الخميس، 30 أغسطس 2012

مادة البحث العلمي في المناهج الدراسية

شهدت الكثير من الجلسات الثقافية لعدد من المهتمين والباحثين في المجال التربوي والبحث العلمي نقاشات مُستفيضة عن أسباب توجه وزارة التربية والتعليم لإلغاء أو إعادة ترتيب لمادة البحث العلمي في المناهج الدراسية ضمن الخُطة الحالية.
مع تأكيدي بأن الوزارة المُوقرة لا تخطُو إلى شيء إلا بعد دراسة مُستفيضة، وما يلمسه الميداني في حقل التعليم بصُورة مُستمرة قد يغيب عن الآخرين. ولكن من وُجهة نظري أن سبب هذه الاختلافات في وجهات النظر سببه عدم وُجُود جهة تشرح توجهات وخطط التعليم للرأي العام؛ فمثل هذه القرارات المُلامسة للناس تحتاج إلى حملات تواصل إعلامية؛ سواء كان ذلك قبل صُدُورها للتمهيد لها أو بعد صُدُور مثل هذه القرارات لشرحها وبيان مُبرراتها للرأي العام.
أُسلوب تدريس مادة البحث العلمي إذا صح لنا أنها "بحث علمي"، وفق ما لمسته بأن يطلب المعلم من الطالب إعداد تقرير أو تعبير عن موضُوع معين، ومن ثم يعمل الطالب على جمع تلك المادة وينمقها بالألوان ويُقدمها دون أي نقاش أو عرض في الفصل، فإن ذلك من وجهة نظري لا يمُت إلى البحث العلمي بصلة وإنما هو تضييع للوقت وهدر للمال وتكلفة يتحملها ولي الأمر. وهنا، فإن قرار الوزارة بوقف أو إعادة نظر في تدريس هذه المادة كان في مساره الصحيح.
ولكن لدي مُقترح حول هذا الموضُوع، ويتجسد بأن تدرج مادة البحث العلمي من ناحية نظرية وبطريقة غير مُباشرة ضمن محتويات جميع المواد، ومن ثم يتدرج الطالب في دراستها وفق المرحلة الدراسية التي هُو فيها بجرعات مُتدرجة من ناحية التطبيق العملي لأدوات وأساليب وطُرُق البحث العلمي. كما من المُهم استخدام طريقة فرق العمل لتنفيذ مشاريع بحثية؛ بحيث يُقسم الفصل إلى مجمُوعات لتقديم فكرة بحثية أو مشرُوع؛ وبذلك نُنمي لدى الطالب فكرة الاختراع والابتكار.
كما من المُهم كذلك تفعيل دور المكتبة المدرسة، فمُحتويات المكتبة يجب أن تكُون مكملة للمناهج الدراسية ومُنسجمة مع توجهاتها الفكرية والعلمية والثقافية. ومن المُهم أيضًا أن يتضمن الجدول الدراسي حصصا للمكتبة، وأن تعمل المدرسة على تشجيع القراءة والإطلاع، ومُطالبة كل مجموعة من الطلاب تقديم مُختصر عن كتاب ويتم مُناقشته ضمن حصة مدرسية أسلوب جيد تنمي روح التفكير والإبداع لدى الطلاب.. وفق الله الجميع لما فيه الخير.

الأربعاء، 29 أغسطس 2012

سر تفوق اليابان في الاقتصاد والمعرفة

كما يعلم الجميع أن اليابان قد خرجت من الحرب العالمية الثانية في أواخر عام 1945م باقتصاد مُخرب ومُنهار، بعد أن تم تدمير مُعظم مصانعها وأدوات إنتاجها، أضف إلى ذلك أن اليابان تُعتبر من الدول التي تُعاني من نقص ونُدرة في الموارد الطبيعية.
ولكن اليابان قد عرفت كيف تنهض بشعبها ليعيش حياة كريمة؛ فقد ركزت على الاستثمار في العقول البشرية (صُناع المعرفة)؛ وذلك من خلال الاهتمام بالتعليم والتدريب؛ فقد أسهم النظام التربوي والتعليمي الياباني والمناهج المعتمدة لديهم وطريقة تدريسها في إيجاد أفراد مُبدعين ومبتكرين، يتميزون بالصلاح ورُوح المُواطنة واحترام الغير والإخلاص في أداء الواجب، والدأب على خدمة المُجتمع والولاء للوطن دون كلل أو ملل؛ فعندهم مُصطلح إداري يعرف بنظام التوظف مدى الحياة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الشعب الياباني مُتمسك كثيرا بالعادات والفلسفات العريقة في طريقة الإدارة؛ فأسلوب الإدارة لديهم يتميز في تطوره ونموه بتفاعله وارتباطه بآثار العوامل الجغرافية والانتماء إلى الأرض والتاريخ والقيم اليابانية؛ لذلك فقد تم توظيف تلك القيم في خدمة التحديث والتطوير المعرفي لديهم.
قبل سنوات، حضرت جلسة نقاشية ضمن دورة تدريبية حضرها شباب من دُول مُختلفة في العالم؛ من بينها دُول أوروبية ومن روسيا واليابان وكوريا والصين ودول عربية، ومن خلال النقاش تعرفنا بأن الطلاب في كوريا والصين يقضون أكثر من 15 ساعة في اليوم بين الدراسة في المدرسة والمذاكرة، يتلقى خلالها الطالب مناهج متنوعة، وعند السؤال عن طول هذه الفترة، اتضح لنا أن طلب العلم لديهم يأتي في المرتبة الأولى في حياتهم، كما أن أسلوب التعليم لديهم مرتبط بواقعهم وبطمُوحاتهم المُستقبلية؛ مما يجعل الطالب يمضي كل يومه في الدراسة.
لذلك؛ نجد اليابان وكوريا والصين اليوم قد تبوأت صُفُوف الصدارة بين الدول الصناعية المُتقدمة معرفيا، بل أصبحت الكثير من الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على استقطاب واستخدام المنهج الياباني في التعليم وأسلوب الإدارة.

الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

تحية تقدير للسيد خالد

تحية تقدير للسيد خالد بن حمد بن حُمُود البوسعيدي رئيس اتحاد كرة القدم السابق، ولجميع أعضاء مجلس الإدارة، الذين احتكمُوا إلى صوت العقل والتعامُل مع الواقع بحكمة وروية؛ وذلك من مُنطلق توحيد الكلمة ووحدة الصف تجاه المصلحة العليا للوطن، والارتقاء بمُستوى كرة القدم العُمانية إلى الأفضل والأجود، والتي حظيت بدعم سخي من قبل مولانا جلالة السلطان المُعظم وحُكُومته الرشيدة وأفراد المُجتمع العُماني.
قرار الاستقالة التي تقدم بها مجلس إدارة الاتحاد العُماني لكُرة القدم جاء في محله، على الرغم من التداعيات التي صاحبت الفترة السابقة من أخذ ورد من جميع أطراف الجمعية العُمومية للاتحاد والمحبين للرياضة، والتي في حقيقتها ظاهرة صحية مادامت تسير في اتجاه التطوير والإصلاح والتغيير الإيجابي.
كما يُعد هذا القرار الذي اتخذه مجلسُ إدارة الاتحاد احترامًا أكيدًا للقضاء العُماني وأحكامه، وهو توجه محمُود وحضاري لمن يعمل على ترسيخ مفهوم الدولة العصرية القائمة على القانُون وبناء المُؤسسات.
وهُنا دعوة من القلب لجميع عُشاق الرياضة، خاصة الأندية الرياضية في مُختلف ولايات السلطنة، بضرُورة النظر إلى المُستقبل، والاستفادة من دُرُوس الماضي، وعلينا فتح صفحة جديدة مُشرقة وناصعة بحُب الوطن والحرص على مُستقبل الكُرة العُمانية ومُنجزاتها الذهبية، والابتعاد عن الشخصنة والمصالح الوقتية ومُحاولة الإقصاء.
مُطالبًا وزارة الشؤون الرياضية وعلى رأسها معالي الشيخ الوزير، واللجنة الأولمبية وعلى رأسها المُهندس والرياضي المُخضرم حبيب مكي، وكذلك القيادات الرياضية في السلطنة، بأهمية عقد اجتماع يضم كافة الأطراف للمُصالحة ونسيان الماضي، ويتم من خلاله تقديم رُؤية جديدة للاتحاد، وتكريم جميع أعضاء الاتحاد لما قدمُوه من إنجازات للرياضة العُمانية خلال الفترة الماضية، وهي في حقيقتها تستحق الاشادة والتقدير.
كما من المُهم إجراء مُراجعة شاملة لكافة القوانين واللوائح المُنظمة للعمل الرياضي في السلطنة؛ سواء على مُستوى الاتحادات أو الأندية الرياضية، وضرُورة إشراك كافة الأطراف في ذلك؛ لما له من أهمية في التطبيق والتنفيذ. وهُنا رسالة إلى أعضاء مجلس الشورى بضرُورة تفعيل صلاحياتهم التشريعية في هذا المجال؛ فالمُجتمع يُطالبهم بأن يكُون لهم دور أكبر في مجال تطوير العمل الشبابي والرياضي في السلطنة... واللهُ الموفق لما فيه الخير.

الخميس، 9 أغسطس 2012

التمكين في الإدارة

تُنادي نظريات الإدارة الحديثة، اليوم، بما يُعرف بمُصطلح التمكين في الإدارة ووظائفها، وهُو من المفاهيم الإدارية المُعاصرة، وأصبح يُشكل اهتمامًا كبيرًا من قبل عُلماء الإدارة والعاملين فيها، بل أصبح محل جدال بين عُلماء علم الاجتماع والمهتمين بحُقُوق الإنسان والتنمية الإنسانية بمفهُومها الواسع.
فمنهُم من يُنادي بتمكين النساء ودمجهن في عملية التنمية، ومنهُم من يُطالب بتمكين الشباب بما يُسهم في تعزيز التنمية المُستدامة، ومنهُم من يُطالب بحُرية التعبير والإبداع المُنضبطة بالقيم الأصيلة بما يُعرف بالتمكين المُجتمعي، وهي مفاهيم وأُطر عامة بما يُطلق عليه اليوم مفهُوم التمكين في الحياة.
والتمكين في حقيقته من مفاهيم الإدارة في الإسلام، وليس كما يدعيه البعضُ بأنه من المُصطلحات والمفاهيم الحديثة. فقد وردت كلمة التمكين بمُشتقاتها في مواضع عديدة في القرآن الكريم، فالله وحده من يُمكن الإنسان، وهُناك علاقة ارتباطيه وثيقة بين مفهُوم التمكين والاستخلاف في الأرض، يقول تعالى: "ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكُم فيها معايش قليلًا ما تشكُرُون)، وهُناك من الدلائل الكثيرة في قصة سيدنا يُوسف -عليه السلام- وتمكين الله له في الأرض. إذن، التمكين مفهُومٌ إسلامي يضمن الأمن النفسي والروحي للإنسان ببُعديهما المادي والروحي.
ويُعتبر التمكين في الإدارة الحديثة عامل حفز ودافعية تجاه التطوير والتحسين المُستمر بأفضل مُستوى من الكفاءة والفاعلية للأداء، ويُسهم في تمكين الإنسان وتفعيل قُدراته الذاتية لمزيد من الإبداع والابتكار؛ بما يُسهم في تحسين كفاءة العمل، ومن ثم تحسين جودة الحياة.
ويُسهم التمكين في الارتقاء بالعُنصر البشري، ويُساعد على غرس الثقة بالنفس ويُشجع على التفكير الإيجابي والمُبادرة في تطوير العمل، إضافة إلى تحقيق الانتماء والولاء للمُنظمة، والرضا الوظيفي، وزيادة الإنتاجية، والمشاركة الفاعلة تجاه تحقيق أهداف المنظمة وغاياتها، ويُسهم في خلق بيئة عمل مُشجعة وداعمة للتفكير الإستراتيجي على مُستوى الأفراد. والتمكين أيضًا يُساعد على إلغاء أو الحد من الممارسات البيروقراطية التقليدية في الإدارة، والتي تقُوم على الشك أو الظن وعدم الثقة في المُوظف، وتتجاهل حُقُوقه وحاجاته.
إذن، التمكين في الإدارة يُتيح للمُوظف نوعًا من الاستقلالية والمُشاركة الفاعلة في اتخاذ القرارات التي تمس صميم عمله، ومُعالجة المشاكل الروتينية التي يُواجهها أثناء مُمارسة إجراءات العمل، بعيدًا عن التعليمات الجامدة والرقابة غير المُبررة التي تخلق ما يُسمى الإدارة بالخوف، والتي تحد من الاستفادة في استثمار القُدرات الكامنة للإنسان.
ومن أراد أن يعتبر يتمعن في الحُوار الذي دار بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ومُعاذ بن جبل عندما اختاره لمُهمة القضاء في اليمن: "كيف تقضي إذا عُرض لك قضاء"، قال: "أقضي بكتاب الله"، قال: "فإن لم تجد في كتاب الله"، قال: "فبسُنة رسول الله"، قال: "فإن لم تجد في سنة رسول الله، ولا في كتاب الله"، قال: "أجتهد رأيي"، فضرب رسولُ الله صدره، وقال: "الحمدُ لله الذي وفق رسول رسول الله لما يُرضي رسول الله".

السبت، 4 أغسطس 2012

القرنقشوه

احتفل أطفالُ عُمان، مساء اليوم، بعدد من ولايات السلطنة بمُناسبة ليلة النصف من رمضان، وتُسمى هذه المناسبة "القرنقشوه". وهي عادةٌ جميلة يُؤديها الأطفالُ من خلال مسيرة يطُوفون فيها على شكل مجمُوعات، مُرددين كلمات جميلة مصحُوبة بقرع حصاتين يتم تحضيرُهما في العصر، وتُحدث تلك الحصوات صوتًا جميلًا بمُصاحبة الكلمات التي يُرددها الأطفالُ وهم يمُرون على بُيوت الجيران والأقارب.
وتستمر المسيرة من بعد صلاة المغرب وحتى صلاة العشاء، وتستعد الأسر العُمانية لهذه المناسبة بتحضير الحلويات والمكسرات والعملات المعدنية لتقديمها إلى الأطفال وإدخال البهجة والفرحة في نُفُوسهم.
ومن بين كلمات القرنقشوه: قرنقشوه ... قرنقشوه...يوناس ... اعطونا بيسه وحلواه.
دوس دوس طلع غوازيك من المندوس... حاره حاره طلع غوازيك من السحاره
كيت كيت طلع غوازيك من الباكيت.
وعند حُصُول الأطفال على الهدايا من قبل صاحب المنزل يدعُون له بعبارة: الله يخلي راعي البيت... راعي القت والشوران... راعي السكر والبطيخ... قدام بيتكم وادي ... جاكم الخير متبادي.
وعند العكس من ذلك -أي: عند عدم تجاوب المنزل مع الأطفال- وفي جو من المرح والفُكاهة، يقول الأطفال: صينية فوق صينية... راعية البيت جنية.
وفي نهاية هذا اليوم السعيد، يجتمعُ الأطفال لتوزيع الهدايا على الجميع.
مُناسبة جميلة أعادت بنا الذكريات إلى مرحلة الطفولة... حفظ اللهُ أطفال عُمان، وجعلهم ذُخرًا لبناء هذا الوطن.

الخميس، 2 أغسطس 2012

الإدارة بالمُشاركة

الإدارة بالمُشاركة هي إحدى الاتجاهات المُعاصرة في إدارة الموارد البشرية، وقد حث عليها الدينُ الإسلامي قبل النظريات الإدارية الحديثة، ويتجسد ذلك في أهمية الشورى، وحُرية الرأي والفكر والمُشاركة في الشأن العام.
ولنا أن نتأمل في قصة نبي الله سُليمان عليه السلام، وأُسلوب إدارته ودعوته لملكة سبأ، وكذلك التصرف الذي قامت به ملكة سبأ عند تلقيها الكتاب من النبي سُليمان عليه السلام، وإشراك قومها في الأمر، وتفويضهم لها في اتخاذ القرار النهائي، بعد تقديم رأيهم في الموضُوع.
كما كان الرسُول -صلى الله عليه وسلم- حريصًا على تطبيق هذا الأسلُوب من الإدارة، حيث كان يأخُذ برأي أصحابه في التخطيط والتدبير ويستمع لنُصحهم، وتُؤكد السيرة النبوية للمصطفي -صلى اللهُ عليه وسلم- على الكثير من المواقف التي يُشرك فيها أصحابه بالرأي والمشُورة حتى في أخطر القضايا، لا سيما الغزوات.
فقد أخذ عليه السلام برأي سلمان الفارسي بحفر الخندق حول المدينة في غزوة الخندق. واستشار زوجته خديجة في شأن ما نزل عليه في غار حراء، وأخذ أيضًا بمشُورة زوجه أم سلمة في أحداث صُلح الحُديبية.
يقُول الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه: "ما رأيت أكثر مُشاورة لأصحابه من رسُول الله صلى الله عليه وسلم"، ويقول العلامة ابن تيمية رحمه الله: "ما ندم من استخار الخالق، وشاور المخلُوقين، وتثبت في أمره".
وبحيث أن الإدارة تعمل على الاستخدام الكُفء والفعال للموارد لتحقيق أهداف المُنظمة، فإن مُشاركة العاملين في جميع مراحل العمل والقرارات التي تتخذُها الإدارة لتحقيق أهدافها، يُشكل تفاعلًا إيجابيا واستخدامًا أمثل لقُدرات ومهارات العاملين؛ مما يُسهم في خلق رُوح التعاوُن والشعُور بالمسؤُولية، وتوفير مناخ للإبداع والابتكار والعمل الجماعي، وتحسين الإنتاجية وجودة الأداء.كما أن ذلك يُشجع على المُبادرة في التطوير والتجديد في أساليب العمل بما يتوافق مع التطورات المُتلاحقة ومُتطلبات سُوق العمل، وُصُولًا إلى تحقيق الأهداف بكفاءة وفاعلية.
وتُسهم الإدارة بالمُشاركة أيضًا في تدعيم مشاعر الارتباط والولاء للمُنظمة، وتعزيز العلاقة القائمة بين الإدارة والعاملين، وغرس الثقة في قُدراتهم؛ من خلال اهتمام الإدارة بالاستفادة من اقتراحاتهم، والتي تُؤدي إلى إصدار قرارات مُقنعة يسهُل تنفيذها من قبلهم؛ كونهم شاركُوا في صُنعها، بالإضافة إلى صياغة سياسات واضحة ومُتكاملة وفاعلة يعمل الجميع على تنفيذها.
وتتميز الإدارة اليابانية بهذا النهج، والمُرتبط بنظام الرنجي المعروف لديهم لاتخاذ القرارات، والذي يقضي بضرُورة مُشاركة جميع المُستويات الإدارية في اتخاذ القرارات؛ حيث تتم صياغة مُسودة مشرُوع القرار أو صناعته من قاعدة الهرم في المُنظمة حتى تصل إلى قمته لإقرارها.كما تُمثل فكرة حلقات الجودة اليابانية أحد الأساليب الحديثة للإدارة بالمُشاركة، ومن بين أبرز إنجازات الإدارة اليابانية في قُدرتها وفاعليتها على تحقيق أهداف الإنتاجية، وتحسين الجودة من خلال تنمية وتطوير العاملين بالمنظمة.
هذا.. وقد أصبحت الإدارة بالمشاركة اليوم مطلبا مُهما في كافة المُؤسسات مهما كانت أغراضُها، ونُؤكد على أهمية تطبيقها في إدارة مُنظمات المُجتمع المدني، التي تعتمد على العمل التطوعي، خاصة في الأندية والجمعيات الأهلية.
وعلى العُمُوم، فإن استخدام الإدارة بالمُشاركة يتطلب توافُر سمات شخصية لدى المرُؤُوسين، ومناخ تنظيمي يُساعد على تطبيق هذا النهج في الإدارة، وعلى رأسها قناعة الإدارة العُليا بأهميتها وجدوى تطبيقها.