الاثنين، 31 يوليو 2017

المحميات الطبيعية في عُمان

السلطنة من الدول الرائدة في الاهتمام بالبيئة والمُحافظة على الحياة الطبيعية والفطرية، ومسيرة التنمية الإنسانية في عُمان مُنذ بداية النهضة المُباركة قد واءمت بين حركة التطور والعُمران والمُحافظة على مكانة التراث الطبيعي؛ لهذا ترى المحميات الطبيعية على مساحات واسعة في البلاد، وتزخر بتنوع حيوي، من نباتات نادرة وحياة فطرية فريدة.
وتبذل وزارة البيئة والشؤون المناخية ومكتب حفظ البيئة جُهُودا مضنية في تنمية وتطوير تلك المحميات، وسنَّت العديد من القوانين واللوائح للحفاظ على تلك المواقع، وفق منظُومة طبيعية مُستدامة.
إلا أنَّه لُوحظ في الآونة الأخيرة -حسب ما ينشر في الصحُف المحلية- وُجُود بعض التعديات المتكررة على الحياة الفطرية في تلك المحميات الطبيعية، وكان آخرها اصطياد مجمُوعة من الغزلان بالقرب من الجبل السعتري.
ولعلَّ يقظة تلك الجهات المعنية بحماية ما يعكِّر صفاء تلك الحياة الطبيعية قد أسهمت بصُورة جلية في الحد من هذه الظاهرة، إلا أنَّ تكرار هذا الأمر يحتاج دراسة، ووضع برامج توعوية وتسويقية تستهدف المُجتمع المحلي؛ لرفع الوعي الجمعي بقيمة هذه الأمكنة، وما تزخر به من تنوع وازدهار طبيعي.
كَمَا من الأهمية بمكان أنْ تهتم المناهج التعليمية، خاصة في المراحل الدراسية الأولى، بموضُوع المُحافظة على البيئة والحياة الطبيعية؛ كونها تُشكل روح الحياة، وتُمثل عنصرا مهما للتنمية المُستدامة والحياة المستقرة، القائمة على نظام وتوازن بيئي وبيولوجي، أساسه دوما التنوع والتكامل في الأرض.

مقرقاع


السبت، 29 يوليو 2017

ذاكرة سينمائية في قريات

في سبعينيات القرن المنصرم، شهدتْ الذائقة الثقافية تحوُّلا كبيرًا نحو الانفتاح على التنوع الثقافي والمعرفي؛ من خلال مصادر الإبداع الفني والثقافي، بتنوعها وتقنياتها المُعاصرة.
سينما قُريات.. كانت مُغَامرة ثقافية اعتمدتْ على روح الإبداع والتجديد، تحملتها شخصية مُجتمعية مُبَادِرة، تكلل جهدها بالنجاح، على الرغم من الصعوبات. إلا أنَّ الأمر لم يستمر طويلا؛ فبقيت الذكرى شاهدة على تلك الحقبة من الزمن.. فهل تعود من جديد؟!

الخميس، 27 يوليو 2017

مثل عُماني

قديمًا، كان العُمانيون يتناولون وجبة العشاء بعد المغرب مُباشرة، ويظلون في حركة حتى بعد صلاة العشاء، حينها يخلدون للنوم مُباشرة. لهذا، يقول المثل العُماني: "تغدا وتمدا، ولو الخيل توطاك.. وتعشا وتمشى، ولو طرف عصاك".

الثلاثاء، 25 يوليو 2017

العالي

من دَارِجتنا القديمة مُفردة "العالي"، يُقال: فلان سافر العالي. لم تعد هذه المفردة مستخدمة الآن، بدلالاتها القديمة، فما هي دلالاتها؟!
قبل ظهور السيارات والطائرات، كان السفر إلى الأماكن البعيدة خارج حدود الوطن، ومن دولة إلى أخرى، عن طريق البواخر أو الخشب -أي السفن- وفيها من مُعاناة البُعد والمخاطر والمصاعب الكثير نفسيًّا وجسديًّا؛ فتُوْصَف تلك السفرة بالعالي لبُعدها.

الاثنين، 24 يوليو 2017

مرجام

الأبواب الخشبية القديمة كانت تزوَّد بمغلاق من خشب أو حديد، يسمى مرجام أو حلقة، وفي دارجتنا القديمة يقال: "رجم الباب" أو "حلق الباب"؛ أي أغلق الباب. لم تعد هذه اللفظة الآن تستخدم، فاستُبدلت بمفردة "سكر"، و"قفل"، و"بند" الباب.

الأحد، 23 يوليو 2017

السبت، 22 يوليو 2017

تمنيات

خِدمة الكهرباء تُغطِّي كافة مدن عُمان، حتى المساكن في قمم الجبال وبطون الأودية تحظى بهذه الخدمة، على الرغم من وعورة التضاريس وتباعد التجماعات السكانية.
أتمنَّى من شركات الاتصالات -وعلى رأسها "عُمانتل"- أن تأخذ بإستراتيجية شركات الكهرباء.

الجمعة، 21 يوليو 2017

القيظ في قريات

أوَّل القيظ قدمي ونغال ومزناج وخزيفة، وآخره خنيزي وخلاص وزبد وخصاب.. هكذا عندنا في قُريات.

تجليات الطبيعة والماء

الجو رمادي ممطر


البحر ينضح بجانبنا بخيرات وفيرة
والجو هنا أصبح خريفيا منعشا
والسحب رمادية تلف السماء 
تسكب رذاذا باردا 
تنشره الريح على امتداد رملي
تزينه بلورات جميلة
ناصعة البياض 
وناعمة الملمس..

الخميس، 20 يوليو 2017

مياه الأفلاج

مياه الأفلاج في هذه الأيام القائظة تمتازُ ببرودة رائعة، تنعش وتنشط الجسد والفكر والروح، وهي خاصية طبيعية لا تجِد لها مثيلًا في أي تبريد صناعي.

23 يوليو المجيد.. نقلة نوعية في عُمان

".. إنَّنا نتطلع لمواصلة مسيرة النهضة المُباركة بإرادة وعزيمة أكبر. ولن يتأتَّى تحقيق ذلك إلا بتكاتف الجُهُود وتكاملها لما فيه مصلحة الجميع".
قابُوس بن سعيد
عُمان تزهو هذه الأيام بـ23 يوليو المجيد، هذا اليوم الذي أشرقت فيه شمس النهضة المُباركة كل الأرجاء. وهَا هي المسيرة تواصل مسيرة العطاء والبناء والسلام بكل اقتدار، بفضل قيادتها الحكيمة وتكاتف أبناء عُمان الكرام.
حَفِظ الله عُمان وسلطانها الكريم البار، الذي وَعَد فأوفَى، وعمل فأنجز، وكل عام والجميع في خير وسلام.

الأربعاء، 19 يوليو 2017

حوض.. غميلة

شذرات

* "تعلموا العلم، وتعلموا للعلم السكينة والحلم".
* "الدهر يومان: يوم لك ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فاصبر".
* "إنَّ خير من استئجرت القوي الأمينُ".. عندما نتأمل هذه الآية الكريمة نجد أنها لها دلالات عظيمة لمصادر القوة والكفاءة لدى الإنسان. الفكر والعلم والمعرفة، تُشكل قوة جبارة ومؤثرة في العالم لإنسان هذا العصر.
* الأمن الاجتماعي والاستقرار النفسي.. عوامل مُهمة للإبداع والابتكار في مُختلف فُنُون الحياة ومجالاتها المُختلفة.
* الإدارة الناجحة هي التي تأخذ بمُتطلبات العصر، دُون أن تنسى ثقافة المُجتمع وتوجهاته.

سياحة المغامرات في الجبل الأسود



انتشرتْ، خلال الأيام الماضية، على وسائل التواصل الاجتماعي صُورة لشاب عُماني من بلدة صياء بولاية قُريات يعتلي صخرة حادة على قمة مرتفعة من الجبل الأسود، تلك الصورة أسهمت بطريقة فاعلة في لفت الأنظار لهذا الجبل المهم والإستراتيجي.
وعلى الرغم من أنَّ ذلك الشاب لم يكن مُحترفا لتسلق الجبال بأدواتها التقليدية والمؤمنة السلامة، إلا أنَّ طبيعة سُكان ذلك المكان هم على علاقة خاصة بالصخر والجبل مُنذ نعومة أظفارهم، ومسألة تسلق الجبال هي أمرٌ عادي يُمارسونه مع إشراقة كل صباح تُشرق فيه الشمس على ذلك الجبل المهيب، المختزن بمُعطيات إنسانية وطبيعية عظيمة.
الجبل الأسود.. سلسلة جبلية شاهقة تطلُّ على عدد من القرى الجميلة، وهي امتداد طبيعي لسلسلة جبال الحجر الشرقي الممتدة من سمائل بداخلية عُمان وحتى جعلان بشرقية عُمان.
تتميَّز سلسلة الجبل الأسود بأنها تكتسب نفس خاصية الجبل الأخضر بداخلية عُمان من حيث ظرُوف الطقس وبرودة الجو؛ فدرجات الحرارة على سطحه معتدلة صيفا وباردة شتاء، وتنمو فيه أشجار ونباتات عديدة لا تُعد ولا تحصى، منها نباتات طبية مشهورة في الطب الشعبي، وهو مشهور أيضًا بنبات السعتر (الزعتر) وكذلك بالزيتون البري، ويطلق عليه محليًّا بالعتم.
يَزيِد ارتفاع هذا الجبل على أكثر من 2000 متر؛ لهذا تتكاثر فيه حيوانات فطرية عديدة كالوعل والغزال العربي... وغيرها من الحيوانات والطيور النادرة؛ لهذا خصت الحُكُومة الرشيدة جزءًا منه محمية طبيعية.
تتخلَّل هذا الجبل طرق قديمة إستراتيجية تربط ولاية قُريات وساحل بحر عُمان بولايات أخرى في داخلية وشرقية عُمان، وكذلك بالعاصمة مسقط العامرة، ولا يقصُد تلك الطرق إلا الماهر بخبايا الجبال ووعورتها، وكانتْ لها شُهرة على مر الزمان والعصور، ولها شأن في تاريخ عُمان: الاجتماعي، والاقتصادي، والعسكري.
يتميَّز هذا الجبل بانكسارات وفوالق صخرية خطيرة على حوافه، إلا أنَّ سطحه فسيح ممتد، وبه كهوف عميقة ومغارات عديدة وشهيرة، وسطحه أيضًا يفتقر للمياه إلا ما ندُر؛ بسبب الانحدارات العديدة وطبيعة صخوره النفاذية، ولو مدت له المياه من الأودية المطلة عليه كوادي ضيقة مثلا، لكان له شأن في تنمية الثروة الزراعية، خاصة في زراعة الأشجار التي تنمو في الأجواء الباردة، كما هي عليه في الجبل الأخضر في داخلية عُمان.
ما يُميِّز هذا الجبل أيضًا أنَّ قاعدته وفوالقه الصخرية، تنبع منها مياه خصبة على شكل عيون ومجارٍ للأودية الغزيرة، وتلك هي حِكمة ربانية للتفكر والتدبر في قُدرة الله، وللتأمُّل أيضًا في جمال التضاريس وعطاء الطبيعة؛ لهذا أجرى سُكان القرى المطلة على الجبل الأسود أفلاجًا عِدَّة، كما هي عليه قرى: صياء، وعرقي، والسواقم، والفليج، وقطنيت، والمسفاة، وعباية، والمزارع، وفيق، وسوقة، وعمق، ووادي العربيين، ووسال، وحريمة، وتعب... وغيرها.
تنبعُ تلك المياه من بين فوالق الصخور بكميات محددة ومُتجددة مُنذ آلاف السنين، لا يمكن للإنسان أن يتدخل فيها، وبعضها لا تتأثر أبدا بالمحل، ومتى حاول الإنسان أن يُغير طبيعة تدفقها فقد يجد غير ما يتوقعه، وهنا أذكر في سَنة من السنوات أن قام بعض الأفراد في إحدى القرى المطلة هذا الجبل بمحاولة إزاحة بعض الصخور والجنادل العملاقة التي ينبع من تحتها تلك المياه؛ بُغية الحُصُول على مياه أغزر وأوفر، وإذا بالمفاجأة بأنَّ صخرة كبيرة تقع عليهم لترديهم أموات، ولم يستطع أحد إخراجهم من تحتها إلا بشق الأنفس، حتى كاد أن يصل الأمر إلى تقطيعهم إذا لم يتم التمكن من إخراجهم من تحتها.
الجبل الأسود.. على الرغم من هذه التسمية، إلا أنه مُشرق ببياض ونقاء، وبعطاء وصفاء، يوفر البهجة والأنس والراحة لجميع الكائنات الحية التي تعيش على صفحه البهي، وتلفه السحب الناصعة دوما بحنية وسكينة.
وقد تحدَّى الإنسان وعورته وصعوبته، واستطاع أن يحولها لخدمته والبيئة التي يعيش فيها؛ لهذا تجد سُكانه لا يزال لهم ارتباط عميق بالمكان وطبيعته البكر، لم تُغريهم المدنية على الرغم من وُصُولها إليهم، تجدهم يعيشون في سكينة عميقة، والهدوء يلف مكانهم، لا ضوضاء ولا نكد، تهب عليهم نسمات صافية تنعش النفس والفكر.
استطاعَ سُكان هذا الجبل أنْ يُحافظوا على سلالة عُمانية مُهمة للماعز الجبلي، ويضرب بها الوصف؛ لهذا يقال على الذكور منها: جداية الجبل الأسود؛ فهي مشهورة بهذه الثروة ذات الجودة العالية، والتي من المُهم الالتفات إليها بعناية فائقة قبل اندثارها وفقدانها، في ظل مغريات الحضارة والمدنية الجديدة، ودُخُول سلالات حيوانية وافدة إلى هذا المكان من خارج عُمان.
وفي الختام، أتطلع أن يُنظر إلى هذا الجبل من منظور اقتصادي، فهو بحق ثروة عظيمة في مجال التنمية الزراعية والطبيعية، وكذلك في مجال الصناعة السياحية في الطبيعة والبيئة العُمانية؛ وذلك إذا ما استُثمر بطريقة صحيحة ومدروسة.

الاثنين، 17 يوليو 2017

الحناء

شجرة الحناء.. شجرة يفوح من عبق أوراقها الخضراء نسمات فرح، مُرتبطة بعمر الطفولة، وليالي العيد، وذكريات ليلة الدخلة إلى مسارات الحياة.. وهي أيضًا بعُصَارة صبغها الأحمر تنهى بها كدر الأحزان، وتعالج بها ألم الأوجاع، وترهل الأجساد الغضة، أمام تقلبات الزمن وتحديات الأيام.

الأحد، 16 يوليو 2017

أهمية التسويق في التوعية العامة

تحيَّة للفنان القدير صالح زعل الفارسي
يُشكل التسويق، اليوم، في ظل التطوُّرات المتلاحقة في العلوم الإدارية والإنسانية والتكنُولُوجية أهميَّة كبيرة لتحقيق الأهداف والغايات والرُؤى.
كَمَا لم يعُد التسويق ينحصر في الأنشطة التجارية والصناعية فحسب، وإنما دخل في جميع مجالات الحياة العصرية؛ فهُناك ما يُسمى بتسويق الذات، وفي قصة سيدنا يوسف -عليه السلام- عبرة في ذلك، عند ترشيحه واختياره ليكون أمينا على خزائن الأرض، ومبادرته بطلب ذلك من الملك، وهو دليل على أهمية هذا النوع من التسويق.
وهُناك أيضًا مجالات أخرى للتسويق؛ منها: التسويق الأخضر للسلع والخدمات والأفكار، والتسويق الجُغرافي، والتسويق الإلكترُوني، والتسويق الاجتماعي، والتسويق الانتخابي، والتسويق الابتكاري والإبداعي.. وغيرها من المجالات.
إذن؛ فالتسويق اليوم هو نشاطٌ إنسانيٌّ قبل أن يكُون تجاريًّا، فهو يقوم على مبادئ أخلاقية، ويرتكز على ما يُسمى بالمُواطنة التسويقية.
فلا يقتصرُ هدف التسويق الأساسي على تحقيق الربح وزيادة المبيعات فقط، وإنما يتعدى ذلك بكثير في تحقيق علاقة دائمة بين المُؤسسة والمتعاملين معها والبيئة التي تعمل المُؤسسة في ظلها.
كَمَا أنَّ التسويق بمفهُومه العصري يخدم جوانب إنسانية عديدة، وله دور مؤثر في نشر الوعي الجمعي، خاصة فيما يتعلق بالتوعية وغرس القيم وتغيير السلوك البشري، وتكوين صُورة ذهنية تجاه العمل الاجتماعي.
ومن بين الوسائل والطرائق التسويقية في العمل الاجتماعي: استثمار الشخصيات العامة والمشهورة في المُجتمع، كالفنانين والإعلاميين والرياضيين وكبار الكتاب، من أجل توصيل رسالة توعوية عامة أو تحقيق إستراتيجية تسويقية خاصة.
وقد شعرتُ بالإعجاب والتقدير لإحدى ولايات السلطنة، عندما اختارت الفنان صالح زعل ليكون من ضمن المساهمين في نشاطها التوعوي حول السلامة المرورية، فاختارتْ عبارات توعوية مختصرة، وتم تصميمها بطريقة فنية مُبدعة، مصحُوبة بصُورة ذلك الفنان القدير، وكأنه يتحدث إلى العابرين للطرقات بضرُورة التقيد بالأنظمة والقوانين المرورية.
لقد تمعَّنتُ كثيرا في تلك اللوحات، فرأيت لها تأثيرا بصريا؛ الأمر الذي يُسهم في خلق صُورة ذهنية إيجابية حول محتواها التوعوي؛ كون الفنان صالح زعل له قيمة فنية مؤثرة في محيطنا المحلي والاجتماعي.

السبت، 15 يوليو 2017

فرخة باب

عندما يهطل المطر

عِندما يهطلُ المطر تبتهج الجبال والأرض والشجر؛ فتنشر في الأفق رائحة فرح زكية، تنثرها مع كل نسمة هواء مشبعة برذاذ المطر؛ لتجدد النشاط والمشاعر في نفوس الكائنات، وتبعث من خلالها في الكون حياة جديدة.

الخميس، 6 يوليو 2017

الأربعاء، 5 يوليو 2017

الماء هو الحياة

عُلماء يُثبتون أنَّ شرب الماء فيه علاج سريع للتوتر والقلق، والشعور بالراحة، وله إسهام فعَّال في التخلص من الوزن الزائد، وتجديد أنسجة البشرة، والتمتع بإنتاجية أفضل في العمل.
فكلُّ خلية في جسم الإنسان تحتاج إلى الماء. ويحتل الماء 90% من الدماغ، وأكثر من 80% في الدم، ويدخل في تركيب كافة أنسجة وأعضاء جسم الإنسان.
وقديما كنا نشاهد العلاج بالماء عند العُمانيين، وذلك بقراءة بعض آيات القرآن الكريم والأدعية في إناء من الماء، ويطلب من المريض الاستحمام به أو شربه، ويسمى ذلك التبطوله.
قرأت مُؤخرا دراسة يابانية قام بها الباحث الياباني الدكتُور ايموتو خرج منها باكتشاف مذهل، وهو ان الماء يتأثر بمحيطه الخارجي، وان الكلمات الإيجابية لها تأثير كبير على ذرات المياه.
ويقول أحد الباحثين ان أكثر من 70% من جسم الإنسان ماء، ولهذا هو يتأثر ايجابا وسلبا بالكلام السلبي أو الإيجابي.
العُمانيون لهم السبق في اكتشاف ذلك مُنذ قرون، ولكن لم يحظى بذلك الاهتمام المطلوب، وها هو العلم الحديث يثبت صحة ذلك التوجه القديم.
ولهذا ينصح بشرب كمية كافية من الماء. (وجعلنا من الماء كل شيء حي).

السبت، 1 يوليو 2017

التكامل الاقتصادي

في نهاية العام المنصرم، نظَّم برنامج "تنفيذ" معرضا في مركز عُمان للمعارض والمؤتمرات، والذي أبرَز من خلاله الجُهُود التي بذلت حيال توجه قطاعات الدولة، فيما يتعلق بالتنويع الاقتصادي، وبمُشاركة واسعة من شركاء التنمية -حُكُومة، قطاعا خاصا، مُؤسسات مُجتمع مدني، مُواطنين- والذي خرج برؤية وإستراتيجيات وخطط قام بعرضها للرأي العام بشفافية ووضوح من خلال ذلك المعرض.
تشرَّفت بزيارة ذلك المعرض عِدَّة مرات بهدف استيعاب ما بذل من جُهُود تستحق الشكر والتقدير، والمُشاركة ببعض الرُؤى والمُقترحات، حيث عملت إدارة البرنامج على استقبالها بروح رحبة، تنمُّ عن إحساس وطني، ورغبة مؤسسية في إشراك الرأي العام في مجال التخطيط للمُستقبل.
كُنت أتجوَّل في المعرض بأريحية وسعادة، بفضل ذلك التوجُّه الراقي في عَرض جميع المُبادرات وطرح كل ما درس ونُوقش في أروقة الحُوارات الإستراتيجية لهذا البرنامج الوطني المهم، الذي اتَّسم بالأخذ بنظرية اقتصادية وتسويقية عصرية، يطلق عليها الاقتصاديون "نظرية التركيز"، يتم تنفيذها من خلال خطط قصيرة ومُتوسطة المدى، لتلافي المتغيرات المتسارعة في عالم المعرفة والاقتصاد والتكنُولُوجيا والتقنية الحديثة.
المُهم.. خلال ذلك التجوال في المعرض، تصادف وجودي مع مجمُوعة من الشباب؛ من بينهم طلاب ومتدربون في كلية الدفاع الوطني، يتقدمهم عدد من المسؤُولين في التخطيط الإستراتيجي، كنا جميعًا نستمع للشرح والحُوار في شتى المواضيع المطروحة.
مِن بَيْن النقاط التي طُرِحت في ذلك اللقاء السريع: مسألة التكامل الاقتصادي في محيطنا الإقليمي والعربي، وكنت من بين المبادرين في طرح هذا الموضُوع بحماس، حتى إنَّ أحد الأخوة من مُحافظة ظفار، ركَّز على طرحي، وسألني بنبرة قوية: ماذا تقصد بالتكامل؟!
وقد شرحتُ وجهة نظري في هذا الجانب، وكُنت أقصد حينها عدم تكرار تنفيذ مشاريع اقتصادية، طالما هي موجودة في محيطنا الجُغرافي، حيث يمكن الحُصُول على مُنتجاتها بقيمة أقل وبتكلفة منخفضة، والعمل على التركيز على مشاريع جديدة، وذات قيمة مضافة.
هُناك من بين الحضور ممَّن اختلف حول هذا التوجه، بل هُناك من طالب بضرُورة تكرار بعض المشاريع الاقتصادية الإستراتيجية في أكثر من موقع في السلطنة، وهي نظرة إستراتيجية للمُستقبل، خاصة فيما يتعلق بالمواد والسلع الإستراتيجية، وما يهم الأمن المائي والغذائي.
اليوم.. في ظلِّ التداعيات التي نشاهدها، والعلاقات الدولية المتضاربة في محيطنا الجُغرافي والعالمي، علينا الانتباه وإعادة دراسة فكرة ما يُسمى بالسوق العربية والعالمية المشتركة، وعلينا أن نعيد النظر في فكرة التكامل الاقتصادي، والعمل على بلورة مفهُوم عصري يحقق الاكتفاء الذاتي، بالاعتماد على الذات، مهما كانت الظرُوف والتكلفة، لا سيما فيما يتعلق بالسلع الأساسية.

مسيرة التنمية الإنسانية في عُمان

عِنْدَما نتأمَّل في إنجازات النهضة المُباركة، ومُعطيات التنمية الإنسانية المُستدامة في عُمان مُنذ عام 1970م، التي عمادها ومحورها الإنسان العُماني صناعة وصياغة، ومُرتكزها السلام كهدف إستراتيجي على المستويين الداخلي والخارجي.
نَجِد أنها مرَّت بمراحل مُختلفة من التغيير والتطوير والتجديد، وفي إطار من الهدوء والتدرج المنطقي والعقلاني المدروس، الذي يراعي ظرُوف كل مرحلة من مراحل التنمية وتحدياتها.
وهذا التدرُّج أيضًا راعَى واقع المُجتمع وثوابته الراسخة، ومُعطيات الحاضر والرؤية المُستقبلية للتنمية، مع الحفاظ على مُرتكزات وإنجازات الماضي العريق.
هَذِه الرُّؤية الإستراتيجية للتنمية، تُمثل اليوم مكانة عالية لدى العُمانيين، ولها تقدير واسع على المُستوى العالمي والدولي.