الموارد البشرية، أو التسمية القريبة إلى نفسي رأس
المال الفكري (عُمَّال المعرفة)، هي من أهم الركائز الأساسية لتحقيق أي تنمية.
وتنظرُ الكثير من المُنظمات العصرية إلى الأفراد
العاملين لديها على أنهم رأسمالها الحقيقي، والشريك المعرفي لها، وينبغي أن تُحافظ
عليهم، وتحفزهم، وتدفعهم إلى مزيد من الإبداع والابتكار والتجديد. فهم يُشكلون
الثروة الحقيقية للأمة، ومصدر النجاح والتقدم لرأس المال المُجتمعي في المُستقبل.
لهذا؛ يجب التعامل معهم وفق أساليب علمية، وببرامج
منهجية بطريقة تختلف عن التعامل مع الموارد الأخرى، وبما يُسمى إدارة الإمكانات
المحتملة للأفراد.
قبل أيام، قرأتُ في الصحافة عن قيام شركة
الاتصالات "عُمانتل" بتنظيم برنامج تدريبي يتم من خلاله نقل الخبرات من أصحاب
الخبرات إلى الجيل الجديد، كما اهتمَّت بتنظيم برنامج تدريبي يتلقى خلاله الأفراد
الذين يرغبون في التقاعد المبكر، ما يُهيئهم للحياة الجديدة ما بعد العمل،
والانخراط في العمل الاجتماعي، وتكوين أعمال خاصة لهم.
هذا السلوك كُنت أسمع به في شركات الدول المُتقدمة
في مجال الإدارة، والتي تَرى أنَّ الأفراد هم ثروتها الحقيقية؛ فبدلا من أن يشعر
الموظف فجأة بأنه تم ركنه على الرف بالخروج على المعاش، يتم تدريبه على البحث عن
طرق جديدة للعمل، أو طرق للاستمتاع بالحياة، والبحث عن اهتمامات أخرى غير الوظيفة،
والسيطرة على الضغوط والتوترات الخاصة بالخروج على المعاش؛ بحيث يترك عمله وهو
يحمل صُورة ذهنية إيجابية لفترة الحياة التي قضاها في المنظمة، ولا يكُون نادما أو
ساخطا عليها.
ما قامتْ به شركة الاتصالات "عُمانتل" يعدُّ
خُطوة رائدة يجب أن يُحتذى بها في مجال الإدارة العصرية، وتستحق الشكر والثناء
والتقدير، ورئيسها التنفيذي من الكفاءات العُمانية المجيدة التي تعمل من أجل
التطوير والتجديد.. وفَّقه الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.