هذا الفلج له ذكريات عند كل أبناء قُريات؛ فقديما
قبل رصف الطريق الذي يربط مطرح بقُريات، كان هُناك طريق ترابي قامت بتمهيده دائرة
التحسينات في ستينيات القرن الماضي. ومَسَار هذا الطريق يمر عبر وادي مجلاص، مرورا بالسواقم والسليل
ووادي حطاط، ثم وادي عُدي، وحتى مطرح، وكانت تسلكه سيارات محدُودة ذات الدفع
الرباعي، من نوع لاندروفر واللاندكروزر.
وكثيرًا ما تجد تلك السيارات في ذلك الزمان مزدحمة
بالركاب، وهي كثيرة التوقُّف بسبب انفجار إطار، أو توقف مفاجئ للسيارة؛ وذلك بسبب
وعُورة الطريق، وكثرة الركاب، الذين تراهم جلوسا، ومنهم من يتعلق وقوفا.
وتُعتبر السواقم والمخاضة في ذلك الزمان نقطة
استراحة مُهمة للركاب؛ حيث ينغمس الركاب في فلجها البارد الزلال، بعد عناء مشقة
السفر الطويل، بمقياس ذلك الوقت، ولإزالة غبار الطريق عن أجسادهم وثيابهم.
أمَّا الآن، فالأمر أصبح مُختلفا بوُجُود الشوارع
المسفلتة الواسعة، التي عمت كافة أرجاء عُمان في عهد النهضة المُباركة، وأصبح
القليل يمر على هذا الموقع.. هذا من ذكريات فلج السواقم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.