الاثنين، 26 أكتوبر 2015

جمال الطبيعة بتناغُم ألوانها


نجاح وطني

 تأملتُ وتابعتُ سير نتائج الانتخابات لمجلس الشورى للفترة الثامنة، فوجدتُ أن هُناك روحًا وطنية تنمو وتتجدد من جيل إلى آخر، وعايشت قيما سلبية تتهاوى من فترة إلى أخرى، وأفرزت قيما رائعة صاغها أبناء الوطن في ملحمةٍ وطنية أبهرتْ الجميع، وهي حلقة من حلقات التطور الفكري والوجداني للمُجتمع تتنامى وتتطور مع المُمارسة والتطبيق.

ربط السجل الانتخابي بالسجل المدني

في العام 2007م، تشرفتُ بعضوية اللجنة الإعلامية الرئيسية لانتخابات مجلس الشورى للفترة السادسة على مُستوى السلطنة، وكان التوجُّه حينها التسويق لتسجيل الناخبين في السجل الانتخابي بعد فترة من تدشينه، مع تعميم حقِّ المُشاركة في الانتخابات في الفترة الخامسة؛ لتشمل جميع المُواطنين مِمَّن أكمل الواحد منهم سِنَّ الحادية والعشرين من العمر، وتتوافر فيه الشروط القانُونية، بعد ما كانت مُقتصرة على فئات مُحدَّدة في الفترات السابقة.
اقترحتُ حينها أنَّ السجل الانتخابي يجب أن يصل للمواطن، لا أن يصل المُواطن ليطلب تسجيله في السجل، ويتطلب ذلك جهدا تسويقيا مكثفا للوُصُول لذلك الهدف؛ وذلك ما حصل بالفعل في ظل الإمكانات المتاحة والوعي المُجتمعي المتنامي والمتطور من مرحلة إلى أخرى.
اليوم، وفي ظلِّ تطور العملية الانتخابية ونجاحها، وفي إطار التطور الكبير في الاستخدام التقني في مُجريات الانتخابات؛ فقد حان الوقت لربط السجل الانتخابي بالسجل المدني، أو كما يُسمى بالرقم المدني لكل مواطن؛ بحيث تُتاح الفُرصة لكل من بلغ السن القانُونية أن يدلي بصوته في الانتخابات، دُون الحاجة لأن يتقدم بطلب لكي يتم تسجيله في السجل الانتخابي؛ وبذلك نكون قد حللنا مشكلة أعذار البعض، أو استغلال بعض المرشحين للقيام بهذا الدور عن البعض، وهو واقع عايشه الجميع.
موضُوع تعطل الشريحة الإلكترُونية في بعض البطاقات الشخصية يجب أن يُوجد له حل في الاستحقاقات القادمة، وعدم استقبال إدارات الأحول المدنية للمُواطنين في يوم الانتخابات لم أجد ما يُبرِّره، طالما نعيش في ظل ربط إلكترُوني للسجل الانتخابي في جميع المراكز الانتخابية.
تأثَّرت كثيرا عندما شاهدت أحد المُواطنين في مركز الخدمة بالأحوال المدنية بالعامرات، وعلامات الحزن على وجهه، وهو يترجى أفراد الشرطة بأن يتم مُعالجة مشكلة تعطل الشريحة الإلكترُونية في بطاقته الشخصية، وقد قطع مسافة طويلة من أجل أن يُؤدي واجبه في العملية الانتخابية، وتمَّ الرد عليه بأن هُناك تعليمات بوقف الخدمة في ذلك اليوم.

الجمعة، 16 أكتوبر 2015

هذا المساء

حركة دؤوبة في ميناء الصيد بقُريات هذا المساء؛ وللشباب همة لكسب خيرات البحر في كل وقت.. بُوركت جُهُودهم ونشاطهم.

في انتظار المطر

الرَّعد ينهم من بعيد، ورُؤُوس الجبال تهتز فرحا بقدوم المطر.

زخة مطر

الكائنات على الأرض وفي السماء تهفو لزخة مطر؛ لتزيل عنها كدر الأيام وتعب الحياة، ولتستقبل العام الجديد بروح ملؤها العطاء والمحبة والخير.

إنَّها مصر

مصر تكسب عضويتها في مجلس الأمن بإجماع دولي، وعن جدارة.. هكذا هي مصر دومًا، هي في المقدمة.

الخميس، 15 أكتوبر 2015

الحافة

دائمًا ما نسمع في لهجتنا المحلية أن فلانا على الحافة، أي عطاؤه محدُود، أو وصل إلى أمر صعب.. وهي صُورة من صور البخل. وتعني الحافة أيضًا: طرف الشيء؛ يقال: على حافة الطريق، أو حافة الطوي، أو حافة الجدار.

من لهجتنا المحلية

مِنَ المُصطلحات المتداولة في محيطنا المحلي: طَوِي وجمعها طويان أو أطْوَاء، ضاحية وجمعها ضواحي، مقصُورة وجمعها مقاصير، رم وجمعها رموم.. ما الفرق بين هذه المُصطلحات حسب لهجتنا المحلية، رغم أنها تتعلق بجانب واحد من تقسيمات الأراضي الزراعية؟
يُقال إنَّ الطوي هي: المزرعة التي تسقى عن طريق مياه الآبار (طوي)، أما التي تُسقى بالأفلاج فتسمى: مال أو ضاحية أو جلبة إذا كانت قطعة صغيرة. الضاحية هي: قطعة من الأرض المزروعة، وغير محاطة بسور، وإذا أُحيطت بسور سُمِّيت مقصُورة؛ أي يقتصرُ نفعها على مالكها فقط، خاصة أيَّام القيظ؛ حيث جَرَى العرف على أن يستفيد الجميع (ملاكا وغيرهم)؛ مما يتساقط من ثمار النخيل. أما الرم، فهي: الأموال القديمة المشتركة، التي تمتلكها عوائل محددة.

زخات من المطر

المطر دائمًا ما يُزيل كلَّ ما علق في فضاء الكون من كدر.

شكرًا بلدية مسقط

هذا المكان الذي تروُنَه بهذا البهاء والجمال كان يومًا مجرَّد مجرى مائي لمياه البحر، في مده وجزره، في نقطة هي نهاية لخور مُمتد تكسُوه طين وحمد يُسمَّى خور إمبوكيه، وفي نهايته حفرة عميقة لمياه البحر الآسنة تُسمى جفرة الحمد، تقع على مدخل مدينة قُريات بالراحضي.
هَذَا المكان يَشْهد اليوم، بعد تغييره، إقبالًا من الأفراد والأسر للتنزه ومُمارسة رياضة المشي؛ حيث أصبحَ مُتنزهًا جميلًا تحفُّه الزهور والأشجار المُوْرِقة، وتتوسطة بُحيرة مائية، إلا أنه يحتاج إلى لمسة جمالية أخرى ليكتمل بهاء المكان.


مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض

استمعتُ، مُؤخرا، إلى شرحٍ من المختصين لتنفيذ مشرُوع مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، المشرُوع يسير وفق خُطة مرسُومة، وسيكُون نقلة كبيرة للسلطنة في مجال سياحة الأعمال وتنظيم المؤتمرات العالمية والدولية؛ حيث نجحتْ إدارة المركز في التعاقد لاستضافة العديد من المؤتمرات المحلية والدولية فور الانتهاء من المرحلة الأولى للمشرُوع مُباشرة.
موقع المركز "حي العرفان"، سيكُون معلمًا حضاريًّا وسياحيًّا جديدًا؛ فقد خُطط له ليكون مركزًا جديدًا للمدينة، ويشتمل على مجمُوعة من الفنادق والمطاعم الراقية والمراكز التجارية، وسيفتح آفاقا رحبة للتوظيف وتنشيط ودعم المُؤسسات الصغيرة والمُتوسطة؛ فهو حقا قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.

الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

البرم


دائمًا ما نسمع أن هذا الموسم هو موسم البرم. وعندما ندخل محلًّا لبيع العسل يُبَادِر البائع بعرض عسل البرم.. فما هو البرم؟
البرم.. زهور صغيرة لها فوائد كبيرة؛ هذه الزهور تنتجها أشجار السمر، وكذلك أشجار السدر والسلم، لها رائحة نفاذة، والبرم أيضًا يضم البراعم والأوراق الصغيرة لهذه الأشجار.
السَّمر -كما نُشَاهِدها في الصورة- واحدة من الأشجار العريقة في عُمان، شجرة تكيفت مع قساوة الجو وارتفاع الحرارة، ولها فوائد عديدة للبيئة الطبيعية ونمو الحياة الفطرية.
تجدُ هذه الشجرة مع انتهاء الصيف بحُلة جديدة وزاهية؛ حيث تبدأ في النضار باخضرار داكن.
يتغذَّى عسل الطويقي العُماني على رحيق أزهار البرم، ويُنتج عسلا زكيًّا، له طعم فريد ورائحة متميزة، يُسمَّى عسل البرم، له فوائد صحية عظيمة لا تُحصى.

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

الاثنين، 12 أكتوبر 2015

خبرة تراكمية للتعامل مع تقلبات أسعار النفط

الوَاقِع الاقتصادي العالمي يمرُّ بمرحلة دقيقة جدًّا خلال المرحلة الراهنة والمُستقبلية، في ظلِّ تهاوي أسعار النفط، ولا شك أن السلطنة من الدول التي ستتأثر بهكذا ظرُوف، كغيرها من الدول في محيطنا الجُغرافي، وتُحتم هذه الظرُوف أن تكُون هُناك مُبادرات متعمقة وواعية في مجال ترشيد الإنفاق، وإيجاد بدائل جديدة لمصادر الدخل، مع أهمية إعادة النظر في جدولة البرامج والمشاريع المعتمدة في ضوء المُستجدات الحالية والمُستقبلية.
الخُطوات التي قامتْ بها السلطنة في إصدار صكوك سيادية وسندات حُكُومية، خلال الفترة الماضية؛ لتغطية العجز في الموازنة العامة للدولة، تعدُّ خطوة رائدة في صالح مُستقبل واستقرار الاقتصاد الوطني، وضمانا حقيقيا لتمويل مشاريع التنمية، بدلًا من اللجوء إلى الاقتراض الخارجي أو الاعتماد على المُؤسسات المالية العالمية، والتي غالبًا ما يكون لها شروط وتوجُّهات في كثير منها، لا تخدم الاقتصاد في ظل الظرُوف الحالية.
طَرْح السندات الحُكُومية داخليًّا هو وسيلة مُهمة أيضًا لامتصاص السيولة النقدية، وأداة استثمارية فاعلة وجاذبة لرأس المال الوطني، خاصة بالنسبة للمُؤسسات المالية المحلية في السلطنة، وفي جانبها الاجتماعي هي وقفة محمُودة وتكامُل مُهم لتعزيز التعاوُن بين كافة شركاء التنمية في السلطنة، خاصة من قبل المُؤسسات المصرفية وصناديق الاستثمار وشركات الأموال.
هُناك أيضًا وَسَائل أخرى يُمكن أن تُعزِّز من دور الدولة في مواجهة التحديات الراهنة للاقتصاد العُماني من المُهم التنبه إليها؛ والتي من بينها: رفع الدعم عن الوقود، وإذا نظرنا إلى هذا الأمر بواقعية نجد أنَّ هذا الدعم يتجه نسبة كبيرة منه إما إلى كبريات الشركات العاملة، أو لعدد كبير من الوافدين المُقيمين في السلطنة، أو للمقتدرين وأصحاب الدُّخُول العالية، وهُناك الكثير من هذا الوقود يتم تهريبه أيضا، وهذا ما تؤكده الكثير من الوقائع التي نشرتها وسائل الإعلام والجهات المُختصة في السلطنة.
دَعْم الوقود يُكلف موازنة الدولة المليارات، ويذهب الكثير منه إلى غير مُستحقيه؛ الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في هذا الدعم بما يتوافق مع تحقيق العدالة الاجتماعية لمُستحقيه الحقيقيين، وأعتقد أنَّ الوسيلة الأنسب لمُعالجة هذا الأمر: تطوير خدمات النقل العام بشتى أشكاله ووسائله.
مِنَ الأمور المُهمة أيضًا -والتي يجب العناية بها- وتعدُّ وسيلة مؤثرة في تعزيز مُشاركة المُواطن في خدمة المُجتمع: مسألة الزكاة؛ فإذا ما تمَّ تنظيمُها وتسخيرها بطريقة صحيحة تتناسب مع مُتطلبات وظرُوف العصر، ووفق ما تقتضيه الشريعة الإسلامية، فإنها ستُسهم بشكل إيجابي في ثراء وإنعاش الاقتصاد وتحقيق الأمن الاجتماعي.
لقد حَان الوقت أنْ يكُون للمواطن شراكة أكثر فاعلية، وعلى أجهزة الدولة المُختلفة أن تَطرح كافة المسائل المتعلقة بظرُوف الاقتصاد بشفافية تامة، وأنْ تعمل على خلق أوجه استثمارية جديدة، وهُناك من الخيرات والثروات والبدائل الكثيرة لتعزيز هذا الجانب، والسلطنة لديها خبرة تراكمية للتعامل مع هكذا ظرُوف؛ لأنَّ متانة واستقرار الاقتصاد هو العمق الحقيقي لمُستقبل الأجيال القادمة.

من عُمق الصخر وصلابته.. يخضرُّ العود وينبت


من كلمة السيد بدر بن حمد

"إذا اتَّضَحَت الرُّؤية، تحققت الأهداف بأقصر الطرق، وبأعلى إتقان، وبأقل التكاليف".

انتهاك حُقُوق الإنسان في فلسطين

المَشَاهد التي تتناقَلها وسائل الاتصال والتواصل الإلكترُونية من فلسطين لأطفال تُسحل، وتُقتل، ويُمثَّل بها، تُدْمِي القلب، ناهيك عن الكلمات التي يهتزُّ لها كل بدنٍ حيٍّ لقوات مدججة بالسلاح تخاطب بها طفلا يطلب أن يسعف والدماء تسيل من كل جسده.
أَهَكَذا هي الأخلاق والقيم والمبادئ، سواءً في السِّلم أو الحرب؟! أين هم أحرار العالم من هذه التصرفات الهوجاء؟ أين المنادون بالحُرية وحُقُوق الإنسان؟ أين هُم المتشدقون بحُقُوق الطفل، وباتفاقيات ومواثيق الأمم المتحدة؟

الجمعة، 9 أكتوبر 2015

هيكلة الدعم الحُكُومي

مَسْألة رفع الدعم الذي تُقدمه الدولة لبعض السلع والخدمات، وتأثير ذلك على الشرائح الاجتماعية الأقل دخلا، أصبح حديثَ الساعة، وهو بلا شك أمرٌ مهمٌّ من الناحية الاقتصادية والتنموية، وكذلك فيما يتعلق بالبنية الاجتماعية والنفسية والسلوكية لدى الأفراد والمُؤسسات.
جميعُنَا نتَّفِق على أنَّ مسألة تذبذب أسعار النفط أصبح يُشكل اليوم أزمة حقيقية على برامج ومشاريع التنمية في الكثير من دُول العالم، خاصة في ظلِّ الأسعار الحالية؛ كون إيرادات النفط هي المصدر الرئيس لتمويل تلك المشاريع والبرامج في تلك الدول، والتوقعات تُشير إلى أنَّ هذا الانخفاض سيستمر.
وهي دورة اقتصادية ضمن الاقتصاد الكلي لأي اقتصاد في العالم، وتُعتبر السياسة العالمية ومصالح بعض الدول وتوجهاتها هي المُحرك للاقتصاد العالمي، وحتى وإنْ كان ذلك له تأثير سلبي في اقتصاديات الدول النامية؛ فالمهم لديها أن تكُون أحد الأقطاب العالمية المؤثرة في مقدرات الشعُوب وتطورها.
لَقَد غابتْ في هذا الزمان مسألة التكامل والتعاوُن الدولي القائم على اقتصاد عالمي مُتماسك؛ فأصبحت المصلحة الآنية هي المُحرك لسياسات الدول، بما فيها المُؤسسات الدولية التي تحركها أجندات سياسية ودولية محددة.
هُناك تخوُّف لدى البعض من تأثير توجهات الدولة في رفع الدعم الحُكُومي على محدُودي الدخل، رغم أنه في حقيقته هو مُوجَّه إليهم وفي صالحهم، وهذه مسألة لها أهمية كبيرة: اجتماعيًّا، واقتصاديًّا، وبيئيًّا.
ويَعُود هذا القلق إلى غِياب الوعي العام عن ماهية هذا الدعم، وتقدير قيمته المادية والمعنوية والاقتصادية والاجتماعية؛ لأننا تعوَّدنا على سلوك تسويقي وشرائي يعتمد على أسعار ثابتة ومُحدَّدة مُنذ عقود مُتعاقبة، خاصة فيما يتعلق بدعم أسعار الطاقة ومشتقاتها.
التعليم والإعلام يتحمَّلان جزءا من تغييب هذا الوعي طوال السنوات الماضية، كذلك هو القطاع الخاص أيضًا عليه مسؤُولية كبيرة في ذلك؛ فمنذ بداية النهضة المُباركة وهو غارق في الاستفادة من هذا الدعم الحُكُومي، دُون أن تكُون له مُبادرات تؤدي للحد أو التقليل من هذا الدعم، بل نجده يسعى دوما للحُصُول على المزيد من التسهيلات من باب التشجيع والتحفيز.
نحُن في عُمان في حَاجة ماسَّة لإعادة هيكلة الدعم الحُكُومي؛ وذلك بصُورة تدريجية، وبما لا يؤثر على حياة المُواطن؛ فمسألة تغيير سياسة الدعم هي مسألة شائكة تحتاج دراسة مستفيضة من كافة الجوانب، والتدرُّج في تطبيق ذلك سيُؤدي حتما إلى نتائج إيجابية، خاصة إذا صاحب ذلك جُهُود تسويقية لهكذا قرارات وتوجهات.
مِنَ المؤكد أنَّ تنظيم مسألة الدعم الحُكُومي على بعض السلع والخدمات، هو في صالح المُواطن والاقتصاد الكلي للدولة؛ فمن خلاله يُمكن توفير احتياطات نقدية كبيرة، يُمكن تسخيرها لبرامج ومشاريع التنمية الإنسانية بمُختلف توجهاتها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.
كَمَا أنَّ إعادة هندسة وهيكلة هذا الدعم في حقيقتها تحقيق لعدالة توزيع الدخل، ويعمل على توجيه ذلك الدعم لمُستحقيه، وله أيضًا أبعاد: اجتماعية، وتربوية، وسلوكية, وثقافة دينية، وبيئية، خاصة فيما يتعلق بتقدير قيمة النعمة والعمل على تحقيق مبدأ المُحافظة على ديمومتها واستدامتها.
وهَذَا الأمر أيضًا مَدْعَاة لتكاتف الجُهُود بين شركاء وصناع التنمية، والاعتماد على تطوير وتنويع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد على سلعة ناضبة، والتشجيع على تشكيل نواة لاقتصاد يقُوم على المعرفة والسياحة والخدمات والاستثمار في رأس المال المُجتمعي؛ وذلك إطار الخصوصية العُمانية، وتكاملًا مع محيطنا الإقليمي والجُغرافي والدولي.

الأربعاء، 7 أكتوبر 2015

عقبة المعمارية


جَبَل المعمارية (عقبة المعمارية أو الدباة).. هضبة جبليَّة في ولاية قُريات تلفها سلسلتا جبل السعتري والجبل الأسود؛ ارتفاعُها أكسبها ميزة رائعة، وموقعها جعل منها ممرًّا رئيسًا لقُريات وقراها، وكذلك إلى محافظتي الشرقية.
تمتازُ هذه الهضبة بالتباين في تكوينها الصخري؛ فهُناك المنحدرات الصخرية الحادة؛ التي تُشكل مجاري لتصريف مياه الأمطار لتصب في أودية الحيلين ومجلاص والمسفاة المشهورة، ولها منظرٌ بهيٌّ بتنوع ألوان الصخور والتشكيل الصخري.. تلك الهضبة أيضًا لها امتدادات مُسطَّحة صالحة لمُخططات سكنية تضاهي مرتفعات القرم.
الهَضَبة تُغطِّيها الخدمات بما فيها الشوارع المسفلتة؛ وهي مُهيَّأة فعلا للسُّكنى متى ما تمَّ الاهتمام بذلك: موقع مُتوسط في مركز الوُلاية، موقع مرتفع عن مجاري الأودية، تمتازُ بجوٍّ مريح لنقاء الطبيعة، إطلالة بانورامية على الجُغرافيا الطبيعية.

أفكار الشباب

تابعتُ برنامجًا عن انتصارات أكتوبر للقوات المصرية؛ فصَاحِب فكرة تقنية عبور خط بارليف وتحصيناته الدفاعية شابٌّ مصريٌّ من القوات المسلحة في الثلاثينات من العمر.
استمعُوا لأفكار الشباب، ففيها إنجازات المُستقبل.

الاثنين، 5 أكتوبر 2015

تجلِّيات المساء، ونفحات الكوس المنعشة


يوم المُعلِّم العالمي

المُعلِّم والأستاذ الجامعي مِنْحَة من الله لرفعة الدنيا وسعادة الآخرة وعمارة الأوطان؛ فعلى أيديهم يرتقي الفكر البشري ويتجدَّد، وتتطوَّر حركة الابتكار والإبداع والتميز، ومن خلالهم تتحقَّق الأحلام والأماني والتطلعات، وتنتشرُ المعارف والعلوم في الآفاق.
وبجُهُودهم تُغْرَس القيم الرفيعة والأخلاق الحميدة في العقول والوجدان، ومن مَعِيْن فكرهم يكُون للحياة قيمة وللمُستقبل مكانة ومعنى؛ فهم صُنَّاع حضارة وإنسان ورِفْعَة وطن، ولا بد أن يكُون لهم القدر الأسمى في كل مُجتمع.
تَهنئة من القلب لكلِّ معلم في كل مكان من أرض الوطن والعالم أجمع؛ بمناسبة يوم المعلم العالمي.. وفَّقكم الله في مهمتكم الإنسانية النبيلة.

تحيَّة لمصر

المصريون يُحيُون ذكرى انتصارات أكتوبر، التي أعادت للأمة كرامتها وهيبتها.. تحيَّة لمصر العروبة، وشعبها الأبي.

السبت، 3 أكتوبر 2015

عُمان.. أرض الفُرص

في المُؤتمر الذي نظَّمته شركة النفط العُمانية للمصافي والصناعات البترولية "أوربك"، الأسبوع الماضي، تحت عُنوان "عهد جديد للثروة البشرية"؛ تحدث السناتور جاك سترو وزير الخارجية البريطاني الأسبق، عن تجربته في التعامُل مع الموارد البشرية مُتعدِّدة الثقافات في فترة عمله في الحُكُومة البريطانية، أو عندما كان نائبا في البرلمان البريطاني مُمثِّلا لإحدى المقاطعات متنوعة الثقافات والأديان، مُؤكِّدا أنَّ احترام ثقافة وقيم الفرد، وتسخيرها لخدمة المنظمة، عاملٌ مهمٌّ في نجاح وتميُّز الإدارة. مُبديًا سعادته وإعجابه بتوجهات السلطنة نحو تنمية الموارد البشرية، مُخَاطِبا الحضور بأنَّ عُمان هي أرض الفُرص.

احترام الآخر

دَائمًا ما نسمع عن ضرُورة احترام الآخر؛ سواءً في الحُوارات الإعلامية، أو في المُصطلحات السياسية، وينطلقُ البعضُ في تحديد هذا المفهُوم من باب الاختلاف والتَّصادُم في الرُّؤى والأفكار والثقافات، ويظنُّ البعض بالآخر أنَّه هو الغرب فقط، أو من يختلف معه في الدين؛ الأمر الذي أجَّج الخُصُومات والعداءات بين البشر، مُتناسين علاقة هذا المفهُوم بالذات الإنسانية، وعلاقة الفرد بالآخر في محيطه الكوني والفطري، وفي إطار من التكامل والتعاوُن، والتعارف والتناغم في الكون؛ من أجل صناعة الخير للجميع، وفي ضوء احترام خصوصية الأفراد والشعُوب -ثقافيًّا ومعتقدًا وفكرًا- سعيًا لتحقيق التميز في الإنتاج والاقتصاد والمعرفة وعمارة الأرض، والتنافس في الخيرات وُصُولا لمُستقبل أفضل، يسود فيه التعايش والسلام.

الجمعة، 2 أكتوبر 2015

غرّاق.. فلّاح.

تقنية عَرفها المزارعون ومُهندسو الأفلاج في عُمان؛ للتغلب على عوائق مجاري المياه؛ سواءً كانت ساقية لفلج مبنيَّة من الحصى والصاروج، أو عامد تُرَابي في ضاحية من الضواحي.
فَإِذا صادف وُجُود مرتفع صخري يحول بين بناء الساقية وانسياب وتدفق المياه بسهولة، أو إذا كانت الأرضية غير مُستوية، هنا تُستخدم هذه التقنية. وهي عبارة عن تفعيل جاذبية الأرض وضغط المياه في ذلك؛ فتبنى فتحة في الأرض في جهة تُسمَّى "غراق"، وفي الجانب الآخر فتحة أخرى تُسمى "فلاح"، وتُربط بساقية تحت الأرض، فينسكبُ الماء من فتحة، لينفذ بقوة من الفتحة الأخرى.. وقيل: غراق فلاح.

الخميس، 1 أكتوبر 2015

عودة الفك المفترس

مَنْ مِنَّا لا يتذكَّر مسلسل "شنجوب والفك المفترس"، الذي بثَّته الإذاعة في فترة السبعينيات من القرن الماضي.. أتذكر كانتْ الأسر تتحلَّق في مساء رمضان للاستماع إلى قَفَشات شنجوب مع مَرَح فاغورة في إطار كوميدي اجتماعي ناقد.
استمعتُ، اليوم، لخبر عن عودة هذا المسلسل في الإذاعة، بمُشاركة بعض الوجوه القديمة، ولكن في قالبٍ فكاهيٍّ جديد. جَهْدٌ يستحق الشكر والتقدير.

رؤية هادفة

تابعتُ الجُهُود التي بَذَلتها بعضُ الجامعات والكُليات الحُكُومية والخاصة في تشكيل المجالس الاستشارية للطلاب لهذا العام الدراسي بالانتخاب، فوجدتُ فيها رُؤية مُستقبلية تحملُ في عُمْقِها رقيًّا مؤسسيًّا واجتماعيًّا ومعرفيًّا.
نُبَارِك للطلاب والطالبات الفائزين في هذه الانتخابات.

إيهٍ يا زمن الذكريات...،

في سبعينيَّات القرن الماضي، كان هُناك حِرَاك شبابي في مجال المسرح، تجد ذلك الاهتمام في الحواري والقرى؛ حيث يلتفُّ الشباب لتأليف تمثيليات تُحَاكي واقعهم المعاش، يُؤدونها بطريقة تقليدية بهدف التسلية والتعبير عن الذات، ونقد بعض السلوكيات السلبية، هي بسيطةٌ وأكثرها ارتجالية، إلا أنَّها كانت مُبادرات فاعلة لتشكيل نواة للمسرح.
تطوَّرت الفكرة مع انتشار التعليم؛ فكانت المسرحيات المدرسية، والمناهج المُمَسْرَحة، لا سيما في حِصص اللغة العربية، كان بعض المعلمين يشرحُون دُروسهم بطريقة تمثيلية، ويُشركون الطلاب في ذلك، وهي في حقيقتها أكثر وقعًا وفهمًا في نفوسنا.
كان هُناك المسرح المدرسي، فمَا مِن مدرسة إلا وبها مسرح، وإذا لم يتوفر يصنع الطلاب المسرح بجَهْدِهم الذاتي؛ حيث يجمعون طاولات الفصول، وتُصفُّ بجوار بعضها في شكل منصَّة للمسرح، وتغطَّى بقماش من الجوانب، وتحدَّد فيها مداخل للكواليس.
كَان هُناك احتفالٌ خاصٌّ بمناسبة العيد الوطني في كل عام؛ حيث كان يُخصَّص يوم للطلاب لحفلهم المسرحي، ويوم آخر أيضًا لشباب النادي، المسرحيات المقدَّمة جادة في مادتها وطريقة تقديمها أو تمثيلها، لا سيما الوطنية منها، ولكن للكوميديا الراقية وُجُود أيضا، الكثير من المسرحيات تُعَالِج وتناقِش الواقعَ المعاش، وتقدِّم رُؤًى رائعة في مجال التوعية الاجتماعية.
قبل وُجُود مبنى النادي القديم في الساحل، كانت المسرحيات تُقدَّم في مسرحٍ أمام الحصن، أو أمام بيت الجديدة القديم. كان المسرح يُبنى في وقتٍ قياسيٍّ من المواد غير الثابتة؛ وذلك بجُهُود ذاتية، الكلُّ يُسهم بروح تملؤها المحبَّة والتعاوُن، تجد هذا يتبرع ببليود أو دعون، وذاك بمربع أو جذوع، وذاك بقماش، وذاك بستارة، وذاك بتوصيلات الصوت، وذاك في التأليف، وذاك في التمثيل، وذاك في الإخراج، وذاك من يتبرع بفتح الستارة وإغلاق الستارة، كانوا ينامون في المسرح طوال أيام العرض دُون أي مُقابل مادي، والمسرح يتمُّ تزيينه بالديكور من صُنع الشباب أنفسهم، وبالمواد المحلية، وشكلها تُمثل الواقع.
يتمُّ الإعلان عن مواعيد الاحتفالات بطريقتين: إما بطباعة أوراق يُحدَّد فيها مواعيد الاحتفالات ومكان إقامتها، وأتذكَّر جيدًا كُنت أطبع ما يُسمى بـ"الإستنسل"، وهي أوراق حريرية تطبع على آلة كاتبة تقليدية، وذلك قبل وُصُول الكهرباء والآلات الحديثة؛ ذلك الإستنسل يُوضَع على آلة أخرى ليتم نسخ الأوراق المقروءة، وتوزع على السكان لتعريفهم بمواعيد الاحتفالات.
هُناك أيضًا طريقة الإعلان المتنقل، باستخدام السيارة والتجول بها في الشوارع والأزقة والحارات، ويتولى أحد الركاب قراءة الإعلان بصوت مرتفع، وهُناك أيضًا طريقة النهمة في سوق الوُلاية.. كان هُناك تجاوبٌ كبيرٌ لحضور تلك الاحتفالات.
كَان طُلاب المدارس هم أكثر اهتمامًا بتقديم نُصُوص مسرحية باللغة الفصحى، عكس النادي؛ فمسرحياتهم لها تركيز على العامية؛ لأنها تُخَاطِب العامة عادةً، وكذلك الفئة المُثقفة بمقياس ذلك الزمان. المسرحيات تؤلَّف بطريقة ارتجالية، والكثير من الممثلين يرتجلون أثناء تأدية المشاهد.
عِنْدَما أتذكَّر تلك المشاهد، أقول: "كانوا فعلا مُبدعين ومجيدين في ضوء تلك الإمكانات البسيطة، شخصيَّات مرَّت ومرَّت، بعضهم غادرنا وبعضهم ترك المجال، وبعضهم شغلته الحياة والدنيا.. إيهٍ يا زَمَن الذكريات.
(الصورة لعمل مَسْرحي مُشترك بين شباب قُريات ومسرح الشباب في تسعينيات القرن الماضي)