السبت، 22 يونيو 2013

من بين أسباب هجرة الموارد البشرية

أثبتتْ الكثير من الدراسات العلمية أنَّ من بين أسباب هجرة الموارد البشرية، وعدم استقرارها ورضاها الوظيفي، وخسارة الكثير من المُؤسسات لكفاءات وظيفية وخبرات متراكمة عملت على تأهيلها، وصرفت الأموال على تكوينها وتدريبها، يعُود في مجمله إلى ممارسات وسياسات إدارية لا تتوافق والنظرة الإنسانية للفكر البشري، وتقدير الإمكانات والقدرات الكامنة لرأس المال الفكري.
من المُهم جدًّا احترام كرامة الإنسان، واحترام مشاعره وحاجاته، وآرائه وتوجهاته الفكرية، وضرُورة العمل على توفير الحياة الكريمة له؛ سواءً كان داخل العمل أو خارجه، ومراعاة استعداداته وقوته وضعفه، والظرُوف المتغيرة التي تعتريه؛ وفقًا لاختلاف عمرِه، أو جنسه، أو بيئته، أو ثقافته، أو اتجاهاته الفكرية، وعدم مُعاملته كعنصر من عناصر الإنتاج يُشترى ويستغل، بل يجب التعامل معه كرأس مال فكري واجتماعي.
وَمِن المُهم أيضًا: التخطيط الجيد في الاستثمار في الموارد البشرية بطريقة علمية ومنهجية، وتسخير كافة الإمكانات للمُحافظة عليهم، والعمل على تحفيزهم وتشجيعهم وتقديرهم، والدفع بهم إلى مزيدٍ من الإبداع والابتكار، والإجادة في التطوير؛ فالموارد البشرية تُشكِّل اليوم القوة الرئيسية لأي منظمة أو دولة.
والإنسان قد كرَّمه الله -سبحانه وتعالى- بالعقل والنطق، وتسخير ما في الكون له، وميزه عن جميع المخلوقات بقدرات فكرية كامنة، تتمثل في المعارف والمهارات والاتجاهات، والتي يمكن تحويلها إلى قوة تنافسية وقيمة مضافة ذات عائد مُستمر، والاستفادة منها، واستثمارها في الإنتاج والتطوير، وإدارة التغيير، وفعل الخير، وسعادة الإنسانية.
إذن؛ فكُلما كانت الظرُوف مهيأة، والبيئة مُحفِّزة في التعامل مع الموارد البشرية، أو رأس المال الفكري، والشريك المعرفي، بطريقة عادلة وممنهجة وإنسانية، كانت النتائج باهرة في تحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي والرضا الوظيفي، وبلوغ النتائج والأهداف والغايات؛ فالدين المعاملة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.