الجمعة، 17 مارس 2017

تحسين الصورة الذهنية عن المُستقبل

قبل أيام، استضافتْ إحدى المُؤسسات الثقافية أحد الأكاديميين من الجامعة في جلسة مفتوحة للحديث عن الوضع الاقتصادي ورؤيته للمُستقبل.
وبعد أن أنهَى المحاضر حديثه انبرى له شابٌّ وسيمٌ من الرستاق، فتوجه بسؤال إلى المحاضر قائلا: أتيت من قرية نائية في أطراف ولاية الرستاق، وسمعتُ ما سمعته من أسباب ومسببات للوضع الاقتصادي الراهن، ولكن أُرِيد أن أعرف واطمئنن على مُستقبلي ومُستقبل أولادي بعد ثلاثين عاما: كيف يكُون وضعنا الاقتصادي؟!
فكان ردُّ المحاضر هو الرجوع إلى الأرض والبحر، وفتح المزارع من جديد، وأَسْهَب في ذكر التاريخ ومُنجزاته، وكيف عاش الآباء قبل ظهور النفط، مشيرا إلى أن النفط في تراجع مُستمر اقتصاديا في المُستقبل المنظور والبعيد.
تأملتُ كثيرًا في سؤال ذلك الشاب، فما الذي جعله أن يكُون قلقا على المُستقبل؟
هذا الأمر يتطلَّب وقفة مدروسة، بحاجة إلى رؤية جديدة وروح مُتجددة للحديث عن المُستقبل، وتحسين الصورة الذهنية لمقبل الأيام؛ وذلك برُؤى محفزة وواقعية، فيها روح التفاؤل والثقة والاعتماد على النفس، وهذا يتطلب جهدًا إعلاميًّا مدروسًا.
فلَم يعُد التباكي على أخطاء الماضي وضياع الفُرص مصلحة لصناعة المُستقبل، وهذا للأسف الشديد ما نسمعُه كثيرا في الكثير من المنابر المُجتمعية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.