قبل أيام، كتبتُ عبر هذه الصفحة مقالة مُتواضعة،
تطرَّقت من خلالها إلى مفردة عميقة لها من الدلالات والمعاني الكثير في العمل
الوطني، وردت في سياق خطاب قائد البلاد المفدى -حفظه اللهُ ورعاه- أمام مجلس
عُمان، وهي كلمة "التكامل".
هذه الكلمة إذا ما تجلَّت بيننا، وقامت على فهم
مشترك بين كافة قطاعات المُجتمع، وإذا ما صاحبتها نية صادقة وهدف واضح وغاية
سامية، فإنها سوف تثمر ثمارًا لها قيمة وطنية وإنسانية غاية في الجمال والتأثير
الإيجابي في مُجريات الحياة، وتكامل العمل، والبناء الوطني من أجل الوطن والإنسان
والتنمية بشتى فُرُوعها وتوجهاتها الوطنية.
مَسَاء هذا اليوم، وفي رحاب النادي الثقافي، وبحضور
كوكبة من كبار المسؤولين والمُثقفين، دشَّن معالي الدكتُور وزير الإعلام الموقر
حلقة مُهمة من حلقات التكامل؛ تجلت في منجز معرفي جديد لمُؤسسة بيت الغشام للصحافة
والنشر والترجمة والإعلان، تلك المُؤسسة على الرغم من حداثة عهدها وتكوينها، إلا
أنها استطاعت أن تقدم أُنمُوذجا فاعلا لمعنى العمل التكاملي لنشر المعرفة في
المُجتمع.
برامج وأنشطة عديدة تُقدمها هذه المُؤسسة لخدمة
الثقافة والمُبدعين في السلطنة، وكان آخرها تدشين مجلة ثقافية جديدة "التكوين"،
وإنشاء متحف متكامل في أحد البيوت الأثرية في عُمان، ناهيك عن طباعة أكثر من مائتي
عُنوان لكُتَّاب من عُمان وآخرين من خارجها.
هذه المُؤسسة يُشرِف على إدارتها نخبة من الشباب
العُماني الطموح، وتلقَى دعمًا ماديًّا ومعنويًّا من شخصية عُمانية طموحة، سخرت جل
جهدها من أجل الوطن وخدمة العلم والمعرفة والثقافة، وقدمت دروسا واقعية لمعنى
التكامل والتعاوُن بين شركاء التنمية (القطاع الأهلي، بجانب الحُكُومة والقطاع
الخاص)؛ من أجل نجاح مسيرة التنمية الإنسانية واستدامتها في عُمان.
تهنئة من القلب لهكَذا جُهُود وطنية؛ فهي حقًّا تُبشر
بمُستقبل مُشرق من أجل وطن يسوده التعاوُن والتكامل في جميع مجالات الحياة، وكل
الشكر والتقدير لمُؤسسة بيت الغشام وكوادرها المُبدعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.