الثلاثاء، 22 نوفمبر 2022

الاثنين، 21 نوفمبر 2022

هنا في قريات.. حصاة تعزف لحن الطبيعة وأنغام الحياة

 

يطلق العُمانيون على دحي الجبال الصلدة الممتدة بـ"الحشاة"، وقد استطاع الإنسان العُماني القديم -بفكره الابتكاري- تسخير تلك الصخور لخدمته، فبهمته وصبره حولها إلى بساتين خضراء تسر الناظرين، فتجد مصاطب ومدرجات زراعية متدرجة على تلك الدحي الجبلية، ففيها النخيل سامقة والأشجار ثمارها دانية.
تقف حصاة "حشاة ميتة" -بجمالها وشموخها- حارسة لساقية فلج المبغي، وهو يسترسل في ساقيته الملتوية بين تلك الجنادل، ليشيع الأمل في النفوس، ويروي كائنات الأرض والسماء، تتكئ تلك الحصاة الجميلة على دحي الجبل الأسود العظيم من جهة وساقية فلج المبغي الكبير من جهة أخرى، فساقية الفلج تخترق أحد حواف تلك الصخرة المثيرة للاهتمام، المطلة على روعة تلك المدرجات الزراعية، المزدانة بالخضرة الممتدة، والمكتسية بالهدوء والروعة والجمال الأخاذ.
تتزين حصاة حشاة ميتة بفتحتين متتاليتين حفرتا في جدارها الناصع البياض، واحدة منها قطرها أكبر من الأخرى، منتظرة تلك الحصاة المبهرة قبلة بريئة من فم البيدار أو القاصد، لينفخ في أحد فتحات واجهتها الملساء -وكأنها فتحة قصبة آلة نفخ موسيقية- فيعزف عليها لحن الطبيعة وأنغام الحياة، محدثة صوتا موسيقيا عذبا يشبه صوت البرغوم، يتناغم مع جمال الطبيعة، وهبوب النسيم، وحفيف الورق، وتغريدات الطيور، وخرير المياه.
ويقال إن أحد فتحات تلك الصخرة كانت تستخدم أيضًا كمكبر للصوت عند التحدث فيه، يسمع صوتها من بعيد، فهي بمثابة وسيلة تواصل طبيعي وإنساني في ذلك الزمن، تستخدم لتنبيه المتاهب والبيدار والهنقري عن موعد تغيير مسار مياه الفلج، أو لطلب النجدة والثيبة عند وقوع مكروه، فتعلم من يسمع صوتها المنبعث من حوافها وعمقها عن حدث مهم، أو وقوع حادث طارئ في المكان. كما تستخدم تلك الحصاة أيضًا للعزف والغناء، كفن موسيقى ينبعث من رحم الطبيعة والخيال، بهدف التسلية والاسترخاء من عناء العمل، وللتخفيف من وطأة القلق والإجهاد وضغوط الحياة.
بعدما خفت دور تلك الصخرة النادرة وتراجع دورها، مع مرور الزمن والأيام وتغير الأحوال، قام من لا يعجبه عجائب تلك الصخرة بسد مسار فتحتيها بحصى أو رمل كما قيل، فتراجع وبح صوتها، كما انكسرت موجاتها وخفتت وتغيرت نغماتها الشجية عما كان، فأصبحت ذاكرة صامتة في تلك الطبيعة الهادئة، بمناظرها الخلابة وسحرها الفتان، وبقت ذكرياتها خالدة إلى اليوم تتداوله الألسن عبر تتابع الأجيال والأزمان.
كانت تلك الصخرة الارتكازية المهيبة والساحرة -التي تتسوط ذلك الجمال الطبيعي المبهر في صياء- وسيلة اتصال وإعلام مهمة في تلك الحقب الغابرة من التاريخ.
كتبه/ صالح بن سليمان الفارسي

الأحد، 20 نوفمبر 2022

في ذكرى الصديق حسين البلوشي


قبل أيام بعد صلاة المغرب، جمعنا اللقاء الأخير في هذه الحياة الفانية بمسجد الشمالي في الجنين، انتظرته حتى يتمم صلاته، حيث لم يكن يعلم حينها عن وجودي في المسجد.
كان قلبه منشغلا بالصلاة، أطال ركعات الصلاة في خشوع، كنت أرقبه باهتمام وفرح من زاوية في المسجد، وجدته يطيل السجود والدعاء، كان يناجي ربه في خشوع وهدوء، وبشوق محب لعزيز.
ما أن أنهى صلاته، تلفت إلي بابتسامة مشرقة، نابعة من قلب مطمئن، ووجه طلق بشوش، مشاعر أخوية وإنسانية راقية، تشعرك بالبهجة والسعادة والرضا.
كان بيننا حديث الذكريات، أيام الدراسة والمذاكرة تحت ظلال الشجر، أيام فريق المعالي والنادي، فهو أحد أركان الفريق الأول بالنادي لكرة القدم في فترته الذهبية، ودعني بوداع حار، فتفرقنا.
هكذا كان لقاء الوداع مع الأخ حسين البلوشي -رحمه الله- كان -رحمه الله- صديقا تقيا نقيا وفيا، أخلاق وتواضع وصفاء قلب، كان فراقه خطبا مؤثرا ومؤلما على محبيه.. نسأل الله تعالى أن يرحمه، ويجعل جنان الخلد مثواه.
الصورة تجمعني بالصديق الوفي حسين البلوشي -رحمه الله- تعود إلى حقبة الثمانينيات من القرن المنصرم.
كتبه/ صالح بن سليمان الفارسي

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2022

تحية للنادي الثقافي












النادي الثقافي يخطو خطوات طيبة، تجاه رعاية وتشجيع المواهب المبدعة.
ثمانية أشهر قضاها نخبة من شباب الوطن في رواق النادي، لتعلم الجديد في مدارس الفنون التشكيلية وتجلياتها الإبداعية.
انتهت بحصيلة راقية، تجلت في الأعمال الفنية الجميلة الرائعة، التي صاغها الشباب بأناملهم المبدعة وفكرهم المتجدد.
تحية لهكذا جهود، للرقي وتطوير ودعم مواهب الشباب.