الاثنين، 22 نوفمبر 2021

زيارة موفقة بإذن الله


دول الخليج العربي جميعها تشكل العمق الإستراتيجي للسلطنة، وزيارة جلالة السلطان المعظم -وفقه الله- للدوحة تأتي في هذا الإطار، إضافة إلى تعزيز العلاقة التاريخية القائمة بين الأشقاء.. حفظ الله جلالة السلطان المعظم في حله وترحاله.

الجمعة، 19 نوفمبر 2021

مشهد

يمتطِي قاربَه الصغير ليعبُر الضفة الأخرى من البحر، يُمسك بيد ابنه الصغير ليُجلسه بالقرب منه، يدور بينهما حديث الذكريات وأيام البحر وخيراته، يتأمل الفضاء الفسيح للبحر بتجليات ألوانه، يلحظ سوادًا عظيمًا يلف القارب من جميع اتجاهاته. طيور النورس تحلق فرحة بالأمان، تعزف سيمفونية البحر لتنشرها الريح إلى الأفق البعيد. أمواج البحر تتهادى في هدوء مُحتضِنة حصيات الشاطئ بحنية شديدة، يمدُّ الصياد شبكته إلى الماء بطريقة مذهلة، يمدُّ الطفل يده ليسحب الشبكة ليجد فيها أسماكًا صغيرة. ينثُرها بيده ليطعم بها الطيور المحلقة، يبتسم الأب ويشكره على حسن تصرُّفه، يُحرك الأب القارب نحو الضفة الأخرى من البحر.

الخميس، 18 نوفمبر 2021

نظرة وانطلاقة للمستقبل

حفظ الله عُمان وسلطانها المعظم.

بهجة الألوان

فرحة وطن

اللهم أسبغ على وطني النِّعمة والفرح.. حفظ الله بلادنا وسلطاننا.

نهضة متجددة

واحد وخمسون عاما من المنجزات العظام، وعمان تسير بخطى ثابتة نحو المستقبل المشرق، تحت ظل قيادتنا الحكيمة.. اللهم أسبغ عليه عونك وتوفيقك.

الاثنين، 15 نوفمبر 2021

الانتماء

"الانْتِمَاء إِلَى الوَطَنِ لَيْسَ مُجَرَّدَ عَاطِفَةٍ أَو مَشَاعِرَ جَيَّاشَةٍ فَحَسْبُ، بَلْ هُوَ مَعَ ذَلِكَ إِحْسَاسٌ بِالمَسؤولِيَّةِ وَقِيَامٌ بِالوَاجِبَاتِ"

السبت، 6 نوفمبر 2021

شَخصِيَّات طَوَاهَا الزَّمَان لا تَغِيب عَن الذَّاكِرَة.. الأمين..!

ارتبط السوق القديم في ولاية قريات بشخصيات وفية ومخلصة في عملها، ما تزال ذاكرتها مرسومة في القلب والوجدان، وتبوح بذكرياتها وسيرتها الخالدة، وهي أيضا محفورة في ذاكرة الأيام والمكان، اتخذت من العمل هواية وأسلوب حياة وصناعة مستقبل.. ولأهمية ومكانة السوق القديم، كأحد أقدم وأعرق الأسواق في سلطنة عُمان، فقد أفردت فصلا عن ذاكرة السوق القديم الاقتصادية والثقافية في الطبعة الثانية من كتاب "قريات.. ملامح من التراث الزراعي والبحري"، الصادر في العام 2020م.
من جانب آخر، تَربُطني بالوالد سعيد بن علي الحبسي -رحمه الله- أحد الرواد في السوق القديم، عَلَاقة قديمة منذ طفولتي؛ فهو صديقٌ وَفيٌّ لجدي ووالدي، كان يُعاملني كمعاملة الأب لولده.. كلُّ زاوية من السوق القديم تتذكره؛ حيث قَضَى سنوات طويلة من عُمره في عمله التجاري في السوق القديم؛ فعاصَر العديد من الأحداث والتحوُّلات في السوق القديم؛ تنوعت تِجَارته بين بيع التمور وعسل الدبس والمواد الغذائية الأخرى.
تَجِده من الصباح الباكر في دُكَّانه والابتسامة لا تُفارق محيَّاه، كَسب حب ومودة الناس له بأخلاقه الحسنة ومعاملته الطيبة ونيَّته الصادقة.. كان قَنُوعًا مُتواضعا لأبعد الحدود، اتَّصَف بالمودة والهدوء والسكينة في تعاملاته، وعُرِف بالقناعة والصفاء، والإلفة والمحبة والرضا في سلوكه.. مُجَالسته غنيمة، وحديثه لا يُمل؛ فهو صاحب خبرة واسعة في الحياة، ويتميَّز بسماحة التواصل مع الناس.. ما تزال ميزان القفّان ووحدات الأوزان القديمة محفوظة كتراث متواصل لسيرته، عندما تتأملها، تعيد بك الذاكرة إلى تلك الأيام الجميلة، تجد تلك النفوس الزكية الكادحة شاهدة، والأنامل الأمينة بصماتها محفورة في زواياها وحوافها.. كان -رحمه الله- محل ثقة للكثير من أصحاب الأموال والنخيل لتسويق منتجاتها، امتهن الزراعة في فترة من حياته، فاهتزت الأرض اخضرارا على يديه.
عُرِف -رحمه الله- بـ"الأمين" لأمانته وصِدقه؛ فكان الكثير من الناس يستأمنونه أموالهم قبل وجود البنوك.. يُحدثني أحدهم: أنَّ رجلًا من الجنين استأمنه كيسًا مملوءًا بالقروش الفضية (عُملة قديمة كانت مُتداولة قديمًا)، فحاول أن يعتذر منه، فقال له: "لا أَجِد أحدًا غيرك استأمنه أموالي"، فاستلمها منه، فحَفَر لها حُفرة في وسط بيته، فدَفن القروش فيها، بعد أنْ أخبَر أهله بتلك الأمانة، فكان -رحمه الله- في الليل يفرش فِراشه فوق تلك النقود المدفونة في الأرض، ليضمن سلامتها من السرقة، وبعد سنوات، راجَعَه صاحب تلك النقود مُطَالِبا أمانته، فسلَّمه القروش كما كانت عليه يوم استلامها.
وفي فترة وجود "البانيان" في سوق قريات القديم، والذين كانتْ لهم تجارة نشطة في السوق منذ قديم الزمان، كان للوالد سعيد الحبسي مُعَامَلات تجارية معهم؛ فكان هريداس توبراني -والد التاجر المعروف "بانجيه"- يثق فيه، ويستأمنه على الحسابات وإدارة تجارته في السوق القديم، ولمَّا تُوفِّي التاجر هريداس، كانت له أموالٌ كبيرة بحَوزة الوالد سعيد الحبسي، وفي اليوم التالي اتَّفق مع رجل مُقابل مبلغ من المال على الذهاب لمطرح ليُخبر ورثته عن النقود التي بحوزته لوالدهم؛ فذهب الطارش ماشيًا إلى مطرح وبلَّغ الرسالة وعاد في اليوم نفسه. وبعد فترة جاء "بانجيه" ابن هريداس، الذي نَقَل تِجَارته من سوق قريات إلى سوق مطرح في ذلك الوقت، فاستلم أمانته بالتَّمام والكمال؛ فظلت علاقة الصداقة بين "بانجيه" وأسرته والوالد سعيد الحبسي قائمة حتى وفاتهما؛ فكانا يتبادلان الزيارة بين الحين والآخر.
وقد سَأله أحدُهم عن سرِّ هذا الاهتمام بتوصيل المبالغ إلى ورثة "البانيان"، وعدم الاستفادة منها، قال له مُستنكِرًا قوله: "الغوازي والقروش تُريحني في حياتي، ولكن تُعذبني بعد موتي".
رَافقتُه في إحدى السنوات في رحلة سفر بريَّة إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، وكان ذلك في حَمْلة خميس المالكي -رحمه الله- (وهو رجل متواضع وخدوم، وصاحب حملة للحج والعمرة، توفي منذ سنوات في تلك العراص المقدسة) وتَصَادَفت رحلتنا تلك مع وقت مَوْسِم الشتاء شديد البرودة، فكان -رحمه الله- سَمحًا وأمينًا وصادقًا وصابرًا في قوله وعمله، وكان زاهدًا ونقيًّا وكريمًا وعطوفًا ومُتعاونًا وخَدومًا ومُحِبًّا للجميع في حياته.. رَحَل الوالد سعيد الحبسي عن دنيانا الفانية بمُنتهى الهدوء كما عاش في هدوء بلا ضجيج، تاركًا سُمعة طيبة، ومناقب حميدة، وخصالًا حسنة، وصفات إنسانية لا تُنسى، على روحه الطاهرة شآبيب الرَّحمة والمغفرة والعفو والرضوان.

الجمعة، 5 نوفمبر 2021

ذاكرة رياضية

في تسعينيات القرن الماضي، تشرَّفتُ بعضويَّة مجلس إدارة نادي قريات، لم تَكُن تتوافر حينها ملاعب مُعشَّبة للنادي كما هي عليه اليوم، كان الدعم الذي يَحصُل عليه النادي في ذلك الوقت لا يتجاوز أربعة آلاف ريال عُماني، سخَّرها النادي لجميع أنشطته ومصاريفه المختلفة.
فقرَّر حينها مجلس الإدارة تكليف الصديق مبارك المالكي، والصديق خميس الحسني، بقيادة الفريق الأول لكرة القدم بالنادي، ضِمْنَ منافسات الدوري على مستوى السلطنة، وقد ضَحَّيا بالكثير من أجل خدمة النادي بحبٍّ ووفاء.
وُضِعَت الثقة فيهما، دون التدخُّل في عملهما، مع متابعة دقيقة لخطتهما للنهوض بالفريق، فشكَّلا فريقا كرويًّا رائعًا ومُنسجمًا من شباب الولاية؛ ما يُميِّزه هو حب النادي بصدق وإخلاص، واتِّخاذ لعبة كرة القدم كهواية مُحبَّبة، يُمكن تسخير مهاراتها كرياضة وفن وإبداع وأخلاق، لرفع سُمعة النادي والولاية.
وعندما تمَّ اختيار اللاعبين لتمثيل النادي في هذه البطولة، وُضِع في الاعتبار قناعة الشخص ودافعيته لتمثيل النادي أولًا، دون الالتفات إلى أيِّ فريق رياضي ينتمي، إضافة لمهاراته الفنية، كما لم يُسمح للفرق الرياضية وإداراتها بالتدخُّل في شؤون اللاعبين.
وعندما تشكَّل الفريق بعناصره الوفية، التقى مجلس الإدارة باللاعبين؛ فوضع أمامهم رُؤيته وأهدافه المستقبلية، ضِمن إدارة تشاركية لصناعة مستقبل النادي، ثم تولَّى المدرب ومساعده صياغة الخطط والتكتيكات الفنية؛ للوصول إلى تحقيق الأهداف المرسومة.
كان الجميعُ يعمل بروح الفريق، وسخَّر مجلس الإدارة للفريق كل الإمكانيات المتاحة؛ وعلى رأسها: الجانب المعنوي والنفسي.. لم تُصرَف للاعبين رواتب، بل كانوا هم الذين يدفعون لتأمين احتياجاتهم الرياضية، تمارينهم كانت على ملعب تُرابي، وعندما كُنتُ أتأمَّل هذه الجهود والتضحيات، كنت أجد الدَّافعية والحوافز هي ما يقف وراء كل ذلك الإنجاز، كانت هناك علاقات إنسانية راقية، ومشاعر أخوية صادقة، تربط قيادة الفريق باللاعبين.
وبفضل تلك المساعي والجهود، استطاعَ الفريق أنْ يصعدَ بالنادي إلى مَصاف الدرجة الثانية والأولى في مَوْسِمَين متتاليين، وسط دهشة المراقبين الرياضيين، بل حَصَل على درع الدرجة الثانية في الموسم الرياضي 97/96؛ فعمَّت نشوة وفرحة هذا الإنجاز كلَّ مُحبٍّ للنادي.
وعندما أرادَ النادي تكريم هؤلاء الأبطال، كَتبتُ حينها مقالًا ضمن الكُتيب الذي أصدره النادي في ذلك الحفل؛ عنونته بسؤال: وماذا بعد الإنجاز؟
ومع الاستعداد للمَوْسِم الرياضي التالي لتلك البطولة، كَثُرَت المقترحات والآراء والمطالبات، بضرورة اختيار شخصية جديدة لقيادة الفريق الكروي؛ فوَقَع الاختيارُ على المدرب العراقي عدنان حمد ليتولى هذه المهمة، وهو أحد الكفاءات العربية المعروفة في العراق والوطن العربي، وعندما بَدَأ مهامه مع الفريق، وَضَع له قواعدَ صارمة في عمله؛ فكان لا يسمح لأي إنسان التدخُّل في عمله داخل الملعب؛ فلم يُعجِب البعض هذا الأسلوب، فكَثُر الحديثُ على المدرب؛ الأمر الذي أدى لإنهاء التعاقُد معه؛ بسبب تراجع نتائج الفريق.
ارتأتْ اللجنةُ الرياضية بالنادي في مَوَاسمَ لاحقة أن تُعقد ندوة أو حلقة نقاشية لتدارُس أسباب هذا التراجع السريع، وطُلِبَ منِّي حينها المشاركة بورقة عمل في هذه الندوة، وقد اجتهدتُ في صِيَاغتها من واقع خبرتي ومشاركتي الإدارية، ومُعَايشتي ومُشَاهداتي لواقع الرياضة بالنادي، وقد توصَّلت إلى نتائج صريحة وواقعية، أزعجت البعضَ حينها!!
تحيَّة محبَّة للصَّدِيقين مبارك المالكي وخميس الحسني، ولجميع الشباب.