الأفلاج العُمانية لها تاريخٌ عريق؛ هي تجسيد لعبقرية الإنسان العُماني في مجال المعرفة، والاقتصاد، وعلم الاجتماع، والهندسة، والإدارة، والاستثمار الزراعي.
وتُعد الأفلاج العُمانية أيضا إحدى الأنظمة المائية النادرة في العالم، ولها مقومات حضارية وإنسانية عديدة في المجال الاجتماعي والاقتصادي والإداري والفني والهندسي والفكري.
ولعراقتها، تم إدراج خمسة أفلاج عُمانية بقائمة التراث العالمي بمنظمة الأُمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) تقديرًا لمكانة وأهمية وتاريخ الأفلاج في عُمان.
وهذه الأفلاج هي: فلج دارس بولاية نزوى، فلج الخطمين بنيابة بركة المُوز بولاية نزوى، فلج الملكي بولاية إزكي، فلج الميسر بولاية الرستاق، فلج الجيلة بنيابة طيوي بولاية صُور.
هناك الآلاف من الأفلاج في مختلف ولايات السلطنة، وهي لا تزال تعمل بطريقتها القديمة، وكثيرٌ من المياه في هذه الأفلاج يتم إدارتُها بطريقة غير اقتصادية، مُقارنة بالظرُوف المائية الحالية، وقيمة العائد من استثمارها في المجال الزراعي.
لهذا؛ من المُهم جدا التفكير في دراسة آليات حديثة ومنظمة للاستفادة من مياه الأفلاج بطريقة اقتصادية وأكثر كفاءة وفاعلية مما هو عليه الواقع الحالي، وربط ذلك بالعائد وفق دراسات علمية ومعايير واضحة وأهداف معلنة، مع المحافظة على مقوماتها التاريخية.
وذلك انطلاقًا من مبدأ أن المياه ثروة وطنية، والاستغلال الأمثل لها واجبٌ وطني وإنساني، والمُحافظة على مكانتها، وديمومتها، واستمراريتها، مسؤُولية اجتماعية.
ومن المُهم جدًّا أيضًا تضمينها في المناهج الدراسية، والمساقات العلمية في الجامعات، ومراحل التعليم المختلفة؛ لتبصير الأجيال القادمة بأهميتها.
تجربة جامعة نزوى في هذا المجال تستحقُّ الإشادة والتقدير، فقد كان آخرها تأسيس كرسي "اليونسكو" لدراسات الأفلاج، الذي كلف به الأستاذ الدكتور عبدالله بن سيف الغافري، وهو أحد الكوادر العُمانية النشطة في هذه الجامعة الفتية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.