الجمعة، 28 يونيو 2013

العالم العربي

العالم العربي يَشْهد غيابا تاما لتأثير العقلاء والحكماء -إلا ما ندُر- في توجيه الرأي العام وطمُوحات الشباب لما فيه الخير والصلاح والتنمية.
عالمٌ انتشرت فيه الفوضى، والهمجية، والانقسامات، وعدم المبالاة، والضعف، والوهن، والاعتماد على الغير في تحقيق العيش الكريم للشعوب.
ربيعٌ عربيٌّ يجتاح الكثير من الدول بلا رؤية ولا هدف.. الله المستعان.

الرضا الوظيفي

تَسْعى الكثيرُ من المُؤسسات إلى تحقيق الرضا الوظيفي للعاملين لديها؛ وذلك بهدف كَسْب الولاء الوظيفي لها ولما تقوم به من أعمال، والذي يُشكل أساسَ جودة الأداء، وركيزة تحقيق الأهداف والغايات.
والرضا الوظيفي في حقيقته شعورٌ وإحساسٌ إنسانيٌّ قائمٌ على الحب والتعاوُن والمُشاركة، وهو نتيجة لتقدير ذات الإنسان من قبل المُؤسسة التي يعمل فيها، وإحساسه بأهمية عمله كرسالة ومُهمة؛ من أجل الارتقاء بمُجتمعه ووطنه.
ولا يتحقق الرضا الوظيفي إلا بالتحفيز وبث الحماس في الإنسان، وتقدير ذاته واحتياجاته، واحترام قدراته واتجاهاته ومهاراته، والتعامل معه كرأس مال فكري وشريك معرفي، وصاحب قيمة إنسانية، وفوق كل ذلك تحقيق شعوره بالعدل في وظيفته.

المشكلة الاقتصادية

يُحذِّر دائما خبراء الاقتصاد من المشكلة الاقتصادية في العالم؛ وذلك بسبب وُجُود كميات محدُودة من الموارد الاقتصادية، تقابلها حاجات غير محدُودة للبشر.
وقد أثبتت التجارب -والواقع كذلك- أنَّ سبب المشكلة الاقتصادية هو الإنسان نفسه، وسوء تفكيره وتصرفه وتقاعسه.
فعَدم عدالة توزيع الثروة، والتقصير في أداء الواجب، والإتقان في العمل، وعدم الاستغلال الأمثل -وبطريقة صحيحة- للطاقات البشرية وللموارد الطبيعية، وغياب مبدأ التكافل والتعاوُن الإنساني، هو السبب الرئيس لمُعاناة العالم من المشكلة الاقتصادية، والشعور بوُجُود الندرة في الموارد.
هُناك من الثروات العظيمة في الأرض، والخيرات الوفيرة في البحر، التي سُخِّرت جميعها للإنسان، وما على الإنسان إلا التفكير في الاستفادة منها؛ بما يُلبي حاجاته وحاجات غيره من بَنِي البشر؛ وذلك وفق أسس ومبادئ عادلة بين كل المخلوقات على الأرض.

الأربعاء، 26 يونيو 2013

كل الشكر لوزارة السياحة

قبل فترة، كُنت في رحلة سفر لدولة أجنبية، وقد أهداني أحد الأصدقاء مجمُوعة من شعار السلطنة ذهبية اللون، والتي عادةً ما يضعها بعض المسؤولين على صُدورهم عند سفرهم إلى الخارج.
كَمَا حملت معي بعض الأقراص الممغنطة -توزعها وزارة السياحة على السياح- تُسجِّل لقطات عن السياحة، وتعطي معلُومات تبرز المكانة: التاريخية، والحضارية، والمُقومات الطبيعة للسلطنة؛ وذلك بأسلوب مختصر وبعدة لغات عالمية، إضافة لبعض الإصدارات العُمانية.
قُمت بإهداء تلك الأقراص الممغنطة والكتيبات لمن تعرَّفت عليهم، وعلى المكتبات والمراكز الثقافية التي زرتها. وكان لها تأثير كبير في التعرف على السلطنة، وبما تتمتع به من حضارة عريقة.
وكَم من كلمات رائعة سمعتها عن السلطنة، وتوجُّهاتها الإنسانية، وتعايشها السلمي والإنساني بين كافة سُكانها، ومن يعيش على أرضها، وكم من كلمات طيبة سمعتها عن حكمة جلالة السلطان المُعظم في إدارة دفة التنمية في السلطنة، وكَم من كلمات تُشعرك بالفخر عن الإشادة بالسياسة العُمانية داخليا وخارجيا، والتي تتسم بالهدوء والعقلانية، والاتزان والواقعية، وبُعد النظر في اتخاذ المواقف ومُعالجة الأمور.
حفظ الله وطننا العزيز وقائده المفدى، وكل الشكر لوزارة السياحة لمثل هذه الأفكار الرائعة لتسويق المُقومات التاريخية والسياحية والمعرفية عن السلطنة.

الفنان الفلسطيني مُحمَّد عساف

الفنان الفلسطيني مُحمَّد عساف، الفائز بلقب "آراب أيدول"، استقبله المئات من أبناء شعبه في معبر رفح، وكذلك من قِبل ممثلين عن حُكُومة حماس والداعمين لحملته الفنية.
عسَّاف استطاع أن يؤثر إيجابيا في وحدة صف الفرقاء الفلسطينيين؛ فهل فعلا الثقافة والمُثقفون يُعقَد عليهم الأمل على إنهاء حالة الانقسام في الأمة، بعدما فشل فطاحل العُلماء وعباقرة السياسة؟!

تسويق مشاريع التخرج للطلاب

هُناك الكثير من مشاريع التخرج لشباب الوطن من مُختلف الجامعات والكُليات، داخل السلطنة وخارجها، تحملُ في طياتها أفكارًا إبداعية وابتكارات علمية، إلا أنَّ ما ينقص هذه المشاريع لترى النور هو عدم وُجُود مُؤسسة تسويقية تتبنَّى هذه الأفكار الإبداعية وتسجيلها، وطرحها للسوق وأمام المُجتمع؛ للاستفادة منها في تقديم خدمات ومُنتجات جديدة.

رأس المال الفكري في اليابان

اليابان تفتقد الكثير من الموارد الطبيعية، وتستورد ما يقارب من 97% من مواردها من الخارج، إلا أنَّ رأسمالها الفكري جعلَ منها ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم.
يقُول أحد مديري الشركات اليابانية عن جدوى طرح مُنتجات جديدة بصُورة مُستمرة: "إن لم أبتكر وأُبدع فسأصبح تابعا، وأنا أريد أن أكون قائدا لا تابعا".

العالم العربي بحاجة لنهضة أخلاقية

العالم العربي في ظل التناحر القائم، ضمن ما يُسمى بـ"الفوضى الخلاقة"، هو بحاجة ماسة إلى نهضة أخلاقية ترتكز على هُوية مشتركة، وهدف واحد، ودعائم إنسانية وأخلاقية تجمع هذه الأمة المتفرقة على كلمة سواء.
أَلَم يَحِن الوقت بعد أنْ يهدأ العالم العربي من هذا المخاض العسير لتحقيق الاستقرار، والالتفات إلى البناء والتنمية وسعادة الإنسان؟!

السبت، 22 يونيو 2013

من بين أسباب هجرة الموارد البشرية

أثبتتْ الكثير من الدراسات العلمية أنَّ من بين أسباب هجرة الموارد البشرية، وعدم استقرارها ورضاها الوظيفي، وخسارة الكثير من المُؤسسات لكفاءات وظيفية وخبرات متراكمة عملت على تأهيلها، وصرفت الأموال على تكوينها وتدريبها، يعُود في مجمله إلى ممارسات وسياسات إدارية لا تتوافق والنظرة الإنسانية للفكر البشري، وتقدير الإمكانات والقدرات الكامنة لرأس المال الفكري.
من المُهم جدًّا احترام كرامة الإنسان، واحترام مشاعره وحاجاته، وآرائه وتوجهاته الفكرية، وضرُورة العمل على توفير الحياة الكريمة له؛ سواءً كان داخل العمل أو خارجه، ومراعاة استعداداته وقوته وضعفه، والظرُوف المتغيرة التي تعتريه؛ وفقًا لاختلاف عمرِه، أو جنسه، أو بيئته، أو ثقافته، أو اتجاهاته الفكرية، وعدم مُعاملته كعنصر من عناصر الإنتاج يُشترى ويستغل، بل يجب التعامل معه كرأس مال فكري واجتماعي.
وَمِن المُهم أيضًا: التخطيط الجيد في الاستثمار في الموارد البشرية بطريقة علمية ومنهجية، وتسخير كافة الإمكانات للمُحافظة عليهم، والعمل على تحفيزهم وتشجيعهم وتقديرهم، والدفع بهم إلى مزيدٍ من الإبداع والابتكار، والإجادة في التطوير؛ فالموارد البشرية تُشكِّل اليوم القوة الرئيسية لأي منظمة أو دولة.
والإنسان قد كرَّمه الله -سبحانه وتعالى- بالعقل والنطق، وتسخير ما في الكون له، وميزه عن جميع المخلوقات بقدرات فكرية كامنة، تتمثل في المعارف والمهارات والاتجاهات، والتي يمكن تحويلها إلى قوة تنافسية وقيمة مضافة ذات عائد مُستمر، والاستفادة منها، واستثمارها في الإنتاج والتطوير، وإدارة التغيير، وفعل الخير، وسعادة الإنسانية.
إذن؛ فكُلما كانت الظرُوف مهيأة، والبيئة مُحفِّزة في التعامل مع الموارد البشرية، أو رأس المال الفكري، والشريك المعرفي، بطريقة عادلة وممنهجة وإنسانية، كانت النتائج باهرة في تحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي والرضا الوظيفي، وبلوغ النتائج والأهداف والغايات؛ فالدين المعاملة.

الجمعة، 21 يونيو 2013

التوجهات الجديدة للقطاع العام

عملت الكثير من دُول العالم على إعادة هيكلة أو هندسة القطاع العام، والتحول إلى نظم جديدة أكثر انفتاحا على آليات السوق؛ فالأنظمة التقليدية القائمة على النظرية، والطابع البيروقراطي في أسلوب إدارة القطاع العام، أصبحت اليوم لا تتوافق مع طبيعة العلاقة الجديدة مع المستفيدين من الخدمات التي يقدمها القطاع العام.
فالقطاع العام في ظلِّ التوجهات الجديدة للإدارة العامة ليس من مهمته إنتاج وتوريد السلع والخدمات؛ فقد أثبت الواقع والمُمارسة فشل الكثير من المُؤسسات الحُكُومية في تحقيق تطلعات المُواطنين بتقديم الخدمات بأسلوب أكثر كفاءة وفاعلية.
الدَّور الجديد للحُكُومة هو الاهتمام بأمور التشريع والأمن والقيادة والتوجيه، ومتابعة وقياس الأداء، وتقديم الحوافز وتكريم المُؤسسات المجيدة لتقديم أفضل ما لديها، إذن هُناك شركاء للحُكُومة في مسيرة التنمية الإنسانية.
لهذا؛ فإنَّ التوجه الجديد هو الاعتماد على القطاعين الخاص ومُؤسسات المُجتمع المدني، وتمكينهما من تنفيذ سياسات وإستراتيجيات الحُكُومة التنموية؛ فتلك المُؤسسات اليوم مهيأة لتولي مُهمة التجديف بسفينة التنمية، والبلوغ بها لتحقيق غاياتها ومقاصدها، وهي خدمة الإنسان.
كَمَا أن تلك المُؤسسات تعمل اليوم في بيئة تنافسية بهدف التطوير والإبداع لمُنتجاتها، وفي طريقة أسلوب تقديم الخدمات للمُواطنين؛ بهدف كسب رضاهم والمُحافظة على العُملاء، وهو ما يُساعد على خفض تكلفة الإنتاج وتقديم الخدمات.
القطاع الخاص والمُنظمات الأهلية -في ظل هذا التوجه الجديد للإدارة العامة- أكثر مرونة وقُربا وفاعلية في تقديم الخدمات بجودة عالية وأداء متقن؛ لهذا من المُهم التفكير بجدية في الأخذ بالتوجهات الجديدة للقطاع العام.
وَهُنا، أودُّ ذكر مقولة حكيمة لجلالة السلطان قابُوس بن سعيد المُعظم -حفظه اللهُ ورعاه- حين قال: "إنَّ نجاح أية تنمية، وإنجازها لمقاصدها، إنما هو عمل مشترك بين أطراف ثلاثة: الحُكُومة، والقطاع الخاص، والمُواطنين، وعلى كل طرف من هذه الأطراف أن يتحمل واجباته بروح المسؤُولية، التي لا ترقى الأمم في درجات التقدم والتطور إلا إذا تحلت بها، ولا تهوى في دركات التخلف والتأخر إلا إذا تخلت عنها".

إشراك المُجتمع المحلي

مِن المُهم جدًّا إشراك المُجتمع المحلي في الخُطط المُستقبلية، كما من الضرُورة شرح توجهات كافة المُؤسسات (حُكُومية، قطاعا خاصا، مُؤسسات أهلية) للرأي العام، فيما يتعلق بقرارتها وبرامجها ومشاريعها التنموية؛ فهذا التوجه يساعد كثيرا على تقبل ودعم المُجتمع المحلي للقرارات والتوجهات.
مَا يقوم به معالي وزير السياحة، من خلال زيارته الميدانية للمُحافظات والولايات والقرى، وحديثه مع المُواطنين لشرح البرامج والمشاريع السياحية المزمع تنفيذها في المُستقبل، له تأثير إيجابي في دعم المُواطنين لهكذا مشاريع.
وهُو في الوقت ذاته أسلوبٌ راقٍ لترسيخ مفهُوم السياحة ودورها في رفد الاقتصاد الوطني، وخلق فُرص الاستثمار للقطاعين الخاص والأهلي؛ فالسياحة يجب التعامل معها اليوم كصناعة مُهمة لأي دولة.

توجهات جديدة في إدارة المشاريع الحيوية

سعدتُ كثيرا بتوجُّه معالي الدكتُور وزير النقل والاتصالات لإنشاء شركة (حُكُومية أو مساهمة أو مشتركة) لتنفيذ مخطط ومشاريع الحُكُومة، لتحويل ميناء السلطان قابُوس بمطرح إلى ميناء سياحي، بدلًا من قيام الحُكُومة بنفسها بذلك، وتأكيد معاليه على تطبيق هذا النهج في المُستقبل، وتركيز الحُكُومة على وضع السياسات والإشراف والرقابة على التنفيذ.
كما راقَ لي كثيرًا توجُّه وزارته بتنظيم مؤتمر -أو ندوة- تطرح فيه أوجه الاستثمار في الفُرص المتاحة لمشرُوع القطار في السلطنة، والعمل على تهيئة الرأي العام، واستعداد القطاع الخاص، لاستثمار الفُرص الواعدة في المُستقبل، وقبل تنفيذ المشرُوع.
مِثل هذه التوجهات تعدُّ نقلة نوعية في الخدمات الحُكُومية، وإدارة المشاريع الحيوية في السلطنة.. كل التوفيق لمثل هذه التوجهات الخيرة.

التعامل مع الحاضر والمُستقبل بواقعية وفطنة

مِن المُهم جدًّا أن تتماشى خطط وتوجهات وسياسات المُؤسسات الحُكُومية ومُنظمات المُجتمع المدني في العالم العربي مع الحاضر والمُستقبل بواقعية وفطنة.
وأنْ تتعامل بذكاء ونباهة وكياسة وجدية مع التغيرات المتسارعة في الحياة، ومع المطالب والاحتياجات المُتجددة لدى الناس، وكذلك مع التطورات المُستمرة في وسائل المعرفة. فوُجُود الفجوة بين الجانبين هو ما يقلق مُستقبل الناس، ويدفعهم للاحتجاجات والاعتراضات، والمطالبة بالتغيير والإصلاح.
وقَد يستغله بعض الحاقدين والحاسدين في دسِّ السم في العسل من أجل تحقيق بعض المآرب، كما هو حاصل الآن للأسف الشديد في كثير من دُول العالم العربي.

الخميس، 20 يونيو 2013

الميناء السياحي الأول في عُمان

استضافَة برنامج "إستراتيجيات"، هذا المساء، معالي الدكتور وزير النقل والاتصالات، وأحد أعضاء مجلس الشورى، حول قرار الحُكُومة تحويل ميناء السلطان قابُوس من ميناء تجاري إلى ميناء سياحي، وشرحه للرأي العام عن أسباب اتخاذ هذا القرار التاريخي، يعدُّ تقدما متميزا للإعلام العُماني، وتوجهات الحُكُومة تجاه إشراك المُواطنين في رسم خططها المُستقبلية.
هُناك نقلة نوعية في مجال تكامل موانئ السلطنة المنتشرة في مُختلف المُحافظات، والميناء السياحي الأول في السلطنة سيضيف جمالا لمسقط ومطرح، وسيكُون له تأثير مباشر تجاه تنشيط السياحة في عُمان.

العدل والسلام

تحقيق العدل والسلام الداخلي والخارجي لأي دولة هو الخيار الوحيد للأمن والرخاء واستدامة التنمية.
وبالعلم والمعرفة، وبالإصلاح والاعتدال، تتحرَّر الشعُوب والمُجتمعات، وعُلماء الأمة والإعلام عليهم مسؤُولية عظيمة لتحقيق هذه الغاية، التي تتطلع إليها شعوب العالم اليوم.
العالم العربي يمرُّ بمرحلة حرجة جدًّا، تفشت فيها الفوضى وعدم الإحساس بالمسؤُولية، افتقدنا كثيرا الكلمة الطيبة وإصلاح ذات البين بين الفرقاء بالحكمة والموعظة والنصح والصبر.

الأحد، 16 يونيو 2013

تسويق السلطنة خارجيا بحاجة لإستراتيجية إعلامية جديدة

تسويق السلطنة خارجيا، بما تتميز به من مُقومات حضارية وتاريخية وتراث إنساني ومُنجزات عصرية، بحاجة لإستراتيجية إعلامية جديدة.
المُلحقيات الثقافية والإعلامية في سفارات السلطنة في مُختلف الدول الشقيقة والصديقة، تحتاج رؤية جديدة للتواصل الحضاري مع الثقافات العالمية.
الإصدارات العُمانية -من صحف ومجلات ودراسات وكتب مُختلفة- هي أيضًا بحاجة لإستراتيجية تسويقية في مُختلف دُول العالم.
موقع وزارة الإعلام الإلكترُوني واجهة عُمانية تطل على العالم، وهُناك من يستعين بهذا الموقع لرصد بعض المعلُومات عن السلطنة، وهذا الموقع بحاجة لإعادة نظر لمحتواه المعلُوماتي عن السلطنة.
المقال الذي نَشَره، اليوم، الأستاذ رئيس تحرير جريدة "الرؤية" في افتتاحيتها، يستحقُّ التحليل والدراسة والتمعُّن.

السبت، 15 يونيو 2013

التربية الإعلامية والمعلُوماتية

إدراج التربية الإعلامية والمعلُوماتية ضمن المناهج التعليمية هو توجه عالمي لتدريس الطلاب في مُختلف مراحلهم الدراسية مبادئ الإعلام وتبادل المعلُومات، التي تعمل على تبصير الناشئة لأهم الإيجابيات والسلبيات للإعلام الجديد.
وُجُود مثل هذه المواد في المناهج الدراسية يُساعد كثيرا على تثقيف الأجيال على أهمية التعاطي مع مُختلف وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي والمعلُوماتي، بطريقة تُسهم في التعاطي بإيجابية مع كافة التحديات التي تواجه العالم اليوم، والعمل على تفادي سلبياتها بطريقة واقعية.
نُناشد وزارة التربية والتعليم، ومُؤسساتنا التعليمية في بلادنا الغالية، إعطاء هذا الموضُوع العناية الكافية؛ لأهميته في هذا العصر.

استخدام أدوات التسويق في صياغة إستراتيجيات الدعاة

الدُّعاة وخطباء المساجد والجوامع مُطالبون بأهمية استخدام أدوات التسويق الحديث، بالتعرف على الظواهر المُجتمعية السلبية والإيجابية، ورصد مشكلات واحتياجات أفراد المُجتمع؛ بهدف صياغة إستراتيجياتهم الدعوية المبنية على العلم والمعرفة، ووفق رؤية عصرية لضمان تحقيق رسالة الإسلام نحو الإصلاح والتغيير الإيجابي لتوجهات المُجتمع وأفراده.
وأن يكُون ذلك على ضوء دراسة واقعية للبيئة التي يعيشونها، وأن تنسجم مع متغيراتها المُستمرة. وبما يتوافق مع مُتطلبات الشريعة السمحاء الحاوية لكلِّ ما يهم أمر الدين والدنيا والإنسانية، ووفق ما تقتضيه أيضًا ظرُوف الزمان والمكان والبيئة ومُتطلبات العصر.
وآيات القرآن الكريم، وسيرة الرسول -عليه الصلاة والسلام- لا تزال تُشكل بحرًا زاخرا لتحقيق هذا الهدف والغاية، وتساعد كثيرا على توصيل رسالة هادفة ومؤثرة ترقى بمكانة ما يقوم به الدعاة اليوم.

احترام أهل الاختصاص

هُناك ألقاب وأسماء، أو أوصاف، عُرف بها عددٌ من الصحابة -رضي الله عنهم- تُشير أغلبها إلى أهمية التخصص، واحترام الرسول -عليه الصلاة والسلام- لأهل الاختصاص؛ فمنهم: أبو عبيدة الجراح أمين هذه الأمة، وابن عباس الذي عُرف عنه بحَبر الأمة وفقيهها وإمام التفسير وتُرجمان القرآن، وابن مسعود الذي تميز في الفقه.
وكذلك مُعاذ بن جبل، الذي قال عنه الرسول -عليه الصلاة والسلام: "أعلم أمتي بالحلال والحرام"، وزيد بن ثابت الذي اشتهر بعلم الفرائض وكتابة الوحي، وخالد بن الوليد سيف الله المسلول لتميُّزه في قيادة الجيوش والتخطيط العسكري... وغيرهم؛ فمنهم من تولى القيادة، ومنهم كتبة الوحي، ومنهم من تولى أمور الدعوة وتبليغ الرسالة، ومنهم من تولى القضاء وإدارة الدولة والمُجتمع.
وكان -عليه الصلاة والسلام- يقول للصحابة: "أنتم أعلم بأمور دنياكم".

الجمعة، 14 يونيو 2013

مفهُوم التمكين

التمكين.. مفهُوم إداري يُنادِي به الكثير من المُفكرين والعُلماء؛ من خلال نظرياتهم الإدارية الحديثة؛ بهدف تفعيل قدرات الإنسان الذاتية، وخلق روح المبادرة والإبداع، وتنمية الشعور الذاتي في تحمل المسؤُولية تجاه نتائج الأعمال التي يقوم بها.
والمُتمعِّن في مفهُوم التمكين، وفق النظريات الحديثة، يجد أنه توجه إسلامي؛ فهو مُرتبط بسُنة تمكين الإنسان في الأرض، وتسخير الكون له.
فوُجُود هذه العلاقة الارتباطية والوثيقة بين مفهُوم التمكين ومفهُوم الاستخلاف في الأرض، يُؤكد توجه الإسلام نحو ضرُورة تطبيق هذا المفهُوم في مُؤسساتنا، ببُعديه: المادي، والروحي.

شركاء في الإدارة العامة

ظَهر مُنذ سنوات مفهُوم جديد في مجال الإدارة العامة وإدارة شؤون المُجتمع والدولة يُسمَّى "الإدارة العامة المُتجددة"، وقد ركَّزت عليه العديد من المُنظمات الدولية كمنهجية لتحقيق التنمية في الدول النامية.
هذا المفهُوم يُؤكد أنَّ الإدارة الحُكُومية التقليدية -مهما كانت إمكاناتها- لا تستطيع تحقيق طمُوحات وتوجهات ورغبات مواطنيها لوحدها، إلا من خلال تضافُر كل الجُهُود بين: الحُكُومة، والقطاع الخاص، ومُنظمات المُجتمع المدني.
هذا يَعني أن الاهتمام بالأمور العامة لا يجب أن يكُون حِكرا على الحُكُومات فقط، بل عليها الاستفادة من إمكانات القطاع الخاص والقوى الأهلية في تحقيق الغايات والأهداف، وإشراكهم في تحمل المسؤُولية في إدارة الأمور العامة.
هُناك توجُّه عالمي لرسم أدوار جديدة للحكومات، تُركز على تهيئة البنية الأساسية، وتحديد الأطر السياسية والتشريعات القانُونية، ورسم السياسات العامة، ووضع الإستراتيجيات، وفرض الرقابة الصارمة على تنفيذ القوانين وحفظ الأمن، فيما يتمُّ تفعيل قوى المُجتمع الأخرى (القطاع الخاص، ومُنظمات المُجتمع المدني) في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وخدمة المُجتمع.
هذا التوجُّه الجديد -كما يراه المفكرون- يُساعد على تحقيق التنمية الإنسانية في العالم ويكفل اضطرادها، ويخلق بيئة اقتصادية مستقرة، وتنمية مُستدامة في مُختلف مجالات حياة البشر.

الخميس، 13 يونيو 2013

التجارة الإلكترُونية

التجارة الإلكترُونية هي مُستقبل الاقتصاد العالمي، ولكن القطاع الخاص لدينا لا يزال ضعيفًا في استيعاب هذا المفهُوم، ويسير ببطء شديد في هذا الاتجاه.
اليوم، كُنت في زيارة تسويقية لمركز اللولو التجاري بدارسيت، ونظرًا للرسائل الدعائية التي أتلقاها من البنك الوطني العُماني الذي أتعامل معه بأهمية استخدام البطاقة البنكية في التسوق، فقد قُمت اليوم -كعادتي-  باستخدام البطاقة البنكية لسداد قيمة ما اشتريته.
بَعْد إنهاء عملية المحاسبة، كانت المفاجأة بأني تلقيت رسالة نصية باستقطاع المبلع المسحوب في عملية التسوق لصالح المركز التجاري، فيما المُحَاسِب يفيد أنَّ العملية لم تتم بسبب سوء الشبكة ويطلب معاودة سحب المبلغ، وبعد الأخذ والرد والاتصال بالبنك. أتعلمون ما قال لي البنك؟ إنَّه بالفعل تم سحب المبلغ، ولكن بسبب الشبكة لم تكتمل العملية، وسيتم استرجاع المبلغ المطلوب بعد شهر، ولكوني بحاجة لتلك المشتريات، قُمت بدفع المبلع لمركز التسويق مرَّتين، على أمل أن يقوم البنك بإرجاع مبلغي الذي تمَّ سحبه دون وجه حق!!
مَاذا يكُون الموقف لو كان المتسوِّق أحد السائحين من خارج السلطنة؟ كيف يكُون انطباعه عن المعاملات التجارية في السلطنة؟ هذا الأمر ليس بالأمر السهل، فأرجو الانتباه إليه بجدية.

الخبيل.. مكان رائع للاستجمام


هَذا المنظر من الخبيل بولاية قُريات، وهو مكان رائع يتوسَّط بين المزارع وحيل الغاف، وهو عبارة عن منخفض بين جبليْن؛ لهذا سُمي باسم "الخبيل"، ويُشكل الخبيل منتجعا سياحيا طبيعيا، ويمكن الوُصُول إليه عبر طريق المزارع.
هذه الأيام تتدفَّق فيه المياه مُشكِّلة مجرًى طبيعيا للفائض من سد وادي ضيقة، وهذا المكان أيضًا المغذِّي الطبيعي لفلج حيل الغاف، ويُمكن للزائر أن يُشاهد على حواف الجبل آثارَ فلج حيل الغاف القديم، إلا أنَّ الوُصُول إليه يفضل بسيارة الدفع الرباعي.
فُرصة للاستمتاع بالهدوء والسكينة، وبجمال الطبيعة والجُغرافيا، والانتعاش بالمياه الباردة في هذا الصيف الرائع، وسط نسمات ممتعة تريح الجسم والفكر بعد عناء ونصب.

الأربعاء، 12 يونيو 2013

لوحة جدارية بألوان زاهية في قُريات


تَقَع مدينة قُريات في أحضان سلسلة من الجبال والهضاب المرتفعة والمنخفضة والملتوية على شكل قوس مُتصل، حتى تنخرط إلى داخل البحر، تتخلَّلها مسالك عديدة ودروب مُختلفة، وتنحدر منها مجارٍ للأودية. وتُشكل تلك الجبال حماية طبيعية لها؛ كونها تُحيط بها من جميع الجهات، ما عدا جهتها الشرقية؛ حيث تطل على ساحل ممتد شديد الروعة والجمال. وفي الوقت ذاته، يُشكل بوابة بحُرية مُهمة على بحر عُمان والمحيط الهندي. ما يشد انتباه الزائر لهذه الوُلاية الألوان الزاهية التي تكتسيها صخور تلك الجبال، والتدرج والتنوع الفريد لتلك الألوان. فمُستخدِم الطريق الذي يربط مُحافظة مسقط بمحافظتي شمال وجنوب الشرقية يُمكنه الاستمتاع بتلك الألوان البصرية الطبيعية، وهي مُختلفة من موقع لآخر. وتُمثل الجدارية الزاهية والطبيعية على جانبيْ الطريق بعقبة قريات (جبل المعمرية)، والواقعة عند نهاية الجبل في اتجاه مدينة قُريات، وقادما من العامرات، مثالا حيا لروعة الطبيعة في قُريات؛ حيث تجد ألوانا بديعة ومتنوعة، بل غلبت روعة الطبيعة تلك الخرسانة الأسمنتية الموضُوعة من أجل الحماية من تساقط الصخور؛ وذلك باكتسائها بألوان تتماشى مع مُكونات تلك الصخور الطبيعية.

أخي الزائر والسائق، دعوة من القلب للاستمتاع بروعة الطبيعة في قُريات وأنت تقود سيارتك على مَهَل وتأنٍ وعدم استعجال، وهي فُرصة للتأمُّل والتفكر في قُدرة الخالق -سبحانه وتعالى.


الثلاثاء، 11 يونيو 2013

أكبر مصنع لإنتاج النورة

هَذِه الصورة من الكريب، وهي قرية بولاية قُريات، وكانت يوما من الأيام تعدُّ أكبر المصانع التقليدية في عُمان لإنتاج النورة، وقد أبدع العُمانيون في تاريخهم المجيد في إيجاد الوسائل اللازمة لإنجاح هذه الصناعة؛ فهُناك آلاف الحفر -والتي تُسمى محليًّا بـ"المهاب"، لا تزال آثارها باقية في الكريب، والمهاب عبارة عن أفران تستخدم لحرق الحجارة لاستخراج مادة النورة المستخدمة في البناء.
وَقَد استثمر العُمانيون الجبال المحيطة في استخراج الصخور الجيرية من أجل هذه الصناعة، وهو بمثابة استثمار لتلك الموارد الطبيعية وفق منظور عصرهم، وقد نجحُوا بالفعل في ذلك، بفضل فكرهم ومعارفهم، رغم الإمكانيات المحدُودة، ولكن بعزمهم حطموا كافة المصاعب، وذللوا الطبيعة من أجل خدمتهم.
كانتْ النورة القُرياتية يومًا تصل إلى مُختلف ولايات السلطنة، وإلى خارج عُمان، لا سيما دُول الخليج العربي. اليوم، يقف مصنع إنتاج النورة في قُريات بأدواته الحديثة مُكملاً المشوار في إنتاج مُختلف مشتقات النورة بطريقة عصرية حديثة.. دُمتي بعز وفخر يا بلادي الغالية.

إنجازات حضارية للإنسان العُماني

استطاع العُمانيون، عبر الحقب الزمنية المُتعاقبة، تحقيق إنجازات حضارية وإنسانية، واستطاعوا بفكرهم المتجدد والمتطور تطويع البيئة لخدمتهم مهما كانت صعوبتها ووعورتها، وقد عملوا بجد ومُثابرة في الاعتماد على الذات، والمُتمعِّن والمتأمِّل في التراث المادي والفكري للإنسان العُماني، يجد الدلائل الواضحة على الإنجازات الحضارية التي يجب على الأجيال الافتخار بها.
انظروا إلى القنوات المائية التي أبهرت العالم بتقنياتها ونظامها الفريد.
انظروا إلى العبقرية العُمانية في كيفية إنشاء الواحات الزراعية في قِمم الجبال وعلى ضفاف الأودية.
انظروا إلى الجنائن المعلقة في الكثير من المدن العُمانية كالجبل الأخضر، ومسفاة العبريين بولاية الحمراء، والتي تمَّ نحتها في الصخر بشكل هندسي رائع الجمال.
انظروا إلى القلاع والحصون والأبراج المثيرة في البناء والفخامة، والتي تميزت بهندستها الرائعة ومُكوناتها الراقية.
انظروا إلى التاريخ البحري، وأساطيلهم البحُرية التي أرعبت أقوى القوى العالمية وفق مُعطيات عصرها.
انظروا إلى الإنجازات الحضارية التي ركَّزت على نشر المحبة والسلام والتفاهم والتسامح بين شعوب العالم.
انظروا إلى الإنجازات الفكرية والعلمية والمعرفية للعُمانيين عبر العصور.
انظروا إلى النظام السياسي والإداري والاجتماعي، الذي أسَّسه العُمانيون طوال عهودهم الماضية، والذي يُؤكد عراقة الإدارة وقدرات الإنسان العُماني التنظيمية والقيادية الفاعلة في محيطه الإنساني.
اليوم، نحن بحاجة لتوظيف هذا التراث الإنساني لبناء المُستقبل، ومن المُهم تذكير الشباب بتاريخهم المجيد وحاضرهم المشرق، والعمل على الأخذ بالأفكار المستنيرة وخلق المُبادرات التحفيزية لدفعهم نحو العمل الجاد، والمُثابرة الأكيدة، لمواجهة تحديات العصر، ومُتطلبات الحياة العصرية.
ولَا يُمكن للشباب تحقيق ذلك إلا من خلال تركيزهم على العلم والمعرفة، وتحليهم بالصبر والعزيمة، والتحلي بالقيم والمبادئ الرفيعة، وعليهم إدراك مسؤُولية المُحافظة على مُنجزات النهضة المُباركة التي يرفلون بنعيمها وخيراتها الوافرة، وأن يعملوا بجد وإخلاص من أجل مواصلة العطاء والبناء لخدمة عُمان الغالية.

السبت، 8 يونيو 2013

سيمفونية خرير الماء

المياه تنسابُ بسكينة وهدوء في مجرى وادي ضيقة بحيل الغاف في ولاية قُريات، وتُضفِي على المكان سيمفونية خرير الماء البارد الزلال، والمنعش للجسم والفكر المنهك بحرارة ورطوبة الصيف.




سوريا العروبة والعراقة والتاريخ

ما يحدُث في سوريا العروبة والعراقة والتاريخ لا يسرُّ عدوًّا ولا صديقًا، هُناك مشاعر إنسانية تُنتهك، ومعالم تاريخية هدمت وعبث بها المخربون والحاقدون، ومُنجزات حضارية ألغيت من وجه الأرض، وأبرياء قد شُرِّدوا في وجه الأرض، وأطفال يُتموا دون أي سبب، ونساء هُتكت أعراضهن، وأمهات ثُكلت في أبنائها، ورجال وعُلماء أعزة تم إذلالهم وتصفيتهم، وطبيعة بجمالها الأخاذ قد اكتُسحت.
كلُّ العالم ينظر إلى هذه المأساة الإنسانية ببرود شديد، وعلى رأسهم العرب والمسلمون.. ما هذه الديمُقراطية التي تسعون إلى نشرها في سوريا والعالم، إنها إذلال للعرب والمسلمين، انتبهوا أيها العرب فإنَّ هُناك من يحيك بكم، ويتربص بتاريخكم وبمُنجزاتكم الحضارية، هُناك من يعمل في الخفاء ووراء الكواليس من أجل نشر الفتن الطائفية والمذهبية والعقائدية، هُناك من يعمل على نشر الفوضى والهمجية بين الشعُوب العربية، هُناك من يعمل على إضعاف وتحجيم اقتصاديات الدول العربية، هُناك من يعمل على تحطيم الجيوش العربية التي كان يُعقد عليها الأمل لحماية أرض العروبة والسلام ومقدساتنا الإسلامية.
وهَا هي الفتنة تمتدُّ من دولة إلى أخرى بسبب بعض العُلماء، الذين جنَّدوا أنفسهم من أجل خدمة أعداء الإسلام ونشر الفتن والطائفية بين بني البشر، مُتخذين الإعلام الفاسد وسيلة لنشر سُمومهم، وتغذية أفكار الشباب، وتحويل قناعات الناس لأغراض لا تخدم الدين ولا الإنسانية.
تبًّا للديمقراطية الزائفة التي تسعون لنشرها، طالما لم تخدم السلام والأمن الإنساني والعالمي، انتبهوا أيها العرب والمسلمون، واعملوا على توحيد صفوفكم في وجه الغزو الفكري الجديد، اعملوا على حماية مُنجزاتكم الحضارية، اعملوا على أن تكُون لكم كلمة ومهابة تُرهِبون بها أعداء الإسلام والسلام والإنسانية.
جامعة الدول العربية، وكافة المُنظمات الحُقُوقية والسياسية في العالم، عليها مسؤُولية عظيمة لوقف حمَّام الدم في سوريا، وفي غيرها من الدول العربية، عليها مسؤُولية كبيرة تجاه المُحافظة على كرامة الإنسان السوري الشقيق، عليها مسؤُولية المُحافظة على الإرث الإنساني في ذلك الجزء المهم من أرض الشام، أرض الرسالات ومهد الحضارات العربية والإسلامية، اتَّعِظوا من حقائق التاريخ، فإنَّ التاريخ سيُحاسبكم إذا تخاذلتم عن نُصرة إخوانكم ظالمين ومظلومين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انصُر أخاك ظالما أو مظلوما"، فقال رجل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنصره إذ كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره؟! قال: "تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره".

الجمعة، 7 يونيو 2013

نظام العنونة في عُمان عبر التاريخ

بعد تأمُّل كثير، فإنني أُجزم بأنَّ العُمانيين هم من أول من ابتكر نظام العنونة في العالم؛ فمنذ سنوات طويلة وأنا أتمعَّن في المسميات التي أطلقها العُمانيون على القرى والضواحي والمزارع والآبار والسكك والطرقات، وكذلك البيوت الثابتة المبنية من الحصى والصاروج والطين.
في جميع أرجاء عُمان لا تجد طوي، أو بستانا، أو جبلا، أو هضبة، أو مزرعة، أو تجمعا سُكانيا، أو سيحا، إلا وله اسم معروف يتداوله السكان مُنذ آلاف السنين، وعندما تسأل أحد كبار السن عن هذا الاسم، يردُّ عليك: "هكذا عهدناه من الآباء والأجداد"، وتلك المسميات لها من المعاني اللغوية والدلالية على طبيعة المكان وتفاصيله، وتتميَّز بمخارج صوتية ولفظية بديعة.
هَذِه المسميات شكَّلت عبر التاريخ نظامَ عنونة راقيًا وفقا لمُعطيات زمانه، وهو نظام سهل وميسَّر للتعريف بالأماكن؛ حيث يمكن لكل شخص استخدامه للوُصُول إلى مبتغاه ووجهته عن طريق تلك المسميات، والتي تكُون معروفة لدى كل فرد من السكان في تلك القرى، والإنسان الذي يسمع تلك المسميات يقف متفكرا ومذهولا أمام قدرات تلك الأجيال السابقة على هذا الإنجاز الحضاري للإنسان العُماني.
دَعْوَة للمجالس البلدية بدراسة هذا الأسلوب عند تخطيطهم المُستقبلي لنظام العنونة في الولايات.

لائحة خاصة بالمعلمين

مِنَ المناسب أنْ تعمل وزارة التربية والتعليم على صياغة لائحة خاصة لقطاع المعلمين، تكون غير خاضعة للائحة التنفيذية لقانُون الخدمة المدنية، وقد سبقتْ وزارة الصحة في هذا التوجه، بصياغة لائحة خاصة بالأطباء، وكان لذلك تأثير إيجابي على تحسين الأداء وتحقيق الرضا الوظيفي لديهم.
لا يُمكن أبدًا أن نُقارن وظيفة المعلم بوظيفة إدارية أخرى، ومن الإنصاف أن يُعطى المعلم مزايا مادية ومعنوية أكثر من غيره؛ لما يتحمله من أعباء وظيفية جسيمة؛ فعلى عاتقه مسؤُوليات عظيمة لصناعة المُستقبل المشرق للأجيال القادمة.
ومِن أجل تحقيق هذه الغاية، من المُهم أن يكُون المعلم يعيش حياة مريحة؛ سواءً داخل عمله أو خارجه؛ بهدف تحفيزه على الإبداع والتميز؛ لتحقيق مُرتكزات وأهداف إستراتيجية التعليم في بلاده.

الخميس، 6 يونيو 2013

خيرات النخلة


للنخلة خيراتٌ على العُمانيين مُنذ الأزل، وهُناك أنواع عديدة ومسميات كثيرة للنخلة في عُمان، وكلُّ نوع منها يجود في موقع معين وفقا لظرُوف الطقس والطبيعة الجُغرافية للمكان الذي تُغرس فيه، وهُناك ما تكُون ثمارها مبكرة كالقدمي والنغال، وأخرى تكُون ثمارها متأخرة كالخنيزي والخصاب والخلاص.
الإنسان العُماني اهتمَّ كثيرا بالنخلة، وكانت بالنسبة له في الرعاية كالولد، فمنذ ما تكُون الفسيلة في أحضان أمها تجد المزارع يعتني بها وينظفها ويؤبرها حتى تشب وتنمو بقوة، وما إن يحين وقت انفصال الفسيلة عن أمها، تجد تلك العناية في طريقة اقتلاع الفسيلة وتغطية ساقها وخوصها ومجمُوعها الجذري حتى لا يتأثر بالجفاف.
وعِند زراعة الفسيلة في مكانها الجديد، يحرص المزارع العُماني على أن تكُون في ضاحية مناسبة من الأرض، وهُناك خطوط هندسية متتابعة تجدها في ضاحية النخيل، يرسمها صاحبها لزراعة كل صنف من النخيل، وعند غرس النخلة في الأرض يُوْضَع تحت مجمُوعها الجذري بعض النباتات الخضراء وبعض السماد، ويبتهل صاحبها بالدعاء إلى الله -سبحانه وتعالى- أن يُحييها كمَا يُحيي كل شيء بقُدرته، ويستمر طوال حياته في رعايتها، وسقيها، وتسميدها، وشراطتها، وتأبيرها.
النخلة، وما زالت، أهم مصدر للغذاء عبر التاريخ الإنساني، وفي عُمان كانت يومًا المصدر الرئيس لدخل الدولة قبل ظهور النفط، ويتمثَّل ذلك في إنتاج نخيل الأوقاف وبيت المال، وما يُجمع من زكاة التمور والثمار؛ فالنخلة شجرة مُباركة عبر السنين والأزمان.
عادةً ما تُشبه الفسيلة أمها، أي تكُون من نفس النوع والفصيلة، والتي تنمو عن طريق النوى يسمُّونها نبتة، أي مجهُولة النوع، وثمارها تُسمى نشو، وكثيرٌ منها يكُون فحلًا أي ذكر النخلة؛ فنخيل البلح ثنائي المسكن، فهُناك نخل ذكري وآخر أنثوي، وكلاهما يخرج عراجين، وتتم عملية استخراج اللقاح، ويسمى النبات، وكذلك تلقيح النخلة بطريقة فنية لا يُجيدها أي أحد إلا المتخصص، ويسمى ذلك بالتنبيت.
لثِمَار النخيل مراحل تبدأ بمرحلة الطلع، ثم التنبيت، ثم التحدير، ثم الخرافة، وأخيرا الجداد.. ومُسميات نضوج ثمرة النخيل تبدأ بالطلع، ثم بلح أخضر معلق بالشماريخ يُطلق عليه العنجزيز، ثم الخلال، فالصافور، ثم يتحول إلى بسر ولونه أصفر أو أحمر، ثم باسومه، بعدها القيرين والرطب، وأخيرا السح أو التمر، ويحرصُ الإنسان العُماني على توزيع أول تباشير القيظ على الأطفال وجيرانه.
ويُؤكل ثمر النخلة بسرًا أو رطبا أو تمرا بعد تجفيفه وتخزينه، وعوادم كل مرحلة من ثمار النخلة تُسمى بالخامول، ومفردها خامولة وهو ما يتساقط من الخلال، وبالحشف وهو ما يتساقط يابسا قبل مرحلة الرطب أو التمر، وعادة تقدم للحيوانات.
للنَّخِيل استخدامات مُتعددة بجانب إنتاجها للتمور؛ فهي مصدر مهم في أعمال البناء والوقود؛ فقديما كانت تستخدم جذوعها في بناء المنازل، خاصة في إنشاء عوارض السقف، ويستخدم خوصها وزورها في صناعة الدعون وواجهات المنازل بما يُسمى بالدفوع، وتستعمل أليافها في صناعة الحبال ومقابض السلال وتبطين أغطية سروج الجمال والحمير، وفي تنظيف الأواني والصحون.
وتُستخدم جذوعها وجريدها أيضًا كوقود في الطبخ، وفي أفران صناعة النورة، بما يُسمى المهاب، وهي مشهورة عندنا في قُريات، خاصة في الكريب والمعلاة وعفا، وتستخدم عذوق النخيل بعد تخليصها من التمر -وبما يُسمى العسو- للتنظيف كمخمة، فجميع مشتقات النخلة من جريد وخوص وسعف وكرب وليف وعراجين وشماريخ وعذوق وعرادم، جميعها لها استخدامات مُتعددة في حياة الإنسان.
وعِند سُقوط النخلة -خاصة الطويلة منها، وتسمى عوانة- يتم خشي قمتها لاستخراج جمار أو قلب رأس النخلة، وبما يُسمى بالحجب؛ فهو غذاء ذو طعم لذيذ، ويتمُّ تجذيع جذع النخلة إلى مجمُوعة من الأجزاء وتسمى جذوع، وتُستخدم في تسقيف المنازل، وكرواجل لرفع الأشياء عن سطح الأرض، وكأوتاد لتعليق بعض محتويات المنزل كالجحال والقرب وتعليق القناديل... وغيرها، ويُصنع من جذع النخلة أيضًا ما يُسمى المطعم، وهو تجويف له قَعْر يُوضع فيه الماء والطعام للحيوانات، خاصة الأبقار.
النَّخلة لها إحساسٌ بمن يعتني بها، أتذكر أنه كان لنا جار كفيف البصر، ومعه زوجته وهي ضعيفة البصر أيضًا، يعيشان في هدوء وسكينة بمنزل من سعف النخيل، ورفضا أن يسكُنا في أي منزل آخر، وتصرف على معيشتهما الحُكُومة شهريًّا من خلال الضمان الاجتماعي، ويتصدق عليهما أهل الخير بما يُجيدون به من المال والغذاء، وكانت القناعة والمحبة تملأ قلبيهما، الكلُّ يحترمهما ويحبهما لما يتصفان به من أخلاق وتواضع.
هذان الزوجان غرسا أمام منزلهما نخلة من نوع القدمي، وهذه النخلة معروفة بغزارة إنتاجها في أول القيظ؛ فأول الرطب يكُون من نخلتهما، نَمَت تلك النخلة مع أيام عمرهما، فكبروا معا، كانا يعتنيان بهذه النخلة بالتسميد والسقي والشراطة والتأبير، وفي أيام القيظ يعتمدان عليها في إنتاج الرطب، وفي آخره تعطيهما تمرا وفيرا.
فما إنْ مات صاحب هذه النخلة الأعمى، والذي كان يرعاها ويسقيها ويهتم بها، حتى وجدنا تلك النخلة حانِية رأسها، ميتة على وقفتها، دُون أن تسقط، وبقيت كذلك حتى تمَّ قلعها وإزالة ذلك المنزل المُتواضع لإقامة مُنشأة حديثة مكانه.
النَّخلة فيها الخير الكثير، وإكرامها واجب على الجميع، وجلالة السلطان المُعظم -حفظه اللهُ ورعاه- وجَّه مُنذ سنوات بزراعة ملايين النخيل في مُختلف أرجاء عُمان، وقد أَسعدني كثيرا اهتمام وزارة الزراعة والثروة السمكية بالنخلة، ضمن خطتها الإستراتيجية المزمع تنفيذها خلال السنوات المقبلة.
كل الهناء لكم أيها الأصدقاء بموسم القيظ وبالرطب اللذيذ.

ذكريات طفولية

قبل أيام، قمتُ بجولةٍ على الأقدام، طفتُ فيها بعض المزارع التي كانت يومًا غابة من الأشجار المثمرة كالأمبا (المانجو)، والنخيل، والفُرصاد، والزيتون (الجوافة)، والسفرجل، والليمون، إضافة لشهرتها بزراعة القت (البرسيم)، والبطيخ، والخيار، والجزر العُماني ذي الطعم اللذيذ.
تِلك المزارع لها ذكريات طفولية؛ فمنذ الفجر كانت تستقبلنا تلك الأشجار والشجيرات لجني خيراتها؛ فهُناك من يرقط ما يتساقط منها دُون أي ممانعة من أصحابها، ومنهم من يعمل على العناية بها، ومنهم من يلعب ويلهو في ظلالها، خاصة لعبة طلوع النخيل، وهي لعبة تدرب الشباب اللياقة البدنية وتعلم طلوع النخلة؛ فالنخلة كريمة بالعطاء والخير، وكل جزء منها له استخدام وفائدة للإنسان.
المَزَارِع التي أذكرها كانتْ مفتوحة، فأصبحت اليوم تحيط بها أسوار أسمنتية وشبكية، لكنها تغيَّرت عما كانت عليه؛ فالأشجار التي كنا نذكرها أصبحت في الذكرى، وما استُبدل منها لم يكن بمُستوى جودة الثمار في تلك الأيام التي عهدناها.
أَين أشجار الأمبا التي كانت تتدلَّى بعناقيد الثمار اللذيذة؟ أين أشجار النبق الذي كنا نَتَسابق على جمعه، وهو أنواع؛ فهُناك: النبق المكي ذو النواة الهشة؟ أين سدرة الحارة ذات النبق السكري؟ أين الخيار؟ أين الجزر؟ أين الوعا؟ أين البطيخ؟ أشجار الليمون والموز أصبحت معدومة، سبحان الله قد تغيَّرت تلك الأرض عمَّا كانت مرسُومة في مخيلتنا أو عقلنا الباطن مُنذ أيام الطفولة.

الأربعاء، 5 يونيو 2013

طناء النخيل

طناء النخيل.. عادة عُمانية لها أبعاد اجتماعية واقتصادية وإنسانية، تقام في موسم القيظ -أي موسم ثمار النخيل- وطناء النخيل عبارة عن مزايدة علنية على ما تحمله النخيل من ثمار.
وعادَة يتم الاتفاق بين سُكان القرية على يوم الطناء أو المناداة على النخيل، وفي الصباح الباكر لذلك اليوم يتحرك سُكان القرية من نخلة إلى أخرى، ومن مقصُورة إلى مقصُورة، ومن ضاحية إلى أخرى، ومن مزرع إلى آخر، في جوٍّ تسوده المحبة والتعاوُن والتآلف.
وعملية طناء النخيل مُتاحة للجميع؛ حيث يُمكن للفرد المزايدة على النخلة التي يرغب في استغلال ثمارها في موسم القيظ، وتتسم عملية طناء النخيل بالشفافية والعلنية.
هَذِه العادة الجميلة أصبحتْ اليوم قليلة، ولا تجدها إلا في بعض القرى الزراعية، وهي جديرة بالتذكر لمُقوماتها: الاجتماعية، والاقتصادية.

الثلاثاء، 4 يونيو 2013

هدف التغيير

التغيير والإصلاح والتطوير الإيجابي.. لا يعني أن نبدأ من الصفر، وننسف كل ما أنجزه السابقون؛ فالتغيير هو عملية تراكمية مُتواصلة ومُستمرة لا تتوقف، وتلك حكمة أرادها الله من أجل استمرارية إنجازات الحياة؛ فليس هُناك ما هو دائم إلا وجه الله تعالى.
لهذا؛ يجب على الأجيال المُتعاقبة احترام إنجازات من سبقهم، والعمل على تطويرها، وتكملة المشوار، وفق نظم وسلوكيات وقيم وأخلاق واتجاهات مؤسسية وشخصية ترقى بالمنجز الحضاري للمُجتمع الذي يعيشون فيه.
فهَدَف التغيير ليس تغييب الآخر، وتهميش مُنجزاته الفكرية والمادية، وإنما التغيير بهدف تحقيق التميز في الأداء، والعمل الصادق المبني على العلم والمعرفة، ويتواكَب مع ظرُوف العصر ومُتطلبات الناس وواقعهم واحتياجاتهم الحالية والمُستقبلية.

إدارة التغيير

التغيير.. سُنة من سُنن هذا الكون؛ فهُناك ليل ونهار، وفصول أربعة في العام؛ لهذا فقد جُبل الإنسان على حب التغيير والتجديد.
اليوم، أصبح التغيير سِمة من سِمات هذا العصر، وأحد الخيارات الإستراتيجية لأي دولة ومُؤسسة لمواجهة إعصار العولمة، ومسايرة تطلعات الناس المتغيِّرة والمتسارعة.
التغيير اليوم لم يعُد ترفاً فكريًّا كما يعتقده البعض؛ فقد أصبح ضرُورة ملحة ومطلبا مهما، ويجب التعامل معه بحكمة، واستيعابه وتوظيفه لخدمة الإنسانية.
فالمهم كيف يتم إدارة هذا التغيير، وكيف يتم توجيهه بهدف التكيف مع كافة العوامل الداخلية والخارجية للبيئة ومؤثراتها على توجهات الناس، وقيمهم، وخياراتهم: الحالية، والمُستقبلية.

الاثنين، 3 يونيو 2013

مُتابعة الأداء عند الخليفة عمر بن الخطاب

انتهَج الخليفة عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- تقليدا رائعا في متابعة الأداء؛ فهو أول من طبَّق ما يُسمى اليوم "الإدارة بالتجوال"؛ فكان رضي الله عنه حريصا على مطالعة أحوال الناس، والتعرف على مشكلاتهم واحتياجاتهم، وهو أول من أنشأ نظام العسس للتعرف على احتياجات المُجتمع، وبهدف رعاية الضعفاء والفقراء، وإقامة حكم الله، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وكان له مُؤتمر سنوي خلال موسم الحج، يجمع فيه كل العاملين بالدولة، للحُوار وتقييم وتقويم الأداء، ومناقشة المُشكلات التي تعترض سير العمل، ووضع الحلول المناسبة لها، ويحضر هذا الاجتماع أيضًا بعض العامة من الناس؛ للتعرف على مُقترحاتهم لتطوير وتحسين الأداء في مُختلف أجهزة الدولة.
يَقُول رضي الله عنه: "امشوا في حوائج إخوانكم، ترتاح الرعية وتأمن".

الأحد، 2 يونيو 2013

تسويق الذات

مِن المُهم أن يُسوِّق الإنسان ذاته، ويعرِّف بقدراته ومهاراته ومعارفه وتوجهاته وخبراته، والتي تُمثل مركز القوة في الإنسان، ولكن تسويق الذات له أصوله الشرعية، المتُمثلة في: المصداقية، والتواضع، وسمو الهدف، والثقة في النفس، وبقصدٍ حَسَن، ونية صادقة لخدمة الوطن والمُجتمع والأمة، وبدون غرور أو استعلاء على الغير. وأول من استخدم أسلوب تسويق الذات سيدنا يوسف -عليه السلام- حين طلب من الملك أن يجعله أمينا على خزائن الأرض: "قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم".
وَقَد طلب سيدنا يوسف الوظيفة لأنه كان خبيرا في التخطيط والحساب وتدبير الأموال، وبعدما تأكد له أن البلاد مُقبلة على أزمة اقتصادية، وبحاجة لصاحب علم ومعرفة وأمانة من أجل وضع خُطة إستراتيجية طويلة المدى لمواجهة تلك الأزمة، وأنَّه الأصلح لأداء تلك المُهمة؛ لأنه يملك الكفاءة التي تضمن سلامة المُجتمع وحُقُوقه، وتجلب الخير لأفراده، فقد نجح -عليه السلام- بجدارة في إدارة تلك الأزمة، وقد ذكر لنا القرآن الكريم أحداثَ تلك القصة.
ويعتبر سيدنا يوسف -عليه السلام- أوَّل من دعا إلى التخطيط الإستراتيجي للمُستقبل، وإلى الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، وإلى الاهتمام بالادخار وترشيد الاستهلاك وعدم الإسراف في استخدام الموارد. ودعا أيضًا -عليه السلام- إلى الاهتمام بالتخزين لتلبية احتياجات المُستقبل، وعلم البشرية ضرُورة وضع خُطة لإدارة الأزمات.
وَلِمن أراد التدبر والتمعن والتفكر والتأمل في توجهات سيدنا يوسف -عليه السلام- في مجال الإدارة والتخطيط، فعليه بقراءة سورة يوسف.

السبت، 1 يونيو 2013

مبادئ مُهمة في الإدارة الإسلامية

مِنَ المبادئ المُهمة التي اعتمَد عليها الرسول -عليه الصلاة والسلام- الدقة في اختيار واستقطاب الكفاءات، وكان -عليه الصلاة والسلام- يضع الشخص المناسب في المكان المناسب، ويسند العمل إلى من تتوافر فيهم معايير: القوة، والأمانة، والحفظ، والعلم، والخبرة، والمعرفة، والذكاء، والتميز، والقُدرة على القيادة وتنفيذ المُهمة بحب وعطاء والتزام وورع وتقوى، وأداء الواجب بمسؤُولية وأمانة وإخلاص وولاء، وبيقظة وقوة وحزم من غير عنف أو استبداد.
وَكَان -عليه الصلاة والسلام- يتأكد من كفاءة الشخص وقدراته قبل تكليفه بمُهمة الوظيفة؛ فعندما أراد -عليه الصلاة والسلام- اختيار معاذ بن جبل لمُهمة القضاء في اليمن، قال له عليه الصلاة والسلام: "كيف تقضي إذا عُرض لك قضاء؟"، قال معاذ: أقضي بكتاب الله. قال -عليه الصلاة والسلام: "فإن لم تجد في كتاب الله؟". قال معاذ: فبسنة رسول الله. قال -عليه الصلاة والسلام: "فإن لم تجد في سُنة رسول الله، ولا في كتاب الله؟". قال معاذ: أجتهد رأي، فضرب رسول الله صدره، وقال: "الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يُرضي رسول الله".
وَكَان -عليه الصلاة والسلام- أوَّل من طبق مفهُوم التمكين كما يُعرَّف اليوم في مُصطلحات الإدارة المُعاصرة؛ حيث كان يحرص -عليه الصلاة والسلام- على تمكين من وقع عليه الاختيار للعمل في مُمارسة مهامه وعمله، ومنحه الصلاحيات والسُّلطة المناسبة بعد تقديم النصائح العامة ووضع الرؤية المُستقبلية، وقد سار على منهجه صلى الله عليه وسلم الخلفاء الراشدون عند تعيين الولاة لإدارة الدولة الإسلامية وتأمين ثغور الإسلام.
وَكَان -عليه الصلاة والسلام- يُؤكد على القيادات في الدولة الإسلامية ضرُورة وأهمية اختيار البطانة الصالحة، التي تُعين القائد على تحقيق الأهداف المخطط لها، وتذكِّره إن نسي وتعينه إن ذكر، والابتعاد عن الوُصُوليين الذين يعملون على تغيير الحقائق والإضرار بالآخرين بما يتَّفق مع مصالحهم، ولهذا يجب على المسؤُول أن يتصرَّف بحذر وحكمة فيما يسمعه، وأنْ لا يُعطي أذنه لشخص واحد يصبُّ فيها ما يريد، وإنما عليه استيضاح الحقيقة من أكثر من مصدر، قبل أن يتخذ موقفا معينا أو قرارا محددا.
ويُؤكد -عليه الصلاة والسلام- أهمية التخطيط وتطبيق ما يُسمى اليوم بـ"الإدارة بالمُشاركة" في رسم الخُطط والأهداف، وعمل على تطبيق مفهُوم تقسيم العمل، فهُناك من تولى قيادة الجيش والتخطيط العسكري، ومنهم كتبة الوحي، ومنهم من تولى أمور الدعوة، ومنهم من تولى القضاء وإدارة الدولة، وكان -عليه الصلاة والسلام- يحترم أهل الاختصاص، ويقول للصحابة: "أنتم أعلم بأمور دنياكم".
هذه المبادئ السامية في الإدارة الإسلامية هي اليوم أهم عوامل نجاح الإدارة المُعاصرة، وينادي بها عُلماء الإدارة والنظم الاجتماعية والسياسية في مُختلف الدول المُتقدمة.