الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

قرارات حكيمة

قَرَارات الحُكُومة تِجَاه التعامُل مع الوضع الاقتصادي، وإعداد الميزانية العامة للدولة للعام الجديد، تسيرُ في إطارٍ من الحكمة والواقعية، ومن المُهم أنْ يكُون للمواطن دَوْر في تكييف نفسه مع طبيعة المرحلة الجديدة، والمساهمة بالتعاوُن والتكامل من أجل تحقيق مصلحة الوطن.
لا شكَّ أن مِثل هذه التداعيات تُفرز الكثيرَ من الآراء والتوقعات والتحليلات؛ لهذا على الإنسان أنْ يُحكِّم عقله وفكره في كلِّ ما يطرح على الساحة الإعلامية المفتوحة، وأنْ يستقي المعلُومات من مصادرها الحقيقية، خاصَّة فيما يتعلَّق بالجانب الاقتصادي وتوجُّهات الدولة حيال سياساتها المالية.

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

الصَّخرة البيضاء

الشَّمس تُرسِل أشعتها الذهبية إلى الأرض، ذرات فضية متسقة كخيوط تُسلِّطها الشمس على تلك الصَّخرة البيضاء، تسحر بجمالها الانسيابي تلك الأمكنة النائية بين الجبال.. لها حكاياتٌ وحكايات مع الزمان والإنسان، الفالق الجبلي بلونه البهي يحتضن بين فكَّيه تلك الجنادل، والماء يسترسل ناصعًا من تحت تلك الصخور ليحطَّ رحاله في ساقية فريفر.

وسائل الاتصال

هَذِه الصُّورة بتجلياتها هي سردٌ يحكِي تطوُّر وسائل الاتصال والتواصل بين الناس في عُمان.. عندما يتأمل الفرد الفارق الشاسع بين وسائل التواصل والاتصال بين الماضي والحاضر، وما سيؤول إليه المُستقبل من تطوُّرات متسارعة في ظل تكنُولُوجيا الاتصال والمعرفة، يجد أنَّ هذه الوسائل هي نِعمة كبيرة في خدمة البشرية والمُجتمعات لما فيها الخير والنماء.

الاثنين، 28 ديسمبر 2015

وجهة نظر

بَعْض أعضاء مجلس الشورى يستغلُّون مواقع التواصل الإلكترُونية في طَرْح رؤاهم تِجاه ما يدُور من مناقشات في المجلس لتعديل أحكام بعض القوانين، وكان آخرها فيما يتعلَّق بقانُون ضريبة الدخل، وتحديد قيمتها كنسبةٍ لبعض القطاعات الاقتصادية، والكثيرُ من تلك الرُؤى -حسب متابعتي- تدخُل في جانب الدِّعاية لنشاط العضو، وهو في حقيقته استباقٌ قد يضرُّ بتشتيت الرأي العام؛ لهذا ينبغي عدم الاستعجال في هذا التوجُّه، لأنَّ مرحلة صياغة القوانين تتطلَّب إجراءات دستورية وقانُونية حتى تكُون سارية التطبيق.

السبت، 26 ديسمبر 2015

الجمعة، 25 ديسمبر 2015

مجرد وجهة نظر

تَابعنَا، خلال الأيام الماضية، الجُهُودَ التي قَام بها مجلس الشورى تجاه التعديلات على بعض مواد قانُون ضريبة الدخل، وسمعنا الكثير من الجدل والآراء حِيَال رفع سقف الوعاء الضريبي على بعض الأنشطة الاقتصادية في السلطنة.
لا شكَّ أنَّ الظرُوف الحالية تستَوْجِب أن تكُون هُناك مُبادرات وطنية في تدعيم الدخل القومي للبلاد، وتُمثل الضرائب بأنواعها وسيلة مُهمة في تعزيز مصادر الدخل للدولة، خاصَّة في ظل الانكماش أو الكساد الاقتصادي بالنسبة لإيرادات النفط، والتي تُشكل بالنسبة للسلطنة اعتمادًا رئيسيًّا ومهمًّا لموازنتها وخُططها التنموية، خاصة في ظل محدُودية دخل الموارد الاقتصادية الأخرى، وعلى الرغم من أهميتها.
النِّظام الضريبي في أيِّ دولة يعدُّ من بين أهم القوانين التي يجب عدم التسرُّع فيها إلا بَعد دراسة مُحكمة، تأخذ في الاعتبار الواقع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للدولة، والعلاقات المتشابكة والمتبادلة بينها؛ حيث لم يعُد اليوم يُنظر إلى النظام الضريبي على أنَّه المنقذ لتمويل العجز في الميزانية، بل يُنظر له على أنه وسيلة مُهمة للتأثير في توجهات الدولة الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز سياساتها المالية؛ بما يُحقق زيادة في النمو المعرفي والانتعاش الاقتصادي، وبما يُسهم في الاستقرار المُجتمعي أيضا.
زِيَادة العبء الضريبي إذا لم يُدْرَس جيدًا، سيكُون له تأثير على مُستقبل الاقتصاد وحجم الاستثمار والتوظيف، وكذلك على المُجتمع؛ فهُناك مِنَ النَّظريات التي تؤكِّد أن المكلف القانُوني بالضريبة لديه من الطرق في نقل العبء الضريبي إلى الأمام، أي على المُستهلك النهائي، خاصة في ظل أسواق نامية تعتمد في كثير من مُنتجاتها وأنشطتها على الاستيراد.
نَظرتنا المُستقبلية يجب أن تتركَّز على إيجاد وسائل أخرى في تنويع مصادر الدخل، واستثمار قيمة الموارد الطبيعية في السلطنة، والتي إذا ما تمَّت إدارتها بطريقة صحيحة، سيكُون لها تأثير كبير لمُعالجة شح الموارد التي نعاني منها الآن.

الأربعاء، 16 ديسمبر 2015

تحليق في سماء عُمان



أيَّتها الطيور البيضاء المحلِّقة في السماء، أيَّتها الطيور المهاجرة من البلاد البعيدة، ها هي أرض المحبَّة والسلام تفتح لكِ سواحلها مُرحِّبة، امرَحي وتدلَّلي وافرشِي جناحيك في الهواء الطَّلق فرحًا؛ وغرِّدي في فضاء الكَوْن صوتا عذبا يُطرِب المتأمِّلين في جمالك.. فأنتِ أيَّتها الطيور في أمان وسلام وعيش رغيد.

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

قلعة حيل الغاف

قلعة حيل الغاف.. بُنيت في عهد السلطان السيد سعيد بن سلطان، تقف شامخة وسط البلدة، تحكي قصة تاريخ وفكر الإنسان، ورؤيته وهندسته في البناء والتعمير، تتميز القلعة بهندسة رائعة وفريدة في التصميم وتقسيماتها الداخلية، لم أرَ مثيلًا لها في عُمان، وأهم ميزاتها أنَّ مدخلها يرتفع عن القاعدة بما يقارب عشرة أمتار.
أتمنَّى إيجاد خُطة لفتح هذه القلعة لزيارة السياح والباحثين والطلاب؛ فهي حقا لها ميزة خاصة تستحقُّ التأمل في هندستها الفريدة في عُمان.

حيل الغاف

فلج حيل الغاف يسيل بغزارة هذه الأيام، يَرْوِي هذا الفلج بساتين لها مسميات عِدَّة: "الأولية، الثانية.. العشرين، الخضراء، البحرين، القطيف، البصرة، العرافة، الرويشية وأبوظبي"، وتمتاز هذه القرية بالهدوء، لا تسمع فيها إلا زقزقة العصافير وحفيف أغصان الأشجار.
حِيل الغاف.. واحة زراعية خَضْراء على الدوام؛ حيث العراقة والجمال، وروعة الطبيعة وطيبة الإنسان.

علاقة انسجام

هُناك علاقة انسجام وتكامُل بين الماضي والحاضر في عُمان، والبيئة بتشكيلاتها وتنوُّعها أضفتْ على المشهد مَيْزة مُحفِّزة للتنوع والتجديد، والانطلاق نحو المُستقبل بثبات وعزيمة أقوى.

كُنت في ضيافتهما، وحُوار سادَه الصِّدق والمحبَّة


استراحة تحت ظل حاكة صخرية

برج جبل خرموه (قلعة آسيا)/ قريات

هُناك علاقة تكامُل وانسجام بين البيئة والفكر العُمراني في عُمان.

مطرح

اللَّوْحَة مُعبِّرة بالبهجة والفرح، وعظمة التاريخ وجمال الطبيعة. 

مغارة حاكة الصلحة



جَبَل السعتري، ووادي مجلاص، يُشكلان ذاكرة تاريخية وبيئية لولاية قُريات؛ فالسعتري بامتداده وعنفوانه وهيبته ذاكرة طبيعية بما يزخر به من أشجار ونباتات وحياة فطرية نادرة، وعلى رأسها: نباتات الزعتر. ومجلاص أيضًا ذاكرة مُهمة له ارتباط وثيق بحياة الإنسان؛ ففي باطنه المياه العذبة الوفيرة، وعلى سطحه خيرات عديدة.
السعتري ومجلاص مُتلَازِمان في الامتداد وُصُولا إلى البحر، وفيهما الأسرار الكثيرة لقراءة تاريخ المكان، ولعلَّ المغارات والكهوف والمآثر الإنسانية خَيْر شاهد على عراقة تلك الأماكن المنزوية عن عيون الكثير.
مَغارة الصلحة -أو حاكة الصلحة، كما يُسمُّونها- لها قصة قديمة، تحيط بها الكثير من الآثار القديمة، تفاجأتُ اليوم كأنْ لم يكن لها وجود: عوامل عديدة طبيعية وإنسانية تسبَّبت في طمس واندثار وتغيير معالم المكان؛ فهي متروكة لتقديرات أهل الاختصاص وأهل المكان.
قصَّة مغارة الصلحة حكاية قديمة تعود إلى آلاف السنين، تحكي الرواية أن ذلك المكان كان يوما مأهولا بالسكان، وهُناك مستوطنة بشرية وحضارة إنسانية قامتْ على ضفاف ذلك المكان؛ تشتمل على مزارع وسوق ومنشآت عُمرانية، هُناك قبور قديمة لا تزال إلى قريب موجودة، ولها أشكال دائرية.
مَغارة الصلحة لها امتدادٌ في عُمق جبل السعتري، يُحكى أن جديا دخل في هذه المغارة، فوجده صاحبه في قرية السيفة على مشارف مسقط، يُعشِّش في هذه المغارة طيور مُختلفة -من بينها الخفاش- كان سُكان المكان يجمعون مخلفاتها، وتُباع بأثمان غالية على المزارعين لتسميد الخيار.
بالقُرب من هذه المغارة فرنٌ نُحِت في الصخر، يُقال إنه لصناعة الحلوى، كان البدو يتخذون من هذه الحاكة مسكنا في الشتاء وعند هطول الأمطار وطغيان وادي مجلاص على أسفل المكان.
هُناك نيَّة لسبر أسرار هذه المغارة، سيقوم به شباب متعطش لمعرفة سر هذه المغارة، وامتدادها المجهُول، وحكاياتها المخيفة، وقصصها الشيقة، وتاريخها العريق.

سالم بن خلفان البلوشي وأعماله المجيدة

تَبْقَى أعمال المُبدعين عالقة في ذاكرة الإنسان، وروزنامة التاريخ خالدة، مهما مرَّت عليها الأيام والسنون، خاصَّة إذا كانت تلك الأعمال مُرتبطة بخدمة الدين والوطن وثقافته الممتدة، المُرتكزة على قواعد ثابتة ومبادئ إنسانية راقية.
الأخ العزيز الأستاذ سالم بن خلفان بن سليمان البلوشي، مُبدع قدير في الخط العربي؛ فمُنذ طفولته وهو مُتألق في هذا المجال، عمل على تكوين نفسه وتطوير موهبته وقدراته دُون ضجيج أو مطالبات، كان يَعْمَل الليل بالنهار من أجل إبراز موهبته وتطوير مهارته في الخط، سافر واغترب، والتقى أشهر الخطَّاطين في عالمنا العربي، كان همُّه أنْ يستوعب كافة المدارس والخطوط العربية، وعندما أَتقن ذلك بجداره تفرغ لنقل خبرته التراكمية إلى الجيل الجديد.
أنشَأ معهدًا للخط العربي، وصَرَف عليه الكثير من أجل المُحافظة على المدرسة العُمانية في الخط العربي، دَرَس في هذا المعهد، وأشرف على إدارته بنفسه، كان لديه حُلم كبير في تطوير هذا المعهد.
عَمل بجد ومُثابرة على خطِّ المصحف الشريف، وحَرص على أن يكُون زخرفة وإخراج هذا المصحف بأيدٍ عُمانية، وشارك بنفسه في خط هذا المصحف الشريف، بمُشاركة ومساعدة أحد أشهر الخطاطين العرب، كُنت متابعًا لمراحل تنفيذ هذا المشرُوع، وتشرَّفتُ بالكتابة عنه في الصحافة العُمانية عندما كان وليدَ فكرة.
مشرُوعه هذا رأى النور مُنذ سنوات، بعد اثني عشر عاما بين الكتابة والزخرفة والمُراجعة من قبل الأزهر الشريف بجمهورية مصر العربية؛ فقد كان يقضي الأيَّام في السفر والترحال من أجل إنجاز هذا المشرُوع الكبير.
وَزَارة الأوقاف والشؤون الدينية –كعَادتها- خَيْرُ داعم لهذا المشرُوع؛ فقد تبنَّت طباعة المصحف بأحجام ومقاسات مُختلفة، تحت اسم المصحف العُماني، وهو تُحفة قرآنية وفنيَّة تؤكد مدى الجُهُود التي بذلها هذا الرجل لكي يُحقِّق حُلمه الكبير في خدمة كتاب الله العزيز.
هذه التحفة شكَّلت عَلامة فارِقة لفعاليات معرض الفن الإسلامي في عُمان، الذي يُقام حاليًا في جامع السلطان قابُوس الأكبر بولاية بوشر، بتنظيم من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية؛ احتفاءً بنزوى عاصمة الثقافة الإسلامية.
تحيَّة حُب وتقدير لكم أيُّها المُبدع القدير، سائِلين المولى -عز وجل- أن يُديم عليكم الصحة والعافية، وجزى الله خيرًا وأجرا تلك الأنامل المُبدعة، التي أخرجت لنا مصحفا عُمانيا وتحفة قرآنية خالدة.


الاثنين، 14 ديسمبر 2015

افتتاح المتحف الوطني

المتحف الوطني.. مُنجز عُماني لربط الماضي بالحاضر والمُستقبل، وهو تحفة معمارية، يتكامل مع محيطه المكاني وتجلياته التاريخية والحضارية. موقع المتحف الوطني في قلب العاصمة مسقط، مُقابل قصر العلم العامر، أكسبه أهمية إستراتيجية وسياحية وثقافية.

الأحد، 13 ديسمبر 2015

قب علي

القب في العرف العُماني أو اللهجة العُمانية: هو العصا الغليظة. قب علي هو حَجر كان يُستدلُّ به كعلامة فاصلة أيام طريق وادي مجلاص القديم الرابط بين قُريات ومطرح، وهو تقريبًا علامة جُغرافية لمُنتصف الطريق بين الولايتين، يقع بالقرب من السليل.
في تِلك الأيَّام كانت الوسيلة الوحيدة في التنقل الدواب، ثم ظهرتْ السيارات الكبيرة، تُسمى بعضها تريتن وعريبيا، واللاندكروزر واللاندروفر... وغيرها، والتنقل بها بمثابة سفر طويل، حتى وإن كانت المسافة ليست بالطويلة.
عِنْد الوُصُول إلى قب علي تجد الرُّكاب يتأهبون للوُصُول إلى السواقم والمخاضة للاستراحة والانغماس في مجرى الوادي، أو في فلج السواقم لإزالة التعب والغبار عن الأجساد.
فِي تلك الأيام الغابرة، كان الطريق ترابيًّا، وكثيرا ما تتعطل السيارات في ذلك الطريق بسبب وعورته؛ لهذا عندما تكُون هُناك حادثة يوصف المكان بأنه بعد أو قبل قب علي؛ للاستدلال على المكان.
قب علي، اليوم، أصبح مجرد ذكريات؛ حيث أصبح منزويًا خلف الجبال، بفضل الطرق الحديثة الرابطة بين جميع مدن عُمان.

عندما تحتضن مَوجة البحر اليابسة

عندما تحتضن موجة البحر اليابسة تعود المياه إلى البحر بهدوء، وفي طريق عودتها تمحو مياه البحر كل ما علق على الأرض، لتبدو أكثر جمالا.

السبت، 12 ديسمبر 2015

إشراقة نور

شَامِخة بشموخ الأرض التي أشرقَ منها النور، مُعْلِنا للكون عن إشراقة أملٍ جديد.. أوراقك الخضراء تطال السماء، مادَّة ظلك نحو الأفق البعيد، مُحمَّلة بالخيرات، نَاثِرة حبَّات الخرز الأخضر المشع بالحب والسلام، مادَّة جذورك في عُمق الأرض، مُشكِّلة الأمل المشرق للحياة.

الجمعة، 11 ديسمبر 2015

مطرح.. حيث الروعة والجمال

يشعُّ المكان بلَونٍ ناصع البياض، تتماهَى كخرز بلوري، تمَّ نثره على تلك الصُّخور النابتة من عُمق البحر، ترسم لوحة فرح لتستقبل ضيفها المحلق في فضاء المكان.

الخميس، 10 ديسمبر 2015

ذاكرة الطبيعة والإنسان


الخبيل/ قريات؛ حيث هدوء المكان، وذاكرة الإنسان، وروعة الطبيعة والتضاريس.

عندما يأتي المساء تهفو الكائنات للسكينة والهدوء


وجبة شتوية

مِنَ المأكولات العُمانية التي تَزْخَر بها وجبات العشاء في ليالي الشتاء الباردة: الخبز العُماني مع عسل النخل، وتسمَّى أيضًا الجولة بالعسل؛ حيث يمرس الخبز مع العسل وكميات من الثوم بطريقة فنية لا تُتقنها إلا المرأة العُمانية، ويُطلقون على هذه الوجبه "حريمة" أي مغذية وصحية، وهُناك أيضًا وجبة القروص بالعسل، إلا أنها وجبة خفيفة.
يتمُّ جَمْع عسل النخل عن طريق تراص الأوعية الخوصية المملوءة أو المكنوزة بالتمر، وعادةً يتمُّ حفظها في بخار (مخزن) مغلق، وعلى أثر الحرارة يَسِيل العسل من بين تلك الأوعية الخوصية ومساماتها الضيقة في مشهد رائعٍ وجميل، ويُجمع العسل في حفرة، ومن ثمَّ تتم تعبئته في أوعية معدنية.
لعَسَل النخل فوائد كبيرة، وهو يساعد على تنشيط الجسم، وهو له فاعلية في تدفئة الجسم وتغذيته، وأجود عسل النخل بعد العُماني: العسل البحريني، وهو أكثر شهرة لدينا هذه الأيام.

برودة الشتاء

بُرُودة الشتاء أيام زمان كانتْ أكثر قَسْوة وبرودة، إلا أنَّ البيوت الطينية كانتْ أكثر دِفئا وحميمية، خاصَّة وسط تلك الحلقة الأسرية الملتفة حول الكانون والصيردان -دفَّاية أيام زمان- أو أمام الموقد المحمر بجمر السمر، وعليه بريق الشاي يغلي ودلة القهوة تفوح، والسالفة تدور، والجدة تقص حكايات أيام زمان، ومُنجزات الجدات والأجداد.
تَجِد كلَّ فرد مادًّا يديه فوق سواهيب الجمر، وما إن يشعر بحرارة الجمر يفركها، ويمسح بها وجهه ليشعر بلذة التدفئة الطبيعية. وتنظُر أعلى الجدار ترى الدخان يَرْسم لوحة جميلة في تتابُع ليعبر إلى الخارج عبر المروق (فتحة صغيرة تحت السقف)، فكلُّ شيء في فن البناء محسوب له ألف حساب.
وعَلَى طاري الصَّردة (برودة الأرض)، تجد مياه الينابيع (أفلاجا، آبارا) دافئة، يُعجبك ذاك البخار المتصاعِد كأنه يجري تحت حرار هذا الزمان، لا تنتظر للحرار أن يسخن، فقط عق عمرك في الحوض أو في الجابية أو في ساقية الفلج، حينها تشعر بلذة المياه وسخونتها الطبيعية.
أمَّا الصِّغيرين (الأطفال)، فتراهم من أول المغرب، تجد كل واحد منهم رابطا رأسه بمصرِّ الصوف عن الراشح (النسمات الباردة)، أما اليوم فما يهجيهم عن صَوت الكنديشن؛ يحن ليل نهار.

الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

إنارة الشوارع بالطاقة الشمسية

جَمِيْع شوارع السلطنة مُنارة، وهي نعمةٌ تستحق الشكر، هُناك بعض الدول استثمرتْ الطاقة الشمسية لإنارة شوارعها، وهي تقنية قابلة للتطبيق في شوارع السلطنة، فإذا ما تم ذلك وفرنا الكثير.

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2015

بيئة داعمة للتكاثر

على الرغم من ضجيج المارة، إلا أنَّ تلك الطيور (الصناصرة) في هدوء غريب.

للتنوع جمال في الحياة

وَسط هذه البهجة من الزهور المتفتحة بألوانها المشرقة، كأنها بساط مفروش على الأرض ليستريح عليه المارة نحو تحقيق الحلم البعيد.
تظهر تلك الزهرة الوحيدة بلونها القاني الأحمر، لتشد المشهد نحو آفاق جديدة من الجمال والتأمل في الحياة وحركة الكون، مُؤكدة أن هذا الوُجُود لا يستقر ولا يستمر إلا بالتنوع والاختلاف في كل شيء.

الاثنين، 7 ديسمبر 2015

أهمية الإعلان للإعلام

الكثيرُ من وسائل الإعلام العُمانية ما زالت تسير ببطء في تعظيم إيراداتها، وزيادة حصتها من الإعلان، مقارنة بوسائل الإعلام الخاصة.
لَقد حان الوقت لوسائل الإعلام الحُكُومية أنْ تكُون لديها إستراتيجية مُستقبلية فيما يتعلَّق بهذا الجانب، بدلًا من تحميل تكلفة مصاريفها التشغيلية على موازنة الدولة.

الصورة تُمثل سردًا أدبيًّا

قديمًا، وقبل ظهور التكنُولُوجيا الحديثة وطفرتها في عالم الصحافة المقروءة، كان هُناك رسام لصفحات الجريدة قبل دُخُولها في مرحلة الطباعة؛ ذلك الفني بمثابة فنَّان لديه خيال ومهارة فائقة في توزيع المادة الصحُفية على مساحة كل صفحة من صفحات الجريدة.
عِنْدَما توضع أمامه المادة الخبرية والإعلامية مكتوبة بخط اليد، وما يرافقها من عناوين وصور، وبعد أن حجز مسبقا المساحات المخصصة للإعلانات، يبدأ في تقدير مساحة كل مادة ليحدد مكانها المناسب في الصفحة، ويتمُّ ذلك بحضور محرِّر الصفحة طبعا، فهُناك الأهم فالمهم حسب رؤية المحرر وقيمة المادة وأهميتها.
كَان ذلك الفرد لديه مقُدرة ومهارة على حساب عدد الحروف والكلمات، وفي سرعة فائقة، ليحدد المساحة المطلوبة من الصفحة؛ سواءً كان بالعمود، أو بالمقاييس المعتمدة لدى الصحيفة.
ولهَذا، عندما يكتب أيُّ صحفي مادة صحفية، عليه أن يرفق ضمن المادة المكتوبة الصور المكمِّلة للموضُوع، وينبغي أن يكتب شرحا وتعريفا مختصرا عن تلك الصور، يظهر في الصفحة تحت كل صُورة، ويسمَّى ذلك حسب ممارستي: كلام الصور، أي للصُورة كلام، طبعا الوسائل الآن اختلفتْ، وأصبحت أكثر يُسرا عمَّا كان عليه ذلك الزمان.
مَا أردتُ قوله أن الصورة (فوتوغرافية، رسما أو تشكيلا، نحتا)، بما تُشكله من واقعية للزمان والمكان والخيال؛ فهي أيضًا تُمثل سردا أدبيا راقيا جدا، حالها كحال صُنوف الأدب الأخرى، وهي أكثر فاعلية ومتعة لدى القارئ والمتلقِّي، ويُمكن من خلالها توصيل فكر وجداني وانطباعات خيالية ورسائل إنسانية عميقة ومؤثرة.






الأحد، 29 نوفمبر 2015

مُؤسسة بيت الغشّام مثالا للتكامل

قبل أيام، كتبتُ عبر هذه الصفحة مقالة مُتواضعة، تطرَّقت من خلالها إلى مفردة عميقة لها من الدلالات والمعاني الكثير في العمل الوطني، وردت في سياق خطاب قائد البلاد المفدى -حفظه اللهُ ورعاه- أمام مجلس عُمان، وهي كلمة "التكامل".
هذه الكلمة إذا ما تجلَّت بيننا، وقامت على فهم مشترك بين كافة قطاعات المُجتمع، وإذا ما صاحبتها نية صادقة وهدف واضح وغاية سامية، فإنها سوف تثمر ثمارًا لها قيمة وطنية وإنسانية غاية في الجمال والتأثير الإيجابي في مُجريات الحياة، وتكامل العمل، والبناء الوطني من أجل الوطن والإنسان والتنمية بشتى فُرُوعها وتوجهاتها الوطنية.
مَسَاء هذا اليوم، وفي رحاب النادي الثقافي، وبحضور كوكبة من كبار المسؤولين والمُثقفين، دشَّن معالي الدكتُور وزير الإعلام الموقر حلقة مُهمة من حلقات التكامل؛ تجلت في منجز معرفي جديد لمُؤسسة بيت الغشام للصحافة والنشر والترجمة والإعلان، تلك المُؤسسة على الرغم من حداثة عهدها وتكوينها، إلا أنها استطاعت أن تقدم أُنمُوذجا فاعلا لمعنى العمل التكاملي لنشر المعرفة في المُجتمع.
برامج وأنشطة عديدة تُقدمها هذه المُؤسسة لخدمة الثقافة والمُبدعين في السلطنة، وكان آخرها تدشين مجلة ثقافية جديدة "التكوين"، وإنشاء متحف متكامل في أحد البيوت الأثرية في عُمان، ناهيك عن طباعة أكثر من مائتي عُنوان لكُتَّاب من عُمان وآخرين من خارجها.
هذه المُؤسسة يُشرِف على إدارتها نخبة من الشباب العُماني الطموح، وتلقَى دعمًا ماديًّا ومعنويًّا من شخصية عُمانية طموحة، سخرت جل جهدها من أجل الوطن وخدمة العلم والمعرفة والثقافة، وقدمت دروسا واقعية لمعنى التكامل والتعاوُن بين شركاء التنمية (القطاع الأهلي، بجانب الحُكُومة والقطاع الخاص)؛ من أجل نجاح مسيرة التنمية الإنسانية واستدامتها في عُمان.
تهنئة من القلب لهكَذا جُهُود وطنية؛ فهي حقًّا تُبشر بمُستقبل مُشرق من أجل وطن يسوده التعاوُن والتكامل في جميع مجالات الحياة، وكل الشكر والتقدير لمُؤسسة بيت الغشام وكوادرها المُبدعة.

السبت، 28 نوفمبر 2015

عُمان أكثر لطافة

أحد البرامج على قناة "إم.بي.سي" يفيد بأن هُناك دراسة حول أكثر الدول لطافة مع الآخرين بين دُول مجلس التعاوُن لدول الخليج العربية؛ حيث احتلَّت سلطنة عُمان المركز الأول، وتأتي بعدها مملكة البحرين.

الخميس، 26 نوفمبر 2015

مشهد في بحر أزرق

يمتطِي قاربَه الصغير ليعبُر الضفة الأخرى من البحر، يُمسك بيد ابنه الصغير ليُجلسه بالقرب منه، يدور بينهما حديث الذكريات وأيام البحر وخيراته، يتأمل الفضاء الفسيح للبحر بتجليات ألوانه، يلحظ سوادًا عظيمًا يلف القارب من جميع اتجاهاته. طيور النورس تحلق فرحة بالأمان، تعزف سيمفونية البحر لتنشرها الريح إلى الأفق البعيد. أمواج البحر تتهادى في هدوء مُحتضِنة حصيات الشاطئ بحنية شديدة، يمدُّ الصياد شبكته إلى الماء بطريقة مذهلة، يمدُّ الطفل يده ليسحب الشبكة ليجد فيها أسماكًا صغيرة. ينثُرها بيده ليطعم بها الطيور المحلقة، يبتسم الأب ويشكره على حسن تصرُّفه، يُحرك الأب القارب نحو الضفة الأخرى من البحر.

الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

تدشين كتاب "هذه إذاعة عُمان"

كِتَاب الأستاذ عبدالله بن حمد آل علي عن ذكرياته في العمل الإعلامي، وتاريخ تطور الإذاعة العُمانية، سجلٌ تاريخيٌّ وتوثيقيٌّ يحمل بين طياته كفاحَ الرواد من أجل إيصال صوت عُمان إلى العالم.
حَفل تدشين هذا الكتاب أعاد بي الذاكرة إلى فترة التسعينيات والألفية الثانية من القرن الماضي، حين تشرُّفي بالتعاوُن مع الإذاعة العُمانية كمراسل لها في قُريات.. كل الشكر للأستاذ عبدالله على هديته القيمة، ونبارك له هذا الإنجاز الإبداعي.

شكرًا لكُما

شخصيَّتان لهما عطاء لا يُنسى في خدمة الثقافة والرياضة والإعلام وخدمة الشباب: الشيخ مُحمَّد بن مرهون المعمري رئيس الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية سابقًا، متعه الله بالصحة والعافية، والدكتُور عبدالله الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيُون، وفقه الله.

أسرابٌ من الحمام في ضيافة رجل أصيل

عَامل بسيط لكنه بهمة كبيرة، هو من مصر الغالية، وبالتحديد من بلدة طنطا الجميلة، يعمل في مطعم راقٍ في قلب مسقط العامرة، اعتاد أن يجمع ما يتركه الزبائن من بقايا طعام في إناء بدلًا من رميه في القمامة، ومع حلول المساء من كلِّ يوم، وفي وقت محدد يتحلق أمام مطعمه ضيوف دائمين.. أسراب من الحمام.
يحملُ ما جمعَه من طعام لينثره بطريقة يَضْمَن أنَّ جميع السرب قد تناول طعامه. سألته: لماذا تفعل هذا؟ قال لي: كل واحد برزقه، وكل يوم بنصيبه. لمحتُ في وجهه سعادة وهو يُطعم الحمام، وما إن انتهى الصَّحن الذي في يد هذا الرجل، وإذا بالحمام يرفع جناحيه عاليا مُحلِّقا إلى السماء في تشكيلة رائعة فرحًا بوجبة دسمة.. و"في كلِّ كبد رطبة أجر".