا العزة والكرامة العربية، ووحِّد كلمتهم في طريق الوحدة والوئام.. حَفِظ الله بلاد الشام، وسائر بلاد المسلمين، والعالم أجمع.

الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

تحديد هامش الربح للسلع الأساسية

نظام السوق الحر يجب أن لا يُؤثر على نظام السوق الاجتماعي، خاصة في السلع الأساسية، وبما يُرَاعي الفقراء وأصحاب الدُّخُول المحدُودة.
تحديد هامش الربح للمنتجين، والمورِّدين، وتجارة الجملة والتجزئة، للسلع الأساسية، سيُساعد كثيرا الهيئة العامة لحماية المُستهلك على ضبط ورقابة السوق المحلي من جماح تزايد الأسعار، واستغلال ضعاف النفوس لزيادة الأسعار دُون أي مبرر.
مَع تأكيدي هنا على أنَّ التحديد هو لهامش الربح فقط، وليس تحديد الأسعار، وأنْ يُرَاعى عند تحديد الهامش تكاليف المنتج وظرُوف الناس المعيشية.
وهَذَا يتطلب تعاوُنًا بين: وزارة التجارة والصناعة، وغرفة تجارة وصناعة عُمان، وهيئة حماية المُستهلك، واقتناع تُجار البلاد.

الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

من أقوال حضرة صاحب الجلالة في نجاح التنمية

من أقوال جلالة السلطان قابُوس بن سعيد المُعظم: "إنَّ نجاح أية تنمية، وإنجازها لمقاصدها، إنَّما هو عمل مشترك بين أطراف ثلاثة: الحُكُومة، والقطاع الخاص، والمُواطنين. وعلى كلِّ طرف من هذه الأطراف أن يتحمل واجباته بروح المسؤُولية، التي لا ترقى الأمم في درجات التقدم والتطور إلا إذا تحلَّت بها، ولا تهوى في دركات التخلف والتأخر إلا إذا تخلت عنها".
كلماتٌ لها عُمق إستراتيجي في إدارة الدولة والمُجتمع، تستحق أن تُكتب بماء الذهب.
حَفِظ الله جلالة السلطان، وجعلَه ذُخرا وفخرا وعزة لعُمان وشعبها الكريم.

الحكمانية

الحكمانية، أو الإدارة المُتجددة -كما يُطلق عليها البعض- هي مُصطلح إداري أصبح من مُرتكزات الإدارة المُعاصرة، شجعت عليه بعض المُنظمات الدولية كمنهجية لتحقيق التنمية في الدول النامية، وكانت أكثر بروزا ضمن توجهات الإدارة مع بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي، وقد أخذت به الكثير من الدول ضمن تنظيمها الإداري.
للحكمانية قيمٌ سياسية واقتصادية واجتماعية، تقُوم على مبادئ: المُشاركة، والشراكة، والشفافية، والمساءلة، والعدالة الاجتماعية، وتحقيق الكفاءة والفاعلية، وهي في حقيقتها قيم إسلامية وإنسانية.
وتعمل على تطوير الإدارة من إدارة تقليدية إلى إدارة تتجاوب مع مُتطلبات وتطلعات المُواطنين وطمُوحاتهم، وعلى ضرُورة أن يتكيف النظام الإداري ليلائم توجهات المُجتمع وتطوره، وليس العكس.
الحكمانية -في توجُّهاتها- هي: تكامل أدوار كل من الحُكُومة والقطاع الخاص ومُؤسسات المُجتمع المدني في تحقيق التنمية الإنسانية، وتؤكد على أنَّ الاهتمام بالأمور العامة يجب أن لا يكُون حِكرا على الحُكُومة، وإنما هُناك فاعلين آخرين يشاركون في تحمل المسؤُولية، وعليهم لعب دور مهم في إدارة الأمور العامة بجانب الحُكُومة.
الحُكُومات -مهما كانت قدراتها، وإمكاناتها- في ظلِّ التحديات المُعاصرة، لا يُمكنها تحقيق كل شيء، إلا بمُشاركة قوى فاعلة أخرى، واعتبارهم شركاء في التنمية؛ وهم: القطاع الخاص، ومُنظمات المُجتمع المدني.
مِن المُهم جدا أن تُركز الحُكُومات على جانب البيئة السياسية والقانُونية، ورسم التوجهات التنموية والسياسات العامة، وتكوين وتأسيس البنية الأساسية، وتركز على القطاع الخاص في استيعاب القوى العاملة، وتنشيط الاقتصاد، وإدارة الخدمات، وتحفيز مُؤسسات المُجتمع المدني على تحريك المُجتمع تجاه الإدارة الذاتية، ومُعالجة المُشكلات الاجتماعية؛ وذلك في إطار إستراتيجية وطنية شاملة، تُحدِّد الأدوار لكل طرف من شركاء التنمية.

الأحد، 18 أغسطس 2013

تحية تقدير للمعلمين والمعلمات

تهنئة خالصة من القلب إلى المعلمين والمعلمات، الذين يتَّجهون صباح اليوم لبدء عام دراسي جديد.
كل التقدير والحب والثناء لجُهُودكم. فأنتم صُنَّاع جيل المعرفة، ومن خلالكم تعطون للحياة قيمة، وللمُستقبل معنى، ومن معين فكركم تغرسون في عقول ووجدان شباب الأمة حبَّ العلم، والتميز، والإبداع، والإخلاص لخدمة الوطن.
أنتم أصحاب رسالة سامية، وعلى أيديكم الكريمة تصنعون المعجزات، وتفجِّرون الابتكارات، لعِمارة الدنيا والآخرة.
أنتم من مَدَحكم خَير الرسل -عليه الصلاة والسلام- حين قال عنكم: "إن الله وملائكته، وأهل السموات وأهل الأرض، حتى النملة في جحرها، ليصلون على مُعلِّم الناس الخير".
وفَّقكم الله أيها الأخوة الكرام. وتأكدوا أنَّ الجميع يقدر دوركم الوطني والإنساني.

السبت، 17 أغسطس 2013

إنَّها مصر

القنوات الفضائية العربية، وكذلك الأجنبية، المغطِّية للأحداث المصرية، كل واحدة في اتجاه.. إنَّها الفوضى الخلاقة كما يُنادَى بها.
ولكن -وكما قال الشيخ الشعراوي، رحمه الله- ستظل مصر دائما رغم أنف كلِّ حاقد، أو حاسد، أو مُستَغِل، أو مُستَغَل. إنَّها مصر ستظل دائمًا مصر، التى قال عنها الرسول -صلى الله عليه وسلم: أهلُها فى رباط إلى يوم القيامة. مصر التي صدَّرت علم الإسلام إلى الدنيا كلها. مصر التي ردَّت همجية التتار، وهجوم الصليبيين على الإسلام.. إنَّها مصر وستظل مصر دائما.

الجمعة، 16 أغسطس 2013

قاعدة دينية وإدارية مُهمة للحياة

"يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. حديثٌ شريف سمعته، اليوم، في خطبة الجمعة.
كلماتٌ معدودات، لكنها تُشكل قاعدة دينية وإدارية واسعة ومُهمة في الحياة، خاصة فيما يتعلَّق برسم إستراتيجيات الدعوة، وما يخص العبادات والمعاملات، وتصميم وتبسيط الإجراءات، وتقديم الخدمات.

الخميس، 15 أغسطس 2013

اللامركزية الإدارية

سَعِدت كثيرًا بما جَاء في بيان مجلس الوزراء الموقَّر حول ما توصل إليه من نتائج تَدْعم مسيرة التطوُّر والبناء في السلطنة، خلال شهريْ يونيو ويوليو من العام الجاري، والتي مِن بينها: منح المُديريات العامة بالمُحافظات الصلاحيات اللازمة لإنهاء معاملات المُواطنين.
خُطوة وطنية رائدة تجاه تطبيق وتعزيز مفهُوم اللامركزية الإدارية، التي تُعد اليوم وسيلةً فاعلةً لتحقيق التنمية المحلية، والضَّمان الحقيقي للتنفيذ الفعَّال للإستراتيجيات التنموية، والسياسات العامة للدولة، وتقديم الخدمات العامة للمُواطنين والمُقيمين بإجراءات سهلة ومُيسَّرة في مُختلف محافظات وولايات السلطنة.
واللامركزية الإدارية توجُّه حضاري للإدارة المُعاصرة، وهي مبدأ إداري مُتقدم تجاه تطوير الإدارة المحلية في الدولة العصرية.

الأربعاء، 14 أغسطس 2013

التأمل بالطبيعة أثناء قيادة السيارة

أَخِي السائق، دَعْوة من القلب للاستمتاع بروعة الطبيعة وأنت تقود سيارتك على مَهَل وتأنٍ وعدم استعجال، وهي فُرصة للتأمُّل والتفكر في قُدرة الخالق -سبحانه وتعالى- في مُكونات الطبيعة.
حتى الجبال، وعلى الرغم من قساوتها، فهي تُشكل لوحة جدارية من الألوان المتنوعة والمتدرِّجة لصُخورها وبأشكالها البديعة، وهي مُختلفة من موقع إلى آخر.
إنَّها روعة الطبيعة والجمال في عُمان.

التصدي لانتشار ظاهرة تعاطي المُخدِّرات

يُخبرني أحد الأخوة أنه يقوم ببحث علمي كأُطرُوحة لرسالة ماجستير عن انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في المُجتمع العُماني، هذه الظاهرة التي لها وقع إنساني في المُجتمع، ولها تأثير مباشر على قوة ومتانة الترابط المُجتمعي، والاقتصاد، ورأس المال الفكري. والتصدي لهذه الظاهرة لا يجب أن يكُون مركزيًّا؛ فمن المُهم إشراك المُجتمع في مكافحتها.
وهَذا يتطلب جهدا رسميا، ومُجتمعيا، وتوعويا، من قبل كافة مُكونات المُجتمع؛ بما فيهم القطاع الخاص، والإعلام، والأندية، والجامعات، والجمعيات، وكذلك المدارس والمساجد.

ما يحدُث في مصر

القلب يعتصرُ ألمًا لِما يحدث في الشقيقة مصر.. الجميع صَامت. ولا حِراك للكلمة الطيبة، وإصلاح ذات البين بين الأشقاء.. لا قِيمة لدمِ المسلم.. الأخ يقتل أخاه.. مُقدرات دولة لها عراقتها وريادتها العربية يتم إهدارها.. مُؤامرات تُحاك من أجل تفتيت وإضعاف أقوى جيش عربي باقٍ حتى الآن مُحافظا على هيبته في وجه أعداء الإسلام والأمة العربية.. نسأل الله السلامة، وحفظ الله مصر وأهلها الكرام.

الاثنين، 12 أغسطس 2013

تأثير الترغيب والترهيب على الشخصية الإنسانية

"وَيَدْعُونَنَا رَغَباً ورَهَباً وكَانُوا لَنَا خَاشِعِيْن" صدق الله العظيم.. قاعدة مُهمة أكَّدتها الأبحاث والدراسات الإنسانية والعلوم الحديثة لمنظُومة الحوافز، وإثارة الدوافع، والتوجيه والتذكير، والوعظ والإرشاد، وبناء العلاقات، وتعزيز وتدعيم وتطبيق القيم والأخلاق، والتأثير الإيجابي على الشخصية الإنسانية، وتكوينها إيمانيا، وإعدادها نفسيا وعقليا وخلقيا، ولها فاعلية في تفعيل الرقابة الذاتية والوقائية؛ سواءً كان ذلك في مجال التربية أو الإدارة أو الحياة العامة.

تأثير الإعلام على الرأي العام

الرأي العام العام السياسي، الرأي العام الاقتصادي، الرأي العام الاجتماعي، الرأي العام اليومي، الرأي العام الكلي، الرأي العام المؤقت، الرأي العام الصريح أو الظاهر، الرأي العام المستتر، الرأي العام الكامن، الرأي العام المُثقف، الرأي العام القائد، الرأي العام المضلل، الرأي العام الواقعي، الرأي الشخصي، الرأي الخاص، رأي الأغلبية، رأي الأقلية، الرأي الائتلافي، الرأي في الجو الديمقراطي، الرأي العام المنساق، الرأي العام الثابت، الرأي العام المتغير، الرأي العام غير المستنير، الرأي العام المستنير.. جميعُها تصنعها، وتؤثر فيها، وسائل الإعلام، خاصة التليفزيُون.
لهذا؛ فمن المُهم التركيز فيما تنشره، ليس فقط في البرامج الحُوارية ونشرات الأخبار، وإنما تلك المسلسلات والفقرات الترفيهية، وحتى الفواصل الإعلانية، فكلُّ كلمة لها وقع وتأثير على الإنسان، وفق مرجعيته: الثقافية، والفكرية، والاجتماعية، وتوجهاته.

السبت، 10 أغسطس 2013

حكمة صينية

مِنَ المُهم جدا الأخذ بالنظريات والمفاهيم التي يتمُّ صياغتها في خارج مُجتمعاتنا، بما يتوافق مع البيئة التي نعيش فيها، وبما يتَّفق مع قيمنا التاريخية والحضارية، وواقع مُجتمعنا، وتطلعاته المُستقبلية.
يقُول أحد الباحثين الصينيين في مجال الإدارة: "إنَّنا حينما نتناول كتابا ألَّفه أحد رجالات الغرب حول الإدارة، أو نتبنَّى نظرية إدارية في التطوير الذاتي، فإننا حتمًا سنعلم أن هذا ومهما تُرجم فهو أنتج لبيئة أجنبية ليست صينية؛ لذلك فلن تكُون الاستفادة كاملة منه؛ لوُجُود عوامل بيئية كثيرة؛ ولذلك فإنَّ وُجُود فكر إداري ذي أرضية محلية، وتتسق منطلقاته مع جميع خصائصنا وقيمنا الحضارية التي نعيشها، بات من الضرُوريات الملحة".

تحية وتقدير

تحية إجلال واحترام وتقدير للأخوة المُرابطين في خدمة الوطن، في مُختلف مواقع العمل، خلال فترة إجازة عيد الفطر المُبارك.
وفَّقكم الله، وتهنئة خالصة من القلب بهذه المناسبة السعيدة. وتقبَّل الله منا ومنكم، وكل عام وأنتم بصحة وسلامة.

تهنئة

يُشرفني تهنئتكم بعيد الفطر المُبارك، وتقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم. سائلاً المولى -عز وجل- لنا ولكم القبول والرضوان والغفران، وأن يُنعم علينا جميعًا بالصحة والعافية والسعادة.
أَعَاد الله هذه المناسبة السعيدة على بلادنا وسلطاننا والأمة الإسلامية بالخير والهناء، وباليمن والبركات.. وكل عام وأنتم بخير.

الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

مصر الغالية على قلوبنا

تَتَقَاطر الوفود الغربية على مصر، جميعهم يسعون إلى تهدئة الوضع بين الأشقاء والأخوة؛ فهم يُدركون جيدا قيمة مصر وثِقلها وتأثيرها في محيطها الإقليمي والعالمي. ويدركون أيضًا أنه لو ضعفت الدولة في مصر، أو تزعزع الأمن في مصر، فإنَّ العالم سوف يهتز بأسره.
بَيْنَما جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي.. وغيرهما من المُنظمات التي ينتمي إليها العرب والمسلمون، يقفون وقفة المتفرج، دُون أي حراك أو مُبادرات، يتناسون تعاليم ديننا الحنيف بأهمية إصلاح ذات البَيْن بين الأخوة.
يَتَناسون قول الله تعالى: "إنما المُؤمنُون أخوةٌ فأصلحُوا بين أخويكُم واتقُوا الله لعلكُم تُرحمُون"، وقوله تعالى: "وإن طائفتان من المُؤمنين اقتتلُوا فأصلحُوا بينهُما".
عُضْوَا مجلس الشيوخ الأمريكي: جون ماكين وليندسي غراهام، يزوران مصر خلال هذه الفترة. غراهام يقول عن مصر إنها في حالة فوضى، والأخ يقتل أخاه. غراهام يقول أيضا: ما سيحدث في مصر سيحدد مصير العالم.
وماكين يقول عن مصر: طائرات الـF-16 ليست المشكلة، بل المهم هل ستعود السياحة والنمو الاقتصادي؟ لأنَّ مصر تعتبر قلب وروح العالم العربي، والمساعدات التي تقدم لمصر هي استثمار.
قد أصاب الأديب الكبير عباس محمُود العقاد كبد الحقيقة، فيما يتعلق بأهمية مصر ومكانتها، عندما قال في مقالٍ له: "نحن في بقعة من الأرض لا يستقر العالم إذا اضطربت، ولا يضطرب العالم إذا استقرت، ولم يحدث في الزمن الأخير حدث عالمي قط إلا كان ردُّه وصداه على هذه البقعة من الكرة الأرضية. فإذا ملكنا إرادتنا في هذه البقعة، فهي حاجز الأمان بين المشرق والمغرب، وبين المتنازعين في كل وجهة، وعندنا مصفاة الثقافات والدعوات".
حَفِظ الله مصر الغالية وجيشها البطل، ووفَّق أهلنا في مصر إلى ما فيه الخير والصلاح والوئام، ووحدة الكلمة والهدف؛ من أجل مصر قوية وصامدة في وجه كل شر، ومن أجل التنمية والرُّقي والريادة في قيادة الأمة.

الاهتمام بالكتاب والمعرفة

الاهتمام بالكتاب والمعرفة هو إبحارٌ في عُقول أهل الحكمة والخبرة والإبداع والابتكار، والاستمتاع بلحظات مُمتعة مع صديق قد لا تراه عينك، ولكنْ هُناك خيوط أثيرية تُوصِلك لمحاورته بهدوء.

التعليم الجامعي.. محطة جديدة في الحياة

نُبَارك لشباب الوطن الذين وُفقوا في الحُصُول على فُرصة تكملة تعليمهم الجامعي.. محطة جديدة في الحياة، تتطلب بذل المزيد من الجهد والمُثابرة في طلب العلم والمعرفة.
الوطن ينتظر منكم الكثير، فاعملوا من أجل مُستقبل مشرق، شعاره الجد والاجتهاد، والاعتماد على الذات.
وفَّقكم الله، سعادتنا غامرة بمُنجزاتكم.. اللهم احفظ شباب وطني، ووفقهم لما فيه الخير والصلاح.

السبت، 3 أغسطس 2013

تسويق مخترعات وابتكارات الشباب العُماني

المُتابع لمخرجات التعليم -على مُختلف مُستوياتها- يجد أن هُناك إبداعات وابتكارات واختراعات قدَّمها شباب الوطن، وهي نتيجة طبيعية؛ فالعُمانيون عُرفوا مُنذ الأزل أنهم أصحاب فكر وإبداع، ولمن أراد معرفة ذلك فعليه الاطلاع على تاريخ الحضارة العُمانية، ومُنجزاتها عبر التاريخ.
هذه الجُهُود التي يبذلها أبناء الوطن ينقُصها التسويق الصحيح؛ فكثيرا ما نسمع عن اكتشافات وابتكارات قام بها الشباب، إلا أن هذه الجُهُود لا تُكتب لها الاستمرارية، أو تحويلها إلى مُنتجات ملموسة تُتداول في الأسواق.
لا يُمكن أن نلقي اللوم على الجهات الحُكُومية في كل شيء؛ فمثل هذه الابتكارات يجب أن يحتضنها قطاع الأعمال، ويعمل على الاستفادة منها وتطويرها، وتقديم الدعم اللازم ليستفيد منها.
الكثيرُ من الشركات العالمية لها اتصالات مع المراكز البحثية والجامعات؛ بهدف استقطاب مواردها البشرية ممن يتَّصفون بالفكر الإبداعي والابتكاري. وهذا ليس على مُستوى الشركات، بل أصبح على مُستوى الدول؛ حيث لها عُيون في مُختلف دُول العالم، تعمل على التعرف على أصحاب الفكر والمخترعين، وتقدم لهم الإغراءات المادية والمعنوية؛ لكي تستفيد من اختراعاتهم وابتكاراتهم.
من المُهم جدا أن يبدأ الاهتمام بالمُبدعين مُنذ سنوات الدراسة الأولى، وهذا لا يتأتى إلا بتوفير البيئة الجاذبة لذلك، وهذا لا يقتصر على المناهج فقط، وإنما بتوفير الوسائل المشجعة على البحث والتطوير، والإبداع والابتكار، بما فيها توافر المختبرات والورش والقاعات لمُمارسة الأنشطة في المدارس؛ فتلك الوسائل مُحفزة على مزيد من الإبداع الفكري.
غرفة تجارة وصناعة عُمان عليها مسؤُولية في تشجيع القطاع الخاص لتبني أفكار الشباب، وأتمنى أن يكُون لديها إدارة -ضمن تقسيمها التنظيمي- لتبنِّي مثل هذه الأفكار الشبابية، ومساعدتهم على تسويقها لدى قطاع الأعمال داخل وخارج السلطنة.
كَمَا من المُهم تبسيط إجراءات تسجيل براءة الاختراع، وحُقُوق الملكية الفكرية؛ لضمان حُقُوق المخترعين والمبتكرين العُمانيين.

طريقة جديدة للحلاقة

كُنتُ عند الحلاق قبل قليل، وجدتُ مجمُوعة من الأطفال ينتظرون دورهم للحلاقة؛ استعدادا للعيد.
طِفل لا يتجاوز العشر سنوات من العُمر يطلب من الحلاق أن يحلقه بطريقة "بونكس"، لا أدري ما هي هذه الطريقه. سألته عن ماهيتها؟ شرح لي طريقتها، ومقاسات قص الشعر بالتفصيل. قُلت له: لماذا لا تحلق بالطريقة التي يستخدمها شيابكم؟ يرد علي إنها غير مناسبة لجيله، مُبديا رفضه لطريقتهم.
وإذَا بالحلاق يتفنَّن في تلبية رغبة هذا الطفل، لا أدري أُحمِّل مسؤُولية هذا التصرُّف على من؟ أليس للبلدية دور في مراقبة مثل هذه التصرفات لمحلات الحلاقة؟
إنَّها ثقافة جديدة لجيل اليوم؛ فهم يعيشون في زمان غير زماننا.. حفظهم ربي.

مستشفى قُريات

قُمتُ، مساء اليوم، بزيارة أحد المرقَّدين في مستشفى قُريات.. جُهُود طيبة يقوم بها الطاقم الطبي والإداري في تقديم الخدمات الطبية للمرضى؛ فلهم منا جزيل الشكر والتقدير.
مُناشَدة إلى معالي الدكتُور وزير الصحة الموقر، بضرُورة دراسة إنشاء مبنى جديد للمستشفى، ضمن خطط وزارة الصحة الموقرة المُستقبلية؛ بما يتناسب مع الكثافة السكانية للولاية المتزايدة، والتوسُّع العُمراني في مُختلف قراها.
ولكَونها ولاية ذات كثافة مرورية بعد افتتاح طريق قُريات-صور، والذي يربط ولايات مُحافظة مسقط بولايات محافظتيْ شمال وجنوب الشرقية.
المستشفى الحالي شُيِّد في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وهو بحاجة ماسة لتطويره، لا سيما فيما يتعلق بأجنحة الترقيد، وتقديم الخدمات الطبية التخصصية، وفيما يتعلق بحالات الطوارئ والحوادث.

الهبوبية

برج شامخ يحرسها، أشجار سامقات ونخيل باسقات في عنان السماء وبخضرتها الدائمة معروفة، فلج ومياه عذبة فرات من وادي السرين مصدرها، رجال للعلم والفقه فيها اشتهروا، مناظر خلابة وهدوء وسكينة لطبيعتها قد عرفت، تهب عليها نسائم للعليل قد شفي، إنها الهبوبية من أرض قريات قد وصفت.

الجمعة، 2 أغسطس 2013

الصَّمت

يُروَى عن سيدنا علي ابن أبي طالب -كرم الله وجهه- أنه قال: "إذا تم العقل نقص الكلام". وقال وهب ابن الورد: "بلغنا أن الحكمة عُشر أجزاء؛ تسع منها بالصمت، والعاشر في عزلة الناس".
وقال لُقمان لولده: "يا بني، إذا افتخر الناس بحسن كلامهم، فافتخر أنت بحسن صمتك".

نَسْب كل فكرة إلى صاحبها

يجتهد الكثيرُ في تقديم بعض الأفكار والرُؤى؛ سواءً على مُستوى المشاريع الشخصية أو المُجتمعية، وغالبًا ما يخصون بها بعض المقربين والأصدقاء من باب دراسة جدواها وإمكانية تنفيذها.
والأمانة تقتضي أن تُنسب كل فكرة إلى صاحبها، وليس إلى من اقتنصها؛ فذلك يدعو إلى توسيع دائرة النجاح للفكرة المطروحة عند التنفيذ.

أسباب تفوق الحضارة الغربية

مِن بين أهم العوامل التي ساعدتْ على نجاح وتفوق الحضارة الغربية: تركيزها على أهمية العلم والمعرفة، وتطبيق مبادئ التعاوُن والتكامل، والتعاضد والتكافل، والتراحم والتناصح والتسامح، والأمانة والعدل فيما بينهم.
وهِي في حقيقتها مبادئ وقواعد إسلامية وإنسانية، تم تجاهُلها كثيرًا من قبل المسلمين والعرب أنفسهم كمنهج حياة؛ الأمر الذي أدَّى لضعفهم، وتأخُّرهم، وانقسامهم.

الخميس، 1 أغسطس 2013

ذكريات فلج السواقم

هذا الفلج له ذكريات عند كل أبناء قُريات؛ فقديما قبل رصف الطريق الذي يربط مطرح بقُريات، كان هُناك طريق ترابي قامت بتمهيده دائرة التحسينات في ستينيات القرن الماضي. ومَسَار هذا الطريق يمر عبر وادي مجلاص، مرورا بالسواقم والسليل ووادي حطاط، ثم وادي عُدي، وحتى مطرح، وكانت تسلكه سيارات محدُودة ذات الدفع الرباعي، من نوع لاندروفر واللاندكروزر.
وكثيرًا ما تجد تلك السيارات في ذلك الزمان مزدحمة بالركاب، وهي كثيرة التوقُّف بسبب انفجار إطار، أو توقف مفاجئ للسيارة؛ وذلك بسبب وعُورة الطريق، وكثرة الركاب، الذين تراهم جلوسا، ومنهم من يتعلق وقوفا.
وتُعتبر السواقم والمخاضة في ذلك الزمان نقطة استراحة مُهمة للركاب؛ حيث ينغمس الركاب في فلجها البارد الزلال، بعد عناء مشقة السفر الطويل، بمقياس ذلك الوقت، ولإزالة غبار الطريق عن أجسادهم وثيابهم.
أمَّا الآن، فالأمر أصبح مُختلفا بوُجُود الشوارع المسفلتة الواسعة، التي عمت كافة أرجاء عُمان في عهد النهضة المُباركة، وأصبح القليل يمر على هذا الموقع.. هذا من ذكريات فلج السواقم.