هَذِه الصورة من الكريب، وهي قرية بولاية قُريات،
وكانت يوما من الأيام تعدُّ أكبر المصانع التقليدية في عُمان لإنتاج النورة، وقد أبدع
العُمانيون في تاريخهم المجيد في إيجاد الوسائل اللازمة لإنجاح هذه الصناعة؛ فهُناك
آلاف الحفر -والتي تُسمى محليًّا بـ"المهاب"، لا تزال آثارها باقية في
الكريب، والمهاب عبارة عن أفران تستخدم لحرق الحجارة لاستخراج مادة النورة
المستخدمة في البناء.
وَقَد استثمر العُمانيون الجبال المحيطة في
استخراج الصخور الجيرية من أجل هذه الصناعة، وهو بمثابة استثمار لتلك الموارد
الطبيعية وفق منظور عصرهم، وقد نجحُوا بالفعل في ذلك، بفضل فكرهم ومعارفهم، رغم
الإمكانيات المحدُودة، ولكن بعزمهم حطموا كافة المصاعب، وذللوا الطبيعة من أجل
خدمتهم.
كانتْ النورة القُرياتية يومًا تصل إلى مُختلف
ولايات السلطنة، وإلى خارج عُمان، لا سيما دُول الخليج العربي. اليوم، يقف مصنع
إنتاج النورة في قُريات بأدواته الحديثة مُكملاً المشوار في إنتاج مُختلف مشتقات
النورة بطريقة عصرية حديثة.. دُمتي بعز وفخر يا بلادي الغالية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.