الخميس، 14 فبراير 2013

مهرجان مسقط.. علامة بارزة في المشهد الثقافي العُماني

منذ أيام، اصطحبتُ الأبناء لزيارة مهرجان مسقط بحديقة العامرات، وحرصتُ على أنْ نقضي وقتا أكثر في أقسام القرية التراثية، ووقفنا على كل مهنة وحرفة من مهن الآباء والاجداد، وحرصتُ أن يكُون هُناك حُوار ونقاش مع العاملين في هذه المهن عن كافة تفاصيل المهنة؛ بهدف تعريف الأبناء بالجوانب الفنية والمهنية لتلك المُنتجات، وإبراز قُدرة العُمانيين على التعامل مع مُكونات البيئة، والتكيف معها لإنتاج كل ما يحتاجونه.
هذه الجولة الجميلة في رِحَاب الحديقة والقرية التراثية عادتْ بنا الذكريات للعام 1993م، عندما نظَّمت ولاية قُريات قرية تراثية بساحة النادي، شملت نفس التفاصيل الموجودة الآن في مهرجان مسقط، وكان من يُمن الطالع أنَّ ذلك العام الذي أقامت فيه قُريات القرية التراثية هو العام الذي أعلن فيه جلالة السلطان المُعظم في خطابه السامي بمناسبة العيد الوطني المجيد تخصيص العام 1994م عاما للتراث.
تم إعادة افتتاح القرية التراثية بساحة النادي أيضًا في العام 1994م، وبشكل أوسع، وبفقرات جديدة، أبهرت الكثير من الزائرين للسلطنة؛ بمن فيهم وفود أجنبية وسياح، وفي العام 1995 أو 1996م تبنَّت هذه الفكرة مُحافظة مسقط، وأقامت قرية تراثية في حديقة القرم الطبيعية بمناسبة احتفالات المُحافظة بالعيد الوطني المجيد، وكانت لها صدى واسع وسط المهتمين بالتراث؛ بما تميزت به من حسن تنظيم وتنويع في الفقرات.
وقد استفادت بلدية مسقط من فكرة تصميم هذه القرية ضمن مهرجان مسقط السياحي والثقافي، الذي انطلق في فبراير عام 1998م، لا سيما في شِقه التراثي، وأصبحت القرية التراثية إحدى سماته المشرقة.
مهرجان مسقط اليوم يُشكل بوابة مُهمة وعلامة بارزة في مجال التعريف بالتراث والثقافة العُمانية؛ بشقيها: المادي وغير المادي، فكلُّ الشكر والتقدير لجميع من أسهم بهذا الجهد الطيب لتعريف الجيل الجديد بما قدمه الأجداد، وتحية إجلال واحترام للمهنيين الموجودين في فعاليات القرية، وهم يحرصون على إعطاء فكرة واسعة لما يقومون به؛ من أجل المُحافظة على هذه المهن والحرف الجميلة.
وعلى الجيل الجديد الاهتمام بهذه الحرف، والعمل على دِراستها والاستفادة من مُعطياتها؛ فالشكر لبلدية مسقط على هذا الإسهام الوطني والإنساني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.