الاثنين، 25 مارس 2013

حديقة السليل الطبيعية بولاية قريات

حديقة السليل الطبيعية.. تقع على الطريق الرئيسي الذي يربط ولاية قُريات بالعامرات، وبالقرب من قرية العافية. وهي ذات طبيعة جُغرافية متنوعة، تتميَّز بتضاريس متنوعة من السهل والجبل والمسطحات الرملية والحصوية ومجاري الأودية، إضافة للتنوع المناخي في مُختلف فصول السنة؛ مما ساعد ذلك على التنوع الإحيائي في البيئة البرية والطبيعية لهذا الموقع المهم.
وتشتهرُ حديقة السليل الطبيعية بنمو أشجار السمر والسدر بكثافة، إضافة لوُجُود غطاء نباتي وأشجار مُختلفة من بينها نباتات طبية، وتتكاثر في هذه الحديقة الطيور والحيوانات البرية والزواحف البرية والجبلية.
وهي وجهة للسياح، لا سيما بعد فترة تساقط الأمطار، كما أنها تُشكل أهمية كبيرة للدارسين والباحثين للحياة الفطرية والطبيعية في عُمان، وهي بحق تراث طبيعي يجب علينا المُحافظة عليه.

وحديقة السليل الطبيعية -بأشجارها الخضراء، ونباتاتها المتنوعة، وبيئتها الفريدة- بحاجة لرعاية أكبر، واهتمام أكثر، وعناية مُستمرة، ورقابة مُتواصلة، وتخطيط أفضل حتى تتواصل بالعطاء كمتنفس طبيعي. كُلي أمل أن يُضمَّ هذا الموقع ضمن المحميات الطبيعية في عُمان.

الخميس، 21 مارس 2013

الاستثمار والاستغلال الأمثل لمياه سد وادي ضيقة

هذا منظر من سد وادي ضيقة العملاق بولاية قُريات، وهو من المشاريع الإستراتيجية ضمن إستراتيجية الأمن المائي في السلطنة.. دراسة إنشاء هذا السد بدأت مُنذ سبعينيات القرن المنصرم، وافتتح عام 2012م، وتبلغ السعة التخزينية لبحيرة السد 100 مليون متر مكعب، وبلغت تكلفته ما يقارب 44 مليون ريال عُماني.
دراسات علمية أثبتتْ أنَّ المياه التي تحجزها السدود المكشوفة على سطح الأرض نسبة 85% منها تتبخر في الجو بسبب ارتفاع الحرارة وتغير المناخ، كما أنَّ حجز هذه المياه لها آثار على تحركات القشرة الأرضية، وكذلك على عدم وُجُود التوازن البيئي، وكثير من الدول المُتقدمة تتجه الآن إلى تخزين المياه تحت سطح الأرض للحد من عملية تبخرها.
المياه التي يحتجزها سد وادي ضيقة -وهي بكميات كبيرة ومُتجددة- لا تزال غير مستغلة اقتصاديا، على الرغم من التوجهات المُستقبلية لاستثمارها، وهذا التأخير في تنفيذ الخُطط، وعدم وُجُود التكامل والتنسيق من قبل الجهات المعنية، يحتاج إلى إعادة نظر.
هيئة الكهرباء والمياه على علم بهذا المشرُوع مُنذ بداية إنشاء المشرُوع، وكان ينبغي عليها أن تتواكب خططها مع خُطة تنفيذ المشرُوع؛ حيث يمكن استغلال المياه في جوانب اجتماعية واقتصادية؛ فجميع سُكان الوُلاية يتم تزويدهم بالمياه المحلاة من البحر حتى الآن، بينما مياه السد حبيسة الجدران والجبال.
وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه أقامت، مُؤخرا، احتفالًا بهيًّا بمناسبة اليوم العالمي للمياه، بينما هذا السد يخسر الكثير من المياه بسبب التبخر... وغيره من العوامل المناخية.
لهذا؛ فإننا نناشد بضرُورة الإسراع في الاستغلال الأمثل لهذه المياه بصُورة اقتصادية، وفق الأهداف المرسُومة لإقامة هذا السد، والذي سعد به الجميع؛ لما له من أهمية إستراتيجية لعُمان.

الأربعاء، 13 مارس 2013

نموذج عُماني في طلب العلم وتقبل ظرُوف الحياة


قدَّم تليفزيُون سلطنة عُمان، في أخبار العاشرة من مساء يوم أمس، أُنمُوذجا عُمانيا لطالب العلم والمعرفة.. إنَّها الطالبة زينب الحراصية، هذه الفتاة الحديدية التي استطاعتْ أن تقهر المستحيل بقوة إرادتها وإيمانها بخالقها أولا، ويقينها بأنَّ بالصبر والمُثابرة تتحقق الآمال والغايات.
فقد استطاعت أن تتحدَّى عجزها الجسدي، وتتفوق في امتحانات الدبلوم العام؛ إذ حصلت على نسبة 92% في الفصل الدراسي الأول. والمُتمعن في خطها الجميل الذي تصيغ كلماته بقلمها الذي تحركه بفمها، يجد أن تلك الكلمات قد خطها عالِم وخطَّاط مشهور.
سعدتُ كثيرا بالدور المهم الذي قامت به وزارة التربية والتعليم بأنْ وفَّرت لهذه الطالبة الظرُوف المُلائمة، والبيئة التعليمية المتكاملة، لإدماجها مع رفيقاتها الطالبات في نفس الفصل دُون تمييز.
تحية إجلال وتقدير لهذه المُواطنة المخلصة والمُحِبَّة لوطنها، فقد أعطت دروسا مُهمة في حب العلم وتقبل ظرُوف الحياة.

الجمعة، 8 مارس 2013

بمناسبة ختام فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب

كلمة شكر وتقدير للجنة المنظمة لمعرض مسقط الدولي للكتاب، المعرض الحمد لله شهد إقبالا كبيرا، ومُشاركة واسعة من قبل دور النشر الشهيرة في العالم العربي والأجنبي، كما كان للكاتب العُماني وجود ملحُوظ وفاعل في هذا المعرض.
شكرا للجنة الوطنية للشباب على تفاعلها الإيجابي والمنظَّم مع إصدارات شباب الوطن.
شكرا لوسائل الإعلام المُختلفة على التغطية الراقية لفعاليات هذا المعرض، كما كان للندوات الثقافية المصاحبة لفعاليات المعرض وقعٌ لامستْ به الواقع الثقافي في عُمان.
تهنئة خالصة من القلب بمناسبة تدشين مُؤسسة دارة الغشام العُمانية لعملها هذا العام، ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب، والتي تأتِي بدعم السيد الجليل علي بن حمود البوسعيدي لنشر المعرفة، والذي عرف عنه تواصله الدائم، وتشجيعه المتواصل، ودعمه المُستمر للكاتب والمُثقف العُماني، وتحية للكاتب محمد الرحبي الذي يشرف على إدارة هذه الدار، والتي سيكُون لها مكانة رائدة في السلطنة بإذن الله.
تحية إجلال وتقدير واحترام لمعالي الدكتُور عبدالمنعم الحسني وزير الإعلام، هذه الشخصية المُتواضعة الذي تجده في أروقة المعرض بصُورة متكررة، يتحدَّث مع الجميع، ويعمل على تذليل كافة الصعوبات؛ حرصًا منه على أن يحقق معرض مسقط الدولي للكتاب أهدافه السامية لتوفير وسائل المعرفة للقارئ الكريم بكل سهولة وأريحية.
شكرًا لضيوف المعرض الكرام، الذين أتحفونا بكنوز المعرفة العالمية، وأتاحوا لنا التجول في عقول وأفكار عُلماء العالم، ومفكريه، وكُتَّابه.
من وجهة نظري الشخصية، ومن واقع شهادات العديد من المشاركين في المعرض، وما سمعته من الزائرين لفعالياته، فإنَّ معرض مسقط الدولي للكتاب أصبح معلمًا ثقافيًّا لعُمان، ونُفاخر بطريقة تنظيمه.. وفق الله الجميع لما فيه الخير لهذا الوطن العزيز.

المرأة العُمانية

تُشير الكثير من المصادر التاريخية إلى أنَّ المرأة العُمانية قد حظيت بمكانة رفيعة لدى المُجتمع، وهُناك العديد من الدلائل لتمتع المرأة بالمساواة مع الرجل عبر التاريخ العُماني؛ لهذا فقد كان للمرأة مُشاركة جيدة في كثير من الجوانب التي تهم أفراد الأسرة والمُجتمع، وكذلك في إدارة الدولة، ولها حضور في مجال السياسة والقيادة مُنذ عصور قديمة.
ومنذ انطلاقة عهد النهضة الحديثة في عُمان، حظيت المرأة العُمانية باهتمام من قبل جلالة السلطان المُعظم؛ حيث فُتِح لها مجال واسع لتلقي العلم والمعرفة في مُختلف مراحله؛ فهي تُشكل اليوم أكثر من 49% من إجمالي الطلاب. وتشغل العديد من المناصب والوظائف الإدارية في الجهاز الإداري للدولة والقطاع الخاص، وفي السلك الدبلوماسي والادعاء العام، وتقلدت وظائف قيادية عليا في الدولة؛ من بينها: حقائب وزارية، ووكيلات وزارة، وسفيرات.
وتتمتَّع المرأة العُمانية بحق الانتخاب والترشح لعضوية مجلس الشورى والمجالس البلدية، وتشغل نحو 18% من مقاعد مجلس الدولة، الذي يُعيِّن جلالة السلطان أعضاءه، وهي عضوة فاعلة في مجلس الشورى وفي المجالس البلدية.
والمرأة مُمثَّلة في كثير من المجالس واللجان كمجلس غرفة تجارة وصناعة عُمان، ومجلس رجال الأعمال، واللجنة الوطنية لحُقُوق الإنسان، واللجنة الوطنية للشباب، وهيئة المكتب الإداري للاتحاد العام لعمال سلطنة عُمان، وكذلك في كثير من مُنظمات المُجتمع المدني.
وتُعتبر المرأة العُمانية أول امرأة يتاح لها الحق في الترشح والترشيح لعضوية مجلس الشورى على مُستوى مجلس التعاوُن لدول الخليج العربية، وهي أول امرأة تلتحق وبنجاح بسلك الشرطة والأمن مُنذ العام 1972م على مُستوى مجلس التعاوُن الخليجي.
وعلى الرغم من الإنجازات التي حقَّقتها المرأة العُمانية في العمل الديمقراطي، إلا أنَّ هُناك تحديات تواجهها في طريق نجاحها بالانتخابات؛ منها ما هي طبيعية والزمن كفيل بتغييرها، ومنها ما تحتاج إلى جهد وعمل منظم ومساندة لتغييرها وتصحيح مسارها، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال جُهُود مشتركة لجميع مُكونات المُجتمع.

مكانة رائعة للسلطنة لدى دُول العالم

تحتلُّ السلطنة مكانة رائعة ومحترمة من قبل دُول العالم والمُنظمات الدولية والعالمية، وهذه المكانة تستند إلى عُمق تاريخي وحضارة إنسانية مجيدة، أسَّسها الأجداد، وواصل الآباء تكملة مسيرة البناء والتعمير والتجديد.
المُتمعِّن في مُكونات الحضارة الإنسانية في عُمان، يجدها قامت على فكر متجدد ومنفتح ومتسامح، يؤمن بالحُوار والتفاهم مع كل الثقافات، وتبادل الثقافات بين بني البشر، والذي هو من أساسيات بناء الحضارات على مر الدهور والعصور.
مُنجزات حضارية عديدة ينعم بها الإنسان العُماني في عهد النهضة المُباركة، وهذه المُنجزات لم تأتِ من فراغ، وإنما ثمرة جهد متواصل وعمل جاد لأبناء هذا الوطن؛ لهذا فإنَّ المُحافظة عليها هو واجب على الجميع.
مُجتمعنا -الحمد لله- مُنذ قديم الزمان يسعى دوما لتطبيق منهج الوسطية والتفاهم في كل شيء؛ لهذا فإنَّ جميع أفراده عاشوا لحمة واحدة، ومتعاوُنين، ومتحابين مهما كانت اختلافات رؤاهم ونظرتهم إلى واقعهم، كانوا ينظرون إلى المُستقبل لبناء وطنهم ورفعة شأنه في شتى المجالات.
وقد استطاع العُمانيون -بفضل هذه النظرة الإيجابية- خلق صُورة ذهنية فريدة في عقول ومشاعر العديد من شعوب العالم؛ فتسمع كلمات الثناء والإشادة بمُستوى الخلق الرفيع للإنسان العُماني، وبما تتميز به السلطنة من مُقومات حضارية وتاريخية وطبيعية فريدة، أضف إلى ذلك الأمن رفيع المُستوى الذي تنعم به السلطنة.
هذه الإنجازات اليوم أصبحت علامة بارزة للحضارة العُمانية الحديثة؛ فهي أمانة في أعناقنا جميعًا للمُحافظة عليها، والعمل على تطويرها لتستفيد منها الأجيال القادمة، وهذا يتطلب المُثابرة والمزيد من العمل الجاد، وعدم السماح لأيٍّ من كان أن يعكر هذه اللحمة الوطنية في عُمان الغالية.