الاثنين، 24 مايو 2021

شذرات في الإدارة

* إدارة المعرفة ونقلها بين الأفراد والمؤسسات: تحتاج إلى رُؤية جديدة وإستراتيجية واضحة؛ فهي أهمُّ تحديات المستقبل في العالم. ومن المهم جدًّا أن تُسهِم في الإعداد لها وصياغتها مُختلف مؤسسات الفكر والجامعات وأهل الاختصاص.
* المعرفة اليوم لا تَعْرِف حدودًا سياسية أو إقليمية، ولا يُمكن توارثها؛ فهي كامنةٌ في العقول المبدعة والمنتجة، والذين يُطلق عليهم عمال المعرفة. ونقلها يحتاجُ إلى سياسات مُحفِّزة لذلك.
* من المهمِّ جدًّا أن نعي أنَّ عمال المعرفة هم قادة الاقتصاد في المستقبل، وعلى أكتافهم تنهضُ الدول وترقَى الأمم.
* اتِّخاذ العمل كعبادة وراحة للضمير هو السبيل لتحقيق الجودة، يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" (أخرجه أبو يعلى في مسنده).
* التغيير، والإصلاح، والتطوير الإيجابي.. لا يعني أن نبدأ من الصفر، ونَنْسِف كلَّ ما أنجزه السابقون؛ فالتغيير سُنَّة كونية متجددة، وهو عملية تراكمية متواصلة ومستمرة لا تتوقف، وتلك حكمة أرادها الله من أجل استمرارية إنجازات الحياة؛ فليس هناك ما هو دائم إلا وجه الله تعالى.
* "إذا وضعك الله في مكان تستطيع من خلاله التيسير على الناس فيسِّر، فإنك والله لا تدري ما تَفْعَل بك دعوة صادقة من أحدهم، فربما كان بينهم من لو أقسم على الله لأبره" (حكمة مأثورة).
* "الهدف النِّهائي للحياة هو الفعل وليس العلم؛ فالعلم بلا عمل لا يساوي شيئا، فنحن نتعلَّم لكي نعمل" (توماس هكسلي).
* "ينقذنا العمل من ثلاثة شرور: الملل، الكسل، الخجل".

قواعد مُهمَّة في الإدارة

"يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تُنفِّروا".
"امشُوا في حوائج إخوانكم، ترتَاح الرَّعية وتأمن".

الأحد، 23 مايو 2021

السياحة

تابعتُ بيانَ مَعَالي سالم المحروقي الموقر وزير التراث والسياحة في مجلس الشورى، ومُناقشة أصحاب السعادة أعضاء المجلس له.
مَعَاليه يُعدُّ أحد الوجوه النشطة ضمن تشكيلة الوزراء الجدد في حكومتنا الرشيدة، والمعوَّل عليه وفريق عمله النهوضَ بالقطاع السياحي في السلطنة، ليصل إلى مصاف الدول المتقدمة.
فقطاعُ السياحة –بتنوِّعه، وتجلِّياته الثقافية والجمالية- يعدُّ مُرتَكزًا مُهمًّا ضمن توجهات "رؤية 2040" لتنويع مصادر الدخل، والمساهمة بنسبة أفضل في إجمالي الناتج المحلي، وتوفير فرص العمل للشباب.
اتَّسمَت النقاشات بالهدوء والشعور بالمسؤولية، وأُعجِبتُ بردود معاليه الذكية والهادئة، إضافة لسِعَة صدره لتقبُّل الأفكار والرؤى والمقترحات، فكثير من أعضاء المجلس تجدهم مُدركين تمامًا ظروفَ هذا القطاع وتحدياته، وأهمية دوره في التنمية المستدامة.
المُحلِّل لمضمون النقاش يجد أنَّ المرحلة التي يديرها معاليه لهذا القطاع، تتطلب تضافرَ الجهود، وتكاملية وتعاون شركاء التنمية (حكومة، قطاعا خاصا، مجتمعا مدنيا)؛ من أجل رسم مسار مدروس ومُنظَّم لهذا القطاع.
وذلك وفق إستراتيجية وخطط وبرامج واضحة التوجهات، وهو ما دَعَا إليه معاليه ضمن أجوبته ليكون أعضاء مجلس الشورى كشركاء في تحقيق الغايات والأهداف لهذا القطاع.
هَمْسَة في أذن سعادة الشيخ رئيس مجلس الشورى: "لقد حانَ الوقت للنَّظر في آلية نداء عضو المجلس باسمه كعضو في المجلس، دون ذكر أنَّه يُمثِّل الولاية الفلانية؛ فهو تحت قبة المجلس يُمثل عُمان".

مقترح

هَذه الأيام.. تجد قُرى المزارع وحيل الغاف ودغمر بولاية قريَّات مُزدَانَة بالسياح، على أثر فتح مياه السد، وبدء موسم القيظ، وثمار الأمبا.
استوقَفَني كثيرًا استياء بعض السياح من عدم توافر بعض الخدمات السياحية على ضفاف وادي ضيقة الرائع الجمال، كالمظلات ودورات المياه... وغيرها.
أحد الشباب يقترح تسوية الرمال، واستثمار ظلال الأشجار الواقعة بالقرب من مسار فلج حيل الغاف، لتكون حديقة طبيعية، يُقام فيها مقهى لخدمة السياح، ومحل لبيع منتجات الموسم: المانجو والرطب والموز والفيفاي... وغيرها.
هذا الشاب أيضًا يُطَالب بوضع لوحة إرشادية بالقرب من "جبة العيد"، تُرشِد السياح إلى عدم السباحة فيها لخطورتها، وكون أرضيتها طينية لزجة، يصعب السباحة فيها؛ حيث لُوْحِظ تكرار حوادث الغرق فيها على مرِّ السنوات الماضية.

الجمعة، 21 مايو 2021

النمو الأخضر

النموُّ الأخضر أَحَد الأهداف العالميَّة للتنمية المستدامة 2030، التي أكَّدت عليها منظمة الأمم المتحدة ضمن مجموعة من الأهداف التنموية، والتي تسعى الدول لتحقيقها في العام 2030، ضمن إستراتيجياتها وخططها التنموية.
لقد بَرَز مصطلح "النمو الأخضر" كثيرا هذه الأيام، بعد أن اكتوَى العالم -خاصة الدول الصناعية- من تأثيرات العمليات الصناعية والاقتصادية على البيئة، والتغيُّرات المناخية، وتوفير الأمن الغذائي؛ كون التنمية قائمة أساسا على الإنسان وحسن استثماره لخيرات البيئة التي يعيش فيها، والحفاظ على النظام الأيكولوجي واستدامته؛ فهناك علاقة مُهمَّة بين التنمية الإنسانية المستدامة ومكونات وعناصر البيئة.
هناك أيضًا مصطلح "التسويق الأخضر" والذي أصبح متداولا في الأوساط التجارية والاقتصادية، كمصطلح تسويقي؛ حيث يلزم تقديم منتجات صحية ونظيفة، مطابقة للمواصفات والمقاييس، وتحترم القيم البيئية والمسؤولية الاجتماعية، وتحافظ على كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، وتساعد المستهلك على اتخاذ قرارات شرائية رشيدة، بعيدا عن الاستغلال والغش والخداع والتأثيرات البيئية السلبية.
النموُّ الأخضر في السلطنة كانَ مُرتكزًا مُهمًّا للتنمية الإنسانية في مختلف خططها التنموية، وهو اليوم أحد المحاور المهمة في رؤية "عُمان 2040" (بيئة عناصرها مستدامة).. ولتحقيق هذا التوجه، نحن بحاجة لتكامل مُؤسِّسي ومجتمعي بين كافة شركاء التنمية الإنسانية في عُمان، وقبل أنْ يكون سلوكًا اقتصاديًّا رشيدًا للشركات الصناعية، من المهم جدًّا أيضا أن تغرس مثل هذه المفاهيم والقيم في نفوس النشء، من خلال توجهات الإعلام، ومساقات التعليم في مراحله المختلفة.

الخميس، 20 مايو 2021

نعمة جُلّى

من ذكريات موسم الصيف أيام زمان، وقبل دخول خدمة الكهرباء، اعتماد الكثير من الناس على وسائل بسيطة في التغلب على موجات الحر الشديدة، ومكافحة حشرات الصيف؛ فالبيوت إمَّا بالطين، أو من سعف النخيل، وهي بطبيعتها وبتصاميمها الهندسية العُمانية البحتة لها القُدرة على التكيُّف مع ظروف الطقس وتقلبات الجو؛ فتجدها في الشتاء دافئة، وفي الصيف مُقَاوِمة للحرارة؛ نظرا لإمكانية تداخل الهواء في مُختلف أجزاء المنزل.
أيَّام زمان كان الناس يُفضِّلون المبيت في فناء المنزل، أو على السطوح المزينة بالشخال، وهُناك من يُقيم مكانا خاصا لذلك يُسمى "السجم"، وهو عبارة عن أربعة قوائم من الرواجل وأعمدة من الجذوع، ويفرش عليها الدعون، ويكون للسجم درج خاص، وجميع أجزاء السجم ومُكوناته من جذع النخلة وأغصانها، فيما يفضل أهل الساحل النوم على الشواطئ؛ حيث الرمال الناعمة والهواء العليل.
فتجد الجميع -قبل حُلُول المساء- يُشعل السراج أو القنديل، ويهيئ المكان بفرشه حتى يبرد، وفي شدة الحر يُرَش بالماء للحُصُول على سرير مكيف ومريح عند هُبوب الكوس المنعشة، كما أنَّ الطل في الليل والندى في الصباح الباكر يرطب هذه الفرش برذاذ ماء مُنعش، يجعل الجسم مُنتعشا طوال المساء، فيما التلويح بالمشبة، أو المهفة، أو الملهبة مع بداية المساء يكسب المكان راحة وسكينة.
ولمكافحة حشرات البعوض، تُستخدم وسيلة تُسمى "البشانة" أو "الناموسية"، ولها ألوانٌ مُتعددة أغلبها الأبيض والأصفر والأزرق والأخضر، وهي عبارة عن قماش يوضع على سرير النوم، ويُرفع على أربعة قوائم على شكل خيمة، لكنها مُربَّعة أو مستطيلة الشكل، ويكون سرير النوم في وسطها، والبشانة تصد الحشرات الطائرة والصغيرة من النفاذ إلى سرير النوم، بحُكم فتحاتها الضيقة.
النائم في تلك المساءات الجميلة، يعيشُ متعةً نفسية وفكرية وهو يَرى مشاهد الطبيعة على طبيعتها؛ فالنجوم ببريقها تتلألأ في السماء، والقمر بنوره الساطع ينعكس على الأجساد البشرية بحنية وحب، ونسمات الهواء تراقص أغصان الشجر، وسط حكايات جميلة تسردها الأم لأبنائها، والجدة لأحفادها، حتى يخمد الجميع لسلطان النوم.
اليوم، لم يُدرك الجيل الجديد تلك الأيام، فنِعْمَة الكهرباء نعمة جُلّى، عمَّت كل أرجاء عُمان، البيوت في قمم الجبال وبطون الأودية وفي الصحراء والكثبان الرملية مزدانة بالإضاءة وهبوب المراوح، وهدير المكيفات وبرودة الثلاجات، وعلى الرَّغم من تناثُر البيوت في تلك الأمكنة، إلا أنَّ الكهرباء مَوجُودة في كلِّ بيت.
فِي هَذا الصَّيْف الحَارق، تذكَّروا أنَّ هناك من يعمل لَيلَ نهار من أجل أن يَنعَم الجميعُ بهذه الخدمة الحيويَّة دُون انقطاع.. فلَهُم جزيلُ الشكر والامتنان.

الجمعة، 7 مايو 2021

فَيْض الخير

اللَّهم في هذا اليوم المبارك، والغيث ينهَمِر بكرمٍ ورحمةٍ منك، احفظ وطننا، ووفق سلطاننا.. اللهم أسبغ علينا نعمتك وفضلك وتوفيقك.

قريَّات الآن

 

تغتسل بالمطر..
البحر هادئ، والرياح ساكنة، والأجواء رمادية ممطرة..
جعلها الله سُقيا خير.

غَيْث


الرعد ينهم من بعيد..
والأرض تهتزُّ فرحًا بمقدم الغَيْث..

مشهد من الذاكرة

سَمِعتُ ذاتَ مرَّة مَعَالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري يتحدث عن ذكريات فترة توليه وزارة التربية والتعليم: أنه بينما كان الموكب السامي لجلالة السلطان قابوس -رحمه الله- في طريقه من محافظة الداخلية إلى محافظة ظفار، توقَّف الموكب فجأة في ولاية هيما بمحافظة الوسطى، وصدرت الأوامر حينها بإحضار وزير التربية والتعليم، الذي كان من ضمن ذلك الموكب، وبعد أن مَثل معاليه أمام المقام السامي لجلالته، أمره بإنشاء مدرسة في ذلك المكان، ثم واصل الموكب طريقه إلى محافظة ظفار. كان حينها ذلك المكان عبارة عن صحراء جرداء، مُترامية الأطراف.
بعد أن تم إنشاء تلك المدرسة، تهافت عليها طلاب العلم من كل صوب في تلك الصحراء، "وكأنها تهافُت الظمآن على الماء"، فتغيَّرت معالم ذلك المكان، وكأنه مدينة حضرية.
اليوم.. وأنا أُشَاهِد برنامج "ليل مسقط"، الذي يبثه تليفزيون سلطنة عُمان في هذه الأمسيات الرمضانية الجميلة، أَبْهَرني ذلك اللقاء الذي أجراه الإعلامي القدير موسى الفرعي مع أحد سكان تلك الولاية الصحراوية، الحاصل على الدكتوراه في مجال القانون والعلوم السياسية، وعند تأمُّلي لحديثة وذكرياته مع الدراسة والبيئة الصحراوية، كانت تلك الذاكرة القابوسية مَاثِلة في هذا المشهد؛ فقد كان التعليم ونشرُه أهم ما كان يشغل بال جلالته في بداية عهده المبارك.
رحمك الله يا قابوس.. رحمك الله.

الخميس، 6 مايو 2021

الأفلاج العُمانية

الأفلاج العُمانية لها تاريخٌ عريق؛ هي تجسيد لعبقرية الإنسان العُماني في مجال المعرفة، والاقتصاد، وعلم الاجتماع، والهندسة، والإدارة، والاستثمار الزراعي.
وتُعد الأفلاج العُمانية أيضا إحدى الأنظمة المائية النادرة في العالم، ولها مقومات حضارية وإنسانية عديدة في المجال الاجتماعي والاقتصادي والإداري والفني والهندسي والفكري.
ولعراقتها، تم إدراج خمسة أفلاج عُمانية بقائمة التراث العالمي بمنظمة الأُمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) تقديرًا لمكانة وأهمية وتاريخ الأفلاج في عُمان.
وهذه الأفلاج هي: فلج دارس بولاية نزوى، فلج الخطمين بنيابة بركة المُوز بولاية نزوى، فلج الملكي بولاية إزكي، فلج الميسر بولاية الرستاق، فلج الجيلة بنيابة طيوي بولاية صُور.
هناك الآلاف من الأفلاج في مختلف ولايات السلطنة، وهي لا تزال تعمل بطريقتها القديمة، وكثيرٌ من المياه في هذه الأفلاج يتم إدارتُها بطريقة غير اقتصادية، مُقارنة بالظرُوف المائية الحالية، وقيمة العائد من استثمارها في المجال الزراعي.
لهذا؛ من المُهم جدا التفكير في دراسة آليات حديثة ومنظمة للاستفادة من مياه الأفلاج بطريقة اقتصادية وأكثر كفاءة وفاعلية مما هو عليه الواقع الحالي، وربط ذلك بالعائد وفق دراسات علمية ومعايير واضحة وأهداف معلنة، مع المحافظة على مقوماتها التاريخية.
وذلك انطلاقًا من مبدأ أن المياه ثروة وطنية، والاستغلال الأمثل لها واجبٌ وطني وإنساني، والمُحافظة على مكانتها، وديمومتها، واستمراريتها، مسؤُولية اجتماعية.
ومن المُهم جدًّا أيضًا تضمينها في المناهج الدراسية، والمساقات العلمية في الجامعات، ومراحل التعليم المختلفة؛ لتبصير الأجيال القادمة بأهميتها.
تجربة جامعة نزوى في هذا المجال تستحقُّ الإشادة والتقدير، فقد كان آخرها تأسيس كرسي "اليونسكو" لدراسات الأفلاج، الذي كلف به الأستاذ الدكتور عبدالله بن سيف الغافري، وهو أحد الكوادر العُمانية النشطة في هذه الجامعة الفتية.

الاثنين، 3 مايو 2021