تَتَقَاطر الوفود الغربية على مصر، جميعهم يسعون
إلى تهدئة الوضع بين الأشقاء والأخوة؛ فهم يُدركون جيدا قيمة مصر وثِقلها وتأثيرها
في محيطها الإقليمي والعالمي. ويدركون أيضًا أنه لو ضعفت الدولة في مصر، أو تزعزع
الأمن في مصر، فإنَّ العالم سوف يهتز بأسره.
بَيْنَما جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر
الإسلامي.. وغيرهما من المُنظمات التي ينتمي إليها العرب والمسلمون، يقفون وقفة
المتفرج، دُون أي حراك أو مُبادرات، يتناسون تعاليم ديننا الحنيف بأهمية إصلاح ذات
البَيْن بين الأخوة.
يَتَناسون قول الله تعالى: "إنما المُؤمنُون أخوةٌ
فأصلحُوا بين أخويكُم واتقُوا الله لعلكُم تُرحمُون"، وقوله تعالى: "وإن
طائفتان من المُؤمنين اقتتلُوا فأصلحُوا بينهُما".
عُضْوَا مجلس الشيوخ الأمريكي: جون ماكين وليندسي
غراهام، يزوران مصر خلال هذه الفترة. غراهام يقول عن مصر إنها في حالة فوضى، والأخ
يقتل أخاه. غراهام يقول أيضا: ما سيحدث في مصر سيحدد مصير العالم.
وماكين يقول عن مصر: طائرات الـF-16 ليست المشكلة، بل المهم هل
ستعود السياحة والنمو الاقتصادي؟ لأنَّ مصر تعتبر قلب وروح العالم العربي،
والمساعدات التي تقدم لمصر هي استثمار.
قد أصاب الأديب الكبير عباس محمُود العقاد كبد
الحقيقة، فيما يتعلق بأهمية مصر ومكانتها، عندما قال في مقالٍ له: "نحن في
بقعة من الأرض لا يستقر العالم إذا اضطربت، ولا يضطرب العالم إذا استقرت، ولم يحدث
في الزمن الأخير حدث عالمي قط إلا كان ردُّه وصداه على هذه البقعة من الكرة
الأرضية. فإذا ملكنا إرادتنا في هذه البقعة، فهي حاجز الأمان بين المشرق والمغرب،
وبين المتنازعين في كل وجهة، وعندنا مصفاة الثقافات والدعوات".
حَفِظ الله مصر الغالية وجيشها البطل، ووفَّق
أهلنا في مصر إلى ما فيه الخير والصلاح والوئام، ووحدة الكلمة والهدف؛ من أجل مصر
قوية وصامدة في وجه كل شر، ومن أجل التنمية والرُّقي والريادة في قيادة الأمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.