قبل أيام بعد صلاة المغرب، جمعنا اللقاء الأخير في هذه الحياة الفانية بمسجد الشمالي في الجنين، انتظرته حتى يتمم صلاته، حيث لم يكن يعلم حينها عن وجودي في المسجد.
كان قلبه منشغلا بالصلاة، أطال ركعات الصلاة في خشوع، كنت أرقبه باهتمام وفرح من زاوية في المسجد، وجدته يطيل السجود والدعاء، كان يناجي ربه في خشوع وهدوء، وبشوق محب لعزيز.
ما أن أنهى صلاته، تلفت إلي بابتسامة مشرقة، نابعة من قلب مطمئن، ووجه طلق بشوش، مشاعر أخوية وإنسانية راقية، تشعرك بالبهجة والسعادة والرضا.
كان بيننا حديث الذكريات، أيام الدراسة والمذاكرة تحت ظلال الشجر، أيام فريق المعالي والنادي، فهو أحد أركان الفريق الأول بالنادي لكرة القدم في فترته الذهبية، ودعني بوداع حار، فتفرقنا.
هكذا كان لقاء الوداع مع الأخ حسين البلوشي -رحمه الله- كان -رحمه الله- صديقا تقيا نقيا وفيا، أخلاق وتواضع وصفاء قلب، كان فراقه خطبا مؤثرا ومؤلما على محبيه.. نسأل الله تعالى أن يرحمه، ويجعل جنان الخلد مثواه.
الصورة تجمعني بالصديق الوفي حسين البلوشي -رحمه الله- تعود إلى حقبة الثمانينيات من القرن المنصرم.
كتبه/ صالح بن سليمان الفارسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.