الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

سالم بن خلفان البلوشي وأعماله المجيدة

تَبْقَى أعمال المُبدعين عالقة في ذاكرة الإنسان، وروزنامة التاريخ خالدة، مهما مرَّت عليها الأيام والسنون، خاصَّة إذا كانت تلك الأعمال مُرتبطة بخدمة الدين والوطن وثقافته الممتدة، المُرتكزة على قواعد ثابتة ومبادئ إنسانية راقية.
الأخ العزيز الأستاذ سالم بن خلفان بن سليمان البلوشي، مُبدع قدير في الخط العربي؛ فمُنذ طفولته وهو مُتألق في هذا المجال، عمل على تكوين نفسه وتطوير موهبته وقدراته دُون ضجيج أو مطالبات، كان يَعْمَل الليل بالنهار من أجل إبراز موهبته وتطوير مهارته في الخط، سافر واغترب، والتقى أشهر الخطَّاطين في عالمنا العربي، كان همُّه أنْ يستوعب كافة المدارس والخطوط العربية، وعندما أَتقن ذلك بجداره تفرغ لنقل خبرته التراكمية إلى الجيل الجديد.
أنشَأ معهدًا للخط العربي، وصَرَف عليه الكثير من أجل المُحافظة على المدرسة العُمانية في الخط العربي، دَرَس في هذا المعهد، وأشرف على إدارته بنفسه، كان لديه حُلم كبير في تطوير هذا المعهد.
عَمل بجد ومُثابرة على خطِّ المصحف الشريف، وحَرص على أن يكُون زخرفة وإخراج هذا المصحف بأيدٍ عُمانية، وشارك بنفسه في خط هذا المصحف الشريف، بمُشاركة ومساعدة أحد أشهر الخطاطين العرب، كُنت متابعًا لمراحل تنفيذ هذا المشرُوع، وتشرَّفتُ بالكتابة عنه في الصحافة العُمانية عندما كان وليدَ فكرة.
مشرُوعه هذا رأى النور مُنذ سنوات، بعد اثني عشر عاما بين الكتابة والزخرفة والمُراجعة من قبل الأزهر الشريف بجمهورية مصر العربية؛ فقد كان يقضي الأيَّام في السفر والترحال من أجل إنجاز هذا المشرُوع الكبير.
وَزَارة الأوقاف والشؤون الدينية –كعَادتها- خَيْرُ داعم لهذا المشرُوع؛ فقد تبنَّت طباعة المصحف بأحجام ومقاسات مُختلفة، تحت اسم المصحف العُماني، وهو تُحفة قرآنية وفنيَّة تؤكد مدى الجُهُود التي بذلها هذا الرجل لكي يُحقِّق حُلمه الكبير في خدمة كتاب الله العزيز.
هذه التحفة شكَّلت عَلامة فارِقة لفعاليات معرض الفن الإسلامي في عُمان، الذي يُقام حاليًا في جامع السلطان قابُوس الأكبر بولاية بوشر، بتنظيم من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية؛ احتفاءً بنزوى عاصمة الثقافة الإسلامية.
تحيَّة حُب وتقدير لكم أيُّها المُبدع القدير، سائِلين المولى -عز وجل- أن يُديم عليكم الصحة والعافية، وجزى الله خيرًا وأجرا تلك الأنامل المُبدعة، التي أخرجت لنا مصحفا عُمانيا وتحفة قرآنية خالدة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.