مِن المُهم أن يُسوِّق الإنسان ذاته، ويعرِّف
بقدراته ومهاراته ومعارفه وتوجهاته وخبراته، والتي تُمثل مركز القوة في الإنسان،
ولكن تسويق الذات له أصوله الشرعية، المتُمثلة في: المصداقية، والتواضع، وسمو
الهدف، والثقة في النفس، وبقصدٍ حَسَن، ونية صادقة لخدمة الوطن والمُجتمع والأمة،
وبدون غرور أو استعلاء على الغير. وأول من استخدم أسلوب تسويق الذات سيدنا يوسف -عليه
السلام- حين طلب من الملك أن يجعله أمينا على خزائن الأرض: "قال اجعلني على
خزائن الأرض إني حفيظ عليم".
وَقَد طلب سيدنا يوسف الوظيفة لأنه كان خبيرا في
التخطيط والحساب وتدبير الأموال، وبعدما تأكد له أن البلاد مُقبلة على أزمة
اقتصادية، وبحاجة لصاحب علم ومعرفة وأمانة من أجل وضع خُطة إستراتيجية طويلة المدى
لمواجهة تلك الأزمة، وأنَّه الأصلح لأداء تلك المُهمة؛ لأنه يملك الكفاءة التي
تضمن سلامة المُجتمع وحُقُوقه، وتجلب الخير لأفراده، فقد نجح -عليه السلام- بجدارة
في إدارة تلك الأزمة، وقد ذكر لنا القرآن الكريم أحداثَ تلك القصة.
ويعتبر سيدنا يوسف -عليه السلام- أوَّل من دعا إلى
التخطيط الإستراتيجي للمُستقبل، وإلى الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، وإلى
الاهتمام بالادخار وترشيد الاستهلاك وعدم الإسراف في استخدام الموارد. ودعا أيضًا -عليه
السلام- إلى الاهتمام بالتخزين لتلبية احتياجات المُستقبل، وعلم البشرية ضرُورة
وضع خُطة لإدارة الأزمات.
وَلِمن أراد التدبر والتمعن والتفكر والتأمل في توجهات
سيدنا يوسف -عليه السلام- في مجال الإدارة والتخطيط، فعليه بقراءة سورة يوسف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.