الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

متحف بيت الغشام

متحف بيت الغشام.. يعدُّ نقلة نوعية في مجال استثمار الثقافة وروافدها؛ وتوجهًا رائدًا للقطاع الأهلي بالمساهمة في هذا القطاع.

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

عُمان تتقدَّم.. شكرا مدارسنا

نَتَائج التقدُّم العلمي دوليًّا لطلاب مدارس السلطنة في مادتيْ الرياضيات والعلوم، مَفْخَرة لنا كعُمانيين. نَأمَل أن تُشرح تلك النتائج بطريقة مبسطة ليستوعبها كل أطياف المُجتمع.. شكرا للعاملين في قطاع التربية والتعليم على هذه الجُهُود المثمرة؛ وعلى رأسهم المعلم.

إنجاز حضاري

تابعتُ مَرَاحل إنشاء مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض. اليوم، شعُرت بفخر بإنجاز هذه المشرُوع الوطني الحضاري.

مُلاحظة

الدكتُور وائل الحراصي أثَار نقطة حول هذه العبارة مع المتحدثين في ندوة ضمن فعاليات "تنفيذ"، هذا المساء، بحضور ومُشاركة سعادة طلال الرحبي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط.
النُّقطة نبَّهت عنها هذا الصباح المنظمين للبرنامج، فهُناك فارق شاسع في التخطيط الإستراتيجي بين الأهداف ونقاط القوة؛ فموقع السلطنة الإستراتيجي يُشكل ميزة ونقطة قوة وليس هدفا. وبعد النقاش والحُوار، اتَّضح لهم أن هُناك خطأ عند ترجمة العبارة من الإنجليزية إلى العربية؛ فليتهم عدَّلوها في حينها، بدلًا من اللغط الذي سمعناه في الندوة أمام جمع كبير من الحضور.

"تنفيذ"

مَا يُميِّز برنامج "تنفيذ" هو الأخذ بمفهُوم التركيز؛ وهي نظرية اقتصادية وتسويقية عصرية؛ فالتركيز على تنفيذ قطاعات مُحدَّدة يُسهم في ضمان تنفيذها، وتوجيه الجُهُود لتحقيقها.
كَمَا شعرتُ من خلال اطلاعي على المُبادرات المطروحة في برنامج "تنفيذ"، بتضافُر وتكامل جُهُود كافة القطاعات من أجل تحقيق أهداف قصيرة ومُتوسطة المدى؛ وهي سمة طيبة وفق فيها المبادرون والمشاركون في تنفيذ، لأن الخُطط الإستراتيجية طويلة المدى في ظل المتغيرات السريعة اقتصاديًّا؛ وتطور المعرفة المتنامي، تواجه بعض التحديات في تحقيقها.

تحية لجامعة نزوى

مَا أُثِير عن جامعة نزوى لا ينبغي أن يحدث.. تحية لإداراتها وطاقمها الإداري والعلمي على جُهُودهم وتضحياتهم من أجل نشر نور العلم والمعرفة.
نَحْنُ بحاجة لتضامن المُجتمع مع مُؤسساته مهما كانت الظرُوف.

البرنامج الوطني للتنويع الاقتصادي

تحيَّة للجُهُود المبذولة من أجل خلق قطاعات واعدة لتحقيق التنويع الاقتصادي.
مَسْألة إشراك المُجتمع في صناعة ورسم الإستراتيجيات والخُطط الاقتصادية والوطنية، لها تأثير مباشر وغير مباشر في دعمها وتنفيذها، والمُشاركة في تحمل نتائجها.

الاثنين، 28 نوفمبر 2016

هو من طين

ذِكْرَيات ليالي الشتاء الباردة، حينما تلتف الأجساد حول الصيريدان والكانون؛ وتدفع جدران الطين مشاعر الدفء والسكينة على كل الكائنات.

الذهب الأسود

الدول المنتجة للنفط ستُعيد نظرتها في تدفقات الذهب الأسود في الأسواق العالمية، هُناك بوادر إيجابية تلُوح في الأفق في هذا الاتجاه قريبًا إن شاء الله، وستتعافى أسعار النفط قريبا، ولو بالقدر اليسير تدريجيًّا.

الخميس، 24 نوفمبر 2016

الثقافة الوطنية يمكن استثمارها كمورد اقتصادي


تُشكل الثقافة الوطنية وروافدها الحضارية والتاريخية، اليوم، صناعة راقية؛ وتُسهم بمردُود إيجابي ومهم جدا كأحد روافد الاقتصاد الوطني.
لَقَد تأملتُ، خلال الأيام الماضية، الحراك السياحي للمُواطنين والسياح الزائرين لجوهرتنا الجميلة عُمان، وتحاورتُ مع عدد منهم؛ فوجدتُ ذلك العشق المتنامي للسياحة الثقافية لعُمان، وقراها، وواحاتها الطبيعية، وتضاريسها المتنوعة والمتباينة.
كُنت في المتحف الوطني العُماني بقلب مدينة مسقط العامرة؛ فهالني ذلك الإقبال منقطع النظير على زيارة هذا المتحف الراقي بتنظيمه وتنوع محتوياته؛ فكان مزدحمًا بالسياح من داخل عُمان ومن مُختلف دُول العالم.
اليوم، نحنُ بالفعل بحاجة لجهة ومظلة واحدة تشرف على قطاع الثقافة الوطنية، بفُرُوعها ومُكوناتها المُختلفة، تهتمُّ بتسويق ثقافتنا ومعالمها بطرائق عصرية أكثر مما هي عليه الآن.
ووُجُود رُؤية إستراتيجية للثقافة؛ تقوم على أسس ومُرتكزات تنموية ووطنية واقتصادية ثابتة ومرنة، تتناسب مع متغيرات العصر وظرُوف البيئة والزمان، وتأخذ في الاعتبار الفوارق الزمنية والفكرية بين الأجيال؛ أصبح ضرُورةً ملحةً من أجل استثمار حقيقي لهذا المورد المهم، الذي لا ينضب أبدا.

الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

جائزة للرقي بالإبداع الإنساني

نُبَارك للفائزين بجائزة السلطان قابُوس للثقافة والفُنُون والآداب. الجائزة فتحت آفاقا رحبة نحو الرقي بالإبداع الإنساني في عُمان والعالم العربي.

إبحار في ظل راية وطن

يقتفي خيرات البحر؛ تظلله راية بلاده، ليعيش لحظة فرح بذكرى عزيزة على قلبه.

سفينة تمشي الهُوينا

تَمشي الهُوينا مُختالة؛ تعزفُ سيمفونية التراث، شاقة بصدرها الخشبي عنفوانَ الموج وسفي الرياح، هُناك في لجة البحر؛ حيث الزرقة على مد البصر.

برنامج "حُوارات في التربية"

استمعتُ، هذا المساء، إلى برنامج إذاعي "حُوارات في التربية"، يحمل جوانب مُهمة في مجال التربية والتعليم، بطريقة شائقة وجميلة، ويتضمَّن حُوارات رائعة تفيد الطالب وولي أمره والمُجتمع أيضا.
أتمنَّى أن تعمل وزارة التربية والتعليم على تكثيف نشر حلقاته وإعادتها عبر وسائل التواصل الإلكترُونية، لتعُمَّ الفائدة أكبر شريحة ممكنة من المُجتمع.
كُل الشكر للقائمين على إعداد وتنفيذ هذا البرنامج الرائع.

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

خفاقة دوما في السماء

عُمان تزهو بأيام ٍمجيدة في هذا العهد الزاهر المشرق

أرضٌ لا يُفارقها الضوء أبدًا

سلَّم اللهُ اليمن

أسعَدَنِي خبرُ توقف الحرب في اليمن.. حَفِظ اللهُ اليمن وأهلها الكرام.

شهر المُنجزات الوطنية العظام

مسقط ترتدي حُلة الفرح والبهجة؛ بمناسبة نوفمبر المجيد.. حَفِظ الله عُمان وقائدها المُلهم البار؛ الذي ضَحَّى بجل عمره من أجل الرقي بالوطن والمُواطن، حفظه اللهُ ومتعه بالصحة والعافية. وكل عَام وأنتم بخير، وإلى العُلا دومًا يا وطني.

تعزيز دور المرأة

تَابعتُ الجلسة النقاشية التي استضافتها جمعية المرأة العُمانية بالقرم، بمُشاركة نخبة من المختصين والمهتمين بتعزيز دور المرأة في المُجتمع.
مَا استوقفني مُدَاخلة بعض المشاركين في هذه الحلقة المثرية؛ قائلاً: إن ثقافة المُجتمع لا تساند أو تدفع بالمرأة؛ مما يولد لديها التراجع والتردُّد في الدُخُول إلى مجالات الحياة. فيما يَرَى آخر أنَّ المرأة بطيئة التعليم عن كل ما يجري في المُشاركة السياسية.
الأمر في غاية الأهمية، ويحتاج إلى تمعُّن ودراسة في هذين القوليْن، على الرغم من اختلافي معهما في ذلك من خلال قراءة واقع المرأة على مسار تاريخها المجيد.

صخرة بيضاء يحملها الماء

طافية؛ يحملها الماء، تسفيها نسمات الريح، تدغدغها خيوط ضوء الشمس، لتبدو صخرة بيضاء مشرقة، وعلامة محبة وسلام للعابرين إلى الضفة الأخرى من البحر.

ذاكرة

هذه الصورة لها ذكريات جميلة، وهي جانب من حفل افتتاح القرية التراثية بولاية قريات يوم الخامس عشر من شهر نوفمبر عام 1993م بنادي قريات، تحت رعاية معالي السيد المعتصم بن حمود البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ مسقط في تلك الفترة، كنت حينها موظفا في مكتب الوالي ورئيسا للجنة الثقافية والفنية بنادي قريات. جسدت تلك القرية الحياة الاجتماعية قديما في مختلف البيئات، إضافة إلى جميع الحرف التقليدية والفنون الشعبية والعادات والتقاليد التي تشتهر بها قريات، وقد حظيت بتغطية إعلامية محلية وعالمية. 
وبنيت محتويات القرية وتقسيماتها من سعف النخيل والطين ومواد تقليدية على ملعب النادي بالساحل، وبنفس الطريقة التي كانت تبنى فيها الحارات القديمة في قريات، وشارك في إنجاز هذا المشروع عدد كبير من أبناء الولاية، وصاحبها أيضا إقامة مهرجان بحري كبير.
وكان من يمن الطالع بأن أعلن جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- في ذلك العام وبمناسبة العيد الوطني المجيد في الثامن عشر من نوفمبر المجيد ليكون عام 1994م عاما للتراث، الأمر الذي شجع على إقامة فعاليتها للمرة الثانية في عام 1994م في نفس المكان، ومن ثم تكرر إقامتها في أعوام لاحقة بحديقة القرم الطبيعية بتنظيم من محافظة مسفط. وكانت الفكرة أن تنشأ قرية ثابتة للحرفيين في مخطط على مدخل الولاية، يمارسون فيها الحرف، ومن خلالها يتم تسويق منتجاتهم، وتم حجز قطعة أرض لهذا الغرض بمباركة من الجهات المختصة، ونأمل أن ترى النور في المستقبل.
وعندما تبنت بلدية مسقط إقامة مهرجان مسقط في حديقة القرم الطبيعية شكلت فكرة فعاليات هذه القرية النواة للقرية التراثية في مهرجان مسقط بتفاصيلها المختلفة، والذي بدأ لأول مرة في العام 1998م، حيث يشكل أبناء ولاية قريات العدد الأكبر من المشاركين في هذه القرية، خاصة في الأعوام الأولى للمهرجان، وهي ما زالت مستمرة سنويا مصاحبة للمهرجان، وفي تطور مستمر. 
وقد اسهمت هذه القرية في إحياء التراث وتعريف الأجيال بالموروثات العمانية وبمختلف الحرف التقليدية. وفي كل عام أزور فعاليات القرية التراثية في مهرجان مسقط تعود بي الذاكرة إلى أيام لا تنسى، نسأل الله التوفيق للجميع.

الاثنين، 14 نوفمبر 2016

إلى العُلا دومًا يا وطني

ارتقاء الفكر

مَسَالك الفكر الإنساني لا تَرْتَقي إلا بحُضُورٍ نفسيٍّ مُستقر.

إشراقة قمر 14.. في ليلة بدر مكتمل

ظل


يَبْدُو البحر أكثر زرقة


المُوتِيف.. على عهدها لا تزال مزهرة بالعطاء

تجليات إلى السماء

طائر على غصن يابس

أيُّها الطائر الأسمر؛ المتبتل
لا تحزن 
سيهطل المطر
سيخضر العود اليابس من جديد
سينشر الفرح
ونسائم الشتاء والمحبة والسلام
على كلِّ الكائنات.. نعم على كل الكائنات

الأحد، 13 نوفمبر 2016

ضريبة القيمة المضافة

توجُّه دُول مجلس التعاوُن الخليجي لفرض ضريبة القيمة المضافة على بعض السلع والخدمات، يحتاج إلى تهيئة مُجتمعية، ودراسة متعمقة للوضع الاقتصادي والاجتماعي للمُجتمع.

الحياة كفاح

أحمد.. شابٌّ عُمانيٌّ من ولاية الحمراء، لا يتجاوز عمره 30 عاما، أنهى دراسته، وقرر أن يعمل كمرشد سياحي، التقيته هذا المساء بصحبة فوج سياحي من ألمانيا وسويسرا، بعد نزوله من الحافلة برفقة ضيوفه، أخذ يشرح لضيوفه عن المكان ومعالمه، يتحدث مع الجميع بحماس منقطع النظير، فيما ضيوفه في انسجام تام مع حديثه، والابتسامة والسعادة تغمرهم جميعًا بما يسمعونه ويشاهدونه.
بَعدما أنهى شرحه، ترك ضيوفه يتجولون ويتأملون في جمال المكان ومُنجزات الإنسان.
حييته، وشددت على يديه، فسألته عن مدى راحته في المهنة التي يعمل فيها؟ قال: مهنة ممتعة، إضافة إلى ربحيتها فهي وسيلة للتعارف وتبادل المعارف والثقافات مع شخصيات من مُختلف العالم. يضيف: أنا أعمل بصفة شخصية؛ حيث أتعاقد مع كُبريات الشركات السياحية في السلطنة، لنتولى تنظيم برامج سياحية إلى مُختلف ولايات السلطنة، للتعريف بمعالمها: الطبيعية، والتاريخية، والسياحية، والتراثية.
سألتُه: بأي لغة تحدِّث ضيوفك؟ قال: بلغتهم الأم، الألمانية. فقد تعلمتها من خلال دراسة في ألمانيا، وها أنا أستثمر ما تعلمته في خدمة بلدي، والعمل في مجال السياحة يعتمدُ على بناء علاقات مع شركات السياحة، وهُناك الكثير من السياح أيضًا يتصلون بنا من خلال توصيات من أصدقاء لهم سبق وزاروا السلطنة، وبدورهم يسوِّقون مشاهداتهم وانطباعاتهم عن السلطنة لغيرهم، وهي وسيلة فاعلة للتسويق السياحي؛ فترك انطباع طيب في نفس السائح ضرُورة حتمية.
سألته: وما هي أهم انطباعات السياح التي يتحدثون بها معكم؟ قال: أهم ما يشيد فيه السياح للسلطنة هو شعورهم بالأمن والاطمئنان، إضافة لطيبة الشعب العُماني وكرمه وحسن تعامله مع السائح، كذلك إعجابهم بتنوع البيئة والمعالم الطبيعية والتراث.
ودَّعتُ أحمد ليُواصل مشرُوعه في خدمة بلده، متمنيا له التوفيق في حياته؛ فالحياة كفاح.

ضياء قمر


للزهر تحيَّة.. لا تعرف اختلاف الكائنات

السبت، 5 نوفمبر 2016

أول طريق للسيارات في عُمان





عقبة ريام.. أوَّل طريق للسيارات؛ يتم سفلتته في عُمان يربط مدينة مسقط بمطرح.. يستحق استثماره سياحيًّا لموقعه على حافة جبلية سمراء، من صخور قاع المحيط؛ التي لا تجد مثيلًا لها على السطح في العالم إلا هنا في مسقط العامرة.

ذكريات شاوي (راعي) لأيام زمان

يركَب حِمَاره مُتوجها إلى السوق. يتلمس الخرج ليطمئن على غرشة السمن. يربط الحمار في غافة السفافير. يحمل الغرشة بتؤدة. يدخل بها إلى عمق السوق.
يبتسمُ إلى التاجر؛ هذا سمن غنم طازج، اليوم تم قشده. يجيبه التاجر: شوف تلك الغرش المصفوفة على دكانية الدكان. يجيب: نعم أشوفها. يجيبه التاجر: كلها سمن غنم؛ السمن فايش كما تشوف.
ينظر إلى الأرض، يحتضن غرشة السمن ويخرج بها من السوق. يمسك خطام حماره، ويدحض (يسكب) السمن تحت جذع الغافة.
يعتَلِي حماره عائدا إلى مجلاص، مُسَامِرًا جبل السعتري.

تناغُم


صخرة بيضاء طافية فوق الماء

أيَّتها الصخرة الرابضة على سطح الماء.. ها أنا أعود إليك محملا بالشوق.

إطلالة مقمرة



عندَما يبزُغ القمر في سماء المزارع المزدانة بالخضرة والجمال.

تأمُّلات مسائية



الشمس تعلن الغروب مودعة؛ فها هي أشعتها الذهبية تحتضنها قمم الجبال، الحارسة لتلك المياه المتدفقة بين فوالقها، لتعانق بدورها ذلك السد العملاق في وادي الخير.. وادي ضيقة.

ضاحية الطعام

يستيقظُ قبل بزوغ الفجر، مع صياح الديك بصوته الموسيقي البهيج. يتلمس فراشه الممدود في فضاء الحوش. ينظر إلى السماء، يرسم حُلما بعيدا في مخيلته. ينهض مُسْرِعا نحو ضاحية القت، المنحنية أعواده بتواضع نحو الأرض. يلمس تلك الأعواد المبللة بماء الطل. تتمايل مختالة بلون زهرها الأشهل، التي يفوح منها رائحة الزهر المعطر بذرات المطر. يجز أعواد القت بالمجز، ممسكا بقبضة منها في راحة يده. تنحني تلك الأعواد طواعية لتنام بين يديه. يهزها لينفض عنها الماء. تهتز بحركة راقصة لتعود بعدها في كومة بوسط الجلبة.

الجمعة، 4 نوفمبر 2016

قلم

لَا أَدري ما سَبب تمسُّك الكثير من المعلمين بالقلم الأحمر عند تصحيح واجبات الطلاب، خاصة في المراحل التأسيسية الأولى

ذكريات صُورة


الصُّورتان لهما ذكريات تستحق التأمل:
الأولى تعود إلى العام 2014م:
في ظهيرة يوم جمعة بعد الصلاة، توجهت وحيدا إلى موقع يتوسط مدينة قُريات، عبارة عن كثبان رملية نسميها الكتل أو الكتول، تزهو بأشجار من الغاف المعمرة، والأشجار المزهرة، والنباتات الحولية الفواحة، أضف إلى ذلك أنَّ تلك الكثبان الرملية تُشكل أيضًا سدا مانعا لمياه الأودية والبحر من التوغل إلى قرى عفا والجنين وما جاورها.
ذلك المكان له ذكرى في سن طفولتي، فكان مرعى ومسرحا للأغنام والماشية والحيوانات الفطرية الأخرى كالغزلان، وموردا لمياه الشرب، فرماله الناعمة الفضية تختزن مياه المطر في الأيام المطيرة، فكنا نحفر في تلك الرمال بأعماق بسيطة للتزود بالمياه العذبة الفرات.
كان الوُصُول إليها يحتاج إلى عبور مجرى مائي يمتد كلسان عميق من البحر إلى المعلاة على مشارف الجنين في جهتها الجنوبية، فهو مصب مياه وادي المسفاة، وفيه تتمُّ ظاهرتا المد والجزر لمياه البحر، وهو أيضًا غني بالمسطحات السبخية والنباتات البحُرية والكائنات الطينية الرخوية والدقيقة.
كَان عُمرِي حينها لا يتجاوز العاشرة، عبرتُ حينها الخور على ظهر حمار أبيض شديد الجمال للتزود بالمياه. تزودت بالماء، وأثناء عودتي كانت المفاجأة، فقد تغيرت معالم الخور، فالمياه تملأ المجرى، فعبرت مغامرا، وإذا المياه تصل إلى عنق الحمار وظهره، تماسكت جيدا بظهره محاولا تحفيزه على العبور، وبعد مشقة تجاوزت الخطر ووصلت البيت بسلام.
المهم.. قرَّرتُ في العام 2014م زيارة تلك الكثبان لسبب: وهو محاولة توثيق المكان بالصور؛ لكونه سيتحول إلى مخطط سكني، وكذلك للتأمل والتمعُّن فيه بعد سنوات طويلة من الانقطاع بهدف الكتابة عن مكانته الطبيعية ضمن محتويات كتاب أصدرته عن قُريات.
توغَّلت في عمق تلك الكثبان بسيارتي، فالمكان كان موحشا ورائعا كأنك في عالم آخر بعيدا عن ضجة المدينة، لا تسمع إلا حركات الدواب وحفيف الشجر وسفي الرياح للرمال وتغريدات الصفاردة وهديل الحمام وزقزقة الصناصرة والعصافير.
واجهتُ صعوبةً في التوغل بالسيارة بسبب ارتفاع كثبان الرمل، فقررتُ العودة إلى نقطة البداية، كان الطريق ضيقا بين رمال ناعمة متنقلة، حاولت تعديل مسار السيارة وإذا بها تغوص في الرمل، حاولت مرة ثانية وثالثة ورابعة دُون فائدة، نظرتُ إلى هاتفي لطلب النجدة والمساعدة وإذا بطاريته قد انتهت، كانتْ الحرارة في عزِّ الظهيرة قوية، فقررت المشي لطلب المساعدة.
مشيتُ مسافةً بين تلك التلال المتموِّجة ذات المنظر الجميل حتى وصلت سيف البحر، فلمحَني شابٌّ فسلم علي، معقوله! عمِّي صالح، فقصصتُ عليه القصة. قال: تصدق عمي صالح عندما ظهرتْ من وراء الكثبان خفت. قلت له: كيف تخاف. قال: حسبتك مغيب أو ....، وبعد ما ظهرت ملامحك وعرفتك ارتحت وهدأ قلبي.
ركبتُ معه للبحث عمَّن يُخرج السيارة من تلك الرمال المتحركة، قصدنا أولاد الرندي؛ فلي معهم قصة أيضًا في وادي ضيقة مع ضيوف أجانب في زيارة لتغطية إعلامية لوادي ضيقة في بداية التسعينيات من القرن الماضي، وكانت لهم وقفة في إخراج سيارتنا من حفرة عميقة سقطنا فيها في مجرى الوادي بين الخبيل والمزارع على مشارف الحصن.
لم نجدهم في ورشتهم، فأخذنا القنص، وبحثنا عن معدة شيول أو جي.سي.بي، فوجدنا أحد الوافدين، فاستثمر أو استغل حاجتنا بطلب أجرة مبالغ فيها، فرضخنا لطلبه، فالحاجة كما يقال مسودة وجه، فركبنا على ظهر تلك المعدة للوُصُول للمكان، كانت تغلي بنا صعودا وهبوطا بين الكثبان، حتى وصلنا المكان قبل حُلُول المساء، فتم إخراج السيارة وإذا بها على غير عادتها، فمحركها على غير طبيعته وقوته، وكذلك الإطارات، فتم عرضها على وكالة السيارات، فطلب ضرُورة إجراء عملية جراحية لها، ولمواضع أخرى في السيارة.
فتمَّ تنزيل محركها وتفكيكه ليعود إلى عافيته، ولكوني عميلًا قديمًا للوكالة فكان المبلغ المطلوب أكثر من ألفين ونصف ريال، وبعد رجوع السيارة إلى عافيتها قرَّرت استبدالها بسيارة جديدة، فعرضتها على نفس الوكالة لتثمينها، فثمَّنوها بألف ونصف، قلت لهم: أنا دفعت لكم قبل أيام لصيانة هذه السيارة ما يُقارب ثلاثة آلاف، فكيف تشترونها بهذا المبلغ، قيل لي: هكذا النظام عندنا وسيارتك قديمة، وهي تجارة تريد حياك، ما تريد بالسلامة والعافية. قلت: السلامة والعافية أفضل. يقول المثل: "اركب الهزيلة لين تلحق السمينة"، فرجعت بسيارتي القديمة.

الصُّورة الثانية قصتها شيِّقة أيضا: 
ففي هذا العام 2016م، قررتُ زيارة عدد من قرى الوُلاية بهدف تحديث صور الطبعة الثانية لنفس الكتاب عن قُريات، وكان من بين مخطط الكتاب الحديث عن بلل، وهي قرية جميلة ولها تاريخ زراعي مشرق، تقع بين عرقي والسواقم، وأثناء مروري لمحت عدة أبراج على قمة جبل، حاولت تصويرها من بعيد فلم ترقَ لي تلك الصور، فحدَّثتني نفسي الصعود إلى الجبل للتعرف عليها عن قرب، فحاولت وإذا بخندق عميق يمتد على مسار الشارع يفصل الشارع عن الجبل، حفرته شركة تمديدات المياه ضمن مشرُوع ضخم سيعم مسقط بأكملها عن قريب، حاولت إيجاد ثغرة لعبور ذلك الخندق للضفة الأخرى فلم أفلح في ذلك. ترددت على المكان لأكثر من شهر أسبوعيا فلم أجد وسيلة للوُصُول إلى الضفة الأخرى للخندق المواجهة للجبل.
يوم جمعة أيضًا، بعد الصلاة، توجهتُ للمكان، فوجدت ثمة فرجة في مسار ذلك الخندق، فعبرته، بعد قطع مسافة طويلة من المشي، لم أكن أرتدي حذاءَ رياضة إلا بملابسي العادية، فنزلت في عمق الوادي ثم صعدت تلك التلال الصخرية، كلما وصلت مسافة وشعرت بالتعب وأذى سلا الشكاع وشوك السمر، حدثتني نفسي بالتراجع فأدفعها بمواصلة المشوار، حتى حققت الهدف، وإذا بي أرى مجمُوعة من الأبراج الصخرية يعود تاريخها إلى آلاف السنين، كنت وحيدا في ذلك المكان المنزوي بين الجبال، فجلستُ طويلا متأمِّلا المكان وجهد ذلك الإنسان القديم ومهارته وإبداعه في التصميم والبناء، وكذلك جمال تلك الصخور وتنوعها في الشكل والحجم واللون، وصوتها الموسيقي البهيج عند ملامستها لبعضها، فصوَّرت تلك المعالم، وقد كتبت عنها بإسهاب في هذه الصفحة وفي الكتاب أيضا، وهي لأول مرة يتم التطرق إليها إعلاميًّا في تاريخ الوُلاية.
رجعتُ إلى البيت مُنهكًا من التعب بسبب الحرارة الشديدة، وإذا بقدمي تدمي من الوجع بسبب التواء أصابها أثناء الصعود والنزول، ضللت أسبوعًا ملفوفة بالجزع والملح، وعندما حدَّثت أحد الأصدقاء بالقصة، قال لي: تصدق لو شفتك هُناك وما أعرفك، سأقول إن هذا مغصوب (مسحور) موه طلعك هُناك، أسميك شقي، وأنا أسمع منه الكلام، حبست في عيني دمعة وفي قلبي سعادة لا توصف.