الجمعة، 22 فبراير 2013

إستراتيجية وطنية للثقافة

ما طُرح من رُؤى وأفكار رائعة في برنامج "إستراتيجيات"، مساء أمس، من خلال استضافة عدد من المُثقفين والرواد في الثقافة العُمانية، يستحقُّ التحليل والدراسة؛ من أجل وضع خُطة إستراتيجية للمشهد الثقافي في بلادنا الغالية.
المجلس الأعلى للتخطيط، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة التراث والثقافة، ووزارة الإعلام، ووزارة الشؤون الرياضية.. جميعها معنيَّة بصياغة إستراتيجية عُمانية للنهوض بمُستوى الثقافة والمُثقفين في عُمان.
الهُموم التي ركَّز عليها المتحدثون في هذا البرنامج المهم هي بحق واقع معاش، وعُمان بحضارتها العريقة والممتدة على مر التاريخ المشرق تستحق أن تكُون لها الريادة في مجال الثقافة وعلوم المعرفة.
منذ سنوات ليست بالقصيرة، كتبتُ إلى سعادة وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية، بعد انتقال مسؤُولية الجانب الثقافي للشباب إلى وزارة التراث والثقافة، على أثر إلغاء الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية، وإنشاء بدلا منها وزارة الشؤون الرياضية، واقترحتْ خلال الرؤية المكتوبة التي تقدمتُ بها إلى الوزارة الموقرة بعض الأفكار والرُؤى للنهوض بالمشهد الثقافي في السلطنة.
ومن بينها: إعداد إستراتيجية وطنية للثقافة؛ يُشارك في صياغتها بجانب الوزارة المعنية أهل الثقافة والفكر والكتاب والصحُفيين، وطالبتُ بإيجاد مظلة واحدة للإشراف على قطاع الثقافة، ودمج بعض المُؤسسات الثقافية؛ بهدف التركيز على المنتج، بدلًا من تشتت الجُهُود والإمكانات، كما اقترحت إقامة العديد من الأنشطة والفعاليات والمُسابقات الشبابية على مُستوى الأندية.
تكرَّم سعادته باتصال هاتفي، وتحدث معي مُطوَّلا، وخرجت بنتيجة بأنَّ سعادته يُرحب بجميع الأفكار والاقتراحات، وأنَّ هُناك جُهُودا تُبذل في هذا الاتجاه، وأن الأمر يحتاج إلى تضافُر الجُهُود من قبل كل الجهات لتحقيق هذا الهدف، إلا أنَّ ما نُشاهده ونسمعه يستحق الوقوف عليه بجدية؛ من أجل عُمان العزيزة على قلوبنا جميعا، خاصة فيما يتعلق بالبنية الأساسية للثقافة.
كل الشكر للأستاذ المُهندس سعيد الصقلاوي، والمُبدع محمد الرحبي، والشاعر حسن المطروشي، على التشخيص المتقن للواقع الثقافي، والمُقترحات الطيبة التي قدَّموها للارتقاء بهذا المشهد الوطني والمهم لمُستقبل الأجيال المُتعاقبة.
وكل الشكر للمذيع المُبدع يوسف الهوتي على أسلوب الحُوار الراقي في البرنامج، ولتليفزيُون السلطنة كل التقدير والثناء على مثل هذه البرامج التي تُعنى بالوطن والمُواطن؛ فقد اتاح البرنامج للمتحدثين كل الحُرية لإبداء رأيهم بكل شفافية وواقعية.. وفَّق الله الجميع لما فيه الخير لخدمة هذا الوطن العزيز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.