الأربعاء، 29 أغسطس 2012

سر تفوق اليابان في الاقتصاد والمعرفة

كما يعلم الجميع أن اليابان قد خرجت من الحرب العالمية الثانية في أواخر عام 1945م باقتصاد مُخرب ومُنهار، بعد أن تم تدمير مُعظم مصانعها وأدوات إنتاجها، أضف إلى ذلك أن اليابان تُعتبر من الدول التي تُعاني من نقص ونُدرة في الموارد الطبيعية.
ولكن اليابان قد عرفت كيف تنهض بشعبها ليعيش حياة كريمة؛ فقد ركزت على الاستثمار في العقول البشرية (صُناع المعرفة)؛ وذلك من خلال الاهتمام بالتعليم والتدريب؛ فقد أسهم النظام التربوي والتعليمي الياباني والمناهج المعتمدة لديهم وطريقة تدريسها في إيجاد أفراد مُبدعين ومبتكرين، يتميزون بالصلاح ورُوح المُواطنة واحترام الغير والإخلاص في أداء الواجب، والدأب على خدمة المُجتمع والولاء للوطن دون كلل أو ملل؛ فعندهم مُصطلح إداري يعرف بنظام التوظف مدى الحياة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الشعب الياباني مُتمسك كثيرا بالعادات والفلسفات العريقة في طريقة الإدارة؛ فأسلوب الإدارة لديهم يتميز في تطوره ونموه بتفاعله وارتباطه بآثار العوامل الجغرافية والانتماء إلى الأرض والتاريخ والقيم اليابانية؛ لذلك فقد تم توظيف تلك القيم في خدمة التحديث والتطوير المعرفي لديهم.
قبل سنوات، حضرت جلسة نقاشية ضمن دورة تدريبية حضرها شباب من دُول مُختلفة في العالم؛ من بينها دُول أوروبية ومن روسيا واليابان وكوريا والصين ودول عربية، ومن خلال النقاش تعرفنا بأن الطلاب في كوريا والصين يقضون أكثر من 15 ساعة في اليوم بين الدراسة في المدرسة والمذاكرة، يتلقى خلالها الطالب مناهج متنوعة، وعند السؤال عن طول هذه الفترة، اتضح لنا أن طلب العلم لديهم يأتي في المرتبة الأولى في حياتهم، كما أن أسلوب التعليم لديهم مرتبط بواقعهم وبطمُوحاتهم المُستقبلية؛ مما يجعل الطالب يمضي كل يومه في الدراسة.
لذلك؛ نجد اليابان وكوريا والصين اليوم قد تبوأت صُفُوف الصدارة بين الدول الصناعية المُتقدمة معرفيا، بل أصبحت الكثير من الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على استقطاب واستخدام المنهج الياباني في التعليم وأسلوب الإدارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.