سَمِعتُ ذاتَ مرَّة مَعَالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري يتحدث عن ذكريات فترة توليه وزارة التربية والتعليم: أنه بينما كان الموكب السامي لجلالة السلطان قابوس -رحمه الله- في طريقه من محافظة الداخلية إلى محافظة ظفار، توقَّف الموكب فجأة في ولاية هيما بمحافظة الوسطى، وصدرت الأوامر حينها بإحضار وزير التربية والتعليم، الذي كان من ضمن ذلك الموكب، وبعد أن مَثل معاليه أمام المقام السامي لجلالته، أمره بإنشاء مدرسة في ذلك المكان، ثم واصل الموكب طريقه إلى محافظة ظفار. كان حينها ذلك المكان عبارة عن صحراء جرداء، مُترامية الأطراف.
بعد أن تم إنشاء تلك المدرسة، تهافت عليها طلاب العلم من كل صوب في تلك الصحراء، "وكأنها تهافُت الظمآن على الماء"، فتغيَّرت معالم ذلك المكان، وكأنه مدينة حضرية.
اليوم.. وأنا أُشَاهِد برنامج "ليل مسقط"، الذي يبثه تليفزيون سلطنة عُمان في هذه الأمسيات الرمضانية الجميلة، أَبْهَرني ذلك اللقاء الذي أجراه الإعلامي القدير موسى الفرعي مع أحد سكان تلك الولاية الصحراوية، الحاصل على الدكتوراه في مجال القانون والعلوم السياسية، وعند تأمُّلي لحديثة وذكرياته مع الدراسة والبيئة الصحراوية، كانت تلك الذاكرة القابوسية مَاثِلة في هذا المشهد؛ فقد كان التعليم ونشرُه أهم ما كان يشغل بال جلالته في بداية عهده المبارك.
رحمك الله يا قابوس.. رحمك الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.