في نهاية العام المنصرم، نظَّم برنامج
"تنفيذ" معرضا في مركز عُمان للمعارض والمؤتمرات، والذي أبرَز من خلاله
الجُهُود التي بذلت حيال توجه قطاعات الدولة، فيما يتعلق بالتنويع الاقتصادي، وبمُشاركة
واسعة من شركاء التنمية -حُكُومة، قطاعا خاصا، مُؤسسات مُجتمع مدني، مُواطنين- والذي
خرج برؤية وإستراتيجيات وخطط قام بعرضها للرأي العام بشفافية ووضوح من خلال ذلك
المعرض.
تشرَّفت بزيارة ذلك المعرض عِدَّة مرات بهدف
استيعاب ما بذل من جُهُود تستحق الشكر والتقدير، والمُشاركة ببعض الرُؤى
والمُقترحات، حيث عملت إدارة البرنامج على استقبالها بروح رحبة، تنمُّ عن إحساس
وطني، ورغبة مؤسسية في إشراك الرأي العام في مجال التخطيط للمُستقبل.
كُنت أتجوَّل في المعرض بأريحية وسعادة، بفضل ذلك
التوجُّه الراقي في عَرض جميع المُبادرات وطرح كل ما درس ونُوقش في أروقة
الحُوارات الإستراتيجية لهذا البرنامج الوطني المهم، الذي اتَّسم بالأخذ بنظرية
اقتصادية وتسويقية عصرية، يطلق عليها الاقتصاديون "نظرية التركيز"، يتم
تنفيذها من خلال خطط قصيرة ومُتوسطة المدى، لتلافي المتغيرات المتسارعة في عالم
المعرفة والاقتصاد والتكنُولُوجيا والتقنية الحديثة.
المُهم.. خلال ذلك التجوال في المعرض، تصادف وجودي
مع مجمُوعة من الشباب؛ من بينهم طلاب ومتدربون في كلية الدفاع الوطني، يتقدمهم عدد
من المسؤُولين في التخطيط الإستراتيجي، كنا جميعًا نستمع للشرح والحُوار في شتى
المواضيع المطروحة.
مِن بَيْن النقاط التي طُرِحت في ذلك اللقاء
السريع: مسألة التكامل الاقتصادي في محيطنا الإقليمي والعربي، وكنت من بين
المبادرين في طرح هذا الموضُوع بحماس، حتى إنَّ أحد الأخوة من مُحافظة ظفار، ركَّز
على طرحي، وسألني بنبرة قوية: ماذا تقصد بالتكامل؟!
وقد شرحتُ وجهة نظري في هذا الجانب، وكُنت أقصد
حينها عدم تكرار تنفيذ مشاريع اقتصادية، طالما هي موجودة في محيطنا الجُغرافي، حيث
يمكن الحُصُول على مُنتجاتها بقيمة أقل وبتكلفة منخفضة، والعمل على التركيز على
مشاريع جديدة، وذات قيمة مضافة.
هُناك من بين الحضور ممَّن اختلف حول هذا التوجه،
بل هُناك من طالب بضرُورة تكرار بعض المشاريع الاقتصادية الإستراتيجية في أكثر من
موقع في السلطنة، وهي نظرة إستراتيجية للمُستقبل، خاصة فيما يتعلق بالمواد والسلع
الإستراتيجية، وما يهم الأمن المائي والغذائي.
اليوم.. في ظلِّ التداعيات التي نشاهدها،
والعلاقات الدولية المتضاربة في محيطنا الجُغرافي والعالمي، علينا الانتباه وإعادة
دراسة فكرة ما يُسمى بالسوق العربية والعالمية المشتركة، وعلينا أن نعيد النظر في
فكرة التكامل الاقتصادي، والعمل على بلورة مفهُوم عصري يحقق الاكتفاء الذاتي، بالاعتماد
على الذات، مهما كانت الظرُوف والتكلفة، لا سيما فيما يتعلق بالسلع الأساسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.