قد يَتَساءل البعض: كيف كان العُمانيون يتعاملون
مع تقلبات الطقس وظرُوف الجو في قديم الزمان؛ حيث لا أرصاد جوية، ولا أجهزة
استشعار، أو تواصل أو اتصال، كما نعيش طفرتها الآن، والحمد لله.
الواقع كان هُناك من لديه الخبرة في تقدير تغيرات
الطقس، وقد أسهمت التجربة والمُمارسة والتعلم والخبرة المتراكمة في إبراز شخصيات
في هذا المجال؛ فهم لديهم حسابات يضبطونها بحركة النجوم والرياح وتدفق السحب ومدى
كثافتها ولونها.
يُخبرني أحد كبار السن بأن رجلا من قُريات طاف
بإحدى ولايات الباطنة، ومر بالساحل ورأي تغيرات مياه البحر وحركة الموج والرياح
ونوعية السحب، فنصح البحارة بضرُورة رفع سفنهم وقواربهم من البحر إلى مكان آمن،
صدقه البعض وتجاهل البعض، وما إن وصل الرجل بلدته حتى سمع بأنَّ الباطنة قد
اجتاحتها السيول والرياح بشدة.
كانت هُناك أيضًا طريقة في التواصل بين القرى التي
تمرُّ بها الأودية؛ فإذا كانت القرى مُتباعدة، فيتم التنبيه عن طريق إطلاق النار
من بندقية، فما إن يسمعها السكان حتى يتخذوا احتياطاتهم بسرعة لتفادي أضرار مياه
الوادي، وإذا كانت القرى متقاربة فيتم التنبيه بالصوت؛ حيث يصرخ أحدهم بصوت عال
بكلمة: الوااادي والوادوي.. والوااادووي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.