تعرَّفتُ على أصدقاء من ليبيا الشقيقة في فترة
دراستي الجامعية، كانوا يتمتَّعون بمزايا مالية تدفعها لهم دولتهم تفوق الطلاب
العرب، وهم أهل غيرة ونخوة وكرم.
في العام 2011م، كُنت في المملكة المتحدة، وعندما
ثار الليبيون على قائدهم معمر القذافي، اجتمع عددٌ كبيرٌ منهم في الهايد بارك؛ حيث
مبنى منزل سفيرهم المطل على أرقى مكان في بريطانيا، يهتفون بأن يتخلى السفير عن
نظامهم، وبسطوا صُورة كبيرة للقذافي تناوبوا المشي عليها بأقدامهم، دخلتُ في تجمُّعهم،
كُنت حينها أبحث عن صديق منهم، طلبوا مني أن أسير على تلك الصور بقدمي، رفضت ذلك،
رأيت الغضب على وجوههم، مُدركين بأني منهم، وبعد أن عرَّفهم صديقي بأني عُماني،
كادوا يرفعونني على أكتافهم فرحا باسم عُمان.
مُؤخرًا، صديقي هذا يُحدِّثني عن ألم وغصة بما آل
إليه بلدهم، يقول بأن لديه ابنًا في سن المدرسة، وهو خائف عليه بعدم توافر الأمن
في بلده، وقرَّر الهجرة من أجل ولده وتعليمه. قلت له يوجد لدينا مَثَل عُماني
يقول: "اصبر على مجنونك على أن يجيك أجن منه"، فكُنتم تصفون القذافي
بالمجنون، وها أنتم تدركون قيمة الأمن الآن، قال: بالفعل، إننا فقدنا الكثير مما
كنا نعيش فيه، حفظ الله إخوتنا في ليبيا وسائر بلاد المسلمين والعالم أجمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.