تحيَّة للفنان القدير صالح زعل الفارسي
يُشكل التسويق، اليوم، في ظل التطوُّرات المتلاحقة
في العلوم الإدارية والإنسانية والتكنُولُوجية أهميَّة كبيرة لتحقيق الأهداف
والغايات والرُؤى.
كَمَا لم يعُد التسويق ينحصر في الأنشطة التجارية
والصناعية فحسب، وإنما دخل في جميع مجالات الحياة العصرية؛ فهُناك ما يُسمى بتسويق
الذات، وفي قصة سيدنا يوسف -عليه السلام- عبرة في ذلك، عند ترشيحه واختياره ليكون
أمينا على خزائن الأرض، ومبادرته بطلب ذلك من الملك، وهو دليل على أهمية هذا النوع
من التسويق.
وهُناك أيضًا مجالات أخرى للتسويق؛ منها: التسويق
الأخضر للسلع والخدمات والأفكار، والتسويق الجُغرافي، والتسويق الإلكترُوني،
والتسويق الاجتماعي، والتسويق الانتخابي، والتسويق الابتكاري والإبداعي.. وغيرها
من المجالات.
إذن؛ فالتسويق اليوم هو نشاطٌ إنسانيٌّ قبل أن
يكُون تجاريًّا، فهو يقوم على مبادئ أخلاقية، ويرتكز على ما يُسمى بالمُواطنة
التسويقية.
فلا يقتصرُ هدف التسويق الأساسي على تحقيق الربح
وزيادة المبيعات فقط، وإنما يتعدى ذلك بكثير في تحقيق علاقة دائمة بين المُؤسسة
والمتعاملين معها والبيئة التي تعمل المُؤسسة في ظلها.
كَمَا أنَّ التسويق بمفهُومه العصري يخدم جوانب
إنسانية عديدة، وله دور مؤثر في نشر الوعي الجمعي، خاصة فيما يتعلق بالتوعية وغرس القيم
وتغيير السلوك البشري، وتكوين صُورة ذهنية تجاه العمل الاجتماعي.
ومن بين الوسائل والطرائق التسويقية في العمل الاجتماعي:
استثمار الشخصيات العامة والمشهورة في المُجتمع، كالفنانين والإعلاميين والرياضيين
وكبار الكتاب، من أجل توصيل رسالة توعوية عامة أو تحقيق إستراتيجية تسويقية خاصة.
وقد شعرتُ بالإعجاب والتقدير لإحدى ولايات
السلطنة، عندما اختارت الفنان صالح زعل ليكون من ضمن المساهمين في نشاطها التوعوي
حول السلامة المرورية، فاختارتْ عبارات توعوية مختصرة، وتم تصميمها بطريقة فنية
مُبدعة، مصحُوبة بصُورة ذلك الفنان القدير، وكأنه يتحدث إلى العابرين للطرقات
بضرُورة التقيد بالأنظمة والقوانين المرورية.
لقد تمعَّنتُ كثيرا في تلك اللوحات، فرأيت لها
تأثيرا بصريا؛ الأمر الذي يُسهم في خلق صُورة ذهنية إيجابية حول محتواها التوعوي؛ كون
الفنان صالح زعل له قيمة فنية مؤثرة في محيطنا المحلي والاجتماعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.