طاح الحدار.. هكذا قال البيدار بعد يوم عمل شاق: "طاح
حدار القدمي".
مُنذ الصباح الباكر يتكتف حبل طلوعه وبيده مجزه
المسنن ومحجانه المعوج ومخلبه الحاد، ينتقل من غدر نخلة إلى أخرى، يُشرطها ويُؤبرها
ويُزيل كل ما يكدر جمال وزينة رأسها.
يُلملِم الشماريخ المحملة بالعنجزيز والخلال من
بين الخوص بيده أو بمحجانه، يقوس عسق أو عراجين النخلة الغضة، يسجرها بحبل أو سرد
أو بخوصة من زورتها، يُشكلها في تنسيق رائع الجمال على محيط رأس النخلة بشكل
دائري، لتبدو وكأنها ترتدي حلة ذهبية، شماريخها تتدلى نحو الأرض، تتراقص مع كل
نسمة هواء، لتزف بعد حين بشائر القيظ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.