الاثنين، 28 يناير 2019

الحِب

ذَاكِرة الطِّين، وثَلَّاجَة تَبرِيْد المَاء الزُّلَال.

سحْلَة لغْسَال

رَفِيقَة دَلَّة القَهْوَة، وحَاضِنَة الفَنَاجِين، ومُبلِّلة أَطرَاف الأَصَابِع، قَبْل وبَعْد لفوَّالَة.

رؤية عُمان 2040

اختُتِمَت هَذَا المَسَاء فَعَاليَّات المُؤتَمَر الوَطنيِّ للرَّؤيَة المُستَقبليَّة #عُمان_2040، بمُشَارَكة وَاسِعة مِن قِبَل شُرَكَاء التَّنمِية (حُكومَة، قِطَاعًا خاصًّا، مُجتمعًا)، إِضَافَة إلى مُشَاركَة خُبَرَاء مِن السَّلطَنة ومُختَلَف الدُّوَل الصَّدِيقَة والشَّقِيقَة.
سَعِدتُ جِدًّا بالمُشَارَكة الفَاعِلَة للشَّبَاب العُمانيِّ فِي هَذَا المُؤتَمَر، وَكَان لجُهُودِهم فِي الإِدَارَة والتَّنظِيم وطَرْح الرَّؤَى والمُقتَرَحَات مَكَانة فِي تَحْقِيق هَذَا المُؤتَمر أَهدَافَه؛ فالرُّؤيَة صِنَاعة للمُستَقبَل، وعَلَينَا جَمِيعًا الاستِعْدَاد لِذَلِك.

السبت، 26 يناير 2019

أَدَوَات بَسِيطَة بفَاعِليَّة عَالِيَة

النَّاظِر إلَيْهَا فَهِي أَدَواتٌ تَقليدِيَّة بَسِيطَة للنِّجَارَة.. تِلكَ الأَدَوَات كَان لَهَا شَأنٌ فِي التَّارِيخ البَحرِيِّ العُمانيِّ، فبِهَا صَنَع العُمانيِّون السُّفنَ العِملَاقَة، التِي جَابَتْ البِحَار والمُحِيطَات.. اتَّصَلُوا بشُعُوب العَالَم، وتَبَادَلوا مَعَهُم المَعَارف والعُلُوم والتِّجَارَة، ونَشَرُوا المَحبَّة والسَّلَام فِي الآفَاق.. إنَّهَا هِمَّة الإِنسَان العُمانيِّ.

شَجرَة الكلكل

هَكَذَا اسْمهَا القَدِيم فِي اللَّهْجَة الدَّارِجَة «كلكل»، وكَأنَّ اسمَهَا هِي الكُل فِي الكُل، تَجِدُها عَلَى حَوَاف الأَودِيَة العَمِيقَة، والتِّلَال الصَّخْرِية الحَادَّة، شَجَرَة تُحبُّ أَنْ تَتَّخِذ مِنَ العُلو مَكَانًا لنُموِّها، وكَأنَّها تَتَباهَى بجَمَالِها وخُضرَتِها اليَانِعة حَتَّى النُّخَاع، وتَفتَخر بمَكَانتِها وأَهمِّيتِها التَّارِيخيَّة فِي تُرَاثِنا الطَّبِيعيِّ.
تُحبُّ أَنْ تُوَاجِه الشَّمسَ فِي شُرُوقِها وغُرُوبِها؛ فهَكَذا كَان يَعتَقدُ الكثيرُ مِنَ العُمانيِّين عَلى أنَّ الشَّجَرة النَّادِرة، ذَاتَ القِيمَة الاقتصَاديَّة، والأَسْرَار الطِّبيَّة المُهمَّة تَتَّخذ المَكَان اللَّائِق بمَكَانتِها، وعَلَيْك أنْ تَجْتَهد للوُصُول إلَيْهَا، حتَّى وإنْ تَجشَّمَت التَّعَب والعَنَاء فِي تَسلُّق الجِبَال والصُّخُور، والتَّجوُّل فِي أَعمَاق الأَودِيَة.
كَانَت شَجَرة الكلكل فِي قَدِيم الزَّمَان تُشكِّل مَصدَر دَخْل رَئيسًا لسُكَّان الجِبَال والحُيُول، فيَجِزُّون أَعوَادَها الطَّرية المَلسَاء كمَرَاوِد الكُحْل، فيَبيعُونَها فِي الأسواقِ عَلَى الشَّمارِين أَصْحَاب صِنَاعَات الجُلُود، وصُنَّاع الطُّبُول، وكَذَلِك عَلى أَهْل البَحْر، وصُنَّاع ليُوخ (شِبَاك) الصَّيْد التَّقليديَّة القَدِيمة، المَصنُوعَة مِن خُيُوط البجِّ والمَسَد الصَّدِيق للبِيئَة البَحريَّة؛ وذَلِك قَبل مَا يَعْرِف الصَّيادُون شِبَاك النَّايلُون والكَايلُون.
تُبَاع أَعوَاد الكلكل عَلَى شَكْل رُبَط أو حِزَم بكَمِّيَات وأَوْزَان مُحدَّدة، وَلَها سُوقٌ رَائِجَة قَدِيمًا؛ فَهِي تُمثِّل للكَثِير مِنَ الحِرفيِّين قِيمَةً اقتِصَاديَّة فِي صِنَاعَاتهم الحِرَفيَّة؛ لِمَا لَهَا مِن خَاصيَّة فِي المُحَافظَة عَلى مَتَانَة شِبَاك وخُيُوط الصَّيْد، وصَلَابَة جُلُود الدلَاء، وسَعَن أو سِقَاء المَاء، ولِيونَة ودَيْمُومَة يهَاب مِمخَاض اللَّبَن، فَضْلًا عَن فَوائِدهَا الأخَرى فِي الطِّب الشَّعبيِّ القَدِيم.
لَمْ تَعُد هَذِه الشَّجرَة بتِلكَ الأهمِيَّة الاقتِصَاديَّة فِي هَذَا الزَّمَان، فلَم يَذكُرها إلا كِبَار السنِّ ومَنْ يَهتَمُّ بطِبِّ الأعشَاب، وهِي أيضًا فِي تَنَاقُص مُستَمِر، ولعلَّ السببَ فِي ذَلِك لعَدَم تجدُّد فُرُوعها وأَغْصَانها عَلى أَثَر قَطْعِها؛ فهُنَاك مِنَ الأشَجَار التِي تُحبُّ أنْ تُجدِّد نَضَارتها باستِمْرَار، إِضَافَة إلى تَغيُّرَات أَحْوَال الأمكِنَة، وتَدخُّل البَشَر بِلا وَعي أو اهتِمَام؛ لِهَذَا فَهِي بحَاجَة إلى مَنْ يَهتمُّ بهَا ويُحَافِظ عَليهَا، ويَكتشفُ مُكوِّناتِها وخَصَائِصها وفَوَائِدها، فَلعلَّها تُفِيد فِي هَذَا الزَّمَان، كَما أفَادَت واستَفَاد مِنهَا الكثيرُ مِن قَبلِنا.

الجمعة، 25 يناير 2019

صُحُون صِين

زَمَان.. كَانَت الرَّوازِن (مُفرَدُها رُوزْنَة) فِي البُيُوت القَدِيمة تَتَزيَّن بصُحُون تُسمَّى "صِيْن"؛ مَصْنُوعة مِن الفخَّار وتُزيَّن حَوافُّها ببَعْض النُّقُوش والرُّسُومَات، تُصفُّ بطَرِيقَة لا تَخلُو مِن فنٍّ وإبدَاع، تُكسِب الصفَّة واللِّيوَان فَخَامَة وجَمَالًا. وعَادَةً يُغرَف فِي أوانِي الصِّين الطَّعَام للخطَّار (الضُّيوُف).

الأربعاء، 23 يناير 2019

مِنَ القَريَة التُّراثِيَّة

الصَّدِيق حَسَن البلُوشِي بِمَا يَمتَلِكُه مِن ثَقَافة وخِبْرَة مُتَراكِمَة، يَبذِل جُهُودًا طَيِّبة ضِمنَ فَرِيق إِدَارَة مَهْرَجَان مَسقَط، ويُشْرِف عَلَى تَنْظِيم وتَطْوِير فَعَاليَّات القَريَة التُّرَاثيَّة بالمَهْرَجان؛ لِكَي تُحَافِظ عَلَى بَرِيقِها مُنذ انطِلَاقَتِها الأولَى؛ فالقَريَّة التراثيَّة بَتنوُّعِها ومَكَانتِهَا وجَمَالِها تُشكِّل أَيقُونَة المَهْرَجَان.. تَحيَّة لَه ولفَرِيق عَمَلِه المُبدِعِين.

مِنَ التُّرَاث



الثلاثاء، 22 يناير 2019

أَدوَات صَيْد صِدِيقَة للبِيئَة

زَمَان.. كَانَتْ وَسَائِل الصَّيْد ومُتعلِّقَاتِها صَدِيقَة للبِيئَة، ولا تُؤثِّر عَلَى كَائِنَات البَحْر، وهُنَاك أَعْرَاف وسُنَن صَارِمة تُنظِّم هَذِه العَمليَّة، وَهَذا ينمُّ عَن وَعيٍّ مُبكِّر للإِنْسَان العُمانيِّ، لأَهميَّة المُحَافظَة على الثَّروَة البَحريَّة.
فَكَان اللِّيخ (شَبَك الصَّيْد) يُوشَع (يُنْسَج أو يُصْنَع) مِن خُيُوط تُصنَع مِن أَليَاف طَبِيعيَّة تُسمَّى (بج)، كَان الرِّجَال والنِّسَاء يَشتَرِكُون فِي قَلدِها وتَشْكِيلِها وِفقَ فَتَحاتٍ ومَقَاساتٍ مُحدَّدة، ثُمَّ تُدهَن بأَورَاق شَجَرة الكُلكُل، التِي تَزخَر بِهَا جِبَال عُمان، وإِذَا مَا أَرَاد الصَّيَاد استِخدَام تِلكَ الشِّبَاك للصَّيْد ثَبَّت فِي طَرَفِها حَصًى صَغِيرَة تُسمَّى «مسُو»، تُجلَب مِن الأَوديَة والشَّواطِئ الحَصَويَّة، ثُمَّ يثقُبهَا أو يَنْحَتها النَّجار أو الصَّيَاد نَفسُه مِن الوَسَط فيُعلِّقها فِي طَرف اللِّيخ السُّفلِي، وفِي الطَّرف الآخَر مَجمُوعَة مِن كرَب النَّخِيل، ليَبْقَى الشَّبك طَافِيا مِن جَانِبه على سَطْح المَاء. 
كَمَا تُصنَع خُيُوط الصَّيد مِن مَوَاد طَبيعيَّة أيضًا، وتُدهَن ببَوْدَرَة أَصْدَاف البَحْر «خَاصَّة أَصْدَاف الزُّوك» بَعْد حَرْقِها وتَنْعِيمِها، وإِذَا مَا أَرَاد الصَّياد الصَّيد بتِلْك الخُيُوط عَلَّق مِجدَارَه فِي طَرف ذَلِك الخيط مَع حَصَاة صَغِيرة لَهَا شَكلٌ مُحدَّد تُسمَّى «فرم»، ومَا إنْ تَصِل الصِّنَارة قَاعَ البَحْر، هَزَّ ذَلِك الخَيْط هَزَّة خَفِيفة فتَسقُط تِلكَ الحَصَاة، وتَظل الصِّنَارة مَع طُعمِها؛ سَوَاءً كَانتْ جيمَة حيَّة أو مَيِّتة تَتحرَّك وَسط البَحْر حتَّى تَعلُق فِيهَا سَمَكة فيَصطَادهَا.
تِلكَ الوَسَائِل القَدِيمَة المُستَخدمَة فِي الصَّيد قَد شَرحتُها بإِسهَابٍ فِي كِتَاب «قُريَّات.. مَلَامِح مِنَ التُّرَاث الزِّرَاعِي والبَحرِي»، الصَّادِر مَع بِدَايَة هَذَا العَام (2019م).. مَا أردتُ التَّنبِيه إليهِ فِي هَذَا المَنشُور هُو ضَرُورَة قِيَام الشَّرِكَات الصِّناعيَّة والجِهَات المَعنيَّة والمَرَاكِز البَحثيَّة، بدِرَاسَة هَذِه المَوَاد القَدِيمة التي كَان العُمانيِّون يَصنعُون مِنهَا أَدَواتِهم الزِّراعيَّة والبَحريَّة؛ لإمكانيَّة الاستفادةِ مِنهَا، والعَمَل عَلى تَطويرِها فِي هَذا الزَّمن، بدلًا مِن الأَدَوات التِي تُصنَع حَاليًا مِن النَّايلُون، والتِي لَهَا مَضارُّ كَثِيرَة على البِيئَة والحَيَاة البَحريَّة.

الثلاثاء، 15 يناير 2019

بَرَكَات

ذَاكِرَة قَهوَة بَرَكَات مُنذُ العَام 1993م، ودَلَّته الفخَاريَّة، وابتِسَامتِه لا تَزَال تُعطِّر القَريَة التُّراثيَّة عَلَى الرَّغم مِن غِيَابِه.. رَحِمَك اللهُ أيُّها الرَّجُل المُتَواضِع المُخلِص لتُرَاثِه.. لَنْ نَنسَاك.

الأحد، 13 يناير 2019

صِنَاعَاتُنا التَّقليدِيَّة مُلهِمَة للإبَدَاع والابتِكَار

هَذَا الكُّورِي كَانَ مُرَافِقًا لسَفِير بِلَادِه فِي زِيَارَة للقَريَة التُّراثيَّة بمَهْرَجان مَسقَط مَسَاء أَمْس.. كَانَ دَقِيقًا فِي التعرُّف عَلَى الصِّنَاعَات التَّقليديَّة القَدِيمة، إِضَافَة إلى رُوحِه المَرِحَة؛ فَهُو يَملكُ ذَكَاءً تَسويقِيًّا مِن أَجْل اغتِنَام الفُرَص والأَفكَار لصِنَاعَات جَدِيدَة.

الجمعة، 4 يناير 2019

خَضرَاء

ضَوءٌ أَبْيَض
يَشعُّ مِن عَلٍ
يَنبَعثُ كَذرَّاتٍ صَغِيرَة
فِي خَطٍّ مُستَقِيم
نَحْوَ تِلكَ الشَّجرَة الخَضْرَاء
الحَانِيَة بظِلِّهَا الوَارِف
نَحْوَ مَجرَى المَاء
فَيعُود إلَيْهَا الدِّفءُ
مِن «صَرْدَة» الأَرْض البَارِدَة
فتَبعَثُ أَرِيجًا فَوَّاحًا
يَلفُّ المَكَان