السبت، 25 مارس 2017

نظرة تاريخية لواقع الابتكار وأهميته

العُمانيون مُنذ القدم كان الابتكار ديدنهم، لأن الابتكار لديهم هو من أجل القضاء على ألم الحاجة لشيء يُلبي مُتطلبات الحياة، وهو أيضًا قيمة وغاية لعمارة الدنيا وأجر الآخرة.
فلما استعصى عليهم وُجُود الأنهار في بلادهم حفروا الآبار ومدوا سواقي الأفلاج في بطون الأودية وقمم الجبال، كمنظُومة اجتماعية واقتصادية وزراعية وإدارية تبهر الألباب.
اخترعوا نظام الزاجرة لرفع مياه الآبار، وهي تقنية مُتقدمة مقارنة بظرُوف زمانهم وإمكانياتهم.
وعندما واجهوا صلادة الجبال الشاهقة، وعدم توفر الأرض المنبسطة، اخترعوا المدرجات لزراعة ما لذ وطاب من أشجار ومزروعات ونباتات، فكانت مروج خضراء.
أنظروا إلى مدرجات الجبل الأخضر في داخلية عُمان، وغيرها من المدن والقرى العُمانية، فهي تنبئ بالعلم اليقين.
وعندما استعصت عليهم سبل المواصلات للاتصال والتواصل مع العالم للتبادل المعرفي، لصعوبة التنقل عبر هذه الجبال المترامية الأطراف، ووُجُود السدود الرملية المحيطة بالربع الخالي اتجهوا نحو البحر فصنعوا السفن ومخروا عباب البحر والمحيطات، واكتشفوا العالم الآخر من المحيط، وصنعوا المعدات والآلات التي تعينهم لتحديد وجهاتهم في هذا البحر الواسع، وللتغلب على مشاقه وصعوبات الإبحار عبر شواطئه الممتدة.
فنقلوا العلوم وأسسوا حضارة، وبنو علاقات إنسانية يتحدث عنها القاصي والداني في مشرق الأرض ومغربها، وكان لهم مجدا يشار إليه بالبنان حتى اليوم.
هكذا أيضًا في مُختلف الصناعات والحرف اليدوية، التي حققوا من خلالها الإكتفاء الذاتي، وكذلك هي أيضًا في مجالات الأدب واللغة والفقه والسياسة والإدارة والتجارة والصناعة، وكافة العلوم الاجتماعية والإنسانية والمعرفية، فلهم فيها ريادة عظيمة، تحتاج إلى تأمل.
كم نحن بحاجة الآن إلى تأصيل ذلك التاريخ في فكر ووجدان جيل هذا اليوم والأجيال القادمة، لا بد من توجه مشترك لكافة أطراف وشركاء التنمية الإنسانية -حُكُومة، قطاع خاص، مُنظمات المُجتمع المدني، القطاع الأهلي، مُؤسسات تعليمية وأكاديمية، مفكرون وأدباء، إعلام- في بلادنا الغالية من أجل الاهتمام بموضُوع الابتكار من أجل صناعة المُستقبل.
ولا يقتصر ذلك على الصناعة فحسب، وإنما يجب أن يشمل مُختلف مجالات علوم المعرفة، بما فيها العلوم الإنسانية.
العالم اليوم في تنافس شديد، وشديد جدا من أجل الوُصُول إلى تحقيق التنمية والاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار كركيزة أساسية للانطلاق نحو المُستقبل بثبات وبكفاءة وفاعلية وتميز.

قيمة المياه

المُحافظة على المياه ضرُورة ملحة في هذا الزمان، ويقول المثل العُماني: لا تسرف ولو من البحر تغرف.
أتذكر قديما أن ما يستهلكه ضغطة واحدة لسيفون (خزان) المرحاض اليوم كان مقدار استهلاك أسرة واحدة في ذلك الزمان.
من تقنية البناء للمساجد قديما بأنها تكُون قريبة من ساقية الفلج أو تكُون بجانبها أحد الآبار، وكان يتم نزف المياه من البئر في حوض يبنى بالصاروج، ومن خلاله يتم الوضوء أو الاستحمام بطريقة فنية ومقننة لا تساعد على إهدار المياه.
وقديما كان يحرص الإنسان العُماني على فسل بعض النخيل بالقرب من المواضي، وكذلك غرس نخلة أو شجرة بالقرب من مكان الغسل في وسط الحوش، حيث يتم استثمار تلك المياه -وهي عادة نظيفة- في ري تلك الأشجار والمزروعات بطريقة فنية لا تخلو من فكر وعلم.
كم نحن بحاجة اليوم إلى هذه التقنية، فهُناك مياه بكميات كبيرة تهدر في مساجدنا بطريقة غير اقتصادية وبعضها لا يتفق مع تعاليم الدين، ولهذا فقد حان الوقت من قبل جهات الاختصاص التفكير في استثمار مياه الوضوء في المساجد بطريقة تحقق قيمة مضافة لمكانة المسجد وقيمة المياه.

الماء هو الحياة

قديمًا، كنا نشاهد العلاج بالماء عند العُمانيين، وذلك بقراءة بعض آيات القرآن الكريم والأدعية في إناء من الماء، ويطلب من المريض الاستحمام به أو شربه، ويسمى ذلك التبطوله.
قرأت مُؤخرا دراسة يابانية قام بها الباحث الياباني الدكتُور ايموتو خرج منها باكتشاف مذهل، وهو ان الماء يتأثر بمحيطه الخارجي، وان الكلمات الإيجابية لها تأثير كبير على ذرات المياه.
ويقول أحد الباحثين ان أكثر من 70 % من جسم الإنسان ماء، ولهذا هو يتأثر ايجابا وسلبا بالكلام السلبي أو الإيجابي.
العُمانيون أيضًا استخدموا أواني تصنع من الفخار لمياه الشرب، ولها خاصية التبريد الطبيعي للمياه، اليوم نسمع أن تلك الأواني المصنُوعة من طين الأرض -الحب، الجحلة، الخرس، المشرب- لها خاصية في بث الحياة للمياه بخواصها الطبيعية، وهي أكثر فائدة من غيرها.
فكثير من طقوس الحياة القديمة وعاداتها لها قيمة اجتماعية، فهي لم تُمارس إلا بفكر وتجربة.

ذكرى يوم الأرض

في هذا المكان، الذي تسكُنه دواب الأرض، المنزوي بين الجبال والتلال، لا تَسْمع فيه إلا حفيف ورق الأشجار، ونغمات تُصدرها حشرات الأرض، تُدغدغها نسمات باردة مشبعة برذاذ المطر، وسكون الليل.
وحيدًا في هذه البيداء المظلمة إلا من ضوء قمر يتلألأ من علٍ، وخرزات فضية مضيئة في السماء، مع ثمَّة بُقعة ضوء صفراء تلوح من بعيد.
(ذكرى يوم الأرض)

التركيز على الصناعات التحويلية

مَهْمَا تنوَّعت البدائل والتنوع الاقتصادي، سيظل النفط والغاز يُشكلان أهمية كبيرة في الاقتصاد الوطني لسنوات مقبلة.
لقد حَان الوقت للتركيز أكثر على الصناعات التحويلية؛ التي تعتمد على مشتقات النفط، فهي أكثر دخلا وتضمن فُرصا أعلى للتشغيل.

رؤية اقتصادية

العَالم يشهد تحولات جذرية تجاه التحول إلى اقتصاد يعتمد على المعرفة، ويعمل في ظل تنافسية أحادية بعيدا عن التكتلات الاقتصادية الإقليمية والدولية؛ لأن الكل يعمل من منطوق: منتجي هو الأفضل والأجود والأقل تكلفة.

أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة

الشَّركات العالمية العملاقة، بما فيها الشركات الصانعة للطائرات والسيارات؛ تعتمد في صناعة الكثير من أجزاء منتجها على المُؤسسات الصغيرة والمُتوسطة. لأنَّ لديها قناعة وثقافة بأنها كانت -تلك الشركات العملاقة- يوما شركات مُتناهية في الصغر فتمدَّدت وتطوَّرت، بسبب إدراكها لقيمة حركة الحياة، ودورة الاقتصاد والإنتاج وتكامل مُؤسساته.
هي سُنَّة كونية لا يحيد عنها إلا جاهل، أو حاقد، أو حاسد، أو ناكر لمسؤُوليته الوطنية والاجتماعية.

الجمعة، 24 مارس 2017

الإدارة بالتجوال

في معرض مسقط للكتاب لهذا العام، أبدى أحد الأصدقاء إعجابه بوزير الإعلام، وتواجده المُستمر -يكاد يوميًّا- في أروقة المعرض، يستمع لهذا ويحل مشكلة هذا، ويلبي مُتطلبات هذا، ويتأكد من سلاسة سير العمل وفق الخُطط المرسُومة، كل ذلك من خلال تجوال شخصي له، دُون وُجُود مكتب شخصي له؛ فكان هو المبادر في الاستماع للجميع.
كَذَا هو وزير النقل والاتصالات، تجدُه في مواقع العمل بصفة دائمة؛ لهذا نجحت وزارته في تنفيذ مشاريع حيوية مُهمة لاقت راحة ورضا الناس، وهذا ما تسمعه دوما عن الكثير.
هذا الأسلوب في القيادة والإدارة يُطلق عليه اليوم في الإدارة المُعاصر "الإدارة بالتجوال". فما هي الإدارة بالتجوال؟
الإدارة بالتجوال هي فلسفة إدارية لها تأثير نفسي وإنساني على الأفراد وهم يرون رئيسهم يتجول بينهم ويشد على أمرهم ويشجعهم ويحفزهم على المزيد من الإبداع والجهد والعطاء، إضافة إلى ذلك يتيح له أن يتأكد من سير الانجاز وفق الخُطط والبرامج المرسُومة والأهداف المحددة.
وتؤكد هذه الفلسفة على أن القائد الإداري يجب عليه أن يعيش الواقع ولا يجعل نفسه في برج عاجي تقوده الأوهام ويعيش في الأحلام، ينسجها له بعض الحاقدين وضعاف النفوس والمتملقين المجيدين للكلام والانتقاد دُون الأفعال، والذين يوهمون أنفسهم بالمثالية.
وأسلوب الإدارة بالتجوال ليس بهدف المراقبة والتحكم والسيطرة وتصيد الأخطاء، وإنما بهدف بث الحماس ورفع الروح المعنوية لدى العاملين وتفعيل المُشاركة الجماعية، مما يجعلهم يشعرون باهتمام القيادة بهم وبما ينجزونه من أعمال.
وقد ساهمت هذه الفلسفة في مُعالجة الكثير من المشاكل وسرعة حلها، وكسر حواجز العزلة والرسميات ومُعالجة أسوار الاغتراب بين القائد والمرُؤُوسين، واكتشاف المواهب والمُبدعين.
والإدارة بالتجوال هي قاعدة أساسية ضمن منهج الإدارة في الإسلام، وهُناك من الدلالات التي تؤكد على ذلك ضمن التاريخ الإسلامي القديم.

غافة الجنّور

غافة الجنور.. ذاكرة مكان وإنسان؛ كانت تقع في أطراف قرية "المعلاة"؛ التي اشتهرتْ بزراعة القت والحبوب في ضواحي ترابها كالتبر؛ فكانتْ سنابل تلك النباتات الخضراء تحنِي رأسها تواضعا مع كل صباح، مُحمَّلة بالحبوب والبذور في أشكال مزهرة ومفرحة.
ما إن يحين موعد اكتمال نضوجها، يجتمع الرجال والنساء والأطفال في كل مساء للاحتفال بيوم خراط "حصاد" أزهار وأنوار القت؛ التي مال لونها الزهري البنفسجي إلى البني اليابس.
تُخرط تلك الأعواد اليابسة الرفيعة؛ الواقفة في جلبها بشموخ، لتنتهي في كف ناعمة تُداعبها بحنية، مُنتزعة تلك السنابل؛ المحملة بقوت الحياة، فتنتزع تلك الأزهار من أطراف أعوادها، بعد أن أنحنت في تلك الكفوف، متباينة الليونة والصلابة.
تَبْقَى تلك الأعواد واقفة لتقابل الحياة بشموخ، فيكون مصيرها "سوارة" يتمُّ جزها بمجز مسنن، لتقدَّم وجبة شهية للثيران والماشية، أو تروى، ليخضر العود اليابس من جديد.
تُخزن تلك السنابل في جواني في شمس حارقة، وما إن يدخل موسم الصيف، حتى تبدأ غافة الجنور في استقبال الرجال والنساء والأطفال للاحتفال بيوم "دواس البذر"؛ فتُنْشَح تلك السنابل على أرض صلبة؛ تُسمى الجنور، في موقع واسع مفتوح، يطلق عليه راحضي قُريات.
تُترك تلك السنابل في أشعة الشمس، ثم تَنهال عليها العصي والمقاشيع، لفصل البذور عن تلك الزهيرات والأوراق اليابسة.
تَستقبل تلك الغافة المتعبين من صهدة شمس الجنور وحرقها، لتنثر عليهم أغصانها الخضراء نسمة باردة تعيد إليهم النشاط، ثم يقتاتون تحت ظلها فردات من التمر ورشفات من الماء واللبن، في جو اجتماعي مفعم بالحب والتعاوُن، ليعودوا بعدها إلى الجنور للعمل بقوة جديدة.
تُعَاد عملية الدواس مرات ومرات تحت أشعة الشمس الذهبية، حتى يضمن فرز كل الحبوب.
تُنثر تلك الحبوب بطريقة فنية في الهواء؛ وذلك بمنسف خوصي؛ لضمان تنقيتها من الشوائب، ثم تجمع في جونية، ليتم بيعها بالمن أو تترك لبداية موسم زراعة قت الحولي والصوري، لتعود إليها الحياة من جديد.
لم تعُد غافة الجنور يتذكرها هذا الجيل، بعد أن تغيرت معالم مكانها، وإحلال المكينة مكان مُهمة الدواس، لكنها تبقى ذاكرة لذلك الجيل؛ الذي أتخذ من العمل الزراعي قيمةً وهواية ومتعة وابتكارًا.

رؤية

المدرسة كالحديقة المزهرة؛ تتفتح فيها دوما العقول وتكتشف المواهب.

خاطرة

الأفكار المثمرة والمُفيدة إذا لم تتلقفها أيد أمينة، وحاضنة مشجعة ومحفزة، ذابت في خضم التدافع اليومي للأفكار أو تلقفتها يد خارج نطاق محيطها المكاني والوجداني.

الخميس، 23 مارس 2017

الكرب والخوص والليف


تمتازُ النخلة بأنَّ كل مُكوناتها له استخدام وفائدة، فالكرب هو الجزء الملاصق لجذع النخلة من جريد/ خوصة/ زورة النخلة اليابسة، وعادة يتم قطعها متى قام البيدار بمُهمة التأبير والشراطة لرأس النخلة وغدرها.
يتم قطع الكرب عن رأس النخلة بأداة حديدية لها مقبض خشبي تُسمى المخلب، وتزال الليف بأداة أخرى مسننة تُسمى المجز، ولقطع الكربة طريقة فنية، بحيث يكُون مائلا قليلا، وعادة يتم شراط النخلة مرة في العام، بعد موسم الجداد أو عند التنبيت أو الحدار.
عند شراطة النخلة تزال الخوصة اليابسة فقط، لتبدو أكثر جمالا بخوصها الأخضر، كما يزال الليف وكل الشوائب الأخرى من رأس النخلة، وهو موسم يمكن أن يطلق عليه "تزيين النخلة".
الكرب والليف والزور أيام زمان له استخدامات عديدة، فالزور أو الخوص فتصنع منها الدعون والدفوع، والليف تصنع منها الحبال وتستخدم أيضًا لتنظيف وغسل الصحون والمواعين مكان الليف الصناعي المنتشر هذه الأيام، والكرب يستخدمه أهل البحر كعوامات لشباكهم، والمخلفات من الكرب والخوص تستخدم كطاقة للمواقد المنزلية ولتراكيب الحلوى ومهاب النورة.

السياحة صناعة

نُبارك لشركة "قُريات للتطوير" على بدء مشرُوعها السياحي في قريات.

السبت، 18 مارس 2017

قبيل الغروب

قبيل الغروب.. أعلى قمة في الجبل الأسود؛ حيث الوعول والغزلان تتلحف بجمال الغيوم، ومعطر الجبال (السعتر/ الزعتر) ينثر أريجه الفواح على الآفاق.

طاح الحدار

طاح الحدار.. هكذا قال البيدار بعد يوم عمل شاق: "طاح حدار القدمي".
مُنذ الصباح الباكر يتكتف حبل طلوعه وبيده مجزه المسنن ومحجانه المعوج ومخلبه الحاد، ينتقل من غدر نخلة إلى أخرى، يُشرطها ويُؤبرها ويُزيل كل ما يكدر جمال وزينة رأسها.
يُلملِم الشماريخ المحملة بالعنجزيز والخلال من بين الخوص بيده أو بمحجانه، يقوس عسق أو عراجين النخلة الغضة، يسجرها بحبل أو سرد أو بخوصة من زورتها، يُشكلها في تنسيق رائع الجمال على محيط رأس النخلة بشكل دائري، لتبدو وكأنها ترتدي حلة ذهبية، شماريخها تتدلى نحو الأرض، تتراقص مع كل نسمة هواء، لتزف بعد حين بشائر القيظ.

الجمعة، 17 مارس 2017

تحسين الصورة الذهنية عن المُستقبل

قبل أيام، استضافتْ إحدى المُؤسسات الثقافية أحد الأكاديميين من الجامعة في جلسة مفتوحة للحديث عن الوضع الاقتصادي ورؤيته للمُستقبل.
وبعد أن أنهَى المحاضر حديثه انبرى له شابٌّ وسيمٌ من الرستاق، فتوجه بسؤال إلى المحاضر قائلا: أتيت من قرية نائية في أطراف ولاية الرستاق، وسمعتُ ما سمعته من أسباب ومسببات للوضع الاقتصادي الراهن، ولكن أُرِيد أن أعرف واطمئنن على مُستقبلي ومُستقبل أولادي بعد ثلاثين عاما: كيف يكُون وضعنا الاقتصادي؟!
فكان ردُّ المحاضر هو الرجوع إلى الأرض والبحر، وفتح المزارع من جديد، وأَسْهَب في ذكر التاريخ ومُنجزاته، وكيف عاش الآباء قبل ظهور النفط، مشيرا إلى أن النفط في تراجع مُستمر اقتصاديا في المُستقبل المنظور والبعيد.
تأملتُ كثيرًا في سؤال ذلك الشاب، فما الذي جعله أن يكُون قلقا على المُستقبل؟
هذا الأمر يتطلَّب وقفة مدروسة، بحاجة إلى رؤية جديدة وروح مُتجددة للحديث عن المُستقبل، وتحسين الصورة الذهنية لمقبل الأيام؛ وذلك برُؤى محفزة وواقعية، فيها روح التفاؤل والثقة والاعتماد على النفس، وهذا يتطلب جهدًا إعلاميًّا مدروسًا.
فلَم يعُد التباكي على أخطاء الماضي وضياع الفُرص مصلحة لصناعة المُستقبل، وهذا للأسف الشديد ما نسمعُه كثيرا في الكثير من المنابر المُجتمعية.

الخميس، 16 مارس 2017

فن إدارة المعرفة الضمنية

فِي لقاءِ تليفزيُونيٍّ على قناة عالمية مع أحد الرؤساء التنفيذيين لشركة عالمية رائدة في المنطقة؛ للتحدُّث عن سر نجاحه في تحويل هذه الشركة إلى مُؤسسة ناجحة في تحقيق التميز والإبداع والابتكار والأرباح.
فشرح ذلك في جملة واحدة: "إخراج المارد من القمقم"
فعِندَما تسلَّم زمام العمل في الشركة، كان لديه ثقة أن سر التميز والنجاح هو الاستثمار في العقول وإدارة المعرفة الضمنية بكفاءة وفاعلية؛ فهي تُشكل قوة كامنة وساكنة وجبارة، تحتاج إلى من يوقظها ويشعل طاقة النشاط فيها.
فابتَكر طريقة وتقنية جديدة في إدارة رأس المال الحقيقي للشركة، سهلت تلك الطريقة نقل الأفكار وتنفيذها دُون أي حواجز بيروقراطية ومكتبية أو اغتراب وظيفي بين الرئيس والمرُؤُوس. مُعتمدا على إستراتيجية تقوم على الشراكة والمُشاركة بين الموظف والشركة؛ فكلُّ فكرة مُفيدة ومربحة للشركة هي مثابة نقطة قوة لكليهما، ومردُودها يعود عليهما معنويًّا وماديًّا.
فخَرج المارد من قُمقمه ليُشكل ثقافة عامة جديدة في محيطه الوظيفي والبيئة التي يعمل فيها، محكُومة بقيم حاكمة، اشترك الجميع في وضعها والإيمان بأهميتها لتحقيق رسالة ورؤية وأهداف الشركة؛ فكان النجاح والتميز حليفهم جميعا.

سماء زرقاء


الأربعاء، 15 مارس 2017

من دارجتنا القديمة

"إذا شفت البارق من بر/ بحر فارس.. تزهبله وإنت جالس".

ندوة منطقة الخليج العربي في ظل المتغيرات الإقليمية

نظَّم النادي الثقافي، مُؤخرا، ندوة علمية نقاشية بعُنوان "منطقة الخليج العربي في ظل المتغيرات الإقليمية"، بالتعاوُن مع مركز دراسات الخليج بجامعة قطر، بمُشاركة مجمُوعة من الأكاديميين والمتخصصين والمهتمين؛ بهدف الوقوف على بعض المشكلات والتحديات التي تواجه دُول الخليج العربي في ظل المتغيرات: الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، والسياسية، التي يمرُّ بها الوطن العربي والعالم.
أجمَع المشاركون على أنَّ المنطقة مُقبلة على تحديات كبيرة ومُتغيرات مُؤكدة في ظل الظرُوف الاقتصادية السائدة؛ الأمر الذي يتوجَّب وقفة جادة لتشخيص وضعنا الحالي، والعمل على وضع الخُطط والإستراتيجيات لاستشراف المُستقبل، مؤكدين أنَّ مسألة التعاوُن والتكامل وفق مصالح مشتركة، والاستثمار في الإنسان، والاعتماد على اقتصاد المعرفة، وتشجيع الإبداع والابتكار المُجتمعي والمؤسسي، جميعها تمثل المخرج الواقعي والحقيقي من هذه الأزمة.

الثلاثاء، 14 مارس 2017

السبت، 11 مارس 2017

الفنان سالم بهوان

قَبل أيَّام، جمعنا لقاء خاطف في النادي الثقافي، ضمن أمسية إبداعية، تذكَّرني بسرعة رغم طول غياب، ذكَّرني بتلك الأمسية المسرحية الجميلة التي جمعت مسرح الشباب بمسرح قُريات على مسرح النادي.
حينَهَا كان نجمُه ساطعًا في عالم المسرح، وبتواضعه الإنساني وبخلقه الرفيع، قال لي: أود أن ترسل لي الصورة التي جمعتنا مع بداية التسعينيات، سألته لماذا؟ قال: هي مسيرة حياة تحتاج لمن يُوثِّقها.
رحمةُ الله عليك أيُّها الفنان العُماني الأصيل سالم بهوان.

ظِل نخلة.. ونسيم بحر.. وتغريد طير


الجمعة، 10 مارس 2017

علاقة التعليم بالاقتصاد

هُناك ارتباط وعلاقة قوية بين الاقتصاد والتعليم؛ فالتعليم بمُختلف مُستوياته هو أحد جوانب الاستثمار في رأس المال البشري أو المُجتمعي، وله دور أساسي في إعداد القوى العاملة ورفع إنتاجيتها؛ مما ينعكس ذلك -إيجابًا وسلبًا- على النمو الاقتصادي وزيادة الدخل القومي والفردي.
ولكن ما هي الأسس والمعايير التي نقيس بها كفاية التعليم، ونحدد عندها تكاليف التعليم ومردُوده الاقتصادي والاجتماعي كما ونوعا، فلم تعد اليوم نتائج الاختبارات -محليًّا ودوليًّا- كافية لقياس كفاية وجودة التعليم، وإنما يحتاج ذلك إلى أدوات قياس علمية جديدة لتحديد هذه الكفاية والعائد المتوقع منها.
فكثيرٌ من أنظمة التعليم في العالم، اليوم، هي ناجحة من الناحية المادية والتقنية والإدارية، لكنها متراجعة في مدخلاتها وعملياتها ومخرجاتها من ناحية الكفاية الاقتصادية إنفاقًا وجَوْدة.

السبت، 4 مارس 2017

آثار وذكريات

أقدام مُبلَّلة بالتبر الناصع والذكريات؛ تحكي قصة السفن المبحرة نحو الضفة الأخرى، المحملة بمشاعر الحب والسلام.

مؤشرات سكانية

تُشير مؤشرات الكثافة السكانية -الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلُومات في السلطنة- إلى أنَّ مُحافظة مسقط هي الأعلى في الكثافة السكانية، تليها مُحافظات شمال وجنوب الباطنة، ثم مُحافظة جنوب الشرقية.
فيما تستحوذُ مُحافظتا ظفار والوسطى على حوالي 59% من مساحة السلطنة، في حين يقطنها حوالي 11% من سُكان السلطنة.
التَّركِيز السكاني هذا يتطلب دراسة، فيما يتعلق بمنظُومة التنمية الإقليمية وتوزيع الخدمات بشكل أفضل؛ لأنَّ استمرارية هذا الوضع في توزيع الكثافة السكانية سيخلق تحديات جديدة في المُستقبل.

لا تموت إلا واقفة

يكفي.. عودك اليابس يظلني.. لا تموت إلا وهي واقفة بشموخ.

رحلة طائر

اليابانيون هم أصحاب النظرية الإدارية "حلقات الجودة"، ومن خلالها حققوا معجزة إدارية؛ سبقوا بها العالم اقتصاديًّا. الطيور ملهمة للبشر أيضا، هذه الحلقة الدائرية لطيور النورس المهاجرة، هي بمثابة تحضير لرسم خط العودة إلى المجهُول، بعد رحلة شتوية لبلد الدفء والأمان.

عودة الصياد.. العمل هُواية أيضا

تُشكل عَوْدة الصياد من رحلة صيد بدأها مع انشقاق الفجر، محملا بخيرات البحر، تُشكل تلك العودة فرحة كبيرة على الرغم من نصب الرحلة وتعبها.. العمل هُواية أيضا، فإذا ما أحبها الإنسان وأخلص لها كانت له فرحة وسعادة.

النافذة الديموغرافية.. نقطة قوة في وجه المُستقبل

أَحَد الأسباب المُهمة التي جَعَلتْ من دُول نمور آسيا في فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن المنصرم، أن تتحول من اقتصاد تقليدي إلى اقتصاد قائم على المعرفة، ذي تنافسية عالمية، رغم نُدرة الموارد الطبيعية لديها، هو الاستثمار في النافذة الديموغرافية.
فما هي النافذة الديموغرافية؟
المُجتمعات بطبيعتها تختلف في خصائصها السكانية وفقا لظرُوفها البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتوجهاتها التنموية، وهي من فترة إلى أخرى تشهد تحولا في التركيب العمري للسكان والخصائص السكانية الأخرى.
فهُناك مُجتمعات تَجِد فيها الهرم السكاني يميل إلى فئة عمرية معينة؛ فمثلا تجد في تلك المُجتمعات فئة الأطفال في بداية نموها هم الكتلة السكانية السائدة؛ نظرا للخدمات المتوفرة صحية واجتماعية؛ الأمر الذي يزيد فيها نسبة الإعالة أكثر من غيرها من المُجتمعات التي تجد فيها نسبة الشباب هم الشريحة الأكبر.
فإذَا ما نَجَحت تلك المُجتمعات في الاستثمار في مقدراتها البشرية مُنذ البداية؛ فإنها ستجني ثمار ذلك الاستثمار متى ما تحولت تلك الفئة العمرية (الأطفال) إلى مرحلة سن العمل، وهي المرحلة الذهبية لتقدم التنمية المُستدامة في أي مُجتمع، والتي عادة تتسم بنسبة إعالة منخفضة لمن تقل أعمارهم عن 15 سنة، وكذلك التي تزيد على 65 سنة، فيما تكُون الكتلة السكانية الأكبر ما بين 15-64 سنة، وهي الفئة المنتجة.
للوُصُول إلى تلك المرحلة الانتقالية بسلاسة وأمان مُجتمعي في أي مُجتمع يتطلب جُهُودا كبيرة وتكاملا مُجتمعيا واعيًا، وُصُولا لتحقيق الكفاءة الإنتاجية على مُستوى الفرد والمُؤسسة، ويَضْمن قُدرة تنافسية عالمية، ترتكز على مبادئ اقتصاد المعرفة، والتحول إلى مُجتمع يشجع على الإبداع والابتكار في جميع مجالات الحياة.
المتأمِّل في المؤشرات السكانية والتركيب العمري لسكان السلطنة ومُستويات الإعالة، وفقا للبيانات والمعلُومات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلُومات، يجد أنَّ السلطنة تسير في اتجاه الوُصُول إلى مرحلة ما يسميه علم السكان أو الدراسات السكانية بالنافذة الديموغرافية، وهي لا تتجاوز عام 2040م كبداية لها، وسوف تستمر لسنوات طويلة، حينها يكُون أكثر من ثلثي السكان هم في سن العمل، وهي مرحلة مُهمة ينبغي التعامل معها برؤية واعية.
فهل شركاء التنمية الإنسانية (حُكُومة، قطاعا خاصا، مُؤسسات مُجتمع مدني) وعت هذه المتغيرات الديموغرافية واستعدوا لها؟ فنحن شئنا أم أبينا مُقبِلون على تحديات عديدة: اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، يتطلب من المُجتمع أن يعيها ويتعامل معها بواقعية، ولا يتأتى النجاح في ذلك إلا بروح المُشاركة والتكاتف والتكامل والانتماء الوطني، وهذا ما يجب أن تدركه وتعمل عليه الأجيال الحالية والقادمة بالجد والعزم والاجتهاد والمُثابرة، والتسلح بالعلم والمعرفة، فهم النافذة المشرقة التي نطل من خلالها على المُستقبل.

جمال

الجمعة، 3 مارس 2017

جبالنا غنية بثراء طبيعي


ذكريات.. قصة أول ملعب معشب في قريات

العُمانيون بطبيعتهم يُحبون السفر واكتشاف العالم، وعلى مدى تاريخهم الممتد لهم بصمات مؤثرة في صنع الحضارة الإنسانية، فنقلوا معهم حينها ثقافتهم وألعابهم القديمة إلى تلك الدول، لهذا تجد الكثير منها مُمارسة في عدد من دُول الخليج وإفريقيا.
كُرة القَدم هي سَاحِرة العالم اليوم؛ فمُنذ أن اكتشفها الصينيون والرومان والإنجليز وقيل أيضًا المصريون، وهي في تزايد مُستمر في قلوب الناس شهرة وعشقا وشغفا، وبطولاتها ومبارياتها أكثر حضورا ومتابعة على مُستوى العالم.
لم يعرف العُمانيون كرة القدم كمُمارسة إلا في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، عندما اجتاحت تلك اللعبة الساحرة بعض دُول الخليج، مع ظهور طفرة النفط والتحولات الثقافية والاجتماعية التي أعقبتها، وقد تنام شهرتها وسحرها من سنة إلى أخرى في نفوس الناس، حتى أصبحت ركنا أساسيا للشباب في جميع المدن.
شكَّل العُمانيون فرقا لهم لكرة القدم في فترة إقامتهم في دولة الكويت للعمل وطلب العلم خلال تلك الفترة، وكانت لها صولات وجولات في هذا المجال، وأصبحت فرقهم ذات شهرة واسعة، ومنها حملت أسماء مدن عُمانية، كانت بمثابة نواة أولى لتأسيس أندية رياضية في المهجر.
هُناك من بين الموجودين في دولة الكويت من العُمانيين قبل السبعينيات من أهل ولاية قُريات، وهم أيضًا كغيرهم أسسوا فرقا لكرة القدم، ولها مُسمَّيات ذكرتها في كتابي "قُريات.. ماض عريق وحاضر مشرق" في طبعته الثالثة الصادر 2012م، ضمن مبحث خصصته عن تاريخ النادي، وتلك الفرق في حقيقتها كانت النواة لتأسيس نادي قُريات، بعد أن اتَّحدت مع بداية النهضة المُباركة في العام 1970م، وعودة المُقيمين هُناك للعمل والدراسة لأرض الوطن.
كانتْ رياضة كرة القدم هي المتصدرة لأنشطة النادي، فانتشرت الملاعب في كل حارة وقرية، فأصبح الكل يركل تلك الساحرة المدورة، والتي سميت في بدايتها "كوره"، ثم أصبحت "كرة قدم"؛ فهُناك من كان يلعبها بدون حذاء، المهم أن يلعب كرة، حتى وإن تألمت وتكسرت أصابع قدمه وسيقانه.
تطوَّرت اللعبة فأصبح للنادي فريق قوي ينافس الفرق الأخرى في كرة القدم، وله في ذلك إنجازات مشرفة على مسار تاريخه الذهبي، وكرة القدم بطبيعتها مُتذبذبة تتحكَّم فيها عوامل مُختلفة: مادية، ومعنوية، ونفسية، وإدارية أيضًا.
اختير أول ملعب رسمي للنادي لكرة القدم في راحضي الساحل، وهو أمام مبنى النادي القديم، كان ترابيا تملأه السبخة المالحة لقربه من البحر، وكانت جميع بطولات النادي يلعبها على ملاعب خارج الوُلاية لافتقاره لملعب معشب؛ لهذا كان جمهوره محرومًا من متعة المتابعة المُباشرة لمبارياته.
كَان اللاعبون لديهم ولاء غريب لفريقهم؛ فكان اللاعب يقاتل من أجل أن يحقق الفوز لفريقه، كان بعضهم يقطع المسافات الطويلة من أجل حضور تمرين في قُريات، كان اللاعب يشتري أدواته الرياضية بنفسه دُون أن يطلب تعويضا عن ذلك من النادي، كان اللاعب يُمارس لعبته المفضلة عن هواية ورغبة حقيقية.
مَع تزايد اهتمام الناس بكرة القدم, جاء التفكير لتعشيب ذلك الملعب، اجتمعنَا حينها في مجلس إدارة النادي ودرسنا الأمر، وكان ذلك في أمسية جميلة في مع بداية العام 1997م أو في نهاية العام الذي قبله.
المَلعب في مَكانه الحالي سيتكلف آلاف الريالات؛ لكون أرضيته سبخة مالحة، وموازنة النادي المحددة للرياضة ولجميع اللعبات لا تتعدى ألفين ريال عُماني أو أقل؛ فجميع موازنة النادي هي أربعة آلاف ريال عُماني لجميع المصاريف الإدارية، وللأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية والرياضية، ولمصاريف الكهرباء والماء أيضًا.
فكَّرنا وعَصفْنا الذهن، وشاورنا المرجعيات والقيادات الرياضية بالفرق الرياضية، وكان القرار: لقد حان الوقت أن يكُون للنادي ملعب معشب مهما كان الثمن؛ فكانت حينها الإرادة، فاتَّفق الجميع على أن يكُون التنفيذ على مراحل مكتوبة ومدروسة، وفي خُطة زمنية محددة.
شكَّلنا فِرق عمل لأجل تنفيذ ذلك؛ فهُناك فريق لجمع التبرعات من أجل تسوير أرض النادي، وأخرى من أجل دراسة التربة وجرف المالحة منها وتحديد مُتطلبات الزراعة، كما استعنَّا بأهل الخبرة في هذا المجال، وبدأ على بركة الله المشرُوع.
كَان للبلدية مشكورة دورٌ مهمٌّ في تغيير تربة أرضية الملعب، فقد تم تغييرها لأعماق مُختلفة. فعندما هُيأت أرضية الملعب جاء دور زراعة الملعب بالحشائش، استعنَّا بشركة متخصصة فكان طلبها موازنة تفوق موازنة النادي لعدة سنوات.
دَخَل اليأس في نُفُوس البعض من تحقيق الحلم؛ فمرت الأيام في تفكير عميق؛ فقرَّر مجلس الإدارة حينها خَوْض المغامرة وتطبيق المثل العُماني: "ما يحك جلدك إلا ظفرك".
خَرَج فريق من النادي إلى شركة تبيع البذور، فاشتروا الكمية المطلوبة لزراعة أرضية الملعب، وفي صباحية مُباركة اجتمع الجميع على أرض الملعب، فتولَّى رئيس اللجنة الرياضية لخبرته في الزراعة نثر البذور، وتولَّى الآخرون تسوية الأرضية وري الزرع، وما أيام وإذا المكان تكتسيه الخضرة اليانعة.
نمَا العُشب برعاية ذاتية من إدارة النادي والمخلصين من أبناء الوُلاية، وكانت بركات ذلك الملعب أن حقق النادي على أرضيته الترابية بطولة الدرجة الثالثة، وصعود فريقه الأول إلى مصاف أندية الدرجة الثانية في موسم 96/95، ثم تحقيقه درع دوري الدرجة الثانية وصعوده لمصاف أندية الدرجة الأولى في موسم 97/96، ليَكُون حينها الملعب الأخضر قد أصبح جاهزا لاستضافة مباريات النادي بين محبيه وعشاقه، ثم تلا ذلك تركيب أعمدة الإضاءة وبناء بعض المدرجات على محيطه، وبجُهُود ذاتية أيضًا دُون تحميل الدولة أو ميزانية النادي أية تكلفة.
وهُنا، أودُّ أن أُشير لمن لم يدرك فترة بداية السبعينيات من الجيل الحالي أن تلك الأرض التي أقيم فيها أول ملعب معشب في قُريات كانت البداية لانطلاقة التعليم في قُريات؛ حيث أُقيمت في ذلك المكان أول مدرسة نظامية للتعليم بالخيام قبل انتقالها إلى مبناها الثابت في المعلاة، وها هو اليوم يشهد ذلك المكان أيضًا إقامة مركز صحي على نفس أرضية الملعب، بعد أن اكتملتْ مُنشآت النادي الجديدة بحي الظاهر.
فتِلْك إذن حكاية أوَّل ملعب أخضر في قُريات، والذي كان يومًا ملتقى الشباب، للتمتع بسحر الكرة، التي للأسف أنستنا الكثير من ألعابنا العُمانية القديمة.

نافذة بحَريَّة

نافذة على جمال الطبيعة.. لِجري؛ حيث الأسطورة سيدة المكان.

المدد

مدد.. الحكاية متعلِّقة دومًا بالألم والغياب وروح المكان.

الخميس، 2 مارس 2017

الأربعاء، 1 مارس 2017

جلولة

نسمع في دارجتنا القديمة عند انفعال أحد: "جلولة تشلك".. فما هي الجلولة؟ هذه هي الجلولة.

ثقافة جديدة

الجَمِيع أصبح يفتِي في السياسة والاقتصاد.. فقد ألغيت "سياسوفوبيا"، ولكن السُّؤال: هل كل ما يطرح يتَّسم بالواقعية وبُعد النظر وتقديم البدائل والحلول؟!

فنون عمانية.. جميل هذا التنوع في معرض مسقط للكتاب.


رحلة صيد

صَنَع له قاربًا، فجلس القرفصاء في مساحته الضيقة، مد يده إلى الماء دافعا بها القارب كالمجداف.. حركت الرياح قاربه إلى العمق، مد زانته في عُمق تلك الزرقة فاصطاد سمكة، فرح بها أيما فرحة، فوجَّه قاربه في اتجاه الشاطئ، فدفعت به الرياح مسرعة إلى اليابسة.. خرج من قاربه الصغير، فاتَّجه إلى البيت فرحًا؛ لأنه قد أصبح صيادا كأبيه.

كانت تجربة إعلامية بين مرحلتين من عمر منصرم بسرعة