الجمعة، 23 سبتمبر 2016

حجارة تعزف موسيقى

هذه الصُّخور التي فيما أعتقد من حجر الصوان، تمَّ تشذيبها بعناية فائقة، يعُود تاريخها إلى آلاف السنين، استُخدمت لبناء تلك الغرف الحجرية، التي سبق لي الحديث عنها في هذه الصفحة.
مُنذ أشهر وأنا في حِيْرة من أمر هذه الحجارة؛ فهي لها ألوان مريحة؛ منها: الأسود والرمادي والبني والأبيض، وهي أيضًا بمثابة أداة موسيقية متى ما عزفت عليها بحجر صغير، أو ضغطت عليها برجلك، تسمع لها صوتا موسيقيا عذبا.
اليوم، تبيَّن لي أنَّ الإنسان القديم في العصر الحجري قد استعان بهذه الحجارة (الصوان) في صناعات عديدة لاستخدامها في حياته اليومية، بما فيها وسائل الترفيه والتسلية.
إذن؛ ليس من المستبعَد أنَّ اختيار الإنسان القديم لاستخدام هذه الحجارة في بناء تلك الخلايا الحجرية كمقابر أو محجر صحي أو للدفاع، إنما هي دلالة على رُقي ذلك الإنسان مُنذ قدم التاريخ بمشاعر الإنسان الشخصية، واهتمامه باحتياجاته: الروحية، والنفسية.

الخميس، 22 سبتمبر 2016

أنثروا كلمات المحبة ومشاعر السلام

العُمانيون أكبر من أن يُؤثِّر عليهم توجه فرد أو قناة إعلامية مشبوهة؛ فهم لُحمة واحدة مُنذ قدم التاريخ، هكذا كانوا وسيظلون على ذلك إلى قيام الساعة. يعيشون في سلام اجتماعي مهما كانت مذاهبهم وتوجهاتهم الفكرية وظرُوفهم.
لا ينبغي الالتفات إلى مثل هذه الأفكار الشاذة والبذور السامة، التي لا تقبلها التربة العُمانية، ولا تثيروا مثل هذه الأمور التي لا تأتي بخير، انثروا كلمات المحبة ومشاعر السلام بين سائر البشر.

الجمعة، 16 سبتمبر 2016

لحظات من زمنٍ مُتغيِّر

البداية، والنهاية.. مجرد لحظة شروق، وتتبعها لحظة غروب؛ وبينهما حركة العمر، ومُنجزات الحياة، وذكريات اللحظات والأيام.

الفُنُون العُمانية.. تراثٌ ثقافي عريق

في بداية الثمانينيات، شُكِّل فريقٌ من وزارة الإعلام -زار كافة ولايات السلطنة- لتوثيق الفُنُون التقليدية العُمانية. جمع ذلك الفريق مادة ضخمة ومُهمة فيما يتعلق بالموسيقى التقليدية والفُنُون العُمانية، وعلى أثر هذه الجُهُود تم في بداية عام 1984م إنشاء مركز عُمان للموسيقى التقليدية بتوجيهات سامية من لدن جلالة السلطان المُعظم - حفظه اللهُ ورعاه.
أذكُر أنَّ هذا الفريق زارنا في قُريات، وكان بمعيتهم الدكتُور المرحوم يوسف شوقي من مصر الشقيقة -وهو شخصية فنية راقية جدًّا، وله مؤلفات عديدة في الموسيقى التقليدية العُمانية- وطلب أن يلتقي ويتعرف على الفُنُون التقليدية المُمارسة، بمُختلف أنواعها وأشكالها.
كَان يتوقَّع أن يلتقي بعددٍ بسيط من شعراء الفُنُون التقليدية، وليوم أو يومين، ولكن كان الأمر على غَيْر ما توقعه، عندما شاهَد عشرات الشخصيات الفنية قد لبَّت دعوته، والعشرات من فرق الفُنُون الشعبية حاضرة لتؤدي رقصاتها أمام هذا الفريق للتوثيق؛ ولهذا انبهَر من هذا التنوع في الفُنُون والموسيقى، التي ما زالت مُمارسة في ذلك الوقت.
ظلَّ هذا الفريق أيامًا في قُريات يسجل ويوثق تلك الفُنُون، ويلتقي بالشعراء ويسجل لهم كلماتهم، وطريقة الأداء والحركات لتلك الرقصات والأدوات المستخدمة، جميعُهم كانوا من كبار السن، والكثير منهم اليوم توفَّاهم الله، وقد كان لهذا المركز الفضل في توثيق فُنُونهم وأشعارهم وقصائدهم بصوتهم، وعندما أشاهد صورهم ومقطوعاتهم التراثية في التليفزيُون ووسائل الإعلام الأخرى، تعُود بي الذاكرة إلى تلك الأيام الجميلة، وأشعُر بفخر أنَّ هذا المركز قد وثق هذا التراث، الذي قد لا يعود ولا يتكرر.
هَذَا التجمُّع تكرَّر في بداية التسعينيات عندما نظمت الوُلاية قرية تراثية، شملت على مُختلف الجوانب التراثية بما فيها الفُنُون التقليدية، وقد تمَّ توثيقها، وكانتْ نَواة لانطلاقة القرية التراثية في مهرجان مسقط، إلا أنَّ هُناك قلقا كان يُرَاودني من خسارتنا لبعض رواد هذه الفُنُون؛ الأمر الذي كان محلَّ اهتمام في فترة ترؤسي للجنة الثقافية بالنادي.
اليوم، هُناك تراجُع كبير في مُمارسة الفُنُون التقليدية في مُختلف ولايات السلطنة، وهو واقع يجب أن نقتنع به، في ظل متغيرات الحياة وتطور أساليبها، إضافة لنظرة الجيل الجديد لهذه الفُنُون ومدى اقتناعهم بها، وبمدى مُواكبتها لعصرهم، خاصة وأنّ الكثير من هذه الفُنُون كانت مُرتبطة بمواسم محددة وظرُوف مُختلفة، لم يعُد الكثير منها اليوم مناسبا لممارستها لاختفاء الغرض منها.
هذا الأمر كان محلَّ نقاش لفريق شُكِّل في التسعينيات في وزارة الإعلام وتشرفتُ بعضويته، وكانت الرُّؤية حينها أن يتم توثيق هذه الفُنُون بطريقة عصرية، وبمجاميع بشرية كبيرة، وتتولى وسائل الإعلام نشرها وتذكير الأجيال بها، والتحفيز على تشكيل الفرق لممارستها، وتطعيم المناهج بها، وقد أعد ذلك الفريق دراسة وافية لهذا الموضُوع، ولا أدري ما كان مصير تلك الدراسة.
المُهم، فُنُوننا التقليدية بحاجة اليوم لمن يُوقِظ فيها الحياة من جديد؛ فالولايات العُمانية غنية جدا بهذا التراث الثقافي المهم، وهُناك ضرُورة ملحة لبذل بعض الجُهُود لتوصيلها إلى الجيل الجديد بطريقة تناسب عصرهم ونظرتهم إلى واقع الأشياء.

تأمُّلات

 
تُودِّعنا الشمس بنورها الذهبي من هنا، ويستقبلنا القمر بنوره الصافي من هُناك.. هي دروس حكيمة في حركة الكون وأهمية الوقت وحسن إدارته، وحتمية التجديد والتغيير في الحياة والتفاعل معه.

خبز الرخال

المائدة العُمانية لا يُمكن أبدا أن تخلو من خبز الرخال.. هذا الخبز يحتاج إلى تحديد مواصفات ومقاييس لصناعته؛ وتسجيله كمنتج تراثي عُماني، شأنه شأن الحلوى العُمانية.

العَجِيب أنَّه وعلى الرغم من وُجُود معدات حديثة تكفلت بصناعة كافة المخبوزات المشهورة في العالم، إلا أنَّ خبز الرخال لم يستطع أحد اختراع مُعدَّة أو جهاز لصناعته؛ فلا يزال تنثره أنامل النساء الناعمة على حديدة أو طوبج ساخن في البيوت، ولا يعرف سر صنعة هذا الخبز إلا نساء عُمان الماجدات، مهما تفنَّن الوافدون بتقليده.

الجمعة، 9 سبتمبر 2016

جامع السلطان سعيد بن تيمور.. مفخرة معمارية


مدفع العيد

مِنَ الذكريات الجميلة لأيام الأعياد: صَوْت المدفع؛ فكان بعد صلاة العيد ينطلق الجميع في مسيرة مشيًا على الأقدام؛ تبدأ من المخرج (المصلى) إلى الحصن، ويتقدَّم المسيرة الوالى؛ فتجد الجميع يهنئ الآخر بيوم العيد، وبمُشاركة فُنُون الرزحة.
عِند وُصُول المسيرة أمام الحصن، تطلق حينها طلقة صوتية مدوية من المدفع؛ ثم يلج الجميع إلى داخل الحصن للسلام على الوالى وتناول الحلوى والقهوة.
هُناك استعدادات مُسبقة للتحضير لذلك اليوم؛ حيث يعكفُ عسكر الحصن لأيام لتحضير خلطة البارود، ولها مقاسات محددة، ثم توعى فوهة وبطن المدفع ببعض الجواني والأقمشة، بطريقة تساعد على سرعة الاحتراق.
كَان مَوْقِع مدفع العيد في واجهة الحصن الشرقية، تحت شجرة شريش -لم تعد موجودة اليوم- ويطل المدفع على مساحة مفتوحة ومزرعة تُسمى الخضرا.
بعد امتداد عُمران السوق في فترة السبعينيات والثمانينيات إلى الجهة المواجهة للمدفع، أصبح إطلاق المدفع من الصعوبة بمكان؛ وبذلك اختفى صوت المدفع من حينها.

شكرًا لكم السيد خالد

استمعتُ إلى كلمة السيد خالد بن حمد البوسعيدي رئيس الاتحاد العُماني لكرة القدم؛ بمناسبة لقائه، اليوم، بالعاملين في الاتحاد العُماني لكرة القدم وموظفيه، وتوديعه لهم لانتهاء فترة رئاسته للاتحاد، بعد سنوات من العطاء للوطن وخدمة كرة القدم.
شَعُرت من حديث الرجل بأنه خرج من الاتحاد برضا وقناعة شخصية بضرُورة وُجُود تغيير، وهذا الكلام لا يقوله إلا شخصية قيادية تعرف قيمة تداول المسؤُولية بين الأجيال، فعلا كان قراره في محله وفي وقته المناسب.
شكرًا لكم السيِّد خالد على كل ما قدَّمتموه للرياضة والشباب؛ فقد أعطيتم وبذلتم جُهُودا نفتخر بها، وتشرِّف تاريخ الكرة العُمانية، ولعل ما يحسب لكم من إنجاز هو ترسيخ العمل المؤسسي في أنظمة وعمل الاتحاد.