هَكَذَا اسْمهَا القَدِيم فِي اللَّهْجَة الدَّارِجَة «كلكل»، وكَأنَّ اسمَهَا هِي الكُل فِي الكُل، تَجِدُها عَلَى حَوَاف الأَودِيَة العَمِيقَة، والتِّلَال الصَّخْرِية الحَادَّة، شَجَرَة تُحبُّ أَنْ تَتَّخِذ مِنَ العُلو مَكَانًا لنُموِّها، وكَأنَّها تَتَباهَى بجَمَالِها وخُضرَتِها اليَانِعة حَتَّى النُّخَاع، وتَفتَخر بمَكَانتِها وأَهمِّيتِها التَّارِيخيَّة فِي تُرَاثِنا الطَّبِيعيِّ.
تُحبُّ أَنْ تُوَاجِه الشَّمسَ فِي شُرُوقِها وغُرُوبِها؛ فهَكَذا كَان يَعتَقدُ الكثيرُ مِنَ العُمانيِّين عَلى أنَّ الشَّجَرة النَّادِرة، ذَاتَ القِيمَة الاقتصَاديَّة، والأَسْرَار الطِّبيَّة المُهمَّة تَتَّخذ المَكَان اللَّائِق بمَكَانتِها، وعَلَيْك أنْ تَجْتَهد للوُصُول إلَيْهَا، حتَّى وإنْ تَجشَّمَت التَّعَب والعَنَاء فِي تَسلُّق الجِبَال والصُّخُور، والتَّجوُّل فِي أَعمَاق الأَودِيَة.
كَانَت شَجَرة الكلكل فِي قَدِيم الزَّمَان تُشكِّل مَصدَر دَخْل رَئيسًا لسُكَّان الجِبَال والحُيُول، فيَجِزُّون أَعوَادَها الطَّرية المَلسَاء كمَرَاوِد الكُحْل، فيَبيعُونَها فِي الأسواقِ عَلَى الشَّمارِين أَصْحَاب صِنَاعَات الجُلُود، وصُنَّاع الطُّبُول، وكَذَلِك عَلى أَهْل البَحْر، وصُنَّاع ليُوخ (شِبَاك) الصَّيْد التَّقليديَّة القَدِيمة، المَصنُوعَة مِن خُيُوط البجِّ والمَسَد الصَّدِيق للبِيئَة البَحريَّة؛ وذَلِك قَبل مَا يَعْرِف الصَّيادُون شِبَاك النَّايلُون والكَايلُون.
تُبَاع أَعوَاد الكلكل عَلَى شَكْل رُبَط أو حِزَم بكَمِّيَات وأَوْزَان مُحدَّدة، وَلَها سُوقٌ رَائِجَة قَدِيمًا؛ فَهِي تُمثِّل للكَثِير مِنَ الحِرفيِّين قِيمَةً اقتِصَاديَّة فِي صِنَاعَاتهم الحِرَفيَّة؛ لِمَا لَهَا مِن خَاصيَّة فِي المُحَافظَة عَلى مَتَانَة شِبَاك وخُيُوط الصَّيْد، وصَلَابَة جُلُود الدلَاء، وسَعَن أو سِقَاء المَاء، ولِيونَة ودَيْمُومَة يهَاب مِمخَاض اللَّبَن، فَضْلًا عَن فَوائِدهَا الأخَرى فِي الطِّب الشَّعبيِّ القَدِيم.
لَمْ تَعُد هَذِه الشَّجرَة بتِلكَ الأهمِيَّة الاقتِصَاديَّة فِي هَذَا الزَّمَان، فلَم يَذكُرها إلا كِبَار السنِّ ومَنْ يَهتَمُّ بطِبِّ الأعشَاب، وهِي أيضًا فِي تَنَاقُص مُستَمِر، ولعلَّ السببَ فِي ذَلِك لعَدَم تجدُّد فُرُوعها وأَغْصَانها عَلى أَثَر قَطْعِها؛ فهُنَاك مِنَ الأشَجَار التِي تُحبُّ أنْ تُجدِّد نَضَارتها باستِمْرَار، إِضَافَة إلى تَغيُّرَات أَحْوَال الأمكِنَة، وتَدخُّل البَشَر بِلا وَعي أو اهتِمَام؛ لِهَذَا فَهِي بحَاجَة إلى مَنْ يَهتمُّ بهَا ويُحَافِظ عَليهَا، ويَكتشفُ مُكوِّناتِها وخَصَائِصها وفَوَائِدها، فَلعلَّها تُفِيد فِي هَذَا الزَّمَان، كَما أفَادَت واستَفَاد مِنهَا الكثيرُ مِن قَبلِنا.
كَانَت شَجَرة الكلكل فِي قَدِيم الزَّمَان تُشكِّل مَصدَر دَخْل رَئيسًا لسُكَّان الجِبَال والحُيُول، فيَجِزُّون أَعوَادَها الطَّرية المَلسَاء كمَرَاوِد الكُحْل، فيَبيعُونَها فِي الأسواقِ عَلَى الشَّمارِين أَصْحَاب صِنَاعَات الجُلُود، وصُنَّاع الطُّبُول، وكَذَلِك عَلى أَهْل البَحْر، وصُنَّاع ليُوخ (شِبَاك) الصَّيْد التَّقليديَّة القَدِيمة، المَصنُوعَة مِن خُيُوط البجِّ والمَسَد الصَّدِيق للبِيئَة البَحريَّة؛ وذَلِك قَبل مَا يَعْرِف الصَّيادُون شِبَاك النَّايلُون والكَايلُون.
تُبَاع أَعوَاد الكلكل عَلَى شَكْل رُبَط أو حِزَم بكَمِّيَات وأَوْزَان مُحدَّدة، وَلَها سُوقٌ رَائِجَة قَدِيمًا؛ فَهِي تُمثِّل للكَثِير مِنَ الحِرفيِّين قِيمَةً اقتِصَاديَّة فِي صِنَاعَاتهم الحِرَفيَّة؛ لِمَا لَهَا مِن خَاصيَّة فِي المُحَافظَة عَلى مَتَانَة شِبَاك وخُيُوط الصَّيْد، وصَلَابَة جُلُود الدلَاء، وسَعَن أو سِقَاء المَاء، ولِيونَة ودَيْمُومَة يهَاب مِمخَاض اللَّبَن، فَضْلًا عَن فَوائِدهَا الأخَرى فِي الطِّب الشَّعبيِّ القَدِيم.
لَمْ تَعُد هَذِه الشَّجرَة بتِلكَ الأهمِيَّة الاقتِصَاديَّة فِي هَذَا الزَّمَان، فلَم يَذكُرها إلا كِبَار السنِّ ومَنْ يَهتَمُّ بطِبِّ الأعشَاب، وهِي أيضًا فِي تَنَاقُص مُستَمِر، ولعلَّ السببَ فِي ذَلِك لعَدَم تجدُّد فُرُوعها وأَغْصَانها عَلى أَثَر قَطْعِها؛ فهُنَاك مِنَ الأشَجَار التِي تُحبُّ أنْ تُجدِّد نَضَارتها باستِمْرَار، إِضَافَة إلى تَغيُّرَات أَحْوَال الأمكِنَة، وتَدخُّل البَشَر بِلا وَعي أو اهتِمَام؛ لِهَذَا فَهِي بحَاجَة إلى مَنْ يَهتمُّ بهَا ويُحَافِظ عَليهَا، ويَكتشفُ مُكوِّناتِها وخَصَائِصها وفَوَائِدها، فَلعلَّها تُفِيد فِي هَذَا الزَّمَان، كَما أفَادَت واستَفَاد مِنهَا الكثيرُ مِن قَبلِنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.