السبت، 20 يونيو 2015

استقبال موسم الخريف في مُحافظة ظفار


ها هي أشجار النخيل (جوز الهند/ النارجيل) في مُحافظة ظفار تتهادى فرحا، وتنحني للبحر لتعانقه بشوق وحنية في انتظار المطر، وتستقبل أمواجه ناصعة البياض بصفاء ونقاء.
وَهَا هي السحب تتهادى في السماء حُبلى بالماء، تظلِّل الأرض بخيراتها لبدء موسم جديد وأيام مُتجددة بالعطاء.
وَهَا هي أيضًا الجبال تهتز طربا بنفحات الخير، لتمحو عنها غبار الصيف ولونها الشاحب، ويعزف على صخورها الرذاذ -بنعومته وبرودته- سيمفونية المطر الخالدة، لتكسوها الخضرة من كل جانب.
مُحافظة ظفار تستعدُّ لعرس خريفي بهيج، وموسم سياحي فريد.. حيث الخضرة اليانعة، والجو اللطيف، والرذاذ المنعش، والهواء السجسج.

الخميس، 18 يونيو 2015

طلب

عِنْدَما تستمتعوا بما لذ وطاب من مشروبات ومأكولات عند فطر يومكم، تذكروا إخوانكم في فلسطين وسوريا واليمن والعراق، وسائر بلاد المسلمين وضعفاء العالم، وادعوا لهم بالخير والسلام.

الأربعاء، 17 يونيو 2015

شهر الخير

كُل عام وأنتم في نِعْمَة وخير، مُبارك لكم شهر الخير والنفحات، حفظ الله عُمان وسائر بلاد المسلمين والعالم أجمع.

الثلاثاء، 16 يونيو 2015

حفظ الله أهلنا في ليبيا

تعرَّفتُ على أصدقاء من ليبيا الشقيقة في فترة دراستي الجامعية، كانوا يتمتَّعون بمزايا مالية تدفعها لهم دولتهم تفوق الطلاب العرب، وهم أهل غيرة ونخوة وكرم.
في العام 2011م، كُنت في المملكة المتحدة، وعندما ثار الليبيون على قائدهم معمر القذافي، اجتمع عددٌ كبيرٌ منهم في الهايد بارك؛ حيث مبنى منزل سفيرهم المطل على أرقى مكان في بريطانيا، يهتفون بأن يتخلى السفير عن نظامهم، وبسطوا صُورة كبيرة للقذافي تناوبوا المشي عليها بأقدامهم، دخلتُ في تجمُّعهم، كُنت حينها أبحث عن صديق منهم، طلبوا مني أن أسير على تلك الصور بقدمي، رفضت ذلك، رأيت الغضب على وجوههم، مُدركين بأني منهم، وبعد أن عرَّفهم صديقي بأني عُماني، كادوا يرفعونني على أكتافهم فرحا باسم عُمان.
مُؤخرًا، صديقي هذا يُحدِّثني عن ألم وغصة بما آل إليه بلدهم، يقول بأن لديه ابنًا في سن المدرسة، وهو خائف عليه بعدم توافر الأمن في بلده، وقرَّر الهجرة من أجل ولده وتعليمه. قلت له يوجد لدينا مَثَل عُماني يقول: "اصبر على مجنونك على أن يجيك أجن منه"، فكُنتم تصفون القذافي بالمجنون، وها أنتم تدركون قيمة الأمن الآن، قال: بالفعل، إننا فقدنا الكثير مما كنا نعيش فيه، حفظ الله إخوتنا في ليبيا وسائر بلاد المسلمين والعالم أجمع.

الاثنين، 15 يونيو 2015

منجز جديد

مُحافظة ظفار تتشِّح جمالا وبهاء بمنجز مشرق جديد من مُنجزات النهضة المُباركة. مشرُوع مطار صلالة سيُضيف للسلطنة أبعادًا اقتصادية واجتماعية وسياحية مُهمة ضمن الرؤية المُستقبلية.
تحيَّة لأبناء مُحافظة ظفار الأجلاء، وهنيئًا لهم ولنا بهذه الخيرات والمُنجزات الرائدة.

الرأي العام

الرَّأي العام يُمثِّل، اليوم، قوة حقيقية لا يستهان بها؛ فقد شبهه بعض العُلماء والمُفكرين بالريح التي لها ضَغط وثِقل عظيم دُون أن تَرَاها ولا يُمكن أن تُمسِك بها، ولكنك تحني الرأس وتطيع.
فمِن المُهم، اليوم، أنْ تكُون هُناك مُؤسسات علمية لقياس اتجاهات الرأي العام، والتعرُّف على مطالب المُجتمع، واحتياجاته، وتوجهاته، وتوقعاته، ومدى رضاه عمَّا يقدم له من خدمات.
ومِن المُهم أيضًا: وُجُود مراكز للدراسات الإستراتيجية للانطلاق نحو مُستقبل مشرق، وفق إستراتيجية واضحة المعالم ومُحدَّدة التوجهات، وهي في الوقت ذاته ترصد الفُرص، وتعمل على الاستفادة منها، وتهيئة المُجتمع لتقبُّلها والتعامل معها.

الجمعة، 12 يونيو 2015

عادة جميلة

قديمًا.. عندما يهطُل المطر يحرص الكثير على تجميعه من المزاريب في أوانٍ لغرض الشرب؛ اعتقادًا بأنَّ مياه المطر فيه بركة وأكثر عذوبة، وسكان الجبال يحفرون لتجميعه حفرًا في الصخر ويسمونها خروس، ويستمر لديهم لفترات طويلة لشربهم، وشرب ماشيتهم، وشرب دواب الأرض جميعا.

"مو إنتو والرحمة"

مِنَ العادات الجميلة التي لا تزال مُستمرة حتى الآن في كثير من قرى عُمان، بأنَّه بعد انتهاء المطر يتزاور الأهل والجيران ليهنِّئ بعضهم بعضا فرحًا بالمطر، ويتعرَّف الواحد على الآخر إذا كانت هُناك أضرار للمساعدة وتقديم العون. 
وهُناك عِبَارة ما زالت متداولة عند اللقاء، وهي: مو انتو والرحمة (أي: كيف أنتم مع رحمة المطر)، فيرد على السائل: رحمة الله بادة، ومنهم من يرد: رحمة الله بادة على العباد، ومن ثم يتوالى الحديث عن المطر والأودية التي نزلت والأضرار التي تسببتها، وحالة الزراعة ومنسوب مياه الآبار والأفلاج.

تقنية قديمة

قد يَتَساءل البعض: كيف كان العُمانيون يتعاملون مع تقلبات الطقس وظرُوف الجو في قديم الزمان؛ حيث لا أرصاد جوية، ولا أجهزة استشعار، أو تواصل أو اتصال، كما نعيش طفرتها الآن، والحمد لله.
الواقع كان هُناك من لديه الخبرة في تقدير تغيرات الطقس، وقد أسهمت التجربة والمُمارسة والتعلم والخبرة المتراكمة في إبراز شخصيات في هذا المجال؛ فهم لديهم حسابات يضبطونها بحركة النجوم والرياح وتدفق السحب ومدى كثافتها ولونها.
يُخبرني أحد كبار السن بأن رجلا من قُريات طاف بإحدى ولايات الباطنة، ومر بالساحل ورأي تغيرات مياه البحر وحركة الموج والرياح ونوعية السحب، فنصح البحارة بضرُورة رفع سفنهم وقواربهم من البحر إلى مكان آمن، صدقه البعض وتجاهل البعض، وما إن وصل الرجل بلدته حتى سمع بأنَّ الباطنة قد اجتاحتها السيول والرياح بشدة.
كانت هُناك أيضًا طريقة في التواصل بين القرى التي تمرُّ بها الأودية؛ فإذا كانت القرى مُتباعدة، فيتم التنبيه عن طريق إطلاق النار من بندقية، فما إن يسمعها السكان حتى يتخذوا احتياطاتهم بسرعة لتفادي أضرار مياه الوادي، وإذا كانت القرى متقاربة فيتم التنبيه بالصوت؛ حيث يصرخ أحدهم بصوت عال بكلمة: الوااادي والوادوي.. والوااادووي".

من لهجتنا المحلية القديمة

في لهجتنا المحلية القديمة، هُناك كلمات تصف المطر ومدى قوته، منها مثلا:
السُّحب الركامية المتكاثفة على قمم الجبال، وفي السماء تُسمى غيوم ومفردها غيمة. وعندما يكُون المطر خفيفا جدا يسمى رهام. وعندما يكُون المطر خفيفا يسمى طشاش أو ذريذرو، وإذا قوى يسمى نفاف. وعندما يكُون المطر أقوى من ذلك يسمى ديمة، والبعض يسميها عسجة والبعض يسميها سكبه. وإذا كان المطر غزيرا يسمى سيل. والمَاء المتجمع من المطر والجاري في الوادي إذا كان خفيفا يسمى غيل، وإذا كان خفيفا جدا ويجري في ناحية واحدة يسمى غيز. وفُرُوع الوادي النازلة من فوالق الجبال وسطحها تُسمى شرجة. وإذا كان الماء يجري تحت الأرض في آمة الفلج وساقيته يُسمى ساعد. وإذا عم الوادي أماكن السكنى يسمى غرقة. وإذا صاحب المطر رياح وأمواج عاتية تُسمى ضربة، ولها حساب فلكي ومواقيت عند أهل البحر والزراعة، منها مثلا: ضربة الشلي، وضربة الحيمر، والسهيلي والأكليل، والحويطم، وضربة الثريا، وضربة السبعين، وضربة الأكيذب، ويسمِّيها أهل الشرقية قديما بأبو الدعون، ويقال إن السفن القادمة من الباطنة إلى الشرقية تضع الدعون على جانبي السفينة للحماية من الأمواج العاتية التي تثيرها هذه الضربة، ويقال أيضًا إنَّ هذه الضربة تطوي الدعون من المساطيح نظرا لشدة جريان الأودية.

فرحة بالمطر

بدأ المطر ينهمرً بخيراته على رُبى بلادي، ليسقي الأرض العطشى ويبلل الأجساد المتعبة، وينعش الأرواح من جديد، لتشق طريقها نحو العطاء بمحبة.
نَسَمات الصَّيف تهب بصيب نافع، فيما الريح تعصف بالأغصان في العلا بلحن شجي، تتراقص معه كائنات الأرض فرحة بقدوم الغيث، والشمس ترسل بأشعتها البيضاء من علا السحاب، لتبهج الكون بخير مُستمر ومُستدام، لتُشكل مشاهد رائعة من الجمال والتجانس الطبيعي والإنساني.
يَتَّكئ الصياد على ظهر قاربه، يمسح على الرمل البارد بيديه، يرسم خطوطا على الأرض، يهمس في أذن صديقه بقصص البحر وخيراته، فيما الموج كبياض الثلج ينضح بقوة، يردد الصياد أغنية البحر، مذكرا جالسيه بضربات البحر ومواسمه: هذه الأيام موسم ضربات الشلي، إما ينتهي في البحر أو يضرب في البر، ويقول عرب الأوليين: الشلي خريف.. وداعي الهنقري ضعيف.
هُناك مُزَارِع يقف في مزرعته أمام نخلة عوانة بتفاؤل شديد، تلك النخلة حبلى بالثمار اللذيذة، ومحملة بعذوق ثقيلة، مشرقة تلك النخلة بجمالها الأخاذ، تتمايل مع الريح بشموخ وبثبات وكبرياء، يهمس المزارع في أذن حفيده بأن الخصب سيعم البلاد، وسيسيل الوادي في مجراه محملا بالماء والطين، وسيتدفق الماء في ساقية الفلج عازفا سيمفونية رائعة، وسيملأ المطر قاع الطويان بالماء الوفير، وسيعود الغصن اليابس أخضر لا محالة.
في الجبل الشاوي (الراعي) يجمع قطيعه، يناديها بأسماء جميلة، يُهيَّأ لها المكان لتستريح، تظللها أغصان سمرة حانية، كأنها مظلة على امتداد واسع، ينظر الراعي إلى قمة جبل السعتري ونظره الآخر على عقبة المعمارية والجبل الأسود، السحب تغطي تلك الجبال بكثافة، ينهم بصوت عال على أغنامه بأن العشب اليابس سيخضر، يتردد الصوت في الفلاة بهدوء وسكينة، ينهم الرعد بأن المطر آت.
أطفال الحارة يلهون ويلعبون ببراءة جميلة، يرسمون بالتراب المبلل بالمطر مربعات، ويكورون طين الأرض من أجل بهجتهم بالمطر، الطفلة يبلل شعرها المنساب على كتفيها، ترفع وجهها نحو السماء فرحة بالخير، تتنفس رائحة المطر بعمق، تعزف حناجر الأطفال حينها بصوتهم الشجي نشيدا قديما.. فرحا بالمطر:
مطر.. مطر في الأنحاء
يهوي.. يهوي من علياء
قطر صافي ماء فضي
يسقي الأشجار العطشانة
يروي الأرواح الظمآنة
ربي ما أكرم إحسانه
ربي ما أجمل خيراته

السبت، 6 يونيو 2015

منظر من السليل بولاية قريات

عِنْدَما يحل المساء، تهجع الكائنات إلى عشها الأبدي بسلام.. فيما تتوارى الشمس رويدا رويدا خلف الجبال؛ استعدادا لشروق جديد، لتنشر النور على بني البشر.

بوسلا

هذه النَّخلة تُسمى عِندنا في قُريات بوسلا، وفي ولايات أخرى -خاصة الباطنة- أم السلا، لها سلا حادة وثمارها لونها أحمر، ورطبها مدورة صغيرة، كانت لها مكانة في قديم الزمان، وأصبحت ثمارها اليوم لا قيمة لها عند الكثيرين؛ لأن موسمها يأتي مع الخنيزي، وهو طبعا الألذ رطبا.

موسم نُضوج ثمار النخيل

سُبحان الله.. موسم نضوج ثمار النخيل يأتي متتابعا، فأوله يأتي القدمي والنغال، وآخره يأتي الخلاص والخصاب، وما بينهم هُناك أنواع كثيرة من النخيل بمسمياتها الجميلة وثمارها اللذيذة.
القدمي والنغال على مشارف التوديع، والبيدار يتأهب للجداد بميراده ومخلاته، والهناقرة وأصحاب المقاصير يستعدون بتهيئة المسطاح، والحضور أو الحضار يستعدون للكناز أو للهمبارة، والأطفال يتأهبون للرقاط، وطاح ميراده الجداد.
هذه الصورة لنخلة الخمري، وهي مشهورة عندنا في قُريات، تأتي بعد ثمار القدمي والنغال، رطبها لونه خمري، له طعم فريد وبارد على المعدة، قليل السكر ومُفيد جدا: رُطبا، وتمرا.
ونُضُوج ثمار الخمري قبل نضوج ثمار نخلة الخنيزي؛ فهي أيضًا في مرحلة البسر بسبب ارتفاع الحرارة هذه الأيام ونترقب رطبها اللذيذ قريبا.

حديث مع حلاق

كُنت اليوم مع أحد الحلاقين، وهو من الجنسية البنجلاديشية، تعوَّدتُ الحلاقة معه مُنذ فترة من الزمان، وأطلعني على ورقة كُتبت باللغة العربية والإنجليزية صادِرة من البلدية، تفيد بأنه على محلات الحلاقة تطبيق تعليمات وضوابط جديدة بشأن أدوات الحلاقة ذات الاستخدام الواحد، وحَوَت الورقة أسماء ومسميات تلك الأدوات، بعضها فهمتُ معناها، والأخرى بصراحة لم أفهم مقصدها لعلِّي ضعيفا في فهم أدوات الحلاقة.
المُهم، سألتُ الحلاق: هل أنت قد استوعبت المطلوب منك؟ تراه تطبيق هذا النظام سيكُون قريبا وحُدِّد يوم الثامن هذا الشهر، وإذا ما خالفت ستفرض عليك غرامة ليست سهلة، تصل إلى 250 ريالا عُمانيا.
قال لي: أرباب أنا ما فيه معلوم، البلدية وزعت علينا الأوراق بلغة لم أفهمها، وكل من يمرُّ على الدكان يشرح لي المطلوب. وبالمصادفة دخل علينا شخص أجنبي يُوزِّع أدوات الحلاقة ذات الاستخدام الواحد، سألته: من أين مصدر هذه الأدوات؟ قال لي: من دبي. سألته: وهل هذه الأدوات تمت مراقبتها من البلدية؟ قال لي: لا، نحن نبيعها على محلات الحلاقة.
فتح لي الحلاق إحداها، وإذا بها عبارة عن كيس بلاستيكي صغير، داخله شفرة للحلاقة، وفوطة بلاستيكية، ومشط، وكمام، وقطعة ورقية مربعة صغيرة جدًّا للتنشيف، سألته عن سعرها؟ قال لي: سعرها ثلاثمائة بيسة. زَوَّد المحل ببعضها وخرج.
قال لي الحلاق: هُناك تنسيق وتواصل مع الحلاقين من أجل وضع تسعيرة جديدة للحلاقة، تصل ما بين ريال أو ريال ومائتين بيسة. قلت له لِمَ هذا؟ قال: شوف أرباب، قيمة هذا الكيس ثلاثمائة بيسة، وهُناك أدوات أخرى مطلوبة أيضًا لها ثمن، وكنا نحلق بخمسمائة بيسة.. لازم زيادة فلوس، مُوه فايده هذا النظام، أنا فيه خسارة.
حاولتُ أن أشرح له فائدة هذا النظام من الناحية الصحية على الحالق والمحلوق، حسب ثقافتي المُتواضعة في هذا المجال، وشرحتُ له أنَّه ستزيد عليك كُلفة بعض الأدوات، وفي المُقابل تنخفض عليك الكلفة من جانب آخر. قال لي: كيف؟ قلت له: تراه الفوطة التي كنت تستخدمها لا حاجة لها، وشفرات الحلاقة (الموس) التي كنت تستخدمها لا حاجة لها، وكذلك المشط، ألا تعتبر تلك أيضًا تكلفة. قال: صحيح أرباب، أنا لازم أسوي شوية دسكاوند.
قلت له: بكم يعني تحلقنا الأسبوع القادم؟ قال: أشوف صديق حلاق أول، لكن لا يقل عن سبعمائة ثمانمائة بيسة أو ريال. قلت له: رفيق قوم حلق، خلينا نتصفَّد حال الدوام، حلق الكشة، وعدل اللحية مرة وحدة قبل الغلا، قال لي: حاضر أرباب ما فيه خوف، أنا باكر أروح البلدية على شان شوية كلام، كيف هذا نظام، وإذا فيه صعوبة أنا أبند دكان.. ما فيه خوف أرباب.
وعلى العموم خرجتُ من محل الحلاقة بالاستنتاجات التالية:
1- لم تسوِّق البلدية قرارها بطريقة واضحة وبلغة يفهما مجمل الحلاقين لدينا.
2- لم تحدِّد البلدية شركات محددة ومصرح لها لتسويق أدوات الحلاقة ذات الاستخدام الواحد، ولا نستبعدُ أن يقوم الوافدون بإعادة تدوير تلك الأدوات مرة أخرى وتكييسها من جديد، خاصة وأنها مستوردة من دولة أخرى، لهذا من المُهم جدا مراقبة هذا وتنظيمه.
3- مِنَ المُهم أنْ تقوم البلدية بشرح أهداف هذا القرار وآليات تطبيقه من خلال لقاء مع الحلاقين.
4- لا تتوقَّعوا أن يقوم أصحاب هذه المحلات بمتابعتها؛ فأغلبها تجارة مستترة يديرها الوافدون مشكورين، وهذا واقع يجب تقبله إذا ما أردنا الصراحة.
5- مِنَ المُهم جدا أن يكُون هُناك تنسيق بين البلدية وهيئة حماية المُستهلك بالنسبة لتحديد الأسعار.
6- القرار لا شكَّ في مصلحة الجميع، ويخدم جدا الوقاية الصحية.
شكر وتقدير لبلدية مسقط على جُهُودها الطيبة.

الجمعة، 5 يونيو 2015

المنجور

هذه آلة خشبية لرفع المياه من الآبار العميقة، اخترعها الإنسان العُماني القديم، تُسمى المنجور. الحاجة دائما أم الاختراع. عندما وقفت السبل في الحُصُول على المياه لعدم توفر الأنهار في عُمان، فكر الإنسان العُماني فأوجد قنوات الأفلاج وحفر الآبار، فهي حقا معجزة إنسانية مقياسا بإمكانيات وتقنيات ذلك العصر، هكذا هم العُمانيون دوما، صناع حضارة. لقد أدرك الإنسان العُماني مُنذ القدم أهمية المياه.
المنجور تقنية معقدة، وله مكملات من الأدوات الخشبية والحبال والدلو، ولا يكتمل عمل المنجور إلا بوُجُود حيوان الثور، الذي يتولى تدويره سيرة وجية في منخفض في الأرض يسمى الخب. وللمنجور بالإضافة إلى مهمته في رفع المياه له صوت موسيقي تطرب له الآذان والقلوب.
عندما داهمنا إعصار جونو في عام 2007م وانقطعت الوسائل الحديثة التي ننعم بخيراتها في كل منزل من مياه وكهرباء تذكر الجميع المنجور والدلو والزيلة، واذكر أنه في ذلك الوقت كنا في لجنة وزارنا أحد كبار المسئولين من مسقط، وطلب منا تحديد الأولويات من الخدمات لتوفيرها بأسرع وقت، فتحدث كل من الحضور بمطالب عديدة، وعندما أشار إلي قلت له توفير الماء.

تأملات إدارية

الإدارة حالة فطرية لدى الإنسان، إلا أن القيادة هي حالة مُرتبطة بمهارات فكرية وفنية وإنسانية، وقدرات معرفية يتم توظيفها للتأثير في الآخرين، من أجل الوُصُول لتحقيق الأهداف والغايات.
أمام الإدارة هدفان أساسيان حتى نصفها بالتميز والنجاح؛ هما: تحقيق الكفاءة والفعالية؛ فتحقيق الأول دُون الثاني يعني أن هُناك خللا في استثمار واستخدام الموارد. فلا يكُون الأداء فعالا حتى يكُون كُفأً، ولكن يمكن أن يكُون الأداء كُفأً وليس فعالا، وهذا هو الحاصل للأسف في كثير من المُؤسسات.
كثيرًا ما ترتبط الفعالية بالقيادة؛ لأنها تتطلب رؤية واضحة وأهدافا وإستراتيجيات محددة، ومبادئ وقيما مستنيرة ومُتجددة، وعادة لها علاقة مُباشرة بتحقيق الأهداف.

ظلٌّ على غصن أخضر

ظلٌّ على غصن أخضر.. فيما تلوح الشجرة بأغصانها فرحا بقدوم المطر.. المطر الذي طال غيابه في انتظار الريح والعاصفة، ظل على غصن أخضر.. يُبهج النفس والروح العطشى، وينادم الكائنات في الفضاء الفسيح أن المطر سينهمر.. نعم سينهمر، وقريبا جدا.. قريبا جدا سيعود الغصن أخضر.

الأربعاء، 3 يونيو 2015

شجرة تكيفت مع ظرُوف البيئة


الصورتان لشجرة واحدة وفي مكان واحد، لكنها في فصلين مُختلفين: الشجرة المكتسية باللون الأخضر تعود لفصل الشتاء، والأخرى ذات اللون الباهت للناظر هي نفس الشجرة لكنها في فصل الصيف.
تلك الشجرة تتمتَّع بالحياة صيفا وشتاء، وتتنفس البهجة في كلا الفصلين، إلا أنها توحي بدلالات عظيمة لمعنى التكيف مع البيئة وظرُوفها، وهي في كلا الحالتين نفعها للبيئة والإنسان لا يتوقف أبدا.

الاثنين، 1 يونيو 2015

نور القمر

ظلَّ نور القمر خافتًا أمام وَهَج مصابيح الكهرباء المزدانة في شوارعنا الفسيحة.

التنظيم غير الرسمي

عادةً ما تخلق التجمعات البشرية فيما بينها -خاصة ضمن الإطار التنظيمي الرسمي في المُؤسسات المُختلفة- ما يُسمى بالتنظيم غير الرسمي، وهو طبيعة بشرية.
هذا التنظيم غير الظاهر على مسارات الخريطة التنظيمية والهيكل الوظيفي التي تنظم العلاقات الرسمية بين الأفراد وخطوط السُلطة والمسؤُولية، يُشكل أهمية كبيرة في تنمية العلاقات الإنسانية بين البشر، ويدعم كثيرا عملية الاتصال فيما بينهم، ويساعد على نقل المعرفة وتحقيق سرعة الإنجاز.
ولَكِن من المُهم جدًّا الانتباه لضرُورة إدارته بطريقة صحيحة؛ فكثير من المكائد، وكثرة القيل والقال، وانتشار الشائعات، والتسلق على أكتاف الغير، وأخذ فُرص الآخرين، والتنافس غير البناء.. سببها جميعًا الإدارة الخاطئة للتنظيم غير الرسمي في كثير من المُجتمعات العربية.