المُحافظة على المياه ضرُورة ملحة في هذا الزمان،
ويقول المثل العُماني: لا تسرف ولو من البحر تغرف.
أتذكر قديما أن ما يستهلكه ضغطة واحدة لسيفون
(خزان) المرحاض اليوم كان مقدار استهلاك أسرة واحدة في ذلك الزمان.
من تقنية البناء للمساجد قديما بأنها تكُون قريبة
من ساقية الفلج أو تكُون بجانبها أحد الآبار، وكان يتم نزف المياه من البئر في حوض
يبنى بالصاروج، ومن خلاله يتم الوضوء أو الاستحمام بطريقة فنية ومقننة لا تساعد
على إهدار المياه.
وقديما كان يحرص الإنسان العُماني على فسل بعض
النخيل بالقرب من المواضي، وكذلك غرس نخلة أو شجرة بالقرب من مكان الغسل في وسط
الحوش، حيث يتم استثمار تلك المياه -وهي عادة نظيفة- في ري تلك الأشجار والمزروعات
بطريقة فنية لا تخلو من فكر وعلم.
كم نحن بحاجة اليوم إلى هذه التقنية، فهُناك مياه
بكميات كبيرة تهدر في مساجدنا بطريقة غير اقتصادية وبعضها لا يتفق مع تعاليم
الدين، ولهذا فقد حان الوقت من قبل جهات الاختصاص التفكير في استثمار مياه الوضوء
في المساجد بطريقة تحقق قيمة مضافة لمكانة المسجد وقيمة المياه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.