ما يحدُث في سوريا العروبة والعراقة والتاريخ لا
يسرُّ عدوًّا ولا صديقًا، هُناك مشاعر إنسانية تُنتهك، ومعالم تاريخية هدمت وعبث
بها المخربون والحاقدون، ومُنجزات حضارية ألغيت من وجه الأرض، وأبرياء قد شُرِّدوا
في وجه الأرض، وأطفال يُتموا دون أي سبب، ونساء هُتكت أعراضهن، وأمهات ثُكلت في
أبنائها، ورجال وعُلماء أعزة تم إذلالهم وتصفيتهم، وطبيعة بجمالها الأخاذ قد اكتُسحت.
كلُّ العالم ينظر إلى هذه المأساة الإنسانية ببرود
شديد، وعلى رأسهم العرب والمسلمون.. ما هذه الديمُقراطية التي تسعون إلى نشرها في
سوريا والعالم، إنها إذلال للعرب والمسلمين، انتبهوا أيها العرب فإنَّ هُناك من
يحيك بكم، ويتربص بتاريخكم وبمُنجزاتكم الحضارية، هُناك من يعمل في الخفاء ووراء
الكواليس من أجل نشر الفتن الطائفية والمذهبية والعقائدية، هُناك من يعمل على نشر
الفوضى والهمجية بين الشعُوب العربية، هُناك من يعمل على إضعاف وتحجيم اقتصاديات
الدول العربية، هُناك من يعمل على تحطيم الجيوش العربية التي كان يُعقد عليها
الأمل لحماية أرض العروبة والسلام ومقدساتنا الإسلامية.
وهَا هي الفتنة تمتدُّ من دولة إلى أخرى بسبب بعض
العُلماء، الذين جنَّدوا أنفسهم من أجل خدمة أعداء الإسلام ونشر الفتن والطائفية
بين بني البشر، مُتخذين الإعلام الفاسد وسيلة لنشر سُمومهم، وتغذية أفكار الشباب، وتحويل
قناعات الناس لأغراض لا تخدم الدين ولا الإنسانية.
تبًّا للديمقراطية الزائفة التي تسعون لنشرها، طالما
لم تخدم السلام والأمن الإنساني والعالمي، انتبهوا أيها العرب والمسلمون، واعملوا
على توحيد صفوفكم في وجه الغزو الفكري الجديد، اعملوا على حماية مُنجزاتكم الحضارية،
اعملوا على أن تكُون لكم كلمة ومهابة تُرهِبون بها أعداء الإسلام والسلام والإنسانية.
جامعة الدول العربية، وكافة المُنظمات الحُقُوقية
والسياسية في العالم، عليها مسؤُولية عظيمة لوقف حمَّام الدم في سوريا، وفي غيرها
من الدول العربية، عليها مسؤُولية كبيرة تجاه المُحافظة على كرامة الإنسان السوري
الشقيق، عليها مسؤُولية المُحافظة على الإرث الإنساني في ذلك الجزء المهم من أرض
الشام، أرض الرسالات ومهد الحضارات العربية والإسلامية، اتَّعِظوا من حقائق
التاريخ، فإنَّ التاريخ سيُحاسبكم إذا تخاذلتم عن نُصرة إخوانكم ظالمين ومظلومين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انصُر
أخاك ظالما أو مظلوما"، فقال رجل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنصره إذ
كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره؟! قال: "تحجزه أو تمنعه من
الظلم، فإن ذلك نصره".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.