تَقَع مدينة قُريات في أحضان سلسلة من الجبال
والهضاب المرتفعة والمنخفضة والملتوية على شكل قوس مُتصل، حتى تنخرط إلى داخل
البحر، تتخلَّلها مسالك عديدة ودروب مُختلفة، وتنحدر منها مجارٍ للأودية. وتُشكل
تلك الجبال حماية طبيعية لها؛ كونها تُحيط بها من جميع الجهات، ما عدا جهتها
الشرقية؛ حيث تطل على ساحل ممتد شديد الروعة والجمال. وفي الوقت ذاته، يُشكل بوابة
بحُرية مُهمة على بحر عُمان والمحيط الهندي. ما يشد انتباه الزائر لهذه الوُلاية
الألوان الزاهية التي تكتسيها صخور تلك الجبال، والتدرج والتنوع الفريد لتلك
الألوان. فمُستخدِم الطريق الذي يربط مُحافظة مسقط بمحافظتي شمال وجنوب الشرقية يُمكنه
الاستمتاع بتلك الألوان البصرية الطبيعية، وهي مُختلفة من موقع لآخر. وتُمثل
الجدارية الزاهية والطبيعية على جانبيْ الطريق بعقبة قريات (جبل المعمرية)،
والواقعة عند نهاية الجبل في اتجاه مدينة قُريات، وقادما من العامرات، مثالا حيا
لروعة الطبيعة في قُريات؛ حيث تجد ألوانا بديعة ومتنوعة، بل غلبت روعة الطبيعة تلك
الخرسانة الأسمنتية الموضُوعة من أجل الحماية من تساقط الصخور؛ وذلك باكتسائها
بألوان تتماشى مع مُكونات تلك الصخور الطبيعية.
أخي الزائر والسائق، دعوة من القلب للاستمتاع
بروعة الطبيعة في قُريات وأنت تقود سيارتك على مَهَل وتأنٍ وعدم استعجال، وهي
فُرصة للتأمُّل والتفكر في قُدرة الخالق -سبحانه وتعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.