الأحد، 29 نوفمبر 2015

مُؤسسة بيت الغشّام مثالا للتكامل

قبل أيام، كتبتُ عبر هذه الصفحة مقالة مُتواضعة، تطرَّقت من خلالها إلى مفردة عميقة لها من الدلالات والمعاني الكثير في العمل الوطني، وردت في سياق خطاب قائد البلاد المفدى -حفظه اللهُ ورعاه- أمام مجلس عُمان، وهي كلمة "التكامل".
هذه الكلمة إذا ما تجلَّت بيننا، وقامت على فهم مشترك بين كافة قطاعات المُجتمع، وإذا ما صاحبتها نية صادقة وهدف واضح وغاية سامية، فإنها سوف تثمر ثمارًا لها قيمة وطنية وإنسانية غاية في الجمال والتأثير الإيجابي في مُجريات الحياة، وتكامل العمل، والبناء الوطني من أجل الوطن والإنسان والتنمية بشتى فُرُوعها وتوجهاتها الوطنية.
مَسَاء هذا اليوم، وفي رحاب النادي الثقافي، وبحضور كوكبة من كبار المسؤولين والمُثقفين، دشَّن معالي الدكتُور وزير الإعلام الموقر حلقة مُهمة من حلقات التكامل؛ تجلت في منجز معرفي جديد لمُؤسسة بيت الغشام للصحافة والنشر والترجمة والإعلان، تلك المُؤسسة على الرغم من حداثة عهدها وتكوينها، إلا أنها استطاعت أن تقدم أُنمُوذجا فاعلا لمعنى العمل التكاملي لنشر المعرفة في المُجتمع.
برامج وأنشطة عديدة تُقدمها هذه المُؤسسة لخدمة الثقافة والمُبدعين في السلطنة، وكان آخرها تدشين مجلة ثقافية جديدة "التكوين"، وإنشاء متحف متكامل في أحد البيوت الأثرية في عُمان، ناهيك عن طباعة أكثر من مائتي عُنوان لكُتَّاب من عُمان وآخرين من خارجها.
هذه المُؤسسة يُشرِف على إدارتها نخبة من الشباب العُماني الطموح، وتلقَى دعمًا ماديًّا ومعنويًّا من شخصية عُمانية طموحة، سخرت جل جهدها من أجل الوطن وخدمة العلم والمعرفة والثقافة، وقدمت دروسا واقعية لمعنى التكامل والتعاوُن بين شركاء التنمية (القطاع الأهلي، بجانب الحُكُومة والقطاع الخاص)؛ من أجل نجاح مسيرة التنمية الإنسانية واستدامتها في عُمان.
تهنئة من القلب لهكَذا جُهُود وطنية؛ فهي حقًّا تُبشر بمُستقبل مُشرق من أجل وطن يسوده التعاوُن والتكامل في جميع مجالات الحياة، وكل الشكر والتقدير لمُؤسسة بيت الغشام وكوادرها المُبدعة.

السبت، 28 نوفمبر 2015

عُمان أكثر لطافة

أحد البرامج على قناة "إم.بي.سي" يفيد بأن هُناك دراسة حول أكثر الدول لطافة مع الآخرين بين دُول مجلس التعاوُن لدول الخليج العربية؛ حيث احتلَّت سلطنة عُمان المركز الأول، وتأتي بعدها مملكة البحرين.

الخميس، 26 نوفمبر 2015

مشهد في بحر أزرق

يمتطِي قاربَه الصغير ليعبُر الضفة الأخرى من البحر، يُمسك بيد ابنه الصغير ليُجلسه بالقرب منه، يدور بينهما حديث الذكريات وأيام البحر وخيراته، يتأمل الفضاء الفسيح للبحر بتجليات ألوانه، يلحظ سوادًا عظيمًا يلف القارب من جميع اتجاهاته. طيور النورس تحلق فرحة بالأمان، تعزف سيمفونية البحر لتنشرها الريح إلى الأفق البعيد. أمواج البحر تتهادى في هدوء مُحتضِنة حصيات الشاطئ بحنية شديدة، يمدُّ الصياد شبكته إلى الماء بطريقة مذهلة، يمدُّ الطفل يده ليسحب الشبكة ليجد فيها أسماكًا صغيرة. ينثُرها بيده ليطعم بها الطيور المحلقة، يبتسم الأب ويشكره على حسن تصرُّفه، يُحرك الأب القارب نحو الضفة الأخرى من البحر.

الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

تدشين كتاب "هذه إذاعة عُمان"

كِتَاب الأستاذ عبدالله بن حمد آل علي عن ذكرياته في العمل الإعلامي، وتاريخ تطور الإذاعة العُمانية، سجلٌ تاريخيٌّ وتوثيقيٌّ يحمل بين طياته كفاحَ الرواد من أجل إيصال صوت عُمان إلى العالم.
حَفل تدشين هذا الكتاب أعاد بي الذاكرة إلى فترة التسعينيات والألفية الثانية من القرن الماضي، حين تشرُّفي بالتعاوُن مع الإذاعة العُمانية كمراسل لها في قُريات.. كل الشكر للأستاذ عبدالله على هديته القيمة، ونبارك له هذا الإنجاز الإبداعي.

شكرًا لكُما

شخصيَّتان لهما عطاء لا يُنسى في خدمة الثقافة والرياضة والإعلام وخدمة الشباب: الشيخ مُحمَّد بن مرهون المعمري رئيس الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية سابقًا، متعه الله بالصحة والعافية، والدكتُور عبدالله الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيُون، وفقه الله.

أسرابٌ من الحمام في ضيافة رجل أصيل

عَامل بسيط لكنه بهمة كبيرة، هو من مصر الغالية، وبالتحديد من بلدة طنطا الجميلة، يعمل في مطعم راقٍ في قلب مسقط العامرة، اعتاد أن يجمع ما يتركه الزبائن من بقايا طعام في إناء بدلًا من رميه في القمامة، ومع حلول المساء من كلِّ يوم، وفي وقت محدد يتحلق أمام مطعمه ضيوف دائمين.. أسراب من الحمام.
يحملُ ما جمعَه من طعام لينثره بطريقة يَضْمَن أنَّ جميع السرب قد تناول طعامه. سألته: لماذا تفعل هذا؟ قال لي: كل واحد برزقه، وكل يوم بنصيبه. لمحتُ في وجهه سعادة وهو يُطعم الحمام، وما إن انتهى الصَّحن الذي في يد هذا الرجل، وإذا بالحمام يرفع جناحيه عاليا مُحلِّقا إلى السماء في تشكيلة رائعة فرحًا بوجبة دسمة.. و"في كلِّ كبد رطبة أجر".

تحية محبَّة لهذا الرجل

فِي بداية التسعينيات، عملتُ مُراسلًا لجريدة "عُمان"، لم تكن تلك التقنية الحديثة في إرسال المادة الإعلامية متوافرة في ذلك الوقت كما هي عليه اليوم، خاصة بالنسبة للصور، كُنت أخرج بعد العمل من قُريات لكي أَسِبق الزمن لأصل إلى مقر الجريدة في روي، لكي تنشر المادة الإعلامية في اليوم التالي، وأعود في المساء لكتابة مادة جديدة.
كُنتُ أرى هذه الشخصية، شعلة نشاط في الجريدة، لم يبخل علينا بشيء؛ كان مدرسة في العمل الصحُفي.. تحية تقدير وشكر ومحبة لكم أخي الأستاذ سالم بن رشيد الناعبي.

الجمعة، 20 نوفمبر 2015

الاحتفالات الوطنية.. محافظة مسقط



الاحتفالات هي دومًا استراحة وتذكُّر ومُراجعة للمنجز، وفي الوقت ذاته نظرة وانطلاقة للمُستقبل.

جمال الشتاء

عِنْدَما تداعب الغيمة قرص الشمس؛ وتحجب أشعتها الذهبية عن الأرض، فإنما هو دليل علاقة تكامل بينهما من أجل نشر جمال الشتاء على الكون.

الخميس، 19 نوفمبر 2015

عُمان.. من السماء


أَبَى إلا أنْ يكُون في زاوية بعيدة من أجل أن يُلبي رغبة الروح والوجدان والهُواية؛ لتلتقط الكاميرا المُحلِّقة عاليا صُورة جميلة من سماء المهرجان، ليمتَّع ويسعد بها مُشَاهِد في بيته فرحًا ببهجة عيد الوطن.. عُمان من السماء، شكرا لتواضعك وإخلاصك لهُوايتك المفعمة بالحب والعطاء والإبداع.

الأحد، 15 نوفمبر 2015

مسقط ترتدي وشاح الفرح بهجةً بالعيد الوطني المجيد





افتتاح فترة جديدة لمجلس عُمان

".. إننا نتطلع إلى مُواصلة مسيرة النهضة المُباركة بإرادة وعزيمة أكبر. ولن يتأتَّى تحقيق ذلك إلا بتكاتف الجُهُود وتكاملها لما فيه مصلحة الجميع". 
قابُوس بن سعيد
هكذا هُم القادة العُظماء، أصحاب رؤية ورسالة من أجل صناعة الحاضر والمُستقبل، وأفعالهم هي التي سيُخلدها التاريخ، وعُمان في ظل عهده المُبارك ستظل وفيَّة للخير، وبتضافُر الجُهُود وتعاوُن الجميع ستتواصل مسيرة البناء والنماء.. اللهم احفظ لنا هذه اللحمة الوطنية بين القيادة والشعب.

أهمية التكامل في صناعة التنمية

خِطَاب جلالة السلطان المُعظم -حفظه اللهُ ورعاه- بمناسبة افتتاح الفترة السادسة لمجلس عُمان -بجناحيه: مجلس الشورى ومجلس الدولة- يحمل مَضَامِين عديدة ورُؤى سديدة تستشرفُ المُستقبل بحِكمة رشيدة، وهو بمَثابة رؤية إستراتيجية وخارطة طريق لتحديد معالم العمل الوطني لمسيرة التنمية في السلطنة.
كُل كلمة من الخطاب السامي لجلالة السلطان المُعظم لها دلالات عظيمة، ينبغي وضعها كمنهاج نظري وتطبيقي ضِمن منهجيَّة واقعية للانطلاق إلى المُستقبل؛ وذلك من خلال رَسْم وصياغة مُختلف الإستراتيجيات والبرامج والخُطط والأنشطة التنفيذية لمُؤسساتنا المُختلفة؛ سواءً الحُكُومية منها، أو شركات القطاع الخاص، وكذلك المُؤسسات الأهلية.
عِنْدَما نتأمَّل مثلًا الفقرة التالية من الخطاب: "... إننا نتطلع إلى مواصلة مسيرة النهضة المُباركة بإرادة وعزيمة أكبر. ولن يتأتَّى تحقيق ذلك إلا بتكاتف الجُهُود وتكاملها لما فيه مصلحة الجميع".
نَقِف قليلًا على عبارة "تكاتف الجُهُود وتكاملها"، وهنا دعا جلالة السلطان المفدى إلى ضرُورة عملية التكامل في الجُهُود لمواصلة مسيرة النهضة المُباركة، وهو توجُّه حكيم، وفكر مستنير، وثقافة واعية، تتطلبها المرحلة الحالية والمُستقبلية من أجل رقي الوطن وتقدم الأمة، وذلك التوجُّه ليس بجديد، فقد أكَّد عليه جلالة السلطان المُعظم مرَّات عديدة طوال مسيرة التنمية والبناء في عُمان؛ إدراكًا لِما للتعاوُن والتكاتف والتعاضد والتكامل بين جميع المُؤسسات والأفراد من أهمية في تطور الحياة والتنمية، وتحمل أعباء المسؤُولية وتأدية الأمانة في البناء والتعمير باقتدار وتميز.
وسَأركِّز هنا على كلمة واحدة فقط من خطاب جلالته -حفظه اللهُ ورعاه- وهي: "التكامل"؛ فالتكامل هو مبدأ مهم جدًّا من مبادئ الحياة؛ حيث لا يُمكن أن تَسْعد الحياة والإنسانية إلا بتحقيق هذا المبدأ؛ لأن الإنسان لا يعيش إلا في ظله لقصور قدراته وإمكانياته في توفير كل شيء، وتلك حِكمة إلهية من أجل العبادة والعمل، وتحقيق الجهاد البنائي وتعمير الأرض.
والتكامل في حقيقته أيضًا سُنة من سُنن الكون؛ فالمتأمِّل في حركة الكون الذي نعيش فيه، يجد أنه قائم أساسًا على عملية التكامل، وهذا التكامل هو قائم أيضًا على مُرتكز أساسي وهو النظام، كلٌّ يُؤدي دوره وفق مسير محدد، بلا مسابقة، ولا تعدي، ولا تزاحم، وإنَّما تكامل وتعاوُن من أجل تحقيق هدف مشترك وغاية واحدة.
الكَثير من عُلماء الإدارة وفقهاء القانُون في هذا العصر يُؤكدون على منهج جديد ضِمن توجُّهات المدارس الإدارية في الفكر الإداري الحديث؛ بما يُسمى بمدرسة النظم، وهي في حقيقتها مدرسة إسلامية أصيلة تغافلنا عنها كثيرًا، وركَّز عليها الغرب، واستفاد منها أيُّما استفادة، وهذا الفكر يقوم على أنَّ أيَّ كيان في الحياة هو عبارة عن عناصر مترابطة ومتداخلة ومتفاعلة في بعضها البعض، تسعى جميعها لتحقيق هدف مشترك، وإن تفاعل أي جزء من هذه العناصر (سلبا أو إيجابا) سيكُون له تأثير على كافة العناصر الأخرى المكونة لهذا الكيان؛ بمعنى أن هذا التأثير سوف ينعكس أيضًا على النتائج النهائية لهذا الكيان، ولا ينجح هذا الكيان في تأدية مهمته إلا بروح التعاوُن والتكامل بين جميع أجزائه.
ولتقريب هذا المنهج ننظُر مَثلا إلى جسم الإنسان؛ فهو خير مثال على هذا التوجه؛ حيث لا يُمكن أبدا فصل دور أي جزء من جسم الإنسان عن غيره، وإنَّما هي عملية تكاملية مُستمرة وفق وتيرة محددة ونظام متقن، يعمل بدقة وبتناسق وانسجام؛ فإذا اختلَّ جُزء منه تأثَّر الكل.
هَكَذا هي الأمة أيضًا، لا تقوم إلا على التماسك والترابط والتعاوُن والتكامل، ويُؤكد ذلك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
كَذَلك هي المُنظمات والمُؤسسات، يجب أن يسود عملها روح جديدة تقوم على مبدأ التكامل؛ لتحقيق غايات وأهداف الدولة ومُتطلبات المُجتمع؛ وذلك وفق مُرتكزات إستراتيجية التنمية الإنسانية؛ بتفرعاتها المُختلفة: الأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمعرفية؛ بحيث تقوم كل مُؤسسة على منهجية إستراتيجية وإدارية تتكامل مع باقي توجهات المُؤسسات الأخرى؛ حيث إنَّ ذلك التكامل هو الضمانة الحقيقية لانسيابية تنفيذ البرامج والخُطط بسهولة ويسر، إضافة لقُدرتها على استثمار الموارد المتاحة بطريقة أكثر جودة وبعائد اقتصادي أفضل.
ويَعني هذا أنَّ كل قطاع وظيفي يتكامل مع كافة القطاعات الوظيفية الأخرى في الدولة؛ فمثلا قطاع التعليم يجب أن يتكامل في توجهاته وسياساته مع قطاعات أخرى كالصحة والثقافة والتنمية السكانية والاجتماعية والاقتصاد والأمن.. وغيرها من القطاعات، وهكذا أيضًا يتكامل قطاع الإسكان مع الصحة والتنمية الاجتماعية والترفيه والثقافة، وكذلك هو مجلس عُمان من المُهم أن يعمل في تكامل مع مُختلف قطاعات الدولة؛ بحيث يكُون مُعِينًا في تأدية رسالتها ومهمتها؛ وذلك ينطبق أيضًا على مُؤسسات المُجتمع المدني... وهكذا.
وهَذا لا يقتصر على سياسات وتوجهات مُؤسسات الدولة فحسب، وإنما ينطبق أيضًا على مُستوى التقسيمات التنظيمية الداخلية لكل مُؤسسة؛ فلم تعُد اليوم الهياكل التنظيمية الرأسية أو العمودية، القائمة على إجراءات بيروقراطية عقيمة، وقرارات فوقية مجدية لمواجهة تحديات الحاضر والمُستقبل؛ فالتوجُّه العصري يجب أن يقوم على علاقات تنظيمية تكاملية داخل كل وحدة، وهياكل أفقية وشبكية متداخلة كفريق عمل واحد، تتناسب مع بيئة العمل المُعاصرة والعولمة بأبعادها التكنُولُوجية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وتحدُّ من الحواجز الرسمية والسلطوية، وتَكسَر حواجز العزلة وأسوار الاغتراب الوظيفي، وتقوم على ثقافة تنظيمية جديدة، يسودها التكامل والتعاوُن والمُشاركة والتمكين وصناعة المعرفة والتواصل الإنساني والاجتماعي في تأدية الأدوار والأعمال، واتخاذ القرارات وُصُولا لتحقيق الأهداف والغايات.
كَذَلك هو القطاع الاقتصادي أيضًا، عليه مسؤُولية تكاملية مع الحُكُومة في صناعة وتحقيق التنمية الإنسانية. وعليه، أن يعمل وفق منظُومة تكاملية مع بعضه بميزة تنافسية؛ فهُناك الكثير من الدول المُتقدمة هي قائمة اليوم على اقتصاد تكاملي، فمعظم الشركات العالمية، مُنتجاتها عبارة عن حلقات تكاملية مع مُؤسسات مُتعددة، وهذا التوجُّه يعتبر دعامة أساسية ومؤثرة في دعم المُؤسسات الصغيرة والمُتوسطة، انظروا إلى الشركات المنتجة للطائرات أو السيارات، وغيرها من المُنتجات، فهي عبارة عن أجزاء من مُؤسسات مُختلفة، تعمل وفق منظُومة تكاملية مشتركة، هذا الأسلوب قد سَاعد كثيرا على إنعاش اقتصاديات الدول المُتقدمة القائمة على اقتصاد تكاملي يقوم على المعرفة.

سفينة الوطن

سفينة الوطن تُوَاصِل مسيرَها بشموخ وثبات.

السبت، 14 نوفمبر 2015

راية المجد

راية المجد.. رفرفي في العلياء خفاقة
وانشري رياحين الحب على الآفاق دوما أبدا
وحدثي العالم عن مُنجزات شعب
قد ارتقى السماكين عن جد وعزم
هذه عُمان اليوم تبدو عروسا.. بعيدها الوطني المجيد

الغصن الأخضر

أيُّها الطائر، اترُك الغُصن الأخضر لينشر نسائم الشتاء والمحبَّة والسلام على الكائنات.

الجمعة، 13 نوفمبر 2015

احتفالات وطنية

اعتدنَا في قريات على أن يُقام احتفال جماهيري وخطابي أمام حصن الوُلاية بمناسبة العيد الوطني المجيد؛ حيث كان يُطلب من كل رئيس مُؤسسة حُكُومية التحدُّث عن مُنجزات مُؤسسته وخططها المُستقبلية، كانتْ حينها تُعتبر وسيلة تسويقية وإعلامية فاعلة لبرامج التنمية لتلك المُؤسسات.
في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، كُنت ضمن مجمُوعة من الشباب نعمل لتجهيز ساحة الحفل وتزيينها بالأعلام وعبارات كتابية في حب الوطن وسلطانه، كانتْ الأعلام تظلل المكان بطريقة فنية مُبدعة، كانت هُناك العديد من الأقواس تحمل عبارات وطنية تغرس على الشارع الرئيسي بأشكال جميلة ومتنوعة، يُسهم بها القطاع الخاص.
مِنَ الذكريات: طلب الوالي مِني في ذلك المساء الجميل أن أتحدَّث لتَجْرِبة جاهزيَّة جهاز مُكبر الصوت، معلنا أنَّ مكتب الوالي قد أتمَّ استعداده للاحتفال بهذه المناسبة الوطنية، كان عُمري حينها لا يتجاوز الخامسة عشرة، وقفتُ أمام الميكرفون، وتحدثت بطريقة عفوية، ولا أدري ماذا قُلت من شدة رَهبة الميكرفون؛ الأمر الذي وضعته تحديا للتغلب عليه في المُستقبل.. وهذا ما حدث.
فِي اليوم التالي، استقبلنا طلاب المدارس في مسيرة طويلة وهم ينشدون عبارات بحبِّ وطنهم وسلطانهم، وهُناك نشيد كان المعلمون العرب يُلقِّوننا إياه في السبعينيات، يبدأ: "بلادي بلادي.. لك حبي وفؤادي".
عادةً.. يتضمَّن الحفل فقرات للفُنُون الشعبية وقصائد شعرية معبرة، ومُشاركة من شباب النادي وهم يرتدُون ملابسهم الرياضية، ويكون موقعهم في الوقوف أمام طلاب المدارس، يحملون الرايات والإعلام وشعار النادي.
وعَلَى مَدَى ثلاثة أيام تستمرُّ الاحتفالات، كُنَّا نطبع برامج احتفالات الوُلاية بالعيد الوطني المجيد على أوراق حريرية تُسمى "استنسل"، ومن ثم نُدخلها في آلة تنسخ كمية كبيرة من الأوراق، يتم توزيعها على المُواطنين في جميع قرى الوُلاية، ويكلف بعض الشباب بالإعلان عن مواقيت ومواقع الاحتفالات من خلال سيارة تطوف الحوائر؛ حيث يقرأ البرنامج في مكبر صوت متحرك.
وعَادة.. يكُون برنامج الاحتفال: في صباح اليوم الأول أمام الحصن، وفي عصر ذلك اليوم للاستعراضات الطلابية ومُسابقات رياضية، وفي صباح اليوم التالي مهرجان بحري يتخلله سباق للقوارب التقليدية، وفي المساء حفل مسرحي لطلاب المدارس، وفي مساء اليوم الثاني حفل فني لشباب النادي.
تِلك الاحتفالات تحضُرها جماهير غفيرة، ويُعدُّ لها إعدادا جيدا ومنظما، وتحس أيامها أنَّ هُناك لحمة متعاوُنة تكسوها وتغمرها روح وطنية فرحا ببهجة العيد.
هذه الأيام، تستعدُّ جميع مُحافظات السلطنة للاحتفال بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للنهضة المُباركة، وهي احتفالات استُعِدَّ لها بطريقة راقية ومبتكرة، وستسعد الجميع بإذن الله، حفظ الله عُمان وقائدها المُعظم.. وكل عام وأنتم بخير.
(الصُّورة تعود إلى بداية تسعينيات القرن الماضي أمام حصن قُريات)

نقل المعرفة الضمنيَّة

دَرَستُ على يد الدكتُورة المصرية راوية حسن -وفقها الله- مساقا علميا يُسمَّى "مدخل إستراتيجي لتخطيط وتنمية الموارد البشرية"؛ ناقشتُ معها مسألة توجهات بعض الدول تجاه مسألة توطين الوظائف وكسب الخبرات والمعرفة من الوافدين، خرجت بنتيجة: أنَّ كل فرد له ميزة تنافسية؛ ولهذا فإنَّ مسألة نقل المعرفة الضمنية وكيفية إدارتها هي تحدِّي المُستقبل.
وفِي اعتقادي الشخصي أنَّ الأصولَ المادية والمالية التي تمتلكها أي مُؤسسة من السهولة قياس قيمتها، إلا أنَّ التحدي الكبير هو في كيفية قياس قيمة رأس المال الفكري والقيمة المعرفية الضمنية التي يتمتع بها الكثير من الأفراد.

وأرَى أنَّ أهمَّ وسيلة لنقل المعرفة الضمنية، المخزونة في عقول البشر ووجدانهم، هي وسيلة التعارف والحُوار بين الأفراد والشعُوب "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".


الأحد، 1 نوفمبر 2015

قائد عظيم لشعب عظيم


الإعلام

الإعلام.. يلعب دورًا محوريًّا في حالات الطوارئ والأزمات، إلا أنه لا بد أن ينتبِه إلى الجوانب النفسية عند مُخَاطَبة الرأي العام بشأن خُطُورة المواقف التي يُعَالجها، أو يُسَاعد على إدارتها.

خيرات السماء

عِنْدَما داهَم إعصار "جونو"، مُنذ سنوات، بعضَ مدن عُمان، كانت تجربة أعطتْ دروسا لمعنى التلاحم الوطني، وعندما تَرى أبناء عُمان جميعهم على قلب واحد في مواجهة ظرُوف مناخية مُشَابِهة، فإنَّ الأمرَ يجعلك تشعر بالفخر والاعتزاز.
استقبِلوا خَيْرات السماء بالبِشْر وبالحَمد، والشُّكر والدعاء، فهي من المؤكد تحملُ الخير الكثير.. حَفِظ الله الجميع.