الجمعة، 22 فبراير 2013

إستراتيجية وطنية للثقافة

ما طُرح من رُؤى وأفكار رائعة في برنامج "إستراتيجيات"، مساء أمس، من خلال استضافة عدد من المُثقفين والرواد في الثقافة العُمانية، يستحقُّ التحليل والدراسة؛ من أجل وضع خُطة إستراتيجية للمشهد الثقافي في بلادنا الغالية.
المجلس الأعلى للتخطيط، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة التراث والثقافة، ووزارة الإعلام، ووزارة الشؤون الرياضية.. جميعها معنيَّة بصياغة إستراتيجية عُمانية للنهوض بمُستوى الثقافة والمُثقفين في عُمان.
الهُموم التي ركَّز عليها المتحدثون في هذا البرنامج المهم هي بحق واقع معاش، وعُمان بحضارتها العريقة والممتدة على مر التاريخ المشرق تستحق أن تكُون لها الريادة في مجال الثقافة وعلوم المعرفة.
منذ سنوات ليست بالقصيرة، كتبتُ إلى سعادة وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية، بعد انتقال مسؤُولية الجانب الثقافي للشباب إلى وزارة التراث والثقافة، على أثر إلغاء الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية، وإنشاء بدلا منها وزارة الشؤون الرياضية، واقترحتْ خلال الرؤية المكتوبة التي تقدمتُ بها إلى الوزارة الموقرة بعض الأفكار والرُؤى للنهوض بالمشهد الثقافي في السلطنة.
ومن بينها: إعداد إستراتيجية وطنية للثقافة؛ يُشارك في صياغتها بجانب الوزارة المعنية أهل الثقافة والفكر والكتاب والصحُفيين، وطالبتُ بإيجاد مظلة واحدة للإشراف على قطاع الثقافة، ودمج بعض المُؤسسات الثقافية؛ بهدف التركيز على المنتج، بدلًا من تشتت الجُهُود والإمكانات، كما اقترحت إقامة العديد من الأنشطة والفعاليات والمُسابقات الشبابية على مُستوى الأندية.
تكرَّم سعادته باتصال هاتفي، وتحدث معي مُطوَّلا، وخرجت بنتيجة بأنَّ سعادته يُرحب بجميع الأفكار والاقتراحات، وأنَّ هُناك جُهُودا تُبذل في هذا الاتجاه، وأن الأمر يحتاج إلى تضافُر الجُهُود من قبل كل الجهات لتحقيق هذا الهدف، إلا أنَّ ما نُشاهده ونسمعه يستحق الوقوف عليه بجدية؛ من أجل عُمان العزيزة على قلوبنا جميعا، خاصة فيما يتعلق بالبنية الأساسية للثقافة.
كل الشكر للأستاذ المُهندس سعيد الصقلاوي، والمُبدع محمد الرحبي، والشاعر حسن المطروشي، على التشخيص المتقن للواقع الثقافي، والمُقترحات الطيبة التي قدَّموها للارتقاء بهذا المشهد الوطني والمهم لمُستقبل الأجيال المُتعاقبة.
وكل الشكر للمذيع المُبدع يوسف الهوتي على أسلوب الحُوار الراقي في البرنامج، ولتليفزيُون السلطنة كل التقدير والثناء على مثل هذه البرامج التي تُعنى بالوطن والمُواطن؛ فقد اتاح البرنامج للمتحدثين كل الحُرية لإبداء رأيهم بكل شفافية وواقعية.. وفَّق الله الجميع لما فيه الخير لخدمة هذا الوطن العزيز.

الخميس، 21 فبراير 2013

مكاتب الاستقبال وأهميتها

بعضُ المُؤسسات لا تُعطي ذلك الاهتمام لاختيار أفراد مؤهلين في مكاتب الاستقبال أو للعاملين في استقبال المكالمات الهاتفية (البدالة)؛ فالكثير ينظرُ إليها على أنها من الوظائف التي لا تُشكل تلك الأهمية ويمكن أن يعمل فيها أي شخص.
هذه النظرة تحتاج إعادة نظر؛ فتلك المكاتب تُمثل الوجهة الأولى لأي زائر لأي مُؤسسة مهما كانت توجهاتها ومهامها، وهي أيضًا تعطي الانطباع الأول للزائر عن مُستوى الخدمات التي تقدمها المُؤسسة.
مساء يوم أمس، كُنت في زيارة لأحد الأخوة في المستشفى السلطاني، وأحببت السؤال عن موقع ترقيد ذلك الشخص من خلال مكتب الاستقبال، وفي نفس وقت وُصُولي وجدت ذلك الازدحام، وتأملت طريقة تصرف الموظف مع المراجعين، وهي طريقة يجب إعادة النظر في أسلوب تقديمها بما يرقى ومُستوى هذه المُؤسسة الصحية الرائدة.
من خلال الحديث الأخوي الذي دار بيني وذلك الموظف، تبيَّن أنه وُضِع في هذا المكان وهو ليس بعمله الحقيقي، وطريقة تعامله مع البيانات المثبتة في جهاز الحاسب الآلي فيها من البطء الكثير، وتوحِي بعدم درايته الكافية بالتعامل معها؛ مما أثار الكثير من الاستياء الذي شاهدته على وجوه المراجعين، ومنهم وافدون.
مكاتب الاستقبال، اليوم، تُمثل أهمية بارزة في المُؤسسات الرائدة، والتي تعمل على المُحافظة على عملائها وتجويد خدماتها؛ لهذا تجد تلك المُؤسسات تختار الأفراد العاملين فيها بعناية فائقة، وتخضعهم للتدريب والتأهيل المكثف لإكسابهم مهارات العلاقات العامة، وكيفية التعامل مع الجمهور ذات طبائع مُختلفة وتكوينات نفسية متغيرة وثقافات مُتعددة، وأن يكُونوا مُلمِّين بمهارات الاتصال وأساليب التأثير والإقناع، وكذلك أن يكُونوا على معرفة تامة بمهام ورؤية ورسالة المُؤسسة وسياساتها وتوجهاتها؛ فهم يتركون انطباعا مهما عن المُؤسسة للزائرين لها.

الأربعاء، 20 فبراير 2013

كلمة من القلب

 


النشاط المسرحي بنادي قريات من الأنشطة العريقة بعراقة تاريخ النادي المجيد. ولشباب قريات انجازات حافلة في هذا المجال، فمنذ الستينيات والنادي يشار إليه بالبنان بفضل الرواد الذين أسهموا بجد من أجل ترسيخ قاعدة ثابتة قابلة للنمو والتوسع بفضل جهود وتفاني وتلاحم الأجيال المتعاقبة من أبناء الولاية.
أهالي الولاية بذلوا جهودا كبيرة في إقامة وتنفيذ مشروع مسرح النادي بالمبنى القديم بالساحل، واحتضن ذلك المبنى مواهب واعدة واستضاف نجوم ومشاهير المسرح في السلطنة من أجل تقديم أعمال مسرحية هادفة وراقية من أجل خدمة المجتمع ورقي الفن المسرحي والمجال الثقافي بصورة عامة بالنادي.
ذلك المسرح كتبت عنه الصحافة منذ سنوات بأنه قد تم تحويله إلى مخبز، بعد ما كان شعلة نشاط لشباب الولاية، وقد هدرت تلك الجهود التي بذلت من أجل بناء صرح ثقافي شامخ تتواصل فيه إبداعات الشباب ومن خلاله تصقل المواهب المختلفة لتشق طريقها في خدمة مجتمعها.
وكان الحلم أكبر عندما اكتملت منشآت النادي بموقعه الجديد، والذي خطط له منذ سنوات طويلة وبذل من أجل اكتماله الجهد الكبير بفضل العمل الجاد والتعاون المثمر لأبناء الولاية.
ما سمعته اليوم في البث المباشر بإذاعة سلطنة عمان من خلال الاتصال الهاتفي بالبرنامج لأحد شباب الولاية كان له أثر عميق في النفس، حيث يفيد بأن إدارة النادي قد سلمت مسرح النادي الجديد والصالة المخصصة لأنشطة شباب النادي إلى شركة استثمارية، وقامت تلك الشركة بتكسير وتغيير الملامح الداخلية لتلك الصالة، والتي لم يمر عليها إلا سنوات قليلة، وذلك بهدف تحويل الصالة إلى صالة أفراح للمناسبات، ويطالب وزارةالشؤون الرياضية للتدخل في الموضوع.
هذا الاتصال بالإذاعة لم يأتي من فراغ، ولصاحبه الشكر والتقدير لغيرته على النادي وحرصه على تفعيل انشطته، وتصرف إدارة النادي إذا كان ما سمعته صحيحا فأنه من وجهة نظري لم يكن موفقا، فتعزيز إيرادات النادي لا يجب أن يكون على حساب ممارسة الشباب لأنشطتهم، فالصالة والمسرح خصص لأغراض محددة، ويجب أن تستغل لذلك الغرض.
إدارة النادي الحالية فيها من الكفاءات التي نعول عليها الكثير في إحداث نقلة نوعية في أنشطة النادي، ولها من الانجازات التي تابعناها عن قرب يستحقوا عليها الشكر والثناء، ونأمل منهم معالجة هذا الموضوع وإعادة دراسته، أو شرح مبرراتها للشباب إذا كانت هناك ثمة أهداف جعلتهم يتخذون مثل هذا القرار، مع تمنياتي للجميع بالتوفيق والنجاح.

تحية شكر

 المشروع الذي تنفذه الهيئة العامة للوثائق والمحفوظات الوطنية حول توثيق التاريخ الشفوي (المروي) يعد مشروعا رائدا ومهما للمحافظة على الذاكرة الوطنية. وزارة الإعلام كان لها دورا مبكرا وطيبا في هذا المجال خاصة فيما يتعلق بالفنون والعادات العمانية، وكذلك وزارة التراث والثقافة.

وجود جهة واحدة تركز على مثل هذه المشاريع الهامة سوف يسهم في توحيد الجهود والاستفادة من الامكانات المتاحة بطريقة أكثر كفاءة وفاعلية.
تحية تقدير وشكر وثناء لهيئة الوثائق والمحفوظات على هذا المشروع الوطني، الذي سوف يسهم في توثيق الذاكرة العمانية في مختلف مجالات الحياة.

الخميس، 14 فبراير 2013

مهرجان مسقط.. علامة بارزة في المشهد الثقافي العُماني

منذ أيام، اصطحبتُ الأبناء لزيارة مهرجان مسقط بحديقة العامرات، وحرصتُ على أنْ نقضي وقتا أكثر في أقسام القرية التراثية، ووقفنا على كل مهنة وحرفة من مهن الآباء والاجداد، وحرصتُ أن يكُون هُناك حُوار ونقاش مع العاملين في هذه المهن عن كافة تفاصيل المهنة؛ بهدف تعريف الأبناء بالجوانب الفنية والمهنية لتلك المُنتجات، وإبراز قُدرة العُمانيين على التعامل مع مُكونات البيئة، والتكيف معها لإنتاج كل ما يحتاجونه.
هذه الجولة الجميلة في رِحَاب الحديقة والقرية التراثية عادتْ بنا الذكريات للعام 1993م، عندما نظَّمت ولاية قُريات قرية تراثية بساحة النادي، شملت نفس التفاصيل الموجودة الآن في مهرجان مسقط، وكان من يُمن الطالع أنَّ ذلك العام الذي أقامت فيه قُريات القرية التراثية هو العام الذي أعلن فيه جلالة السلطان المُعظم في خطابه السامي بمناسبة العيد الوطني المجيد تخصيص العام 1994م عاما للتراث.
تم إعادة افتتاح القرية التراثية بساحة النادي أيضًا في العام 1994م، وبشكل أوسع، وبفقرات جديدة، أبهرت الكثير من الزائرين للسلطنة؛ بمن فيهم وفود أجنبية وسياح، وفي العام 1995 أو 1996م تبنَّت هذه الفكرة مُحافظة مسقط، وأقامت قرية تراثية في حديقة القرم الطبيعية بمناسبة احتفالات المُحافظة بالعيد الوطني المجيد، وكانت لها صدى واسع وسط المهتمين بالتراث؛ بما تميزت به من حسن تنظيم وتنويع في الفقرات.
وقد استفادت بلدية مسقط من فكرة تصميم هذه القرية ضمن مهرجان مسقط السياحي والثقافي، الذي انطلق في فبراير عام 1998م، لا سيما في شِقه التراثي، وأصبحت القرية التراثية إحدى سماته المشرقة.
مهرجان مسقط اليوم يُشكل بوابة مُهمة وعلامة بارزة في مجال التعريف بالتراث والثقافة العُمانية؛ بشقيها: المادي وغير المادي، فكلُّ الشكر والتقدير لجميع من أسهم بهذا الجهد الطيب لتعريف الجيل الجديد بما قدمه الأجداد، وتحية إجلال واحترام للمهنيين الموجودين في فعاليات القرية، وهم يحرصون على إعطاء فكرة واسعة لما يقومون به؛ من أجل المُحافظة على هذه المهن والحرف الجميلة.
وعلى الجيل الجديد الاهتمام بهذه الحرف، والعمل على دِراستها والاستفادة من مُعطياتها؛ فالشكر لبلدية مسقط على هذا الإسهام الوطني والإنساني.

ذكريات جميلة في الإعلام

ذكرياتٌ جميلة في الإعلام بمناسبة احتفال جريدة "عُمان" بعيدها الأربعين، واليوم العالمي للإذاعة.. فِي السنوات الأولى من عقد الثمانينيات من القرن الماضي، نظَّمت مدرسة راشد بن الوليد، والتي كُنت أحد طلابها رحلة لزيارة التليفزيُون العُماني، وقد تعرَّفنا خلال هذه الرحلة على الدور الذي يقوم به التليفزيُون كأحد الأجهزة الإعلامية في السلطنة، والتقينا خلال هذه الرحلة عددًا من الرواد العاملين في مجال الإعلام، وأتذكر جيدا كان المرحوم حمد البلال في صومعته الزجاجية يقرأ نشرة الأخبار.
شَخصيًّا، خرجت من خلال هذه الزيارة بالعديد من الفوائد، وتعرفت على الكثير من المعلُومات؛ فمثل هذه الزيارات للطلاب تُشكل ذكريات جميلة وصُورة ذهنية إيجابية لدى فكر الطالب عن المُؤسسة التي يزورها.
بَعْد الانتهاء من دراسة المرحلة الإعدادية في مدرسة راشد بن الوليد، ونظرا لعدم وُجُود مدرسة لتكملة المرحلة الثانوية في الوُلاية، تطلَّب من الطلاب الراغبين في تكملة الدراسة الانتقال إلى مدرسة جابر بن زيد الثانوية بالوطية بولاية مطرح؛ مما يتطلب الإقامة أيضًا هُناك نظرا لبُعد المسافة وصعوبة الانتقال والمواصلات خلال تلك الفترة.
هذا الأمر كان بالنسبة للوالدين-ولي شخصيًّا- ليس بالأمر السهل، خاصة وأنه لم تمضِ سنوات قليلة على فراق عزيز علينا، وهو جدي الحاضن لأفراد الأسرة الكبيرة، وبعده بسنتين وفاة أخي الأكبر شهيدا في بيروت بتاريخ 22/ 10/ 1977م؛ حيث كان يعمل في سفارة السلطنة، وقد شكل فراقه بالنسبة لجميع أفراد العائلة أثرًا عميقًا في نفوسنا؛ فهو بالنسبة لنا قدوة في حب العلم والولاء والتضحية والإقدام من أجل الوطن؛ حيث تشرَّف بأداء واجبه المقدس مع إخوانه رجال قوات السلطان المسلحة البواسل في الذود عن الوطن ضد من غرَّر بهم في حرب ظفار عام 1972م والتي انتهت في نهاية 1975م بنصر مؤزر بفضل الله وتخطيط وعزيمة قيادتنا الحكيمة وجُنُوده البواسل.
لقد أطعت رغبة الوالدين، كما حزنتُ كثيرا، وبكيت أكثر، لعدم تهيئة الظرُوف المناسبة لتكملة الدراسة في الثانوية العامة داخل الوُلاية، فاغلب أقراني بالمدرسة توجَّهوا إلى مدرسة جابر بن زيد لتحقيق هذا الهدف، هذه الظرُوف تعاملت معها بالصبر والبحث عن البدائل لتحقيق الهدف.
الخطوة الأولى -بتوفيق من الله- الحُصُول على فُرصة عمل داخل الوُلاية، ثم القرار بمواصلة التعليم في الفترة المسائية (تعليم الكبار)، فكنت أعمل في الصباح واذهب إلى المدرسة في المساء، وفي السنة الأخيرة ذهبت إلى مدرسة جابر بن زيد لأداء اختبار الثانوية العامة مع الطلاب النظاميين.
في ذلك الزمان كانت نتائج الطلاب في الشهادات العامة على مُستوى مدارس السلطنة يتم إذاعتها في نهاية العام الدراسي بإذاعة السلطنة؛ فتجد كل الأسر مُتجمِّعة لفترة طويلة من الزمن لسماع النتائج، والحمد لله قد تحقق الهدف، وقد كان سماعي لاسمي في الإذاعة، وقع خاص في نفسي بأهمية هذا الجهاز.
بعدها، أُتيحت لي فُرصة تكملة دراسة الدبلوم في الكلية الصناعية بالخوير، وعلى الفور طلبت تفريغي من العمل لأجل مواصلة الدراسة، كُنا حينها الدفعة الثانية بعد افتتاح الكلية، وهي تضم تخصصات فنية وأخرى في مجال الإدارة والمحاسبة، كان كل شيء موفرًا لنا، بفضل تشجيع الحُكُومة على طلب العلم، بعدها تواصلت في التعليم الجامعي بطريقة الانتساب أيضًا على نفقتي الخاصة، ومن ثم مرحلة الماجستير بتفرغ كامل، وكله فضل من الله وتشجيع الوالدين والأسرة والمحبين.
في الكلية الصناعية -تسمى اليوم كلية التقنية العليا- وعندما كنت في مكتبة الكلية، دخل علينا المذيع والإعلامي القدير خالد بن صالح الزدجالي، يرافقه أحد المخرجين في الإذاعة لا أذكر اسمه كاملا فيما أظن قبيلته المعولي، وقد يكُون هو المخرج محمد المعولي، وكان حينها خالد الزدجالي يقدم برنامجا إذاعيا، وقام بإجراء عدة لقاءات مع الطلاب، وبعد الانتهاء من إجراء المُقابلات وجدتُ نفسي مُندفعا لأسئله: كيف يُمكن أن يكُون الإنسان مذيعا؟ وما هي مُتطلبات هذا العمل؟ أذكر أجابني بابتسامته العريضة، والتي لم تتغيَّر حتى اليوم، وهو ينزل على الدرج من الطابق الأول مُسرعا حيث وُجُود المكتبة: الرغبه، وإتقان اللغة العربية، والثقافة العامة، والمبادرة.
وكان في ذلك الوقت نظام الدراسة في الكلية يتطلَّب من الطالب مُمارسة عملية وتطبيقية لما تعلمه في إحدى المُؤسسات، وهو بمثابة مُقرِّر دراسي، وكان حينها يتم المتابعة من خلال زيارات مفاجئة للدكتور المشرف على الطالب؛ حيث يسأل مديري الدوائر عن مُستوى إجادة الطالب ومُمارسة ما تعلمه، ويتطلب من الطالب كذلك كتابة تقرير عن الدائرة أو القسم الذي زاره وتدرَّب فيه، يشتمل على الاختصاصات وإجراءات العمل ورأي شخصي للطالب، ومن ثم تتم المصادقة على التقرير من قبل المسؤول في تلك الوزارة، وتقديمه للدكتور للتقييم والحُصُول على درجات التدريب العملي.
وقد كانت إجابة خالد الزدجالي تجُول في ذهني لمعرفة المزيد عن الإعلام، لهذا كُنت حريصًا على أن يكُون تدريبي العملي في وزارة الإعلام بهدف اكتشاف هذا الفكر وطريقة التعامل معه، وبالفعل رشحتني الكلية للتدريب في هذه الوزارة، وقضيت فيها أياما عديدة أتنقَّل من دائرة إلى أخرى، بما يتوافق مع تخصصي الدراسي في الكلية، وتعرَّفتُ في هذه الفترة على شخصيات كريمة تعلمت على يديها الكثير، وحظيت بزيارة لمبنى التليفزيُون والإذاعة، والتعرف على أقسامها وما تقوم به عن قرب، وقد حصلت من الوزارة على تقرير طيب، وفيه تعليقات رائعة وتواقيع الكثير من المسئولين في الإعلام، ليتني احتفظت به أو نسخة منه، فقد سلمته لإدارة الكلية.
هذا التدريب في وزارة الإعلام غرس لديَّ تقديرًا خاصًّا لدور الإعلام في خدمة المُجتمع والإنسانية؛ لهذا فبعد التخرج في الكلية تشرفت بالتكليف بأنْ أكون مراسلا إعلاميا في ولاية قُريات، عملت في البداية بجريدة "الوطن"، وكان في ذلك الوقت يتم إرسال الأخبار إمَّا بالوُصُول إلى الجريدة، أو الاتصال بالهاتف؛ حيث كُنت أملي الخبر كلمة كلمة بالهاتف، وقد تعلمت من الأستاذ عبدالستار خليف -رحمه الله- دروسا في الكتابة الصحفية، وكان لطيفا ومتعاوُنا ومشجعا لنا.
بعدها تعاملت مع جريدة "عُمان" الغالية علينا، وفيها كنت أكثر إبداعا ونشاطا في الكتابة الصحُفية، حيث كل من تعاملت معه في هذه الجريدة يدفع إلى الإبداع في العمل الصحُفي، وذلك من خلال التوجيه والتدريب المهني والتشجيع والتحفيز المعنوي وإخلاصهم المتقن لعملهم، خاصة بعد حضور الدورة التدريبية التي نظمتها وزارة الإعلام لنا في مجال العمل الإعلامي، ومع هذه الجريدة الموقرة وروَّادها ذكريات جميلة وعلى رأسهم: معلمنا وأستاذنا الشيخ حمود بن سالم السيابي والأستاذ سعيد بن خلفان الحارثي وسالم بن رشيد الناعبي والأستاذ خالد المعمري والأستاذة عزيزة الحبسي... وغيرهم.
فكنت بعد ما انهي عملي في قُريات، انطلق مُباشرة إلى مسقط بسيارتي الخاصة لتوصيل الأخبار والصور لتنزل في اليوم التالي في الجريدة، وأعود في اليوم نفسه في ساعات متأخرة من الليل، حيث لا توجد حينها تلك الوسائل الحديثة التي ننعم بها اليوم من الاتصالات، لذلك كثيرا ما كنت متواجدا في الجريدة في الفترات المسائية لإيصال الأخبار والتحقيقات والصور.
فتجد هُناك خلية نحل تعمل بانسجام وتكامل في الجريدة، خاصة في الفترة المسائية المتأخرة، لأن الكثير من الجوانب الفنية يتم تنفيذها يدويا، والصور تطبع بطريقة تقليدية، حتى الصفحات قبل أن تدخل المطبعة يتم رسمها بطريقة فنية جميلة تتجلى فيها روح الإبداع والجمال، وتلك الطرائق الفنية في الإعداد والتنفيذ تُشكل ميزة جمالية وإنسانية، لأنها تتعامل مع الكلمة والحرف والصورة بحميمية ومشاعر خاصة.
كما كان لي الشرف التعامل مع الإذاعة والتليفزيُون كمراسل في الوُلاية، وأذكر أن الإذاعة قد خصَّصت لنا وقتا محددا لتسجيل الرسائل الإخبارية، فكنا نتسمَّر أمام الهاتف ليصل دورنا للتسجيل، خاصة في البرامج المُباشرة في الصباح والمساء، فما من طريقة إلا عبر الهاتف الثابت لعدم وُجُود الهاتف المحمول في ذلك الوقت، وفي حالة التواصل مع البرامج المُباشرة يكُون الجهد أكثر مشقة لانتظار الوقت المحدد، خاصة إذا كنت تودُّ تسجيل لقاء مع أحد المسؤولين؛ حيث يتطلب وجوده معك حتى يتم الاتصال بالإذاعة، بعدها تطورت وسائل العمل، وتم تزويدنا بأجهزة للتسجيل والمونتاج، وجهاز لربط جهاز التسجيل بالهاتف، وعلى الرغم من الجهد والتعب الذي كان يبذل، إلا أنَّ ذلك بالنسبة لنا يُعتبر متعة لا تضاهيها متعة، خاصة وأنت تؤدي واجبًا وخدمة للمُجتمع والوطن.
كانت الأستاذة مريم الصالح هي أكثر من تتولى تسجيل رسائلنا الصوتية، كانت صبورة علينا كثيرا، لا أدري أين هي الآن، كانت تقول لي من باب التحفيز: صالح صوتك إذاعيا يكاد يكسر جهاز التسجيل من قوته، فكنا نحاول توصيل الصوت قويا لكوننا نتحدث عبر الهاتف وفق الدقائق المحددة لنا، ومن الطرائف الجميلة: كنت يوما في مبنى الإذاعة وطلبت تسجيل الرسالة مُباشرة، فكلف الأستاذ أحمد الأزكي إحدى الأخوات لتسجيل رسالتي (فيما اعتقد كانت الأخت ليلى الحبشي إذا لم تخونني الذاكرة) حاولت جاهدة معي لكي أضبط صوتي لكونني داخل الاستيديو وليس في قُريات عبر الهاتف، فكانت تقول لي: كن رقيقا مع الميكرفون يا صالح، فتذكرت حينها وقفتي لأول مرة مع هذا الجهاز المهيب والساحر وعمري حينها لا يتجاوز الخامسة عشر سنة أمام الحصن، حينما طلب مني الوالي الشيخ محمد بن عبدالله البلوشي والي قُريات رحمه الله، بعدما تم تجهيز ساحة الحصن وتزيينها، لأعلن عن جاهزية قُريات للاحتفال بيوم العيد الوطني ونهضة عُمان الحديثة بقيادة مولانا السلطان.
كانت تلك بعض ذكرياتي مع الإعلام، فكلُّ المحبة والتقدير والثناء لجميع العاملين في مجال الصحافة والإعلام، الجُنُود الذين يعملون بجهد وصبر وثقة من أجل إسعاد الإنسان، ونشر الثقافة والمعرفة في كل وقت ومكان، وعلى رأسهم معالي الدكتُور وزير الإعلام ومعالي الدكتُور رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيُون، فلهما جزيل الشكر على رؤيتهما وجُهُودهما للتطوير والتجديد والتشجيع، والتحفيز لمزيد من الإبداع والابتكار في مجال الإعلام.
متمنيا كل توفيق ونجاح للجميع لإيصال الرسالة السامية للإعلام العُماني إلى العالمية، بما يحقق المكانة الرفيعة للوطن. والله من وراء القصد.

الخميس، 7 فبراير 2013

مؤشرات مُهمة عن تقنية المعلُومات والاتصالات في قطاع التعليم

التقريرُ الختاميُّ للمسح الشامل لمؤشرات تقنية المعلُومات والاتصالات في قطاع التعليم -للصفوف من 1-12- في السلطنة، والذي نُشر مُؤخرا في كتاب تفصيلي أصدرته وزارة التربية والتعليم، يحملُ مؤشرات طيبة ومبشرة بالخير، وهو لا شك ثمرة عمل مُستمر وجُهُود مُتواصلة تجاه تجويد العملية التعليمية والتعلمية في مدارس السلطنة.
تضمَّن المسح ثلاث فئات؛ شملت المدارس الحُكُومية، وكذلك المدارس الخاصة، والمدارس الدولية في السلطنة، والمعاهد الإسلامية، وكلية الحرس السلطاني العُماني التقنية، وذلك وفق منهجية علمية رصينة.
وقد قدمت الدراسة عِدة مؤشرات مُهمة للمدارس والهيئات التدريسية والإدارية وللطلاب، وأغلبها لها دلالات إيجابية للتطور الكمي والنوعي لتقنية المعلُومات في مدارس السلطنة؛ حيث تُشير الدراسة إلى أن أكثر من 89% من إجمالي الطلاب في المدارس الحُكُومية يستخدمون الحاسوب، والطالبات هن الأكثر استخداما للحاسوب، بينما الطلاب الأكثر امتلاكا للهاتف النقال من إجمالي الطلاب. وتُشير الدراسة أيضًا إلى أنَّ عدد حصص استخدام الحاسوب والإنترنت في المدرسة منخفضة، وتوصي بزيادتها لتواكب التوجه العالمي في هذا المجال. وهُناك مؤشرات أخرى تستحق الوقوف عليها بعناية.
الدراسة مُهمة جدًّا، وخرجت بنتائج ومؤشرات عديدة ومهمة للمخططين وأصحاب القرارات في رسم سياسات التعليم في مجال تقنية المعلُوماتز
جَهْد مشكور لوزارة التربية والتعليم على المشرُوع المهم، والذي نَرَى فيه توجُّها طيبا للتطوير والتجديد لنظام التعليم؛ بما يواكب مُتطلبات عصر المعرفة.. وفق الله الجميع.

سفير السلطنة في الكويت يجمع سفراء العالم في يوم مفتوح.

تابعتُ، هذا المساء، السهرة التليفزيُونية التي عَرَضها تليفزيُون الكويت، والتي استمرَّت فترة طويلة من الزمن؛ حيث عرضت السهرة الفعاليات والبرامج والأنشطة لليوم المفتوح لسفارة سلطنة عُمان بدولة الكويت الشقيقة، والذي أقيم في مخيم بالبر الكويتي؛ أي في الصحراء.
سعادة سفير السلطنة في الكويت الشيخ سالم المعشني صاحب الدعوة لهذا اليوم المفتوح، وقد حضره عدد كبير من سفراء العالم، وأسرهم، وقيادات المُجتمع الكويتي، إضافة لعدد من كبار الفنانين والمُثقفين.
اتَّسم اليوم بالبساطة، بعيدا عن البروتوكولات الدبلوماسية، وعرضت فيه الكثير من المقطوعات التراثية والمأكولات الشعبية، وكان لقاء مفعمًا بالنشاط والحركة، ومُمارسة الهوايات والأنشطة الجماعية، وهو بالفعل ملتقى لثقافات العالم بطريقة عُمانية.
تليفزيُون الكويت عَرض لقاءات مع عدد من الشخصيات المُشاركة في اليوم المفتوح، وقد شعُرت بسعادة بالغة وأنا أسمع تلك الكلمات النابعة من قلوب المتحدثين من سفراء العالم وقيادات المُجتمع الكويتي والخليجي، وهم يُشيدون بمكانة السلطنة، وريادتها في كثير من المجالات على المُستوى العالمي، ويتحدَّثون بفخر وإعجاب عمَّا حققته النهضة المُباركة بفضل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان، ويبدون سعادتهم بهذا اليوم العُماني لسعادة سفير السلطنة، والذي يُؤكد طيبة أهل عُمان وكرمهم.
هذه السهرة تضمَّنت أيضًا مشاهد عن السلطنة، وعرضت مقتطفات من جولة جلالة السلطان في الولايات، ومناظر عن الطبيعة في عُمان، ومقطوعات من الفُنُون والأغاني العُمانية.
شُكرا سعادة سفير السلطنة في دولة الكويت على هذه المبادرة الطيبة، التي أثلجت قلوبنا بالاعتزاز والافتخار، وشكرا لتليفزيُون الكويت العزيزة على قلوبنا دائما، والذي نسعد بمتابعة برامجه دائما، وبتوجهاته الطيبة نحو تعزيز الأخوة والصداقة، ونشر المعرفة والثقافة الإنسانية. مُتطلعا إلى أنْ يعرض تليفزيُون سلطنة عُمان هذه السهرة الجميلة بما تحمله من معنى وطني وإنساني.

الثلاثاء، 5 فبراير 2013

200 مجلد علمي بمكتبة وزارة الأوقاف الإلكترُونية

جَهدٌ مشكور ومُبارك قامتْ به وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بتدشين برنامج المكتبة العُمانية بالتطبيق الإلكترُوني، والتي تضمُّ العديد من المجلدات والموسوعات والكتب العلمية والفقهية، تصل إلى 200 مجلد من أمَّات الكتب العُمانية.
لا شك أنَّ هذا الإنجاز المعرفي والثقافي يعدُّ إضافة جديدة ومُهمة للتوجه الحميد والمجيد للوزارة تجاه نشر المعرفة، وكذلك للثقافة العُمانية. والمتتبع للبرامج والأنشطة التي تقوم بها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، خلال الفترة الماضية، يجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز، فهي تعمل بفكر متجدد يواكب العصر.
دعوة لكافة المُؤسسات المعنية بالثقافة للاستفادة من هذه التجربة الحضارية.

شكر وتقدير لشركة الاتصالات "عُمانتل"

الموارد البشرية، أو التسمية القريبة إلى نفسي رأس المال الفكري (عُمَّال المعرفة)، هي من أهم الركائز الأساسية لتحقيق أي تنمية.
وتنظرُ الكثير من المُنظمات العصرية إلى الأفراد العاملين لديها على أنهم رأسمالها الحقيقي، والشريك المعرفي لها، وينبغي أن تُحافظ عليهم، وتحفزهم، وتدفعهم إلى مزيد من الإبداع والابتكار والتجديد. فهم يُشكلون الثروة الحقيقية للأمة، ومصدر النجاح والتقدم لرأس المال المُجتمعي في المُستقبل.
لهذا؛ يجب التعامل معهم وفق أساليب علمية، وببرامج منهجية بطريقة تختلف عن التعامل مع الموارد الأخرى، وبما يُسمى إدارة الإمكانات المحتملة للأفراد.
قبل أيام، قرأتُ في الصحافة عن قيام شركة الاتصالات "عُمانتل" بتنظيم برنامج تدريبي يتم من خلاله نقل الخبرات من أصحاب الخبرات إلى الجيل الجديد، كما اهتمَّت بتنظيم برنامج تدريبي يتلقى خلاله الأفراد الذين يرغبون في التقاعد المبكر، ما يُهيئهم للحياة الجديدة ما بعد العمل، والانخراط في العمل الاجتماعي، وتكوين أعمال خاصة لهم.
هذا السلوك كُنت أسمع به في شركات الدول المُتقدمة في مجال الإدارة، والتي تَرى أنَّ الأفراد هم ثروتها الحقيقية؛ فبدلا من أن يشعر الموظف فجأة بأنه تم ركنه على الرف بالخروج على المعاش، يتم تدريبه على البحث عن طرق جديدة للعمل، أو طرق للاستمتاع بالحياة، والبحث عن اهتمامات أخرى غير الوظيفة، والسيطرة على الضغوط والتوترات الخاصة بالخروج على المعاش؛ بحيث يترك عمله وهو يحمل صُورة ذهنية إيجابية لفترة الحياة التي قضاها في المنظمة، ولا يكُون نادما أو ساخطا عليها.
ما قامتْ به شركة الاتصالات "عُمانتل" يعدُّ خُطوة رائدة يجب أن يُحتذى بها في مجال الإدارة العصرية، وتستحق الشكر والثناء والتقدير، ورئيسها التنفيذي من الكفاءات العُمانية المجيدة التي تعمل من أجل التطوير والتجديد.. وفَّقه الله.

في كُل كبد رطبة أجرٌ

مُنذ سنوات ليست بالقصيرة، سكنتُ مُؤقتا بمنطقة القرم -فترة الإيجارات في متناول اليد- وكانت بجانبنا عيادة بيطرية ترتادُها الحيوانات من الدرجة الأولى؛ حيث يأتي بها أصحابها بسيارات فارهة، المهم في أحد الأيام، وعندما كنت عائدًا إلى السكن، استوقفني مشهد غريب، وهو وُجُود أحد الشخصيات ملامحه من إحدى الدول الأوروبية، ويرافقه عامل من جنسية عربية، يحمل بيده عصى طويلة في طرفها شبكة.
طلبتُ منهما السماح للتحدث إليهما، والتعرف على شخصيتهما، والمُهمة التي يقومان بها بالقرب من السكن؛ حيث أشارا إلى أنهما عُضوان في جمعية الرفق بالحيوان، ويقومان بصيد القطط والتوجه بها إلى العيادة القريبة، وإخضاعها لعمليات جراحية؛ حيث يتم استئصال رحم الأنثى وخصي الذكر، وعند سؤالي عن أسباب ذلك؟ تم الرد بأنَّ هُناك إهمالًا من المُجتمع لهذه الحيوانات، وعدم العناية والرفق بها، والكثير منها تتعرض للدهس من قبل السيارات دُون عناية ولهذا نقوم بذلك للحد من تكاثرها.
وقد طلبتُ مِنهما الكف عن هذا التصرف، حتى لا يكُون هُناك خللٌ في تكاثر هذه الحيوانات، وديننا قد أوصانا بالرفق بكل شيء في هذه الحياة. وقد تحدَّثتُ هاتفيًّا مع أحد المسئولين بوزارة الزراعة عن هذا الأمر.
الأمر الذي استوقفني قريبًا أيضًا ذلك الرجل الذي يقفُ على الشارع البحري بمطرح، وهو يُطعِم تلك الطيور الجميلة المهاجرة؛ وذلك المنظر البهي للطيور وهي تُحيط به، تحدثتُ معه عن هذا التصرف الإنساني، وقد أخبرني بأنه يقوم بهذا يوميًّا؛ حيث يشتري من ماله بعض الخبز، وينثره على هذه الطيور؛ وبذلك يشعر بسعادة غامرة في نفسه.. فالرفق بالحيوان أصبح مطلبًا إنسانيًّا وحضاريًّا في هذا الوقت، وصدق الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "في كُل كبد رطبة أجرٌ".