منذ قرون طويلة تميز العُمانيون برؤية إستراتيجية
في إدارة شؤونهم باستقلالية تامة، وفق أسس وقواعد لبناء نظام فكري وإداري محكم،
يتصف بالكفاءة والفاعلية والتميز والرقي الحضاري.
انظروا إلى تلك القلاع والحصون الشامخة، المثيرة
في البناء والفخامة والتصميم الهندسي، والتي يعود تاريخ بعضها إلى ما قبل الميلاد.
تمعَّنوا جيدا في التخطيط العُمراني للقرى
والأسواق والأحياء السكنية.
ركزوا جيدا في تقسيم الأراضي الزراعية، والواحات
الخضراء، والحدائق المعلقة في مدرجات الجبال وقممها العالية.
تفكروا بعمق في نظام الأفلاج، وطريقة تأسيسها
وتكوينها، وتوزيع مياهها بطريقة علمية، والتي وقف أمامها عُلماء العصر بانبهار.
تابعوا التاريخ والشواهد التاريخية: الفكرية منها
والمادية للحضارة العُمانية، والتي يعود تاريخها إلى قرون عديدة.
ادرسوا النظم الإدارية والسياسة والاجتماعية للحضارة
العُمانية عبر التاريخ، ونشاطاتها البحرية والتجارية مُنذ القدم، وتوجهاتها الإنسانية
نحو نشر السلام العالمي.
ستجدون في ذلك كله أنَّ عُمان قد شكلت على مر
العصور حضارة مجيدة، أسهمت بفاعلية في تطور الفكر الإنساني وتقدم علومه المُختلفة.
هذا الأمر يتطلب استغلاله إيجابيا في ترسيخ مفاهيم
تربوية وتعليمية عصرية، تنطلق منها الأجيال الحالية والقادمة بقوة معرفية؛ من أجل
بناء وطنهم، وخدمة مُجتمعهم بطريقة أكثر فاعلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.